منوعات

رواية مرام بقلم مريم اليوسف الفصل الاول حصريه وجديده

مرام العيسى، سيدة أعمال ناجحة تملك واحدة من أكبر الشركات في لبنان والشرق الأوسط، جلست في مكتبها حين طرقت السكرتيرة الباب.

السكرتيرة: “أستاذة مرام، حان وقت الاجتماع.”

مرام باستغراب: “اجتماع؟ اجتماع شو؟”

السكرتيرة: “اجتماع مع شركة عبد الرحيم.”

مرام بتعجب: “شركة عبد الرحيم؟ مين هالشركة؟”

السكرتيرة: “هيدي شركة محمد عبد الرحيم أبو يوسف، وحضر الاجتماع ابنه يوسف عبد الرحيم اللي استلم الشركة من والده وحابب يتعرف عليكي شخصياً.”

مرام وهي تفكر: “مين اللي رتب هالاجتماع؟”

السكرتيرة: “الأستاذ أحمد، استاذة.”

مرام بانزعاج: “يا ربي منك يا أحمد… بتلغي الاجتماع فوراً.”

السكرتيرة: “بس، أستاذة… ممكن يعتبروا هالشي إهانة، ويوسف عبد الرحيم شخصية معروفة.”

مرام تفكر قليلاً ثم تقول: “طيب، قولي لهم إنه صار عندي ظرف طارئ وتأجل الاجتماع، وعطيهم موعد بعد أسبوع، لازم أفكر شو أعمل بهالمصيبة.”

خرجت السكرتيرة، وبقيت مرام جالسة، تشعر بضغط كبير. فتحت درج مكتبها وأخذت حبة مهدئة، ثم غادرت الشركة. عند وصولها إلى فيلتها، دخلت غرفتها لتتوضأ وتصلي، معتقدة أن الصلاة كانت الشيء الوحيد اللي يريحها ويخفف عنها. أثناء السجود، بدأت دموعها تتساقط دون توقف. انتهت من صلاتها ووقفت عند النافذة المطلة على البحر، تحاول تهدئة نفسها.

بعد لحظات، طرق الباب، ودخلت عليا، الخادمة اللي كانت بمثابة أم ثانية لمرام.

عليا بحب: “ليش رجعتي بكير يا مرام؟”

مرام بابتسامة متعبة: “شوية تعب، مافي شي.”

عليا بقلق: “سلامتك، جبلك دكتور؟”

مرام وهي تضحك: “لا، مافي داعي.”

دخلت ليلى، ابنة عليا، وهي شابة في العشرينات وتدرس في كلية الطب.

ليلى بمزاح: “كيف تنازلت جلالة الملكة مرام وأجت عالبيت؟”

مرام وهي تضحك: “ندلة، مشتاقتلك يا أختي الصغيرة.”

بعد لحظات من الضحك والمزاح، شعرت ليلى أن مرام تخفي شيئاً، فتحدثت إليها بجدية: “مرام، ليش انتي هيك؟ بتضحكي وبتمزحي، بس في شي بقلبك مضايقك. احكيلي، الأخوات ما بيخبوا شي عن بعض.”

ترددت مرام للحظة، لكنها في النهاية قررت تفتح قلبها، وقالت: “طيب، رح احكيلك قصتي… بس لازم تعرفي إني بعزك متل أختي.”

*فلاش باك – قبل سبع سنوات*

مرام كانت تعيش مع والدتها سلمى وأختها الصغيرة عبير في بيت متواضع. كانت مرام طالبة في الجامعة، وتتحمل مسؤولية كبيرة لأنها تعلم أن مستقبل عائلتها يعتمد على نجاحها. رغم الفقر والظروف الصعبة، كانت مرام متفوقة ومجتهدة في دراستها.

في الجامعة، كانت مرام تتعرض للسخرية من زملائها بسبب ملابسها البسيطة، لكن لم يكن لديها من تلجأ إليه لتشكو همومها. بعد الجامعة، كانت تمشي وحيدة في الشوارع أو تجلس على شاطئ البحر لتنسى ألمها، قبل أن تعود إلى المنزل بابتسامة مصطنعة تخفي وجعها العميق.

في تلك الفترة، كان يوسف، ابن رجل الأعمال الشهير محمد عبد الرحيم، يعيش حياة مترفة ويتهرب من مسؤولياته. التقى بمرام مصادفة في الجامعة، وكانت هذه بداية سلسلة من اللقاءات التي كان يوسف يسعى من خلالها للتقرب منها. حاول زميله سليمان مضايقة مرام، لكن يوسف تدخل لحمايتها، ما جعله يظهر بمظهر المنقذ في عينيها.

مع مرور الوقت، بدأت العلاقة بين مرام ويوسف تتطور، لكن مرام كانت تشعر بالصراع الداخلي. كانت ترغب في النجاح والتميز، لكنها كانت تخشى الانجرار وراء يوسف وعالمه المختلف تماماً عن عالمها.

في النهاية، ورغم كل التحديات، تمكنت مرام من تحقيق نجاحها الخاص وأصبحت سيدة أعمال ناجحة. لكن قصة لقائها بيوسف كانت دائماً تذكرها بالطرق الوعرة التي مرّت بها للوصول إلى مكانتها الحالية.

عادت مرام من ذكرياتها لتجد ليلى تنظر إليها باهتمام شديد.

ليلى: “قصة حياتك عن جد ملهمة، مرام.”

مرام بابتسامة حزينة: “كل واحد عنده قصته الخاصة، والحياة ما بتخلي حدا إلا وبتعلمه.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل