روايات

رواية اعمي في النور الفصل الاول بقلم حور طه حصريه وجديده 

رواية اعمي في النور الفصل الاول بقلم حور طه حصريه وجديده 

رواية اعمي في النور الفصل الاول بقلم حور طه حصريه وجديده
__________________________
يقتحـ ـم يوسف منزل نبيل مع رجاله المسلـ ـحين، ويعم المكان توتر شديد. يجلس يوسف بغرور، واضعا رجليه فوق بعضهما، بينما يشير بمسـ ـدسه نحو نبيل.

يوسف بلهجة حادة::المدة بتاعتك انتهت يا نبيل. ما سددتش ،معايا أوامر إني أحط رصـ ـاصة في نص راسك.

يستدير يوسف لينظر إلى ميار، التي تقف بجانب والدها، فتقاطعه.

ميار بثقة::خلي كلامك معايا أنا. ملكش دعوة بأبويا. هسدد فلوسكم، بس ادوني كم يوم كمان.

ينزل يوسف سـ ـلاحه قليلا ويقف أمامها، المسافة بينهما لا تفصلها سوى أنفاس خفيفة.

يوسف بصوت منخفض:: أبوك خلصت. مدته اللي.كان المفروض يدفع فيها الدين اللي عليه.

ميار بتحدي:: مش هسمح لك تضـ ـره. هو دفع الثمن، وأنا هلاقي طريقة أسدد بيها كل فلوسكم.

يوسف مستفزا:: فاكره نفسك قادرة على تغيير القوانين؟ الأمور مش هتمشي بالطريقة اللي أنتي عايزاها.

ميار بصوت صلب:: أنا عارفة إني أقدر أغيرها. ما فيش حاجة مستحيلة، طول ما انا عايزة احمايه.

يوسف ينظر إليها بتحدي، ومشاعر مختلطة تدور في عينيه. بتساؤل:: لو قتـ ـلت أبوكي دلوقتي، مش هتلحقي تنفذي كلامك، ولا هيكون في وقت لشجاعتك.دي؟

ميار بثبات:: هتكون موجودة، لأنني هخوض المعركة دي لأجل أبويا، حتى لو كان الثمن غالي. بس يمكن انت ما يكونش عندك الوقت علشان تشوف شجاعتي دي لاني هقتـ ـلك لو فكرت تلمس ابويا!

يوسف يبتسم بابتسامة غير مريحه ، وكأن هناك شيء يثير فضوله في كلماتها.بغموض:: ممكن توفري شجاعتك دي للوقت المناسب،لان الأمور هتتعقد. كوني جاهزة.!

تتجه الأنظار إلى نبيل، الذي ينظر لابنته بفخر، رغم الخطـ ـر الذي يواجهونه.

بعد خروج يوسف ورجاله، يجلس نبيل وميار في غرفة المعيشة، وكلاهما يبدو مشغول البال، يفكران في كيفية تسديد الدين الكبير الذي يثقل كاهلهما.

نبيل بتوتر:: ازاي هنقدر نسد المبلغ ده كله؟ أنا خلاص ما بقاش عندي أي حاجة. حتى البيت اللي احنا قاعدين فيه ده، البنك حاجز عليه، وأكيد هياخدوه. مش هنلاقي حتى مكان نقعد فيه.

ميار تجلس على ركبتيها أمام والدها بحنان، وعينيها مليئة بالقلق.

ميار:: ما تقلقش يا حبيبي. أنا هتصرف. مش هسمح لهم إنهم يـ ـؤذوك.

نبيل ينظر إلى ابنته، ثم يضع وجهها بين كفيه بحنان.:: أنا مش ممكن أعرض حياتك للخطـ ـر. أنا ضيعت كل حاجة بغبائي. سامحيني يا بنتي.

ميار:: مفيش حاجة تعوض وجودك في حياتي، يا بابا. لو لازم أشتغل شغلانتين أو ثلاث، هعملها. المهم أنك تكون بخير.

نبيل:: بس إنتي لسه صغيرة، وما يصحش تتحملي كل ده. أنا كأب لازم أكون الحامي ليكي. مش هنعكس!

ميار:: وعلشان كده هحـ ـارب. مش هسمح لحد
يهـ ـددنا. لازم نلاقي حل. ممكن أطلب من زملائي في الشغل المساعدة، أو حتى ادور علي طرق بديلة.

نبيل:: هتضيعي وقتك، لو العصابة عرفت إنك بتتحركي ضدهم، هيكونوا خطـ ـرين.

ميار:: ولو ما عملتش حاجة، هيتحكموا في حياتنا. لازم نفكر في خطة مع بعض.

نبيل:: أنا بقول لك، أنا السبب في كل اللي حصل. لو كنت تصرفت بطريقة مختلفة، ما كناش وصلنا لده.

ميار:: كفاية تلوم نفسك. اللي حصل مش هيتغير. المهم دلوقتي هو إننا نركز على المستقبل. مع بعض،احنا نقدر نتجاوز كل ده.

نبيل يبتسم برغم القلق، وهو يشعر بالفخر بوجود ابنته بجانبه.:: إنتي قوية جدا يا ميار. مش عارف إزاي هقدر أعيش من غيرك.

ميار:: مش هتعيش من غيري، لأني هنا عشانك. هنخرج من الازمه دي مع بعض ان شاء الله.

**************************
في اليوم التالي، ميار تدخل مكتب رئيسها كمال، وملامحها تعبر عن عزمها على طلب المساعدة. المكتب شكله أنيق، لكن تعبيرات كمال متغطرسة.

ميار: صباح الخير، أستاذ كمال. عايزة أكلمك في موضوع مهم.

كمال: صباح النور،يا ميار. واضح إنك محتاجة حاجة
عايزة إيه؟

ميار: بصراحة، أنا محتاجة مبلغ كبير من الفلوس. الموضوع خاص، ومحتاجه مساعدتك.

كمال ينظر لها من فوق نظارته ويضحك باستهزاء.:: ميار،انتي متخيلة إنك هتطلبي مني فلوس كأنك بتطلبي كتاب من المكتبة؟

ميار: أنا عارفة إن المبلغ كبير، بس الوضع صعب جدا. عيلتي في أزمة خطيـ ـرة، ومحتاجة مساعدتك.

كمال: أزمة، من قال لك إني هساعدك؟ أعتقد إنك محتاجة تلاقي طرقيه أحسن تتعاملي بيها مع مشاكلك.

ميار:انا مش بطلب منك مساعدة من غير مقابل. هاشتغل لساعات إضافية، أو أعمل أي حاجة تحتاجها.

كمال يضحك بسخرية: ساعات إضافية؟ ميار، مش كفاية عليكي الشغل كصحفية؟ ولا ده مش كافي ليكي؟

ميار بإصرار: ده مش مضحك، يا أستاذ كمال. الموضوع جد، وعائلتي محتاجة مساعدة.

كمال ببرود: الحياة صعبة يا ميار، كلنا بنعدي بمشاكل. بس مش هخاطر بفلوسي عشان حكاياتك.

ميار، مستاءة: لو الأمر متعلق بالمخاطرة، أنا مستعدة أتحملها. بس محتاجه دعمك.

كمال بغرور: يا حبيبتي، الحياة مش عادلة. لازم تتعلمي تتعاملي مع الصـ ـدمات.

ميار بتحدي: هلاقي طريقة، حتى لو من غير مساعدتك.

كمال بتهكم: طيب، لو شايفة إنك هتقدري تتجاوزي كل ده لوحدك، اعملي كده. بس أنا مش هكون جزء من مغامراتك.

ميار تخرج من المكتب، مشاعرها مختلطة بين خيبة الأمل والعزيمة، مصممة تواجه التحديات وحدها.

**************************

السابقانت في الصفحة 1 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل