
الفصل الثالث
***********
جلس بسيارته يلتقط أنفاسه المسلوبه لا يُصدق ما كان سيفعله
لولا رنين هاتفه بالنغمه التي خصصها لقدر لأصبح الان في حـ,,ــضن شمس
حرك رأسه ينظر يميناً ويساراً يفحص عنقه في مرآه سيارته ليلتقط منديلاً يمسح احمر الشفاه المطبوع
تنهد براحه وهو يخفى جـ,,ــريمة خيـ,ــانته مبرراً لحاله انه لم يخن قدر وانما كانت مجرد قبـ,,ــلات ولمسات لا أكثر وان الخـ,,ــيانه تنصب فقط نحو علا..قه كامله
هكذا اقنع نفسه وهو يدلف من باب الشقه لتسرع قدر نحوه تضم نفسها اليه
– اتأخرت عليا ياكريم… كل ده بتزور صاحبك في المستشفى
ربت فوق خدها يتحا..شا النظر إليها
– معلش ياقدر قبلت ناس صحابي فالقعده طولت
كانت غائبه بعقلها في تلك الرائحه التي تشمها فوق قميصه
– كريم ايه الريحه اللي علي هدومك ديه
ارتبك وهو يسحب لياقه قميصه يشتم رائحه شمس
– مش شامم حاجه ياقدر
واردف وهو يصطنع كذبه
– اه الريحه ، فريد صاحبي ياستي طلب مني اروح معاه اشتري ليه ازازه ريحه لخطبته من عند محل رائف… تعالي بقى احكيلي عملتي ايه عند الدكتور
واستطاع جذ..بها بحديثه وهي تقص له عن كل شئ وعن اتصالها بوالدته التي لأول مره تُعاملها بحسنه متمنيه ان يصدق ذلك الطبيب وترى أحفادها
**********************************************
هوي شهاب بجسده فوق الفراش بعد رحله عمل لأسبوع قضاها ب روما وقعت عيناه على إطار الصوره التي تجمعه بصغيره ذو الخمسة أعوام ليتنهد بحزن وهو يتذكر اخر لحظه حمله فيها بين ذراعيه يُخبره انه أصبح رجلا.. انحدرت دمعه من عينيه مسحها سريعاً
– ملحقتش افرح بيك.. اسف ياحبيبي
شعر بالاختناق من تدفق الذكريات لينهض مسرعاً نحو المرحاض يستجدي من رطوبه المياه ان تطفي نيران قلبه المُشتعله
*********************************************
عيناها كانت عالقه بدبلة خطبتها وتنهيده بائسه تخرج من بين شفتيها وآه محبوسه تود ان تصرخ بها ولكن ما باليد حيله هي وافقت وانتهى الأمر
فاقت من شرودها على رنين هاتفها تنظر لرقم المتصل ولم يكن الا أدهم ابن عمها وخطيبها وقريبا زوجها
الحسره ملئت فؤادها بعدما انطفئ الهاتف فهى لا تظلم نفسها وحدها إنما تظلم طرفاً اخر معها
وعاد رنين الهاتف ثانيه لتلتقطه
– ايوه ياادهم
– مبترديش ليه يالبني
والحجة كانت موجوده على طرفي شفتيها كالمعتاد
– كنت بره الاوضه
– اه تمام…مستعده للامتحانات
زفرت أنفاسها تغمض عينيها
– يعنى
– ربنا معاكي ياحببتي انتي قدها
كلماته كانت تحرقها أدهم يُعاملها بكل حب ورقي وهي لاتُريد كل هذا إلا من آخر لا تستطيع لومه فقد فعل كل شئ مع أهلها وهم وحدهم من حكموا عليها بالتعاسه
اخذ أدهم يُخبرها عن حياته التي قضاها بأمريكا ودراسته هناك وحزنه علي شقيقته فمازال لا يصدق انها رحلت وتركتهم ..فلا حديث يستطيع الكلام به الا هذا ف لبنى خجوله ولا تحب الكلام عن المشاعر وكان هذا ما يظنه.
************************************************
تحرك من جانبها بهدوء يُطالع ملامحها المستكينه وبخطوات هادئه خرج من الغرفه مُتجها الي غرفه أخرى
ضغط على زر الاتصال بأنفاس مُتهدجه يمسح فوق عنقه مُنتطراً ردها
– الفستان اللي بعتيلي صورته ميتلبسش ياشمس.. مفهوم
اتسعت ابتسامتها بأنتصار فخطتها تسير نحو المطلوب
– على فكره انا كنت باخد رأيك بس في شكله..وهو عـ,,ــجبني وهلبسه
صـ,,ــرخ بصوت مُحتد ولكن أدرك فداحة خـ,,ــطئه يلتفت حوله بخو..ف من استيقاظ قدر
– شمس هي كلمه.. الفستان ده ميتلبسش
تمتمت بنبره ناعمه بعدما وصلت لمبتغاها
– اوك ياكريم هسمع كلمتك عشان تعرف اد ايه انت غالي عليا.. رغم اني لسا زعلانه منك
تسارعت ضر..بات قلبه وهو يتذكر تلك الليله بأحداثها وانتهت في صبيحة اليوم التالي بأشعاره لها بالذنب وانه خا..ن زوجته
– تصبحي على خير ياشمس
أغلق الهاتف لتنظر الي هاتفها بتصميم
– بكره هتكون في حـ,,ــضني وعلى سريري ياكريم
*********************************************
رمقها وهي تقف أمام المرآه تنظر لملامحها الهادئه الجميله
– حلو الفستان ياكريم
ابتسم لها يفحصها بعينيه
– أنتي اللي بتحلي اللبس ياقدر
اتسعت ابتسامة قدر تستمع لاطراءه المحبب لقلبها… كريم أصبح حنون معها تلك الفتره بشده.. ظنت ان وصايا الطبيب هي السبب في المقام الأول لم تشعر بالحزن فهى كأي زوجه بسيطه عاديه لا تطلب الا حياه هادئه
تعلقت بذراعه بعدها لتذهب معه لحفل خطوبه احد أصدقاءه
ركبت السياره جواره الي ان وصلوا للمكان المنشود وكان اول ما وقعت عليه عين كريم هي شمس التي ترجلت من سيارة طارق زميلهم والابتسامه تشق شفتي كلاهما
غضب ساحق كان يُرسم فوق ملامحه ولم يُخفي عن أعين شمس فهذا ما ارادته أبتسمت بنصر ولكن ابتسامتها تلاشت سريعاً عندما رأت قدر تمسك يده فيبتسم اليها وقد تجاوز حنقه
سارت بجوار طارق بحنق ولكن داخلها كانت مُصره ان تنتصر في معر..كه لا شرف فيها فهى ليست الا سارقه تبني سعادتها على حياة أخرى
كانت الموسيقى تتعالا حولهم وقدر تمسك يد كريم الموضوعه علي الطاوله مبتسمه… اصرفت ذهن كريم عن شمس ولكن مجرد ان سارت أمامه تتباطئ بغنج بفستانها الملاصق لجسدها واعين الرجال تلتهمها
– مين ديه ياكريم
تعلقت أعين قدر بها تسأله عنها وقد لفتت نظرها… تنحنح كريم بخفوت كي تخرج نبرة صوته طبيعيه
– ديه زميله معانا في البنك
– اشمعنا ديه اللي سألتي عنها
طالعتها قدر ثانية
– لانها الوحيده عماله تلفت الانظار حواليها…
وأردفت بسعاده تتذكر ما اخبرها به
– سيبك من سؤالي ده كان مجرد فضول.. هنتعشا بره زي موعدتني
كان بالفعل ينوي تنفيذ وعده ولكن عيناه تعلقت بضحكات شمس ليعتـ,,ــصر قبـ,,ــضته
– معلش ياقدر عندي مشوار مع رائف
ونظر الي ساعه يده وقد اشاح عيناه بعيداً عن ملامح قدر التي تبدلت للحزن فقد علقت امالاً كثيره بتلك العزيمه فهى لا تخرج الا قليلا واغلب ذهابها اما للسوق او الأطباء سواء لها او لرفقة والدته
– انا بقول كفايه كده ويلا بينا
حاول تجاوز شعور الذنب الذي اقتحم فؤاده ولكن وجود شمس وحركاتها كانت المسيطره عليه
ذهبوا نحو سيارتهم ليخرج هاتفه باعثاً رساله لشمس بأن تذهب لشقتها وتنتظره
********************************************