
تتجوز واحد قريّب منها وعارف عنها كل حاجة”
“بس أنا مش قريّب منك!”
التفتت له بعدم فهم لتجد وجهه على بعد إنشات من
وجهها فارتدت للخلف بخجل ليقرّبها منه مرة أخرى وهو
يهمس بجانب أذنها:”أنا مش حد قريب منك يا جويرية,
أنا نصّك التاني”
نبض قلبها بقوة وهي غير قادرة على الابتعاد عنه ليزفر
بقوة وهو يقول مبعدا نفسه عنها متظاهرا بالمرح:
“عايزة الفرح امتى يا بنّوتّي؟!”
“بعد 6 شهور”
صُدِمَ بقوة فارتد للخلف وهو يهتف:”ايه؟! 6 شهور يا
جويرية؟ ليه لسه هتعرفيني وال هتدرسي أخلاقي؟
راعي فرق السن اللي بينا والحقي اتجوزيني قبل
ما اعجّز يابنتي”
ضحكت بقوة على أسلوبه ليبتسم وهو يقول:
“طب ايه رأيك نقسم البلد نصين؟!”
رمقته بعدم فهم فقال:”يعني خلّيهم 3 شهور وأمري لله”
فكرت للحظات قبل أن تقول:”ماشي”
رمقها بعدم تصديق وهو يقول:”وافقتي بجد؟!”
ضحكت بقوة وهي تقول:”عايزني أرفض وال ايه؟!”
“لا طبعا.. بس قولت هحتاج مجهود وهستخدم سحري
وكده”
ابتسمت بمرح وهي تقول:”عشان تعرف بس انت غالي عليا
اد ايه”
اقترب منها هامسا:”أد ايه؟!”
ارتبكت من قربه فلم يتمالك نفسه ليختطف قبلة
خفيفة من ثغرها قبل أن يُبعِد نفسه بقوة عنها ويغادر
دون كلمة أخرى .
ثلاثة أشهر ابتعد عن المنزل فيها فقط ليدللها كما أرادت
فكان يذهب لها موعد ويرافقها للخروج بموعد.. حتى
الحديث بالهاتف كان بموعد كأي خطيبين ..
فعل كل ذلك من أجلها, من أجل ألا تشعر بالاختلاف
والحزن من وضعها وهي كادت تحلّق من السعادة بما
يفعله معها إذا ما الذي تغيّر؟!
هناك ما حدث بالزفاف جعلها تبتعد عنه بعدها!
حتى ليلة زفافهما قضتها بأحضان والدته بحجة أنها
المرة الأولى التي تبتعد عنها بها ولم يعترض على
الرغم من غيظه الشديد إلا أنه تمالك نفسه وهو
يعدها بينه وبين نفسه بتخليص كل ما تفعله منها
فيما بعد.. ولكن حتى صعودهما على متن الباخرة لم
يغيّر من الأمر شيئا.. تتظاهر بالمرض وتتحاشاه, حتى
اقترابه منها تحججت أنه لا يصلح بهذه الفترة وهو لا يعلم
إذا كانت حقا كما تقول أم أنه جزء من خطة الابتعاد
عنه!
زفر بحنق وهو ينهض ليبدّل ملابسه فقد اقترب وقت
الغداء وبالتأكيد سيجدها بمكانها المفضّل على سطح
الباخرة شاردة كما كل يوم .
يتبع