روايات

رواية غفران”قُيو.د بلا حدود” الفصل الاول بقلم الكاتبه اميره عمرو حصريه وجديده 

رواية غفران"قُيو.د بلا حدود" الفصل الاول بقلم الكاتبه اميره عمرو حصريه وجديده 

حبي,سة زنز,انة باردة ينتشر بها الظل,ام .. تكومت بجسدها تنزوي بأحد أركان الأرضية الباردة تضم ركبتيها لصد,رها و تتكأ بذ,قنها علي ركبتيها .. مقلتيها متحجرة بالد,,موع تنظر إلي الفراغ بشرود تود البكاء فتحج,رت د,موع عيناها …. تأبي النزول تعا,قبها علي حز,نها علي من تخلو عنها..
صافنة الذهن.. لم يرتاح بالها بل مشغول.. أشغلتـه بذكريـات ماضية كانت كالسكا,كين الحادة  قلبها النا,بض تمنعه عن الحيـاة..

انتح,بت بصمت دون د,موع!! تسأل روحها لما أبت د,موعها النزول و التحرر من مقلتيها.. تدرك حجم المعضلة و الك,,ارثة التي وقعت بها و أنها لن تنجو منها نهائياً إلا قا,,سية متحجرة القلب.
عقلها يسترجع ذبذ,بات غضبهم و اسواط كلماتهم القا,سية علي روحها.. ألس,نتهم كانت صف,عات قوية آلم,تهـا جسدياً و نفسياً.. لتتس,ع مقلتيها يّكشف لها القدر عن قناع الغ,در من أقرب الناس لك…
-كل المدة دي بتخ,دعينا و راسمة علينا دور الطيبة و البراءة و أنتِ تطلعي حية بتلف علينا واحد ورا التاني.
-يستحيل تكوني بني آد,,مة اعتبرناكي أختنا و صحبتنا طلعتي شي,,طانة يا شيخة.

-حسبي الله ونعم الوكيل فيكي، ذوونبهم إيه الناس دي عشان يموتوا بسببك، بدل ما تعالجيهم بتسرووقيهم.
-عمري ما اتخيلت إني أثق في واحدة زيـك غد,ارة، أنتِ إزاي تعملي كده مفكرتيش في مصطفي أبوكي اللي ضحي بروحه عشان الناس دي تتس,جن لو كـان عايش كان   بإيده ، خالد كان عنده لما قالي زمان مثقش في البشر بسهولة حتي أقربهم ليـا.

هزت جسدها للأمام و الخلف في حركة أشبه ببندول الساعة المنتظم..  من واقعها الألي,م أن الغدر يأتي من أقربهم لك.. رأت النفور و البغض بأعينهم لتشعر بمن يسكب فوق رأسها دلو من المياة الباردة علي جسد متبلد و متجمد لـ يُصبح كقطعة الثلج البيضاء في جبال الجليد بالقطب الشمالي.
انتظرت أن تسمع من يكذب حقيقة ما رآوه و لكن أعينهم عُميت عن الحقيقة بحجبها عنهم بغشاوة سوداء من الكره و الغضب.
لا تعلم أيبقي بداخلها أمل من وجود شعاع من الضوء يتسلل بين فراغ الظُلمات ينير وحدتها و وح,شية زنزا,نتها.
…………………………
حياته امت,لئت بالأل,م و الحز,ن.. بحث بين صفحات مذاكراته عن أيـام جميلة لم يجدها سوي معهـا.. شيد مع خ,,ائنة ذكريات لا تنسي تبقي بعقله الباطن.. لماذا.. لماذا.. كتب له الخيا,,نة ممن يحبهم.. من أح,,ببها و ظن أنها غير الجميع كانت لع,,نة م,,دمرة أكثر منهم.. عندما ابتسم أتت الأيام بـ قدر مكتوب بالحز,ن و الفر,اق.

أبتسم بتهكم عندما تذكر أتساع مقلتيها عندما أخبرها “أنتي طالق”.. أنهي جميع الروابط التي قد تربطه بها.. جسدها كان متبلد و بارد كبرودة الشتاء القارص لما تنبت ببنث شفة صمتت كالصنم تتحرك معه كالد,,مية يحركها ريثما يشاء.. وضع الأصفاد بيدها و هبط للأسفل لـ ينقض عليها الجميع بسباب لاذع وكلمات قاسية عليها تلفقتها بصمت ألجم لسانها ليغادر بها بسيارته بعيداً حتي وصل أمام مركز الشر,,طة نزل أولا ثم اتجه نحو بابها و أمسكها من ذراعها بق,,بضة قوية تعمد الضغط فوقهما ليسمع صوت تأو,,هها و آلم,ها ليجد إنسان آلي يشبه الإنسان الحقيقي و لكنه يختلف عنه بأنه بلا روح..

ألقي بها داخل زنزا,نة خالية من السُج,ان كمن يلقي قمامة قذ,,رة و رثة.. رمقها بنظرة أخيرة ببنيتان متأ,,لمة لم يتمني أن تنتهي قصتهم هكذا ود لو نطقت مدا,فعة عن نفسها بجنون أعتاده منها ولكنه صمتها كفيل بإد,انتها أكثر… أغلق الباب خلفه ليستند بجبهته علي الباب يشعر بألmم ينغmز قلبه ببطء شديد يشبه   روحه بالبطئ.. تعمد أختيار زنزmانة لا يوجد بها أي مصدر للضوء سوي نافذة صغيرة يشع منها ضوء القمر و إنعكاس أضواء المدينة بالخارج..
غادر مبتعداً عنها لا يريد الشفقة و الرحمة تحرك قلبه تجاهه.. مذ,نبة و يحق لها العقاب.. أخطئت عندما ظنت أنه سيتستر علي مج,رم ببيته حتي لو كانت من يُحبها..

وجد نفسه يقف بسيارته أمام البحر بالمكان الذي خرجا سوياً له أول مرة.. نظر إلي أمواج البحر المتلاطمة بالصخور بعنف بابتسامة هازئة و ساخرة.. عيناها الزرقاء كالأمواج خاmدعة.. عند تلك النقطة صر,خ متأل,ماً بد,موع تكونت بعيناه يتمتم بأل,م و بكاء:
-طول عمرك غد,ار بتسحبنا بالبطيئ عشان جمالك و فج,أة تغر,,قنا جواك طلعت شبهك جذ,,بتني بعينها و أنـا مشيت وراها من غير ما أحمي نفسي خ,,انتني بعد ما وثقت فيها و ح,بيتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر الصياد.
مجر,,مة  روحهم بعذ,,اب فراق قا,,سي أزهق روحهم.. صمت يسبح بالمكـان مثل سكون الليل لا تسمع أي صوت لأقدام علي الطرقات.. صوت أنفاس متهدجة مختلطة بالغ,,ضب من أكتشاف حقيقة مؤل,,مة..
اعينهم تتقابل مع بعضهم بصمت تبحث عن شكوك تكذ,,ب ما حدث منذ سويعات قليلة ليجدوا خ,,يبة و حزن.. أرتكب,,ت   جري,,مة بحقهم بخ,,يانة ثقة..
السؤال عندما تأمن أحدهم علي قطعة من الألماس دون ضمانات منه؟! اعطته ثقتك باسترجاع ألماستك غاليتك وجدته يخبرك بأنه لم يأخذ منك شيئاً!! كيف؟؟ ومتي؟؟ حدث كل هذا.
انغلقت جميع الأبواب بوجهه بعدما خسر ألماسته الغاليـة مع كا,,ذب و منافق دليل الإد,,انة ليس معه ما يدينه فالثقة لم تكن بمحلها..

أختلط بكاؤهم بنحيب عالي.. أحزن أم شفقة أم ألم أم عتاب.. عادت ذاكرتهم عندما طرقت باب قصرهم من أجل الآمان وجدته باستقبال و ترحيب كبير و هي لم تكن تبحث عنه بل تُخفي جر,,يمة بش,,عة قامت بها..
خرجت جنة عن صمتها بنبرة باكية و دموع تهطل علي وجنتها محملة بالكثير من الآلا,م فدائما تأتي الصفعة من أقرب الناس لك:
-يعني طول الفترة اللي فاتت كانت بتخد,عنا.. ط طب إزااي؟!.
رفعت سيـلا وجهها المخبأ بين راحتي يدها تردف من بين شه,قاتها  كانت قوية عليها:
– عاشت معانا وفي وسطنا و عاملتها كأنها أختي و قربت منها طلعت بتخد,,عنا بو,,ش الطيبة.. مش زي ما إحنا كنا فاكرين.. دي مستحيل تكون أرزان أكيد في حاجة غلط.

حدقت بها كُلا من أيسـل و جنـة بترقب تبحثان بين أحرفها عن نجدة من أل,م مد,,مدم لقلبهم أما ع,,شق بقيت ساكنة تغمض عينيها بتعب تخفي وراء جفنيها د,,موع علي طفلة ربتها علي الطيبة و القيم.. كانت الأقرب لها من والدتها.. شعرت بالخـز,,ي و الحزن معاً.. خذ,,لتهـا بكذبها و إخفاءها الحقيقة.. لما صغيرتي ألا يكفي سنوات فراقنا و قد تر,,عرعتي بين يـداي..
أستوطن القلق قلب روفـان تخشي ضياع كل ما خططته الأيام الماضيـة.. هي ساعدته بـرؤية أرزان بالحديقة منذ أيـام و لم تراه من بعدهـا سوي مكالمة هاتفيـة مق,,تضبة يخبرها أن تستعـد فـ خلال أيام ستتخلص منهـا.. لتتفا,,جئ مثـل الجميع بما فعلـه.. أبتسمت بنصر لإختيـارها الصواب و الطريق الأسـهل لإمتلاك قلب نابض لأخـري!!.

رسمت بمهـارة علي وجهها الحُز,,ن و البكـاء تر,,مقـهم بحـز,ن مصطنع، قالت ببكاء مز,,يـف يشبه شخصيتهـا الكا,,ذبة:
– إزاي هيحطوا وش غيـر وشها.. طب الكلام و الصـوت طبيعي جداً !!! قدرت تمثـل دور الضحية الشهـور اللي فاتـت.
استطاعت اللعب بأوتـار الكلام علي لحـن الكُره و الغضب تسمعهم ترانيـم تشيللو كا,,ذب.. لعبت بكلمـات كـانت تحـوي مغز,,ي الإتهـا,,م.. بين أحرفهـا عبارات من التشكيك في الحنين و تكذ,,يب ما رأته أعينهـم !!!!

وقفت سيـلا و قد حسمت قرارهـا لن تسمح بالسير وراء العواطف الكا,,ذبة.. حدقت بوجـوههم بنظرات قويـة.. والدها.. أخويهـا.. والدتها.. جنـة.. روفـان و أيسـل.. صدح صوتها بنبرة قوية مليئة بالجفاء و البـرود:
– أنـا خلاص محيت ارزان من حيـاتي و من النهـاردة مش عايزة حد يجيب إسمهـا.. أرزان صفحـة و اتقفلت بالمفتـاح.
استأنفت بقية حديثها تُحدد مصيـر الجميع بيدها قائلة بجمود:
– من النهـاردة هنقطع علا,قتنـا بالعيلة دي.. اللي زي دول ميستحقوش أي ثقة و همـا ناس مج,,رمة مش يتصنفوا من ضمن البشر.
صـر,,خ خالد بإبنته بصوت جهوري يمنعهـا عن التكملة:

-سـيييييييـلا.
راقب الجميع غض,,ب خالد بصمت و توتر فإهتي,,اج والدهم ليس بصالحهم الآن.. التمعت أعين سيلا بغش,اوة من المياة المالحة بأعينها تردف بصوت متحشرج من بُكاؤها:
-اول مرة تزع,قلي يا بابا و كل ده عشـان ناس متستاهلش.. نسيت اللي عملته فينا ارزان بعد ما وثقنا فيهـا خا,نتنا إزاي.. خدعتنا ببساطة إنها طيبة و بتهرب من واحد مجر,م بيه,,ددها و طلعت في الآخر إنسانة مري,ضة مخت,لـة بتا,جر في الب,ش,ر و آآآ..
انقطع بقية حديثها صفع,ة قوية من والدها هوت علي وج,نتهـا الرقيقة كادت أن تقع أرضاً ولكن تمالكت نفسها من السقوط.. نهضت جنة تح,,تضنها بقوة فـ تشبثت بها سيـلا تنهمر د,م,,وعها بإنسياب علي وجنتهـا.. تطلعت جنـة إلي عمهـا خالد مغمغة بعتاب و لـو,,م:

-ليه كده يا عمو.. سيلا مغلطتش إحنا إتخد,,عنا في وش الطيبة بتاعها و صدقناها.. كلنـا   في حقيقتها.
أكدت روفـان علي حديث جنة تقف جوارها تربت بيدها علي ظهر سيلا مردفة بنبرة تتلوي بالخب,ث و الحزن المصطنع:
– يا أونكـل سيـلا طيبة و قالت اللي في قلبها.. مش ذ,,نبها إنها اتخد,,عت فيها زي الباقي بلاش تمنعها إنها تطلع اللي جواها بضر,,بها كده.
رفعت عش,,ق عيناها المنتف,,خة و قد تلونت إلي الأحمر من بكاؤها تتسائل في همس:
– مُني عرفت باللي حصـل و إلا لاء؟؟؟
أجاب خالد ببرود و جمود:
– مُني لسه معرفتش.. أنـا مانع اي وسيلة تخليها تعرف باللي حصل.
فكرت ملياً أن رفيقتها يجب أن تعلم فإبنتها زُج بها خلف القضبان.. نطقت بتصميم و إرادة قوية فوجودها جوارها الآن مهم للغاية:

– لازم تعرف.. لازم تعرف.. مش قادرة اتخيل هتبقي عاملة إزاي لو عرفت من الغريب… أنا لازم اروحلها يا خالد وديني عندها.. عايزة اروح لـ مُني.. عنوانها القديم صح.
كان ينظر لها بأعين خاوية لا تحمل أي مصدر للمشاعر او تعكس ما يكمنه بداخله من ع,,ذاب.. هتف بإرضاء  ا:
– لا يا عش,,ـق مُني مش في شقتها القديمة بقت عايشة في مكان تاني بس حالياً مش موجودة.
قطبت حاجبيها بتساؤل و دقاتها تزداد بقلق:
– في إيه يا خالد أنتَ مخبي عني إيه؟؟!
رد بعد صمت برهة يخبرها مُلقياً ب  القوية:
– في المستشفي.. عمـار عمل حاد,,ثة و دخـل غيبوبـة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت تجلس بهمدان علي اقرب مقعد تحدق أمامها بالغرفة التي يرقد بها ابنها قعيداً عقله مغيباً عن الواقع..تهطل دموعها بصمت من معا,ناة وق,,سوة القدر..كانت علي وشك خس,ارة صغيرها “عمـار” فلذة كبدها.. لا زال ذهنها عالق فيما حدث له منذ أكثر من أسبوعـان عندما تلقت مكالمة هاتفية يُخبرها أحدهم أن عمار صدمته سيارة قوية و قد نقلوه إلي المشفي.. لم تتحمل الخبر و صر,خت بقوة ليتجمع علي أثرها الجيران.. كان يوسف لا يفهم ماذا حدث لوالدته التي تهزي بكلمات متقطعة بعيدة عن الواقع..

قام جارها المهندس “راغب” هو وبعض الجيران بكسر باب شقتها.. كانت حالتهم مذرية مني تب,,كي و تهزي بكلمات غير مفهومة و الصغير يبكي لبكاؤها و يحاول ته,دأتها بشتي السُبل.. استطاع فهم ما تقول فرأي الهاتف ملقي أرضاً ليمسكه و اخذ عنوان المشفي من المتصل.. بعد صعوبة منه استطاع إفاقتها من   يخبرها بضرورة الذهاب إلي المشفي حيث يركد عمار.. تلقت  قوية اخري عندما علمت أن عمار قد نام عقله دخل بغيبوبة لا تعلم متي سيفيق منها..

قام يوسف بمهاتفة مازن و أخبره بما حدث ليأتي بقلب فزع و قلق يقطر من قلبه.. كان معهم طوال الأسبوعان و لم ينفك راغب عن المجئ للإطمئنان عليهم.. و عندما تسائل مازن عنه اخبرته أنه جارها بشقتها الجديدة.. تفهم مازن الوضع وداخله يشعر بالريبة تجاه هذا الرجل.. لم يمضي أسبوعاً و عاد محمود من السفر ليتف,اجئ ما أص,اب عمار.. لم يتزحزح أحد من أمام غرفة العناية المركزة و الغريب الذي أدهش الجميع حالة مُني و كيف تقبض بيدها علي الصغير يوسف تنساق وراء الج,نون من فراق أولادها و خوف أم علي أبناءها وهي تراهم يختفوا وراء الضباب القوي.

كان صمت يخيم المكان و مازن يتبادل النظرات مع هذا الغريب بالنسبة له.. أعين را,,غب عالقة بمني مما زاد من حنق مازن يشعر بالغ,ضب و الغيرة علي زوجة أخيه التي تُركت أمانة عالقة برقبته.. كانت وصية مصطفي أن يعتني بها هي و أولاده.. وقد كان جديراً بثقته به..
تنحنح راغ,,ـب بحر,,ج بعدما استشعر نظرات مازن المُح,تقنة و الغا,,ضبة منه ليردف بتوتر:
– هضطر امشي عشان رقية يا مدام مُني و إن احتاجتي حاجة أنـا في الخدمة.

هتف مازن بإقت,,ضاب يجيب:
– متشكرين يا باشمهندس راغب أنـا موجود و هعرف آخد بالي من إبن أخويا و مراته كويس.
ابتسم له بتو,,تر و صافحه ثم غادر المكان.. يلع,,ن تلك المشاعر التي تحركت تجاه مني.. غافلاً عن وجود شق,يق زو,,جها يقف بالمر,,صاد له.. بينما مازن جلس علي المقعد المجاور لهم.. اسبوعان مروا و القلق ينه,ش قلبه علي إبن أخيه عمــار.
استمع إلي صوت اقدام بالقرب ليستدير بوجهه إلي الطرقة.. أتسعت عينيه   لا يقوي علي نطق كلمة.. إنه هو.. خالد الصياد و عائلته.. بترت الأحرف علي شفتيه كيف علم بوجودهم هنـا و هو لم يحدثه منذ أن ذهب إلي قصره مع أرزان.. هتف ة جلية علي وجهه:
-خالد الصيـاد.

انتبهت مُني إلي ما تفوه به و تحفزت حواسها، والتفتت بوجهها ناحية ما ينظر لتجد خالد و ع,,شق زو,,جته و معه أفراد أخري لم تتعرف عليهم.. هبت واقفة تهر,ول نحو رفيقة دربها بمقلتي تلتمعان بوميض اللهفة.. وقفت أمام عش,ق تنظر لها بدموع حبيسة.. ارتمت داخل أحضا,ن صديقتها تبكي كما لم تبكي من قبل تتأل,م من وحدة عانتها بمفردها.. استقبلتها عشق ببكاء مماثل و عناق قوي تكاد تسحقا بعضهما به.. منذ وفـاة مُصطفي لم تري بعضهما أبداً…

بكت بأحض,,ان رفيقتها تخرج ما خزنته خلال أسبوعان من خوف و قلق.. أشفق الجميع علي حالتها و مظهرها المُزري.. ربتت عشق علي كتفيها تهدأ من روعها تهمس لها ببضعة كلمات حانية.. بينما سيلا شعرت بالشفقة نحوها حالتها لا تسمح بصدمات أخري..
في اعماق الحزن!! هناك معانقة لطيفة تمدك بالطاقة الإيجابية!! هتفت بنحيب يُدمي القلب تألماً و حزناً علي الغريب:
-عمـار هيروح مِني يا عش,,ق!! بقاله اسبوعين في غيبوبة و لسه مفاقش!! هيسيبني زي مصطفي ما سابني..ابني بيموت..

تزايد ألمها بلوعة أم مشتاقة لأبنائها..أم فقدت نصفها الآخر و خسرت دقات قلب مع رحيل زوجها حبيبها.. ابتعدت عن أحض,,ان رفيقتها تتطلع إلي أوجه الحاضرين عن إبنتها الغائبة.. لم تجدها لينفطر قلبها إلي أشلاء أشلاء.. سألت رفيقتها بلهفة و خوف:
– أرزان!!! بنتي فين يا ع,,شق؟!.. أرزان فيـن؟! محتاجاها جنبي.. عايزة بنتي.. عمار متعلق بيها و أكيد هيفوق لما يشوفهاا..
صمتت لم تُجب!! ماذا تُجيب أتخبرها بكذبات إبنتها و هي في أشد الأوقـات تأزماً.. أرزان مخا,,دعة رسمت وجه البراءة بإتقان فإنخدعوا به.. لاحظت صمت عشق المبالغ فتسألت بقلق و خوف:
– ساكتة ليه يا عشق؟! بنتي فيـن؟؟؟

أبتلعت ريقها بترقب و خوف.. أجابت بتلعثم تنظر بأعين مذعورة:
-أرزان آآ.. أرزان..
أنقبض قلب مُني بقوة خائفة من التالي لتُش,,يح عشق بوجهها بعيداً لا تقوي علي النظر في عيناها المتلألأة بدموع حبيسة تسحق شفتيها بتوتر تغمغم بصوت متهدج:
-عايزاكي الأول تكوني هادية و أنـا بحكيلك كل حاجة..
بينما سامر يقف يشاهد كل شئ بهدوء.. يرفض التصديق ما أخبره به الجميع.. هي ليست بمخ,ادعة عيناها تحكي الكذب بالفيديو نعم نظراتها لم تكن نظرات طبيعية.. لمح بعيناه طفل صغيرة بعُمر العاشرة.. شبه عليه فوجهه لم يتبين له.. أتبع فضوله و تحرك تجاهه بخطوات هادئة.. تبينت ملامح وجه الصغير عندما استدار و تفا,جئ بوجود سامر .. أما سامر أتسعت حدقتيه  شلت جسده.. حرك شفتيه ينطق بصعوبة:
-يـ.. يوسف!! أنتَ تبقي أخوها لـ أرزان..

في نفس الوقت أتي محمود يحمل في يده أكواب القهوة لهم.. ليتفاجئ بوجود عائلة الصياد بالمشفي.. تسرب القلق إلي أوردته و أرتفع معدل الأدرينالين يحفزه بوجود خmmطر قريب منه.. سار نحوهم بسرعة في خطواته.. محاولاً تهدأة روحه من الوسْواس الشيط,,اني الذي يلعب بعقله نحو أن هذا التجمع و ملامح زوجة عمه لا تدل علي أنها بخير و أن هذا لا علاقة له بـ عمار الراكد بسكون في الداخل.. وقف أمامهم يبتلع ريقه بتوتر يسأل بتو,,جز و قلق:
– إيـه اللي بيحصل هنـا؟!؟!

كان صمت أطبق علي ملامح الجميع خاصةً مُني الجالسة علي المقعد كجثة هامدة لا تتحرك عيناها ترتكز علي نقطة بالفراغ.. المص,,ائب لا تأتي فرادي بل دُفعة واحدة كمض,خات الد,,م بالقلب.. استمعت إلي دليل خيا,,نة و خدا,,ع إبنتها للجميع حتي هي!! تعترف بجرائمها البشعة بحقوق الآخرين.. قد أخطأت بتربية صغيرتها حتي أصبحت شيطانة علي هيئة بشر.. قد خا,نت عهد الثقة بينهم و اها,نت كرامتها أمـام صديقتها.. لا تقوي علي النظر في وجهها فإبنتها المُلامة هنـاا.. إبنتها تُعاقب علي جر,ائمها بالس,جن.. حبيسة زنزا,نة خا,وية من الحياة و الروح.. كفكفت دموعها بيد باردة كالثلج تنظر إلي خالد بجمود خط,ير قائلة ببرود:
-عايـزة أشوف أرزان يا خالد!!!

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل