روايات

رواية الغرفة المغلقة بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

رواية الغرفة المغلقة بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 

رواية الغرفة المغلقة بقلم نور الشامي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول

كانت تركض بسرعة، قدميها مجروحة ووجهها ملطخ بالجروح العميقة، و دموعها تتساقط بلا توقف. كانت تطاردها الذكريات، تلتفت خلفها بخوف متزايد، وكأنها تهرب من شيء أكبر من قدرتها على تحمله وفجأة، توقفت أمام بوابة ضخمة مفتوحة، لا حراس، ولا أي شيء. كانت الفرصة الوحيدة للهروب.. فـ استمرت في الركض، بلا تفكير، بلا وعي بما حولها. حتى وجدت نفسها أمام الشارع الآخر وقبل أن تتمكن من التنفس أو التوقف فجأع ارتطمت سيارة بها و فسقطت على الأرض وهي تصرخ من الألم بينما كانت قدماها تنزفان حينها رفعت عينيها وتجمد الدم في عروقها عندما رأته كان يقف أمامها بـ هيئته القاسية والمرعبة كالجبل. نظر إليها ببرود قاتل، وعيناه تعكسان ظلاماً عميقاً، ثم اردف:

هتجدري تجومي، ولا عايزني أساعدك أنا؟

نظرت رقيه واردفت بصوت مختنق بالدموع والخوف مردده :

إلياس… أنا آسفة والله، مش هعمل اكده تاني… صدجني خلاص، دي آخر مرة

القت رقيه كلماتها وكأن صوتها يرتجف بين الاعتذار والخوف، بينما كان هو يحدق فيها بصمت، كأن الزمن توقف بينهما بالطبع
نظر إليها بعينين يشتعلان غضبًا، ثم اقترب منها بخطوات ثقيلة و التقطها كأنها لا تزن شيئًا، وحملها نحو السيارة دون أن ينطق بحرف وهو يقود بسرعة نحو المنزل حيث الصمت كان أكثر صخبًا من أي كلمات وما إن وصل حتى اندفع بها إلى إحدى الغرف و دفعها بقسوة لتسقط على الأرض مردده بتوسل:

إلياس، أنا آسفة… سامحني! والله ما هعمل اكده تاني، مش ههرب تاني!

كانت تصرخ رقية بصوت مختنق بالخوف حتي أجابها هو ببرود قاتل، وكأن كلماته سياط على روحها وهتف:

“انتي بتحبي أذيكي ليه؟ ليه بتعصبيني؟! مش عاجبك العيشة معايا؟ دا أنا لميتك من الشوارع بعد ما كلاب السكك كانت هتموتك.. بتعملي اكده ليه عاد

نظرت رقيه اليه وبدأت تبكي ز الدموع تغرق وجهها وهي تتوسل قائله :

كنت عايزة أشوف أهلي. وحشوني جوي، وكنت بس عايزة أشوفهم والله و

لم تنهي رقيه حديثه وصاح بها هو بصوت أرعد المكان مرددا :

انتي ميييته! أهلك فاكرينك موتي ودفنوكي خلاص… أنا دلوجتي أهلك! أنا كل حاجة عندك، فاهمة؟ أنا بس أهلك!”

انفجر بكاؤها وهي ترتجفت تحت وطأة كلماته واردفت من بين شهقاتها :

ماشي… انت أهلي… أنا مجولتي غير اكده. بس بالله عليك، خليني أشوفهم مرة واحدة… أو حتى سيبني أمشي، والله ما هروحلهم. سيبني في حالي ابوس يدك يا الياس

كانت تتوسل رقيه وهي تبكي بشده ولكنه لم يرحم توسلاتها اقترب منها وصفعها صفعة هزّت جسدها الصغير وهو يصرخ بحدة:

لازم تتعاقبي على ال عملتيه

ارتجفت رقيه بخوف وحاولت أن تنهض، لكن جسدها خذلها فـ همست بألم:

“بالله عليك، سامحني… أنا آسفة، والله آسفة!”

نظر ااياس اليها ببرود وكأن أذنيه مغلقتين أمام كلماتها فـ امسك بحزام ثقيل كان ملقى في الغرفة، وانهال عليها ضـ,ـربًا بلا هوادة، وكأن الغضب أعمى إنسانيته وظلت تصرخ حتى خفت صوتها واستسلم جسدها المثقل بالألم.. وفقدت وعيها ولكنه لم يكلف نفسه عناء النظر إليها. خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه، تاركًا إياها ملقاة على الأرض، بلا حراك

في مكان آخر:

كانت تصرخ هذه الفتاه وتدعي رفيف بغضب وهي تواجه الجميع مردده :

“يعني إي؟ بعد جوازهم بست شهور تموت فجأة اكده من غير سبب؟! ومشوفناش حتى جثتها! محدش يقنعني، أنا حاسة إنها لسه عايشة… صدجوني، رقية عايشة!”

تنهد رشيد والد رقيه تهدئتها، لكنه تحدث بعصبية قائلا :

رفيف! إنتي صاحبة بنتي المقربة وأكتر واحدة ساعدتنا، بس لازم تصدجي إن رقية ماتت! بلاش تعيشي في الوهم ده! هتفضلي اكده لحد إمتى؟

لم تهدأ رفيف واردفت بحدة:

إنتوا فاكريني مجنونة؟! والله لا عندي احساس كبير جوي إنها لسه عايشة.. طيب بنت إلياس ظهرت فجأة اكده منين؟! البنت عندها سنتين ورقية ماتت من سنتين ونص تجريبًا! يعني كان متجوز قبلها أو عليها! فين أم البنت دي يا عمي..راحت فين عاد ؟

تنهد رشيد بضيق واردف:

السابقانت في الصفحة 1 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل