
انتفضت ترمقه بعدم تصديق وهي تقول:”عمل ايه؟”
ضحك عاليا وهو يغمزها:”اتصل وبلّغه الرفض وقاله
الأصول كان يكلمه هو لأنه الكبير أو حتى يخلّي
والدته هي ال تكلم ماما.. ياختي حسسني اني
كيس جوافة كده وماليش لازمة”
لم تتمالك نفسها فضحكت ليبتسم قائلا:
“ايوة كده خلّي الشمس تطلع تاني, عمرو ده ماتقدمش من
زمان ليه؟ كان حرّك الجبل من زمان”
ابتسمت بحزن وهي تفكر.. وماذا بعد رفض عمرو؟
سيظل بعيدا أم يتيغر الوضع؟!
استدار ليخرج من الغرفة وهو يقول:”انا هخرج ياختي بدل
ما يجي يلاقيني معاكي ويخلّص عليا واروح ضحية الغباء
آه صحيح”
التفتت له مبتسمة ليقول بمكر:”نضال طلب ايدك
من ماما وكتب الكتاب بعد يومين”
ارتدت للخلف بصدمة فضحك عاليا وهو يخرج من الغرفة
تاركا اياها مصدومة.. لا تفهم ما يحدث!
ليأتي نضال بعد فترة ويدخل الغرفة بعدما طرق الباب
فتحت الباب لتتفاجأ به فرمقها بغموض وهو يقول:
“ماما قالتلك؟”
تهرّبت من عينيه الثاقبتين وهي تهمس:”على ايه؟”
“على فرحنا”
انتفض قلبها بين ضلوعها بقوة وتنفست بصعوبة غير
قادرة على تصديق ما يحدث! هل حقا ستتزوج نضال؟!
هل ما قاله أنس حقيقة؟! ألم يكن يمزح!
تابع تتابع المشاعر على وجهه لينهر نفسه:
(غبي! ازاي كنت غبي كده وماشوفتش حبها!)
صدح صوت من داخله قائلا: (قال يعني شوفت حبك انت!
ده لولا نوال الله يرحمها وأنس أخوك كنت فضلت
معمي عن مشاعرك طول عمرك)
“جهّزي نفسك بعد يومين كتب كتابنا, وبعده بأسبوع
جوازنا.. شوفي اللي تحتاجيه وانا معاكي”
على الرغم من فرحتها إلا أنها شعرت بالغيظ منه..
لِمَ يتحدث وكأن موافقتها أمرا مفروغا منه؟!
“ومين قالك اني موافقة!”
قالتها بغيظ فابتسم بغموض فقد كان ينتظر هذه الجملة
ويستفزها لتقولها..
“قلبي!”
انتفضت هذه المرة ترمقه بعدم تصديق ليغمزها قائلا:
“هو كان غبي شوية, بس ف الاخر عرف كل حاجة”
يتحدث عن مشاعرها هي ولكن أين مشاعره؟!
لِمَ يتزوجها؟ إشفاقا عليها من مشاعرها تجاهه؟!
“مش موافقة, ومش هنسى انك رفضت عمرو من ورايا و…”
أجفلت من هتافه الصارم:”اوعي اسمعك تقولي اسمه
تاني أبدا, فاهماني يا جويرية؟!”
أومأت بعفوية فابتسم قائلا:”شاطرة يا بنّوتّي, عايزك
تحطي في دماغك حاجة مهمة اوي.. انتي ليا أنا وبس
ولا يمكن تكوني لحد تاني” .
أفاقت من ذكرياتها على صوته:”انتي هنا ياجويرية وانا
بدوّر عليكي.. ماصحتنيش ليه نيجي هنا مع بعض؟”
التفتت له ببطء قائلة:”محبتش ازعجك اكتر”
اقترب منها حتى أسرها بين ذراعيه وهو يهمس لها
بدهشة:”تزعجيني يا جويرية؟!”
أومأت بصمت قبل أن تتركه وهي تتجه لمكان مطعم
الباخرة:”ياللا نروح نفطر أنا جعانة”
سبقته فتبعها حائرا من جمودها منذ ليلة زفافهما أي منذ
يومين.. ما الذي حدث وجعلها هكذا بعدما كانت عيناها
تنطقان بالسعادة لزواجهما؟!
****
هل حدث يوما أن نظر لكَ أحدهم فشعرت أنه ينظر
لروحك؟ أنه يلمس قلبك فقط بنظراته؟
أنه يفهمك من نظرة عينيكَ؟
هل حدّقت يوما بعيون أحدهم لتشعر أنك وجدت نصفك
الآخر؟
إذا حدث هذا معكَ إذا ستفهم شعوري وما حدث لي
حالما نظرت إلى عينيه أول مرة!
كانت واقفة بانتظار شروق حتى تذهبان لتناول الغداء معا
لأن شامل مشغول بعمله ولن يستطيع تناول الغداء معها
لتلقي عيناها بعينيه فشعرت بانتفاضة غريبة داخلها
ولم تستطع إشاحة بصرها عنه لتجده يبتسم لها وهو
يقترب منها ببطء وما إن وصل إليها حتى قال:
“معاذ نصر الدين, دكتور باطنة وقلب.. اعزب, عندي
35 سنة .. ليا أخت واحدة متجوزة وعايش مع أمي وهي
ست طيبة اوي هتحبيها ان شاء الله وهتتفقوا عليا كمان
ها قولتي ايه؟”
رمقته بصدمة وهي تقل ببلاهة:”ها!”
ضحك عاليا فابتسمت تلقائيا وهي ترى ملامحه
الجذابة تنفرج بضحكته المرحة فشعرت بالراحة
معه على الفور ولم تكد تنتبه لوقفتها البلهاء معه
حتى كان أنهى ضحكته وانتبه لتحديقها به قائلا:
“حلو مش كده!”
تلعثمت وهي تهتف به:”انت اكيد مجنون!”
التفتت لتغادر لتصلها همسته المرحة:”مجنون بيكي”
يتبع