اشرق يوما جديد …من بدايته صـ،ـاخب و مليء بالاحداث
نبدأه من خارج السرايا عند الحديقه الخلفيه حيث نجد دلال تجلس ارضا امام الفرن المصنوع من الطوب و هي تعد فطائر شهيه ….و بينما كانت مندمجه فيما تفعله وجدت هذا العاشق السري ياتي اليها و هو يقول بابتسامه بشوشه : صباح الخير يام رؤوف ايه الريحه الحلوه دي دانا جاي عليها. من اخر الجنينه
ابتسمت له باحترام و قالت : صباح الخير يابو منه
الحاجه طلبت الفطير المشلتت انهارده لسي جواد و انت عارف مش بياكلو من ايد حد غيري
(محروس ذلك العامل الذي يهتم بالحديقه ما يسمي ( الجنايني) ذو الخمس و اربعون عاما …ارمل و لا يملك بحياته غير ابنته الصغيره منه ذو الثماني سنوات و التي توفت امها و هي تلدها …له قصه سنعرفها مع الاحداث )
ابتسم لها بحب و قال : كل حاجه من ايدك حلوه يا دلال
تحاشت النظر له و كادت ان تغير مجري الحديث الا ان رنين هاتفها منعها من ذلك و حينما نظرت له وجدت ابنها الاكبر هو من يطلبها فقالت و هي تمسح يدها : ده رؤوف خير يا رب ده لسه رايح المدرسه من شويه…الووو ايوه يابني خير فيك حاجه …هكذا قالت بقلق
رؤوف : المدير عايز ولي امري عشان اتخانقت مع صاحبي
انتفضت من مجلسها تحت نظرات محروس القلقه و قالت : ليه يا غلبي منك تتخانق لييييه رايح تتعلم و لا تتبلطج علي صحابك
رؤوف بحزن دفين : انا مش غلطان يا ماما …المهم هتيجي و لا ايه
دلال : جيالك يا واجع قلبي ….و فقط اغلقت معه و قالت : الواد متخـ،ـانق و المدير عايز ولي امره …اعمل ايه بس يا ربي
محروس برجوله : خليكي و انا هستاذن من الحاج عبيد و اروح اشوفه
نظرت له بزهول و قالت : مينفعش لازم حد من اهله و بعدين انت ذنبك ايه تعطـ،ـل نفسك عشانه
نظر لها نظره تحمل الكثير و لكنه كتمه كما فعل كل تلك السنوات و قال بجديه : متقلقيش المدير عارفني …انا هتصرف و هتصل اطمنك
ردت عليه بحيره يشوبها الامتنان : مش عارفه اقولك ايه بس ..ااااا
محروس : متقوليش حاجه كملي الي فايدك و انا هروح عشان متاخرش عالواد
وصل الي المدرسه و دلف سريعا حتي وصل الي مكتب المدير الذي كان مفتوحا و لكنه طرقه من باب الزوق و قال : السلام عليكم
المدير : و عليكم السلام اذيك يا محروس فينك يا راجل بقالك كتير محدش شافك
ابتسم له بود و قال : غصب عني و الله الشغل اخد كل وقتي …نظر الي ذلك الصبي اليافع البالغ من العمر اربعه عشر عاما يقف بجانب صديقه الذي يظهر علي وجهه اثار الضرب و قال : ايه يا استاذ رؤوف كده برده حد يضرب صاحبه كده
نظر له الصبي و قال بغضب : لما يغلط فامي يبقي لازم يتربي
المدير : كان لازم تيجيلي و تقولي الي حصل مش تضربه كده احنا في مدرسه و شغل البلطجه ده مينفعش
محروس بتعقل : انا جيت اشوف الي حصل عشان الحاجه ام رؤوف وقعت علي رجلها و اتجزعت و الحاج عبيد هو الي قالي اجي انا احل المشكله …نظر لصديق رؤوف و اكمل بتهـ،ـد.يد مبطن : و قالي لو متحلتش هيلعت جواد بيه …انت عارف غلاوه رؤوه عنده قد ايه
اذدرد الولد ريقه بخوف و قال : انا معملتش حاجه
صرخ به رؤوف بغضب و هو يحاول ان يكتم دموع القهر : كدااااب انت اتريقت عليا انت و شلتك و قولتلي يابن المطلقه و كمان عايرتني و قولتلي انت ملكش راجل يربيك و امك بتشتغل خد.امه في سرايه التهامي
نظر محروس بغضب لذلك الصبي الذي لم يجد احدا يربيه و لكنه تحكم في حاله بصعوبه و قرر ان يلقنه درسا لم ينساه : عارف يا رؤوف يابني انت اكتر واحد لازم تفتخر بامك …الست الجدعه الي بميت راجل …الي لما ابوك اتخلي عنك انت و اخوك ووراها العذاب الوان و البلد كلها شاهده علي كده …هي وقفت علي رجليها و منختش و اشتغلت و كافحت عشان تربيكم …رفضت تخليك انت و اخوك تسيبو المدرسه زي ما الناس نصحوها عشان تشتغلو و تساعدوها و صممت انكم تكملو علامكم … … يتبع