روايات

رواية عيناكِ لي المرسى الفصل السادس بقلم الكاتبه حنين احمد حصريه وجديده

رواية عيناكِ لي المرسى الفصل السادس بقلم الكاتبه حنين احمد حصريه وجديده

****

يجلس بجوارها لا يعلم ماذا يفعل وحالتها تتدهور كل
يوم أكثر مما يسبقه ولا شيء بيده سوى دعمها
والدعاء لها.. شعر بيدها على يده فرفع بصره ليجدها
استيقظت ففي الفترة الأخيرة كانت تهرب من الألم
بالنوم أو التظاهر به حتى تعفيه من الجلوس بجانبها
ولكنه لم يكن يتركها حتى بنومها.. يخشى فقدها لو
تركها لبُرهة ولا يعلم ماذا سيحدث له ولا كيف سيتقبل
فقدها الوشيك!
“عاملة ايه ياحبيبتي؟!”
كاد يعض لسانه بقوة من غباء سؤاله لتبتسم له بشحوب
وكأنها تدرك تفكيره وهي تهمس:”الحمد لله”
صمتت للحظات قبل أن تقول:”أنا عايزة أوصّيك

بحاجة يا نضال وتوعدني إنك تنفذها”
رمقها بتساؤل:”أكيد, كل اللي انتي عايزاه”
“عايزاك تتجوز بعد ما امـ,ـوت”
هتف ناهرا إياها:”بلاش الكلام ده يا نوال لو سمحتي,
ان شاء الله هتبقي كويسة و…”
قاطعته بخفوت:”ماتضحكش على نفسك يا نضال, احنا
الاتنين عارفين انه خلاص الأجل جه.. عشان خاطري
اعمل ال وصيتك بيه”
حرّك رأسه برفض فتابعت بإصرار:”مش لما تعرف مين اللي
هتتجوزها الأول!”
“مهما كانت مش هيحصل, انتي مراتي وانا مكتفي
بيكي لآخر يوم بعمري وبطلي تضغطي عليا يا نوال”

هتف بجدية فابتسمت بتسامح قائلة:
“أنا ظلمتك يانضال, رضيت بيك عشان أنا أنانية
وماصارحتكش اني مش هقدر أخلّف بسبب العلاج اللي
أخدته قبل كده في اول مرة جالي المرض فيها.. خفت لو
عرفت تسيبني وماترضاش تتجوزني حتى كدبت على ماما
وقولتلها اني قولتلك كل حاجة”
همّ بالحديث فأشارت إليه بضعف وهي تتابع:
“سيبني أكمل للآخر.. انا بعترف بده وعايزة اطمن
عليك قبل ما….”
ازدردت ريقها ببطء وهي تلهث ثم تابعت:
“عايزاك تتجوز جويرية”
انتفض نضال بهلع وهو يهتف:”ايه؟ مين؟! انتي… انتي

ازاي تفكري كده؟ جويرية دي بنتي.. انا اللي مربيها
على ايدي من وهي 5 سنين, فاهمة يعني ايه انا ال اهتم
بكل حاجة تخصها.. جويرية بنتي ولا يمكن ابدا
الكلام اللي انتي بتقوليه ده.. انتي بس فهمتي علاقتنا
غلط عشان قريبين من بعض بس انا قولتلك كل حاجة,
علاقتنا عمرها ماكان فيها حاجة وحشة.. دي بنتي
فاهمة يعني ايه بنتي؟! أنا فعلا عمري ما فكرت
انه قربنا حرام لأني ببصلها على انها بنتي انا.. انتي…..”
ابتسمت بحنو وهي تقول مدركة للمشاعر التي تعتريه:
“عارفة كل ال بتقوله يا نضال, عارفة طبيعة علاقتكم
كويس ومش قصدي أي حاجة وحشة انتي اللي مش
فاهمني.. انت حتى مش فاهم جويرية ولا فاهم
مشاعرك ناحيتها”
همّ بالرد بحدة فأشارت له تهدئ من روعِه وهي تقول:
“اهدا واسمعني للآخر.. جويرية بتحبك يا نضال ودي
حاجة واضحة زي الشمس انت ومامتك بس اللي شايفينها
صغيرة وانها بنتك فعلا.. بس من جواك عارف انها مش
بنتك أبدا, هقولك حاجة ولو قدرت تعملها يبقى انت
مش بتحبها وكلامك صح”
رمقها بتساؤل فقالت:”تسلّمها لعريسها بايدك”
اتسعت عيناه بصدمة وظهر على وجهه الرفض فابتسمت
وهي تقول:”شوفت ان عندي حق, ماتنساش انك وعدتني
يا نضال.. هتوفي بوعدك وتتجوز جويرية؟!” .

يتبع

 

انت في الصفحة 2 من 2 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل