روايات

الفصل الثلاثون

مؤمن بص ناحيته بإرهاق: خليني هنا جنبك في الأوضة دي والظلمة دي مش عايز أخرج منها ، عايز أفضل في الهدوء ده ، أنا بحسدك على الوضع ده بصراحة .
سيف بص ناحيته ورد بتهكم : تعال أخبطك في دماغك أعملك ارتجاج واقعد قعدتي دي .
فوجئ بمؤمن بيقوله بتمني: طيب والله موافق خليني آخد هدنة من كل حاجة .
سيف فضل باصص ناحيته شوية قبل ما يعلق بجدية: مؤمن اقعد مع مراتك واتكلم وبعدها قرر يا تكمل يا تنهي الليلة دي وفوق بقى لحياتك ولابنك وشغلك .
حاول يتعدل : طيب هقوم وأسيبك ترتاح و
قاطعه بهدوء : خليك شوية في الهدوء اللي عاجبك ده ، همس محتاجة تقعد مع عيلتها شوية وانت خليك معايا هنا طالما مش وراك حاجة .
مؤمن اتنهد بصوت مسموع وتمتم : ماعندكش طريقة الواحد يهرب بها من أفكاره ؟
كان مجرد سؤال مش مستني لإجابة والصمت سيطر عليهم .

همس كانت قاعدة مع مامتها وأختها عند حمام السباحة وعيونهم على أنس اللي قرر ينزل شوية الميا ، استأذنت منهم تشوف سيف وترجعلهم ، طلعت بهدوء خبطت خبطة واحدة علشان لو نايم ما يصحاش ، يادوب خطت خطوة فلاحظت ان في حد جنب سيف ، دققت النظر كان مؤمن ، رجعت لورا بسرعة علشان تخرج بس سيف شاورلها تيجي عنده فقربت وهمسلها : سيبينا ساعتين هحاول أنام شوية وما تخليش حد يدخل هنا أو يخبط علينا علشان ما يصحاش .
وافقت وخرجت وقفلت الباب بهدوء قابلتها سلوى : سيف نايم يا همس ؟ هيتغدى ؟
همس جاوبتها : لا مش هتغدى؛ هينام وطلب محدش يزعجه أو يخبط حتى على الأوضة ساعتين .
سلوى قربت ناحية الباب بس همس وقفتها فبصتلها باستغراب : مش هصحيه هطمن عليه ، أكيد مش هتخافي عليه أكتر مني
همس وضحت : معاه مؤمن ونايم علشان كده طلب محدش يزعجه .
كشرت باستغراب : يعني هو جاي يشوفه ويطمن عليه ولا ينام جنبه ؟ الولد ده حياته متلخبطة ولازم يصلح أموره في أقرب وقت ويرجع لطبيعته .
نزلوا الاثنين مع بعض وسلوى بلغت عواطف محدش يزعج سيف ولا يصحيه أما همس فطلعت تكمل قعدتها مع أمها وأختها .
فاتن ترددت كتير قبل ما تتكلم مع همس وتسألها : عاملة ايه مع حماتك يا همس ؟ حماتك مش زيي .
بصتلها باستغراب : أنا عارفة انها مش زيك بس قصدك ايه ؟
وضحت : أقصد انها مش هتقبل جنانك ولامبالاتك مثلا بلبسك أو مظهرك ، أو حتى هزارك ومقالبك ، يعني من الآخر انتِ لازم تتغيري .
همس سكتت فترة و بتفكر هترد على أمها بايه ، هتتكلم عن تدخل حماتها في كل حاجة ؟ ولا هتحتفظ بمشاكلها لجوزها وبس ؟
هند لما صمت همس طال سألتها بقلق : انتِ في مشاكل بينكم يا همس ؟
ابتسمت أخيرًا وبصتلهم : حماتي اه متطلبة بس الحمدلله أمورنا ماشية ، سيف ييقف بينا ما تقلقوش وبعدين يا ماما أنا مقدرة وضع سيف كويس ومقدرة النقلة اللي انتقلتها بجوازي منه – ابتسمت باصطناع قبل ما تضيف – ما تقلقوش عليا .

مؤمن فاق بعد فترة واستغرب لوهلة هو نايم فين وايه المكان ده لان أكيد مش أوضته ولا ده بيته ، اتلفت حواليه ولمح سيف جنبه فاتعدل مستغرب ازاي بالفعل نام ، بص لساعته لقى نفسه نايم أكتر من ساعة ونص ، قام وقف مش عارف يخرج مثلا ويسيبه نايم ولا يعمل ايه ؟
سيف حس به من حركته فقال بدون ما يفتح عينيه : يعني انت صحيت مش لازم تصحيني أنا .
مؤمن بارتباك وحرج : سوري يا سيف أنا مش عارف أصلًا ازاي نمت كل ده وانت ليه سيبتني أنام ؟
ابتسم : عادي عادي يا ابني ، المهم تكون ارتحت وتكون هربت شوية من أفكارك .
ابتسم : أنا نمت لو ده اللي تقصده ، المهم سوري لو قلقت منامك واعتذرلي من همس جدًا ، أنا عايز أنزل ما تشوفلي الطريق .
سيف ابتسم ومسك التليفون جنبه : عواطف معلش شوفيلي الطريق علشان مؤمن ينزل .
قفل وبصله ودقيقة كانت عواطف بتخبط : اتفضل يا باشمهندس الطريق فاضي .
نزل معاها وقابلته سلوى فاعتذر منها بس قبل ما يمشي سلوى وقفته : مؤمن – بصلها فكملت بنصح- الطلاق مش نهاية الكون فلو حياتك الزوجية انتهت تقبل ده واقلب الصفحة اه مش سهل ولا بسيط بس أفضل كتير من دخولك حرب انت بالفعل خسران فيها .
مؤمن حرك دماغه بتقبل لكلامها وانسحب بدون ما يعلق ركب عربيته ومشي .
همس أول ما سمعت صوت عربيته قامت بسرعة تروح لسيف ، سلوى كانت خارجة من المطبخ بعد ما طلبت من عواطف تجهز غدا لسيف فلمحت همس طالعة تجري لفوق فتمتمت بتهكم : اجري اجري لأحسن يطير .
عواطف استغربت من هجوم سلوى المستمر عليها وماعرفتش تفسره .
همس دخلت عند سيف بالراحة لأحسن يكون نايم بس لقته صاحي وشاورلها تقرب منه .
عواطف ومعاها سلوى خبطوا وهمس فتحت الباب فدخلوا الاتنين وسلوى فتحت أنوار الأوضة : تقوم تتغدى بقى .
سيف حط ايده على وشه بانزعاج: اطفي النور ده كله .
سلوى : حبيبي علشان تعرف تاكل .
سيف بضيق : يا ماما اطفي النور مضايقني بجد وبيزود الصداع .
همس طفت النور فسلوى بصت ناحيتها بتحفز : تقدري تقوليلي هياكل ازاي كده ؟
همس فتحت أوضة الدريسنج ونورت النور جوا وردت ببساطة: كده هتبقى إضاءة مش مباشرة مش هتضايقه – بصت لسيف – ولا ايه يا سيف ؟
سيف اتنهد : كده أفضل طبعا بس مش عايز آكل .
همس قربت منه بمحايلة : حبيبي المفروض تاكل ولو حاجة بسيطة علشان بس تديك شوية طاقة ، أنا كلمت نادر وهو قالي تاكل أي حاجة بسيطة .
شاورت لعواطف اللي حطت الأكل على السرير على صينية مخصوصة للسرير فردت الرجلين وقربتها منهم : عملت حسابك تاكلي معاه .
همس ابتسمتلها : متشكرة أوي يا عواطف .
سلوى : في أدوية هياخدها ؟
همس بصتلها : بعد ما ياكل .
سلوى قربت من ابنها بتشوف عينه و وشه الأزرق : الورم هدي كتير كويس ، بس اللون الازرق زاد يا سيف في وشك .
همس بتوضيح : يومين وهيروق بإذن الله المهم بس يقوم بالسلامة .
سيف بص لسلوى : ماما أنا كويس ما تقلقيش .
سلوى اتنهدت : يارب يا حبيبي تبقى كويس وتقوم بالسلامة – بصت لهمس – هيفضل في الضلمة لحد امتى ؟
همس وضحت : يعني النهارده بس وبكرا حسب حالته إن شاء الله .
سلوى سابتهم وهمس أكلته على قد ما قدر وأكلت معاه .
نزلت الأكل وطلعت علشان ياخد أدويته وفضلت في حضنه بيتكلموا بصوت أقرب للهمس .

بدر بعد يوم مرهق وكذا مكالمة من هند قرر يمشي وياخد كام ملف معاه البيت ، وهو نازل الأمن وقفه ومهما يحاول يفهمهم إلا انهم رفضوا تمامًا خروجه برا بأي ملف ، حتى مروان نفسه ماقدرش يقنعهم يسيبوه يخرج بالملفات .
أخيرًا مروان اتصل بسيف اللي رد على طول ومروان شرحله الوضع سريعًا وهو كلم رجالته يسيبوا بدر يخرج بالملفات .
وصل بدر البيت وهند فوجئت بالملفات معاه ، عز شافه وسأله باستغراب : ايه الملفات دي كلها يا أبو أنس ؟
بدر بصله بحرج : ملفات الشركة بس تعبت فقلت أجيبهم معايا هنا
عز بحيرة : شركة ايه ؟ انت كنت فين من الصبح ؟
بدر استغرب انه ما يعرفش فوضح : في الشركة عندكم ، سيف طلب مني أراجع شوية ملفات .
عز بذهول : كل ده شوية ؟ ومن الصبح ؟ سيف ده بيهرج يعني انت جاي تحضر فرح أخو مراتك يقوم هو يستغلك كده ؟
بدر ببشاشة : لا يا عمي ولا بيهرج ولا حاجة ولا في أي استغلال احنا اخوات ولا ايه ؟
أكد بسرعة بحنان : طبعا يا ابني بس برضه .
استمر النقاش فترة طويلة لحد ما سلوى اتدخلت وقالت ان الغدا جاهز .
الكل قعد بس فاتن سألت بحرج : مش هننادي همس ؟
عواطف بابتسامة : همس اتغدت مع سيف علشان علاجه .
سلوى بهدوء : أكيد مش هنسيبها من غير أكل يا أم نادر ما تخافيش عليها .
ابتسمت واستغربت ازاي الست دي قادرة تكون بمنتهى الذوق بس في نفس الوقت بتكون متملكة ومتطلبة !
حست انها محتارة تحكم عليها هل هي حما طيبة ولا حما صعبة على بنتها.

بدر طلع لسيف يطمئن عليه ويقعد معاه شوية ويقوله على كل اللي وصله بعد مراجعة الملفات ، سيف شكره على تعبه وخصوصًا لما بدر قاله انه مش هيسيبه وهيكمل كل الملفات ويراجعها ويظبطله كل حاجة قبل سفره وهنا لمعت فكرة في دماغ سيف وهي انه يطلب من بدر يفضل معاه ويسيبه من التدريس بس تراجع؛ لان هو نفسه بيحب التدريس بس يا ترى بدر ايه ؟

همس الصبح بعد جدال طويل ورفض مطلق من سيف اتحركت على الجامعة واستسلمت لانها عايزة تشوف هالة ، وصلت الكلية والكل بيشوفها بيسألها عن سيف وصحته وأخباره وهيجي امتى ؟
مايا وقفتها وهي معدية من قدامهم : باشمهندسة همس
بصتلها وشافت شلتها معاها واستغربت ان خلود ضمنهم وحست انهم عصابة صغيرة مش شلة بنات وخصوصا نظرات الشر اللي طالعة من عيونهم كلهم ، هايدي ونانيس وخلود وفوقهم تتربع مايا اللي حاساها أصعب منهم بمراحل .
انتبهت على صوت مايا الخبيث: طمنينا دكتور سيف صحته عاملة ايه ؟ ماما كلمت طنط اطمنت عليه وبنفكر نيجي نزوره في البيت .
همس اتضايقت من طريقتها وبالفعل كانت هترد عليها بهجوم بس سكتت وقررت انها مش هتسمحلهم ينتصروا عليها ويضايقوها فابتسمت وحاولت ترد ببرود : بيت الصياد مفتوح دايما وبيستقبل أي حد ، بعد إذنكم .
سابتهم وراحت عند اصحابها وبتدور على هالة بس مالقتهاش، سلمت عليهم كلهم، اصحابها كلهم سألوها عن سيف وصحته واطمنوا عليه ، سألت أحمد زميلها : هي هالة ماجتش النهارده ولا ايه ؟
بص حواليه بحيرة: لا جت شوفتها بس تلاقيها هربانه هنا ولا هنا .
استغربت : هربانة؟ من ايه ؟
خافت تكون هربانة منها وبصت لأحمد مستنية الإجابة فوضح : من أسئلة الكل ، الكل امبارح كان بيحاصرها همس فين ؟ طيب دكتور سيف فين ؟ ولما عرفنا خبر الحادثة الكل هجم عليها ، فاكر يا محمد ؟
محمد عبدالمقصود بصله وبص لهمس بهزار : دول عملوا عليها حصار – وقف يقلدها – بس صاحبتك ايه وقفت في النص وقالتلهم بقولكم ايه …
حكولها كل اللي حصل امبارح بالتفصيل ورد صاحبتها وهنا هي غمضت عينيها بندم وبتحاول تفتكر الغباء اللي قالته لصاحبتها وازاي كلمتها ، سمعتهم بهدوء وبعدها اتحركت ناحية المدرج ، شافتها قاعدة لوحدها فراحت قعدت جنبها بصمت وهالة بصت قدامها بجمود، همس بصت ناحيتها ويادوب هتتكلم بس هالة قامت من جنبها لكن همس مسكت ايدها منعتها بندم: حقك عليا سامحيني بجد ماكنتش أقصد ولا حرف من اللي قلته ، كنت مضغوطة ومتعصبة ومتضايقة وانفجرت فيكي لكن ما أقصدش ولا حرف وعارفة انك صاحبتي ولآخر يوم في عمري صاحبتي ، ممكن تسامحي غبائي ؟ وتنسي اللي قلته ؟
هالة دموعها لمعت وسكتت وجواها كلام كتير عايزة تنفجر به بس ولا حرف بيطلع منها .
همس كملت بصدق : انتِ أكتر حد وقف معايا أنا وسيف وصاننا وعمرك ما يوم اتخليتي عني أو اتكلمتي حرف في حقي وده أنا واثقه فيه حتى لو قلت امبارح عكسه بس صدقيني كانت لحظة شيطان مش أكتر ، هالة بجد آسفة حقك عليا .
مسكت دراعها تشدها وهالة واقفة بجمود فقالت بحزن : ما تبقيش رخمة بقى طول عمرك عارفاني لساني متبري مني يعني ما شوفتيش كنت بجنن سيف ازاي ؟ ده على كده هو له الجنة طالما من مرة واحدة هتقاطعيني كده ، بعدين تهون عليكي همس ؟ ولا حتى سيف ؟

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل