
ابتسمت: “كويسة يا حبيبي.”
بص لملك بحرج: “إزيك يا ملك؟”
ابتسمت وهي بتحاول تخفي حرجها: “بخير يا حبيبي، ادخل غير هدومك يكون عمي رجع ونتغدى يلا.”
انسحب نادر، وفاتن بصت لملك: “ادخلي لجوزك شوفيه.”
ملك استغربت وقالت بحيرة: “هو هيغير و…”
قاطعتها فاتن بحدة: “جوزك يجي من بره تدخليله، تشوفيه محتاج حاجة؟ محرج من حاجة؟ عايز حاجة؟ اتعودي على كده. يدخل تسيبي كل اللي في إيدك وتستقبليه، دي همس العيلة اللي كنت بقول ما بتفهمش حاجة، بتجري على جوزها تتعلق في رقبته.”
ملك كانت مصدومة من كلام فاتن، وحاولت ترد: “أنا بهتم بجوزي، بس حضرتك…”
فاتن قاطعتها تاني: “ما تتحججيش بحضرتي. بتهتمي بيه يبقى تهتمي بيه في كل وقت، ما تقوليش بقى حضرتي ولا أبوكِ ولا أمك ولا أبوه ولا أي حد.”
ملك ما نطقتش، سابت فاتن وخرجت من المطبخ وهي متضايقة. دخلت أوضتها، نادر شافها وحاول يضمها بس لاحظ تكشيرتها: “مالك يا قلبي؟”
شدها عليه وهو بيفرد تكشيرتها: “أمي عملت فيكِ إيه؟”
انف,جرت فيه: “تخيل بتتهمني إني مهملة في جوزي علشان ما استقبلتكش بطريقة عجبتها وما اتعلقتش في رقبتك زي همس!”
نادر حاول يكتم ضحكته: “سوري يا روحي، بس ما اتخيلتش أمي تتخانق معاكِ بسبب حاجة زي دي.”
ملك كانت متغاظة: “ابعد عني وكمل ضحكك في مكان تاني، قال اهتمي بجوزك قال.”
نادر ضمها وهو بيضحك: “بس يا حبيبتي ده تقدم، إنها تتخانق معاكِ على حاجة زي دي. دي حاجة حلوة، مش وحشة.”
ملك بغيظ: “لا يا حبيبي، هي عايزة تقول إني زوجة فاشلة أو مش قايمة بواجبي.”
نادر حاول يهديها: “روح قلبي، هي بتناغشك حاليًا. دي أول مراحل التقبل عندها. التجاهل اللي تقلقي منه، لكن طالما بدأت تتخانق معاكِ فهي كده بدأت تتقبلك. دي خطوة كويسة على فكرة.”
جرس الباب رن، فنادر علق: “أكيد أبويا، أطلع أفتحله ولا نسيب أمي تفتح؟”
ملك بغيظ: “اطلع بدل ما تقول سايبني وقاعدين جوه حتى الباب مش عايزين يفتحوه.”
نادر ضحك وطلع يفتح، بس فاتن كانت فتحته بالفعل. خاطر دخل وبص لملك: “الغدا لسه بدري ولا إيه؟”
ملك وقفت بابتسامة: “لا، كل حاجة جاهزة.”
راحت على المطبخ وهو علق: “هساعدها بعد إذنكم.”
خاطر كان بيراقب ابنه، بعدها بص لفاتن: “مش هتساعديها ولا إيه؟”
فاتن ردت بغيظ: “ما تخليك في حالك يا راجل أنت! الله. بعدين ما أنا كنت بساعدها ولسه خارجة، هي هتغرف يدوب الأكل وجوزها معاها، لازم أروح ألزق فيهم يعني؟”
خاطر اتنهد: “قومي يا ولية ساعدي البت. تلاقيها أول مرة حد يكون عندها. شوفيها واعتبريها زي بناتك اللي ما بتخرجيش من المطبخ طول ما هما فيه.”
فاتن بتهكم: “أديك قولت بناتك.”
خاطر بذهول: “وهي بقت بنتك طالما اتجوزت إبنك. وغلاوتها تبقى من غلاوة إبنك.”
فاتن قامت بغيظ: “لا، أقوم أحسن الضغط يعلى عليا، وأنا مش ناقصة. أقوم أرحملي.”
نادر دخل المطبخ وشاف ملك واقفة بتجهز، ضمها من ظهرها: “أساعدك إزاي يا روحي؟ قولي.”
ردت بتوتر: “إنت عايز أمك تدخل تقولي بتشغلي ابني؟ اطلع اقعد جنب أبوك وإنت ساكت.”
ضحك عليها: “أمي مش من النوعية دي، بالعكس هي من أنصار المساواة.”
بصتله بتهكم: “ولحد عندي وهتبقى من أنصار وأد البنات، اطلع بره يا نادر.”
ضحك أكتر: “لا لا، انتِ كده ظالماها بجد.”
شافها متعصبة، لفها علشان تواجهه وأخذ المعلقة من إيدها ورفع وشها: “روح قلبي، بجد هي بس عايزة تتكلم معاكِ أو تاخد خطوة ناحيتك، وده اللي طلع معاها. خدي خطوة انتِ كمان، الكلام في حد ذاته بيكون أول الخطوات.”
سمعوا صوت فاتن بتتحمحم، فنادر ساب ملك: “تعالي يا ست الكل، ادخلي.”
فاتن دخلت بابتسامة خفيفة: “أساعدكم في إيه؟”
نادر بابتسامة: “إنتِ كفاية بس تنورينا يا فتون.”
ردت عليه بضحكة خفيفة: “بطل بكش يا واد، وقولي أساعد إزاي؟ ملك، هتحطي الصواني دي زي ما هي ولا هتوزعيها في أطباق؟”
ملك بحيرة: “معرفش صراحة، براحتكم.”
فاتن شمرت أكمامها: “هاتي طبقين توزيع كبار.”
نادر قعد يراقبهم مبتسم وهما بيشتغلوا مع بعض.
الرجالة رجعوا من الصلاة، والكل وقف يستقبلهم. سيف أول ما شاف همس ابتسم وبعتلها بوسة في الهوا بدون ما حد يلاحظ، أو على الأقل هو تخيل كده.
سبيدو سلم على الكل، خاصة هوليا اللي ضمته بنفس طريقة سيف ورحبت بيه. سلوى سلمت عليه بتحفظ، لكن كان واضح إن فيه تقبل أكتر من الأول. لما وصل عند آية، احتار يسلم عليها إزاي.
مدت إيدها، وهو سلم عليها ولفها: “إنتِ على طول حلوة كده؟”
ردت بحرج: “سلم على باقي الناس.”
بص حواليه ولقى ميرفت، فآية عرفته عليها وعلى دارين بنتها بشكل رسمي. بعدها بص ناحية همس، اللي كان سيف جنبها حاطط دراعه حواليها وبيكلمها. علّى صوته: “باشمهندسة، إزيك؟”
ردت بابتسامة: “إزيك يا سبيدو؟ أخبارك إيه؟”
“فضل ونعمة، الحمد لله.”
عواطف أعلنت إن السفرة جاهزة، فالكل اتلم حواليها في جو مليان ضحك وصخب.
دارين سألت بفضول: “هو إيه سبيدو دي؟ أكيد ده مش اسمك؟”
رد بابتسامة مجاملة: “لا، أكيد مش اسمي.”
آية كملت: “اسمه سعد، سبيدو مجرد لقب.”
دارين بفضول أكتر: “اللقب ده إيه؟ بيدل على حاجة يعني؟”
سبيدو حس إن فضولها زايد واستغرب، خصوصًا إنها كانت بتضايق في همس امبارح، والنهاردة دورها على آية؟ رد ببرود: “سبيدو جاية من كلمة speed، بس كده.”
استغربت أكتر: “وإيه علاقة الكلمة دي باسمك؟ إيه علاقتك بالسرعة؟”
بحرج واضح: “ده موضوع قديم ولقب عادي، ما تشغليش بالك بيه.”
دارين أصرت: “كده بقى عندي فضول أكتر وأكتر.”
آية وضحت: “سبيدو كان بينظم سباقات عربيات أيام الجامعة، فعشان كده اللقب جه من هنا.”
دارين بحماس: “واو! طيب ما ينظم دلوقتي سباق لينا؟”
سلوى ردت بحزم: “قالك موضوع قديم، وآية قالتلك أيام الجامعة، فإيه بقى؟”
خلصوا الأكل، لكن فضلوا قاعدين بيتكلموا ويهزروا.
همس كانت بتعاكس سيف، حطت إيدها على رجله، وهو كمل كلامه عادي. لما طلعت بإيدها لفوق تحت التيشرت بتاعه، مسك إيدها وبصلها، شبك إيده في إيدها وضمها.
سلوى بصت لهمس بابتسامة: “همس، لو سمحتي بلّغي عواطف تحضر القهوة والحلو ويجيبوه .”
حاولت تفك إيدها من بين إيدين سيف، لكن هو ما سابش إيدها. وقفت بتشد إيدها بحرج، والكل لاحظ حركتهم.
سلوى وقفت: “خليكِ طيب جنبه، هروح أنا.”
همس حاولت تقنعها: “ماما، خليكِ.”
سلوى ابتسمت واتحركت، وهو ساب إيد همس بعدها. راحت ورا سلوى بحرج، ولما دخلوا، حاولت تعتذر: “سوري يا ماما، بس…”
قاطعتها بابتسامة دافئة: “ما تعتذريش يا حبيبتي، وروحي خليكِ جنب جوزك.”
طلعت همس ولقت الكل سايب السفرة، وقبل ما تدخل، سيف شدها لحضنه: “إنتِ قد الحركة اللي عملتيها دي؟”
ضحكت: “أنا عملت إيه؟ أنا بريئة.”
شدها أكتر: “مالك حلوة بقى كده أوي النهاردة؟ وكل يوم بتزيدي حلاوة.”
استغربت: “أنا يا إبني؟ إن شاء الله يجبر بخاطرك يا روحي.”
ضحك: “إنتِ هتشحتي ولا إيه يا روحي؟”
لفت إيديها حوالي رقبته: “أيوه، هشحت يومين، يومين يا سيف علشان خاطري وحياتي عندك.”
نفخ بحيرة: “بلاش حياتك دي، بجد معنديش أغلى منها. صدقيني، هحاول، بس إنتِ عايزة كلنا نطلع. يعني أنا، مروان، سبيدو، وبدر، مين يفضل في الشركة؟”
بحيرة: “يعني الدنيا هتتهد في يوم؟ طيب قول لعمي يروح هو.”
غير الموضوع: “ربنا يسهل. المهم، أنا طالع هنا أخط*ف بوسة.”
صدرت خدها: “اخ*طف.”