روايات

رواية ليلي وفوزي الفصل الاول حصريه وجديده

رواية ليلي وفوزي الفصل الاول حصريه وجديده

-افهمني يا فوزي فارس الحمد لله بخير وهايكون مع ماما طول الوقت اللي هكون فيه ف الشغل، وهي هاتاخد بالها منه كويس اوي، كمان هو متعلق بيها و ب بابا أوي، علشان خاطري وافق وبعدين احنا هنعمل علشان مين مش علشان ابننا.

-بس مش لدرجة اني اخليكي تشتغلي يا ليلى، انتي كده بتثبتيلي اني رجال مش قادر يكفي مراتو وابنو، انا ماتكلمتش معاكي ولا حكيتلك اللي ف قلبي علشان اسمع منك الكلام ده، انا هعمل كل اللي اقدر عليه وكل حاجة ربنا يقدرني عليها هعملها مهما كانت صعبة؛ علشان اخليكي انتي وابني مرتاحين.

امسك برأسها يقبل جبينها قائلاً بحب:

-انا بعت الدنيا كلها علشانك وسبت كل شيء ورايا علشان العيون الحلوة دي، وهعمل كل اللي في أيدي اعمله؛ علشان راحتك انتي وابني، انا آسف يا ليلى على الكلام اللي سمعتيه مني انا كنت مخنوق شوية ومحتاج افضفض معاكي.

وضعت يداها على يديه وامسكت بيده تقبلها من الداخل بقبلة حنونة:
-ربنا يخليك ليا يارب، يلا بقا غير هدومك وخد حمامك لحد ما احضرلك العشاء.

-ااااه بقا حبيبت قلبي تسلملي الايدين الحلوة دي اللي بتدوقني كل حاجة حلوة منها.

ابتسمت ليلى بفرح وخرجت من الغرفة لتحضر الطعام، اتجه فوزي إلى سرير ابنه الصغير ووضع قبلة حنونة على جبينه الصغير الوردي برفق، وأمسك بتلك الاصابع التي تشبه وريقات الورود الهشه ذات الرائحة العطرية التي لا يمكن لأحد وصفها، تتخلل في الأنفاس لتبعث الطمأنينة والراحة في قلب كل أب وأم، والتي تشبه الجازبية الأرضية في جذبها لكل هم وحزن من القلوب.

قبَّل تلك الأصابع بهدوء وحب قائلاً:
-ابني حبيبي الحلو انت اغلى شيء بحياتي، انت عمري كلو، بوعدك اني اعمل اللي اقدر عليه؛ علشان ميبقاش ناقصك حاجة ابداً، مهما كان ايه هعمله علشانك وعلشان ماما يا عمري، ربنا يخليكم ليا.

~~~
في الصباح الباكر خرج فوزي ليفتح محل النجارة ليبدأ عمله، بينما كانت ليلى تبدل ملابس فارس الصغير وهي تلاعبه وتستعد للخروج بحثاً عن عمل لها، أتى ساعي البريد خلف فوزي وهو يضع المفتاح داخل الباب قائلاً:
-سلام عليكم.

أردف فوزي ينظر إليه يرد السلام:
-عليكم السلام.
-مش ده بيت الأستاذ “فارس سعيد”؟
-ايوه هو ده، خير في حاجة؟
-في جواب جاي من لبنان باسم الاستاذ فوزي الضاهر، شكلك انت هو صح؟
-ايوا صح انا هو فوزي الضاهر.
-طب لو سمحت وقع هنا علشان تستلم الجواب.
-اه طبعاً تسلم ايدك، شكراً.
-العفو يا استاذ سلام عليكم.
-عليكم السلام ورحمة الله وبركاته مع السلامة.

امسك فوزي الخطاب ينظر إليه ويتساءل في ذهنه:
-يا ترى في ايه في الرسالة دي؟ معقول بابا يكون سامحني وعايزين ارجع اعيش معاه انا وليلى؟! هفتحها وأشوف فيها ايه يا مسهل الحال يارب.

فتح فوزي تلك الرسالة التي لم يكن يعلم أن محتواها هو الذي سيحدد مصير حياته مع ليلى، وتلك الكلمات القليلة والبسيطة التي كانت بها بمسابة سيف حاد اخترق قلبه بشدة، صدم فوزي عندما قرأ رسالة والده والتي كان محتواها:

-بعد التحية والسلام.
ابني فوزي انا عارف اني قسيت عليك كتير، بس انا مش هسمحلك تدمر كل شيء بنيته بكل السنين دي، في امكانك ترجع بيتك اذا انت حابب وتاخد كل شيء انت عايزه بس بشرط إنك….

بترت تلك اللحظات ليلى بخروجها وهي تنادي:
-حبيبي؟
أخفى فوزي رسالة والده بجيبه الخلفي لبنطاله، ثم قال يحاول استعادة السيطرة على نفسه حتى لا تلاحظ ليلى توتره:
-نعم يا حبيبتي انا هنا تعالي.

تحمل فارس بين يديها وتقدمت نحوه تقول بفرح:
-صباح الخير يا بابا انا جيت اسلم عليك واقولك اني بحبك أوى.
أقبل عليه يمسك بيديه الصغيرتين يقبلهما ويشتم رائحته الجميلة:
-يا سيدي يا سيدي يسعدلي صباحو الحلو، يا الله ايه الريحة الجميلة دي، وانا بحبك وبموت فيك يا عمري انت، رايحين فين كده على وش الصبح يا حلوين؟
-صباح الخير يا حبيبي.

رفع رأسه يقبلها من خديها:
-يسعد صباحك حبيبتي، رايحين فين ع الصبح كده؟ لسه بدري.

-رايحة مشوار كده مع واحده صحبتي قلت اخد فارس معايا يشم هوا شوية، مالك انت كويس؟

-اه اه انا بخير يا حبيبتي انا بخير، خلي بالك من نفسك، حبيبي البطل خلي بالك ع الماما كويس اوك.
-اوك حبيبي يلا قول باي للبابا باي بابا.
-باي يا عمري، خدوا بالكم من نفسكم كويس.

بعدما غادرت ليلى أخرج تلك الرسالة ليكمل ما بها، وبدأت تزرف عيناه دمعاً وهو يقرأ:

-بس بشرط إنك تسيب البنت دي وتجوز بنت من مستواك، ابني انا مش هعيش اكتر من اللي عشته، ودي آخر ايامي بتمنى اشوفك قبل ما اقابل رب الكريم، وكده بكون رضيت ضميري قدام ربنا، انا هاستنى ردك.
ابوك الضاهر.

طوى فوزي تلك الرسالة التي كانت كلماتها بالنسبة إليه كالصعقة، وقرر أن يخفي الأمر عن ليلى ولكن ظل باله مشغول بها طوال الوقت، وبعد مرور ثلاثة أشهر ذات يوم كانت ليلى عائدة من العمل في الساعة الثالثة عصرا، وجدت ساعي البريد أمام منزلها يدق الباب، توجهت إليه:

-حضرتك عايز مين؟
أجابها الساعي:
-سلام عليكم.
-عليكم السلام.
معايا جواب باسم الاستاذ فوزي الضاهر جاي من لبنان، مش هو ساكن هنا برضوا.
-ايوا ممكن استلمه انا مكانه انا مراته على فكرة.
-تمام واقعي هنا حضرتك بالاستلام.
-تمام شكراً الف شكر.

اخذت ليلى الرسالة وهي تنظر إليها باستغراب تحدث نفسها قائلة:
-يا ترى من مين الجواب ده؟! معقول يكون من أهل فوزي! ربنا يستر مايكنش فيه خبر وحش.

دخلت المنزل وهي تبحث عن فوزي فوجدت والدتها تجلس في استقبالها هي وفارس يجلس على الأرض يلعب بالعافيه:

-حبيب ماما انا جيت يا قلبي وحشتني، عاملة ايه يا ماما، امال فين بابا وفوزي؟
-الحمد لله يا ليلى، ابوكي نايم جوا، وفوزي في اوضته قال إنه هايرتاح شوية لحد ماتيجي.

-طب انا هدخل أشوفه، خدي فارس بعد اذنك لحد ما اغير هدومي، روح عند تيته يلا.

أعطت فارس لوالدتها ودخلت الغرفة، وجدت فوزي مستلقي على فراشه ويضع يده فوق رأسه شاردا وهو مغلق عينيه، حتى أنه لم يشعر بقدومها وجلوسها جواره، اخافته ليلى بمزاح قائلة:

-ايه دا معقول انت حتى مش حاسس بيا، مالك سرحان ف إيه؟
-الله يسامحك يا ليلى وقعتيلي قلبي، مافيش حاجة كنت مستنيكي.
-طب يلا قوم علشان نتغدى سوا، بس قبل مانتغدى معايا ليك حاجة.

اعتدل فوزي جالساً بقلق، ظن أنها علمت برسالة والده، ثم أخرجت رسالة في يدها وقالت:
-دى وصلتك انهارده، استلمتها وانا جاية من الشغل قدام البيت، اتفضل.

التقط فوزي أنفاسه وقال:
-دي وصلتني انهارده؟ من مين ياترى وفيها ايه؟
-مكتوب انها من لبنان يعني اكيد حد من أهلك او اصحابك افتحها وشوف بنفسك.

حاول فوزي التهرب من فتح الرسالة امامها، ثم قال بتوتر:
-سيبك منها دلوقتي بعدين هفتحها وأشوف فيها ايه، انا هشوف فارس لحد مانتي تخلصي الشاور بتاعك وتغير هدومك.
-طب ماشي تمام اللي يريحك هخلص واجي.

دخلت ليلى إلى الحمام للاستحمام وتغيير ملابسها، وخرج فوزي ليتفقد فارس مع والدتها ويقضي معهم بعض الوقت، عندما انتهت ليلى خرجت من الحمام ولم تجد أحد في الغرفة فحاولت أن تبحث عن الرسالة، انتابها القلق لتصرف فوزي عندما رأى الرسالة، فجأة نظرت إلى الفـ,ـراش فوجدت جزأ منها تحت وسادته، اخرجتها وقامت بفتحها، وظلت تتمعن النظر في الرسالة وهي تقرأ بتوتر وغضب، ثم خرجت مسرعة تنادي فوزي بغضب:
-فوزي، فوزي؟

نظرت والدتها بقلق وفوزي قام من جوار فارس بفزع، خرجت وهي تمسك تلك الرسالة بيدها تشطاط غـ,ـضبا وهي تنظر إليه بعيون دامعة وكأنها في صدمة، لا تصدق ما قرأته وتقول.
روايه جديده تعليقات كثير
كل يوم حلقه  تفاعلات وتعليقات كثير بقي

انت في الصفحة 2 من 2 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل