
نظر لها نظرة ممتلئة بمشاعر الحب و العشق ، سأل حتي يتأكد أنه سمع صح : أنا حبيبك.
أومأت رأسها بابتسامة.
ليردف بحب: و أنا بعشقك.
تنهدت بحب ثم قالت:
أنت حبيبي
وهج عينيك جعلني أقع في غرامك من أول نظره.
غمره منك تكفي طول العمر.
ورغم المسافات الطويلة التي تفرق بينا إلا أنك ساكن قلبي وروحي.
حبي وعشقي جعل هيام قلبي ينبض بأسمك حتي آخر العمر.
و ما عشقك إلا نقاء روحي.
منذُ دخولك حياتي ، أصبح قلبي يعزف لحن الأحلام.
هنيئا لقلبي لأنها أحب قلبك.
كلماتك الساحرة تجعلني أبحر في سماء الحب.
رغماً عن الجميع ،أنت حبيبي.
كان يسمع كلماتها و هو يتبسم لم يجد إجابة مناسبة، إلا أنه ضمها إلى حضنه بحب.
والآن الاثنين يشعرون بلذة الحلال، هو زوجها و هي زوجته ، الآن يستطيعون البوح بالمشاعر.
بعد ذهاب محمد ، كانت تدلف إلى غرفتها ، لم تجد خديجة ، ذهبت الى الشرفة ، وقفت مصدومة و هي تسمع حديث خديجة .
كانت تقول برجاء: علشان خاطري يا زياد ,بلاش تقفل الخط أنا ما صدقت أنك ردت ، ممكن نتقابل في الشقة ، لازم أكلم في موضوع مهم لو سمحت أنت وحشني يا حبيبي.
جاء الرد من الجهة الأخرى: تمام تعالي.
كانت تسمع بذهول ، أين تذهب؟ كيف تذهب الى منزله؟
ذهبت الى الفراش و تظاهرت أنها تتحدث في الهاتف حتي لا تظن خديجة أنها سمعت الحديث.
غادرت خديجة و أيضا دون إذن تنتهز فرصة أن حنان مشغولة في المطبخ و محمود في غرفته و ظنت أن عائشة مشغولة في الهاتف.
غادرت المنزل و عائشة خلفها حتي تعلم ماذا يحدث؟
وصلت خديجة إلى منزل زياد.
دقت الباب و دلفت إلى الداخل ، و قفت عائشة تسمع الحديث ، رغم أنها تعلم أن كل هذا خطأ ، غادرت المنزل دون إذن عائلتها و محمد و الآن التنصت، لكن لا تملك حل آخر .
في الداخل
قالت بدموع : أنا ازاي هونت عليك كده.
قال بلا مبالاة و هو يشاهد التلفاز: لو جاية علشان نكلم في القديم أمشي من هنا أحسن
لتردف بعصبية: أنا فعلا مش اكلم في القديم ، لاني دلوقتي أخذ حقي منك.
نظر لها بعدم فهم.
أخرجت من حقيبتها سكينة و قالت بدموع: اقتلك و ارتاح يا زياد.
نهض باستهزاء و قال بغضب شديد: أنت عايزة تقتلني أنا ، يلا أنا قدمك اهو ، يلا أنت جبانة.
و صفعها بقوة سقطت على الأرض ، و قال بغضب: أنا أعلمك الادب ازي تعملي كده .
و اقترب منها بوحشية.
طرقت الباب بقوة و هي تقول : أفتح يا زياد ، أبعد عنها.
لكن هو كان مغيب و غاضب بشدة ، اعتداء عليها بوحشية و ظلت تصرخ تصرخ و عائشة تصرخ ، نظرت حولها ، للاسف العمارة قيد الانشاء لا يوجد أحد، هذه الشقة هي جاهزة لكن الباقي لم يسكن بعد، كانت العمارة خاصة بعائلة زياد.
ظلت تطرق الباب و تصرخ ، لم تجد حل إلا الاتصال بمحمد ، أجاب بحب: وحشتك.
لتجيب بصرخة: محمد تعال ، تعال أنا خائفة.
لم يسأل إلى أين أتي ؟
ركض مسرعاً و هو يغادر المنزل، صعد إلى سيارته و سأل بخوف: حبيبتي أنا في الطريق أنتِ فين.
قالت العنوان و قالت بدموع : بسرعة أختي هتموت.
قال بتوتر: خلي الخط مفتوح.
قالت برجاء: زياد أفتح من فضلك، أفتح ، هي هتموت حرام عليك.
كان يعتدي عليها بوحشية و هي صرخت بصوت عالي: عائشة سامحني ، قوليلي لبابا و ماما يا سامحوني و ادعي ربنا يسامحني، أنا غلطت و استحق العقاب، ياريتني كنت سمعت كلامك.
صرخت بصوت عالي: زياد أفتح ، أفتح.
لم يفتح و هي توقفت عن الصراخ فقد ذهبت الى الرفيق الأعلى ، و حان وقت السؤال .
هل أنتِ مستعدة؟
أين صلاتك يا فتاة؟
هل كنتِ ملتزمة بالزي الشرعي ؟
لماذا تتحدثين مع هذا الشاب بدون رابط؟
كيف تستطيعين تقديم شرفك بسهولة لأي شاب بحجة الحب ؟
الخطأ يقع على عاتق الشاب و الفتاة ، لكن الفتاة. من تدفع الثمن، و ليس عنصرية أو لانه مجتمع ذكوري.
كلا السبب هو أن كل فتاة تملك كنز دفين و هو شرفها، إذا فرطت في إذا هي الخاسرة.
كادت تصاب بالجنون عندما توقفت صرخات خديجة.
عندما رأى أنها فارقة الحياة ، فر هارباً من الشرفة فكان المنزل في الدور الأول.
و دقائق معدودة وصل محمد ، ركض إليها و سأل : في ايه.
لتردف بدموع: أفتح الباب ده ، خديجة جوة.
بعد أكثر من محاولة ، تم فتح الباب ، و كانت المنظر بشع جداً ، فكانت خديجة غارقة في الدم.
أغمض محمد عيونه سريعاً لأنها كانت ثيابها ممزقة.
و صرخت عائشة و سقطت على الأرض و كانت تتحدث بجنون ، كأن لا يحدث شيء، لتردف بهدوء: خديجة أنا هنا يلا نمشي يا حبيبتي ، أنا معكِ.
مازل مغمض العيون ، خلع سترته و قال: عائشة استري اختك ، أحنا لازم نبلغ البوليس و أهلك.
فاقت عند سماع هذا الجملة، ماذا تفعل؟ هل تنزع سمعة اختها بعد الممات؟ هل يتحمل أبيها و أمها هذه الصدمة؟ أن خديجة فقدت شرفها بكامل ارداتها.
مسحت دموعها و نهضت بقوة أخذت سترت محمد و ثيابها الممزقة و سترت جسدها .
ذهب محمد الى خارج المنزل و طلب الشرطة ثم إلى محمود ، و كان في مواقف صعب.
في المنزل
يبحثوا عن الفتيات في المنزل بخوف
لتردف بدموع: يكونوا فين البنات دي.
قال بتوتر: مش عارف ، بس لما يرجعوا.
دق هاتف محمد ، أجاب سريعاً ، دون النظر إلى الاسم؛ و قال بفزع:انتوا فين يابنات، ازاي تخرجوا من غير ما تقولوا ، حاضر بس لما ترجعوا.
أجاب محمد بصوت حزين : احم ، أنا محمد يا بابا.
نظر في الهاتف رأى اسمه ، قال بهدوء: معلش يا حبيبي مخدتش بالي من الاسم.
لم يستطيع التحكم في دموعه من هول المنظر ، ليردف : من فضلك يا بابا ، في عربية مستني حضرتك تحت البيت أنزل و هي توصلك لمكان.
قال بفزع: بناتي فيهم حاجة.
لم يجيب محمد و أغلق الهاتف ، يكفي صدمة رؤيتها بهذا الحال.
لم يتحدث محمود ، ركض الي الخارج و حنان خلفها بفزع.
كان في هذا الوقت ، زياد قص ما حدث إلى أبيه و هو شخصية عامة ، لذا بسبب نفوذه كان يحضر هروب زياد من مصر.
وصلت الشرطة و انتشرت في المكان ، سأل الضابط محمد : ايه الي حصل.
أجاب بحزن: أنا كل اللي اعرفه هو أني مراتي كلمتني و قالت تعال بسرعة يقتل اختي و سمعتها تصرخ بإسم زياد.
قال الظابط بحزن : الوضوح أنها قضية اغتصاب.
أومأ محمد رأسه بحزن.
كانت تجلس أمام جثة أختها ، بحزن و صدمة و تفكر ماذا تفعل حتي تحفظ شرف أختها؟
وصل محمود و حنان ، ركضوا إلى محمد و سألت بتوتر : فين بناتي.
تحدث الظابط : تعالوا معي.
دلف الظابط و هم خلفه.
مجرد أن وقع نظرها إلى ابنتها ، أصبحت تتنفس بصعوبة شديدة، كانت تقترب بخطوات بسيطة و مرتعشة و فلاش باك في ذهنها و هي تتذكر كل ذكريات خديجة منذ الطفولة.
جلست على الأرض و وضعت رأسها على قدمها و قالت بدموع: حبيبتي مالك هو أنتِ نايمة ، ايه اللي حصل يا حبيبتي.
و نظرت إلى عائشة و قالت: أختك نايمة ، بلاش تعيطي ، يلا يا خديجة علشان نخرج من هنا و نرجع البيت.
كان محمد يقف بجوار محمود حتي لا يفقد توازنه، كان ينظر لها و الدموع متحجرة في عيونه، سأل الضابط بتلعثم: ايه اللي حصل.
أجاب الضابط بحزن: للاسف اغتصاب حتي الموت.
لم يستطيع التحمل سقط مغشي عليه.
و ظلت حنان تصرخ, تصرخ ، تصرخ.
أما عائشة كل ما يشغل تفكيرها الآن ليس الحزن بل أن تستر على أختها.
مر أسبوع على الحادث
أستطع زياد الهروب.
أصاب محمود بجلطة و أصبح لا يستطيع السير.
و حنان تغلق علي نفسها لا تتحدث مع أحد.
كانت الاقوي فيهم هي ، كانت ترى أن المنزل السعيد ينهار ، كانت تهتم بأمها و أبيها.
و عند سؤال الشرطة لها قالت: كنا أنا و خديجة في غرفتنا ، و فجأة جاء تليفون لها ، و اول ما ردت ، قالت أبعد عن عائلتي ، اوعي تفكر تقرب منهم.
سأل الظابط : قصدك زياد.
أومأت رأسها بنعم.
أكمل هو الحديث : ايه علاقة زياد بيها.
قالت بهدوء: هو يحبها بجنون و هوس و طلب منها اكتر من مرة الجواز و هي رفضت ، و لحد النهاردة قالها لو مش قابلتني أقتل اختك و هي في الجامعة ، قالت أنا اعمل اللي أنت عايزه بس أبعد عن عائلتي ، خرجت و أنا خرجت وراه كانت هي سبقني داخل وقفل الباب و حصل اللي حصل، أنا لي رجاء عندك ، بلاش طب شرعي ، علشان البهدلة.
و بالفعل لم تخضع إلى طب شرعي و خصوصاً أن زياد هرب.
بعد مرور سنتين
تقف عائشة على قبر أختها.
و قالت بدموع: عاملة ايه يا حبيبتي ، وحشتني اوي ، أنا كل يوم بدعي ربنا يسامحك ، محدش يعرف الحقيقة إلا أنا و أنتِ و زياد ، عارفة أن زياد بعد سنة من اللي حصل ، مات و هو يشرب مخدرات و رجع مصر في صندوق ، أنتِ و هو ربنا عقابكم عن الغلطة الكبيرة ، على فكرة بابا و ماما الحمد لله بخير ، و أنا اتجوزت محمد و هو و نعم الزوج و الاخ و الحبيب ، ديما يطلب مني اخلي بالي من بابا و ماما ، و ربنا رزقني بنت اسمها خديجة ، و كمان ياسمين تجوزت الظابط اللي حقق في قضيتك ، شافها أكثر من مرة و عجب بأخلاقها و دينها ، مش بالتحرر و الملابس الغير لائقة ، من يتقي الله يجعل له مخرجا ، دي خلاصة الموضوع ، حافظي على نفسك ربنا ها يكرمك بزوج صالح، ربنا يرحمك و يسامحك.
و تمت و ليس للحديث بقية
رايكم ايه بصراحة أن شايفة خديجة تستحق كده انتوا ايه
و مع عائشة أنها تكذب علشان تنقذ شرف اختها بعد الموت رأيكم ايه