روايات

رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة السابعة عشر حتى الحلقه العشرون بقلم سولييه نصار حصريه وجديده 

رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة السابعة عشر حتى الحلقه العشرون بقلم سولييه نصار حصريه وجديده 

رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة السابعة عشر حتى الحلقه العشرون بقلم سولييه نصار حصريه وجديده

الفصل السابع عشر (أحبك )
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا
― نزار قباني
………..
قُرب اذان المغرب
توقفت سيارة مراد أمام المنزل …
نظر الى منار وقال:
-النهاردة اليوم كان حلو اووي صحيح ؟!
نظرت منار الى ابنتيها النائمتان وقالت بإبتسامة شاردة :
-ايوة كان حلو اووي …
اسعدها ان ترى أطفالها سعداء ….لطالما تمنت ان تكون تلك هي حياتهم …تمنت ان يتنزها كعائلة واحدة …ولكن الآن تشعر ان سعادتها ناقصة …تشعر ان تلك المبادرة من مراد قد تأخرت كثيراً….فبعض الأشياء أثرها يكون باهت عندما يفوت الآوان …وفات الآوان لمراد ان يصلح أي شئ
-يالا خلينا نطلع البنات عشان ميبردوش .
قالتها بنبرة باهتة فهز مرد رأسه وخرج ليساعد منار في حمل الفتيات ….
دخلا للمنزل وهما يحملان الطفلتين ليجد مراد والدته جالسة على الأريكة وهي تلهث بقوة محاولة التنفس ووجهها احمر
-أمي مالك ؟!
قالها مراد بهلع وهو يضع ابنته على الأريكة الكبيرة …اقتربت أيضا منار منها بقلق وقالت:
-مراد روح جيب البخاخة بتاعتها يالا بسرعة . …هتلاقيه في درج أوضة النوم بتاعتها هي وباباك…
هز مراد رأسه وهو يندفع لغرفة النوم بينما تجلس منار بجوار حماتها وتربت على ظهرها وتقول :
-اهدي يا حماتي …اهدي ….
نظرت صابرين الى منار والدموع تطفر من عينيها …رأت في عيني منار القلق الحقيقي …
أتى مراد وهو يحمل البخاخ ثم ساعد والدته كي تستنشقه ….لحظات وهدأت قليلا …ظل مراد ومنار معها حتى بدت انها بخير ..
حينها قررت منار الصعود وقالت:
-انا هودي ملك فوق عشان تنام وبعدين هنزل اخد ماسة…
-لا لا انا هجيبها دلوقتي وراكِ متنزليش تاني ..
هزت منار رأسها وصعدت بإبنتها فنظر مراد الى والدته وقال:
-ليه ما اخدتيش البخاخة …افرض مكناش.جينا دلوقتي كنتِ هتتصرفي ازاي …ايه اللي انتِ بتعمليه ده يا أمي؟! …
هزت صابرين رأسها والدموع تطفر من عينيها وقالت:
-مكنتش قادرة اتحرك يا ابني والله …
-طيب فين هنا ؟!مش كانت بتساعدك …؟!
أطرقت والدته برأسها ليكمل هو :
-أمي فين هنا مش كان مفروض بتساعدك …
انسابت دموع صابرين وقالت:
-والله يا بني أنا قولتلها بس علينا طبيخ.النهاردة لقيتها هبت في وشي زي البوتجاز ورفضت تساعد وطلعت وبعدها لبست وقالت رايحة عند امها ولسه مرجعتش ….
ضم مراد كفه بقوة وهو غاضب منها وقال:
-طيب أنا هتكلم معاها …أنا هطلع دلوقتي ماسة عشان متبردش
هزت والدته رأسها ثم كاد ان يحمل ابنته الا ان دخول هنا المنزل اوقفه ….
-مساء الخير ..
قالتها برقة وهو تقترب منهما…أمسك مراد ذراعها بقوة وهو يعتصره وقال:
-كنتِ فين يا هانم ؟!
-كنت عند ماما يا مراد ..أنا قولت لحماتي…
-وأنتِ يا حبيبتي متجوزاني أنا ولا متجوزة حماتك ..كان مفروض تستأذني مني …
أبعدت كفه برفق وقالت:
-ما أنا فعلا اتصلت بيك كتير يا مراد بس أنت مكنتش بترد وانا كان لازم اروح لماما …
ثم اقتربت من حماتها وقبلت رأسها وقالت:
-أسفة يا ماما على اللي عملته الصبح …أنا غلطت واستحق اي عقاب منك …ومن النهاردة ترتاحي وانا هعمل كل حاجة …
توسعت عيني مراد لتكمل هنا :
-انا ندمانة على اللي قولته وكنت حاسة بالذنب ولما قولت لماما بهدلتني …أنا فعلا زودتها سامحيني …
كانت صابرين تنظر إلى هنا التي طريقة كلامها تغيرت تماما ولكن كان هناك شئ …نظراتها كانت جافة وهي تنظر إليها بلا أي مشاعر …كانت تصطنع الاعتذار !!!
ابتسمت هنا مجددا وربتت على كفها وقالت:
-روحي ارتاحي دلوقتي يا ماما ..
ثم استدارت نحو مراد وقالت:
-وكمان بعتذر اني خرجت من غير إذنك ده مش هيحصل مرة تانية ..
…..
في الليل ….
كانت هنا متسطحة على فراشها بمفردها….مراد اليوم عند منار …لا بأس غدا سوف تحصل عليه ….كانت تلف خصلات شعرها الأشقر حول إصبعها وهي تتخيل اليوم الذي ستمتلكه فيه …اليوم الذي سيكون ملكها …ثم أغمضت عينيها وهي تحلم بهذا اليوم بينما ابتسامة سعيدة تزين شفتيها ….
…..
عند منار ومراد ..
كانت منار نائمة بعمق على فراشها بينما مراد ينام على الأريكة التي أحضرها للغرفة …كان يعجز عن النوم …يحترق للاقتراب منها ولكن نظراته دوما تمنعها …لم تقولها ولكن كلما حاول الاقتراب منها رأي النفور في عينيها …كيف تبدلت الأدوار ؟!هو متلهف وهي نافرة ؟!
فكر بيأس …فجأة نهض وهو يقرر أن النوم لن يأتيه ابدا واتجه إلى حيث تنام منار وتسطح بجانبها ….ثم بلطف جذبها إليه وضمها وهو يغمض عينيه وينام براحة وقلبه يدوي داخل صدره بسبب اقترابها منه …
…….
في اليوم التالي …
فتحت منار عينيها بسبب رنين المنبه لتنتفض وصوت ناعس يخترق عقلها :
-صباح الخير يا منور …
نظرت لتجد نفسها موضوعة على صدر مراد الرحب بينما تعانقه هي …
نهضت جالسة بإضطراب وهي تبعد خصلات شعرها عنها ….حاولت التكلم وسؤاله عما يفعله هنا ولكنها تراجعت ورمقته ببرود ثم نهضت بسرعة لتخرج إلى الحمام…
ابتسم مراد وقال:
-وراكي وراكي يا منور والله مش هسيبك !!!
…….
مر يومين حتى أتى يوم الاثنين …كانت هنا تتقرب فيه من حماتها وحماها وتسمع الكلام …صحيح لم تستطع اختراق الجدار الذي قرر مراد ان يضعه بينهما إلا أنها لم تستسلم وقررت أن تضرب ضربتها الثانية قريباً!!!
………

في فيلا تظهر عليها علامات الرقي الثراء …
دخلا منار ومراد إلى الحديقة الواسعة التي تقام بها حفلة عيد ميلاد أخ يونس الراوي ..عاصي الراوي
-انا مكنتش عايز اجي …
قالها مراد بضيق لتنظر إليه منار بضجر وتقول :
-مراد خلاص تقى اترجتني اجي وبعدين انت ليه مكبر الموضوع …
-مبتعجبنيش نظرات الراجل ده ليكي!!!
هزت منار رأسها بيأس …لن تجادله بهذا الموضوع….
-منار مبسوطة انك جيتي .
قالتها تقى بإبتسامة وهي تقترب من منار وتضمها ثم تصافح مراد …اتى يونس أيضا وصافحهما مبتسما بلطف كعادته…
-انا مبسوط بجد انكم جيتوا نورتونا ..
قالها يونس ثم أكمل :
-اتمنى يا استاذ مراد متكونش لسه زعلان مني …رغم انك انت اللي بهدلت وشى بالشكل ده ..
قالها مشيرا إلى الكدمة التي كانت ظاهرة على وجهه …ابتسم له مراد ابتسامة صفراء وقال:
-لا انا مش زعلان وقبلت اعتذارك خلاص …فين صاحب العيد ميلاد عشان نقدمله الهدية …
-أنا صاحب العيد ميلاد ..
قالها صوت أجش وهو يقترب منه ..اتسعت ابتسامة تقى وهي تمسك ذراع عاصي وتقول بحماس :
-ده عاصي ابن عمي وأخو يونس واصغر منه بتلات سنين …
نظر عاصي إلى تقى ببرود وقال:
-ابعدي ايديكي شوية …
أبعدت تقى فورا كفها بتوتر ..عبست منار وهي تنظر الى عاصي والذي كان أكثر وسامة من أخاه ولكن كان يبدو فظا للغاية وعينيه الزرقاء كانت خالية تماما من المشاعر ،
قدم مراد الهدية له وتكلموا قليلا …
ابتعدت تقى قليلا ويبدو عليها الحزن فتبعها يونس …..
وقفت أمام المسبح ودموعها تنساب على وجهها
-تقى …
قالها يونس وهو يقترب منها ممسكا ذراعها وجعلها تستدير له …تألم قلبه وهو يرى دموعها ومسحها برفق وقال:
-عاصي طول عمره قليل الذوق متزعليش منه حقك عليا أنا …
ابتسمت تقى وقالت:
-خلاص أنا مش زعلانة …
-خلاص مادام مش زعلانة تعالي بقا عشان نرجع للحفلة
ثم أمسك كفها وسحبها خلفه
………
بعد نصف ساعة من الحفل
كان مراد يضغط على الكأس بقوة وهو يرى هذا المدعو يونس يوجه كلامه لمنار فتدخل هو في الحديث ليبعد انتباهه عن زوجته وكل ما أراده الآن أن يخفيها عن عينيه ..نظرات هذا الرجل لا تعجبه….حسنا يعترف أن نظراته عادية ولكن لا يعجبه أن ينظر الى زوجته …لا يعجبه أبداً!!!
………
عادا اخيرا مراد ومنار من الحفل وكانت الفتيات قد نامت وطلبت صابرين منهما أن يتركان الفتيات بالاسفل ويصعدون لغرفتهما…
….
دخلا الشقة أخيرا وولجت منار الى الغرفة لتأخذ ثيابا لها ثم تستحم وتنام …وقف مراد في طريقها وقال بتجهم:
-منار أنا مش عايز اشوف البني ادم اللي اسمه يونس ده قريب منك تاني !!
-بتغير عليا ؟!
قالتها بخبث وهي تقترب بوجهها منه …عينيها الرمادية تتألقان بإنتصار …ابتلع ريقه وقال:
-طبيعي انا جوزك وبغير عليكي ولو شوفتك مرة تانية بتتكلمي معاه هقتـ لك وأقتـ له …
ضحكت بسخرية وكادت أن تبتعد الا انه امسك كفها وجذبها إليه واضعا كفيه على كتفيها كي لا تتحرك …
-ابعد.سيبني !!
قالتها بغضب وهي تحاول التحرر منه الا انه قال ونيران الغيرة تندلع من عينيه:
-متختبريش صبري يا منار….متتخي…
ولكنها قاطعته وهي تدفعه وقالت ؛
-متقلقش يا مراد أنا محترمة نفسي كويس ..وعارفة اني ست متجوزة …بس غريبة حر قتك فكرة اني اتكلم مع غيرك …معرفش أنت هتعمل ايه لما اتطلق منك …وساعتها هكون حرة تماما …
اعتصر ذراعها وقال
-ده مش هيحصل أبداً!!
اشتعل الرماد في عينيها وقالت:
-لا هيحصل أنا وعدتك.قبل كده أنك مش هتشوف الحب في عيوني تاني ووفيت بوعدي وهوفي بالوعد ده.كمان.!!!
ثم كادت أن تتجاوزه الا أنه امسك ذراعها مرة أخرى والصقها به ثم عانق وجهها وصب نظراته فيه نظراته …كانت غيرته حارقة…قال بنبرة خافتة خطيرة :
-أيوة بغير …شايفة اللي في عينيا دي غيرة …أنتِ ملكي …مراتي ومش هسمح ليكي تتسربي من ايدي يا منار حتى لو اضطريت احبسك هنا ..
-مراد ابعد !!
قالتها بإختناق وهي تحاول أبعاده ولكنه كبلها أكثر وقال:
-مش هتعرفي تتخلصي مني يا منار لاني هفضل وراكي لآخر العمر مكانك معايا وفي بيتنا ومع أولادنا …..مكانك في قلبي ….لاني بحبك ..أنا بحبك !!!
واعترافه بالحب اتبعه بقبلة عاطفية أودع فيه مشاعره الحقيقية !!

رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة الثامنة عشر
الفصل الثامن عشر (أرفض حبك)
وتأتينا الأشياء التي انتظرناها دوما عندما تزول لهفتنا عليها…..هكذا حبك أتى متأخراً!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كادت أن تستلم …أن تضعف …تنسى كل ما مرت به على يده …ولكن لا …عقلها صرخ بها أن تدفعه …الا تستلم له …الا تكون ضعيفة ….وبالفعل دفعته عنها بقوة حتى كاد أن يقع ولكنه تمالك نفسه وهو ينظر إليها بصدمة …كانت تمسح شفتيها بقرف ….يظهر عليها الاشمئزاز ووجهها محمر من الغضب….بهت وهو ينظر إليها …لا يعرف ما هو الخطأ …لقد اعترف بحبه للتو …
-منار مالك ..؟!
قالها مقتربا منها وهو يمسك ذراعها ويضغط عليه برفق إلا أنها نفضت ذراعه وقالت :
-ابعد عني …متقربش …متقربش …
-منار …
-خلاص يا مراد…ابعد مش عايزة اشوفك …
كان غضبها من نفسها اولا …غضب من تلك المشاعر التي بدأت تعصف بها بقوة ….الضعف الذي بدأ يتسرب داخلها ..ولكن لا …هي لا يمكنها أن تضعف الآن…لو ضعفت سيعتبر مراد ان هذا تسليم بالواقع…وهي لن تتقبل هذا الواقع…لن تتقبل أن تأخذ شئ منقوص …أما أن يكون كاملاً أو تتركه نهائياً!!!
-منار أنا بحبك …بحبك ليه مش قادرة تفهمي ؟!
قالها وهو يقترب منها مرة آخرى. ..يؤلمه انه ترفضه بتلك الطريقة …ولكنها ظلت تبتعد عنه….
-مبقاش ينفع خلاص …
قالتها بنبرة منكسرة فرد بعصبية :
-ايه اللي مبقاش ينفع ؟!
-حبك ..حبك مبقاش ينفع …انت اتأخرت يا مراد …اتأخرت اوووي أنا مبقتش محتاجة حبك خلاص …لو من شهر قولت الكلمة دي كنت هموت من الفرحة لكن دلوقتي انت اتأخرت …اتأخرت اووي …
قالتها منار والدموع تطفر من عينيها…نظر إليها بصدمة وقال:
-ياااه للدرجة يا منار …
هزت رأسها والدموع تنفجر من عينيها اكثر :
-ايوة للدرجادي …انت مش دوست على رجلي يا مراد …انت اتجوزت عليا وقهرتني …حملتني نتيجة فشلك عشان مقدرتش تنسى هنا …مديت ايديك عليا …مستحيل انسى ده كله …كلمة بحبك اللي قولتها دي ملهاش أي قيمة بلها وأشرب ميتها …
ثم رفعت رأسها واكملت بقوة :
-حبك مرفوض يا أستاذ مراد !!
ثم تجاوزته وهي تخرج من الغرفة تاركا اياها شاحباً كالأموات….
جلس على السرير بإنهيار وهو يتذكر ما فعله بها…تلك الأشياء الفظيعة التي قالها …كان أعمى بالفعل …لقد ظن انه يحب هنا …وفي سعيه المستمر خلف هنا لتشعر به حطم قلب منار …
وضع كفيه على وجهه وهو يشعر انه في دوامة لا نهاية لها !!
……

في الحمام …
كانت منار تقف تحت صنبور المياه الساخن …المياه الساخنة كانت كالبلسم على جرحها الذي ينزف …شعرت ان تعبها كله يختفي …قررت ان تغلق عقلها تماما والا تفكر بمراد …سوف تخطو خطوتها الثانية في التحرر من قيوده …ستقف على أرض صلبة …ستطير بعيدا ولن تسمح لأحد بقص أجنحتها !!
…..
بعد نصف ساعة كاملة أخذتها لتستحم خرجت وهي ترتدي منامتها الحريرية البنية بينما تجفف شعرها …ولجت للغرفة وعبست وهي لا تجد مراد …
هل يمكن أن يكون ذهب الى هنا ؟!
فكرت بضيق ثم هزت رأسها وقالت بغضب :
-وأنتِ مالك ؟!يروح ميروحش انتِ مالك !!! ليه بتفكري فيه ..خلاص انسيه طلعيه من دماغك بقا …متفكريش فيه تاني …
زفرت بضيق وقررت ان تمشط شعرها وتنام براحة …اتجهت الى المرآة وبدأت بتمشيط شعرها بحركات سريعة وعنيفة …ثم ربطته في تسريحة ذيل فرس وقررت ان تطمئن على ابنتيها قبل ان تنام …فتحت الباب وتوقفت وهي ترى مراد وهو نائم بجوار ماسة وهو يضمها إليه بحنان …أسندت على الباب وابتسمت بحزن وهي تراه …احتشدت الدموع بعينيها وانسابت …مسحتها بقوة وهي تقول :
-خسارة يا مراد …خسارة !!!
ثم انسحبت من الغرفة وذهبت لتنام ….
…..
في اليوم التالي …..
اخبر مراد منار انه سوف يوصلها اليوم أيضاً…فلم تعترض …

خرجا.من.شقتهما السكنية وكل واحد منهما ممسك بكف.فتاة …مراد يمسك كف ماسة ومنار كف ملك ثم نزلا الدرج …
-مراد ابني تعالوا افطروا قبل ما تروح الشغل والحضانة…
قالها وائل والده ثم أكمل وهو ينظر الى منار ببرود.:
-هنا الله يباركلها من النجمة صاحية تحضر الفطار.مع أمك …والله معرفش من غيرها كنا هنعمل ايه ؟!
بادلته منار نظراته الباردة ولم تعلق ولكن مراد تدخل وقال:
-من غيرها يا بابا كانت منار بتساعد في البيت وبتنزل من الصبح بدري بس مشوفتكش قولتها تسلم ايديكي او طيبت خاطرها بكلمة حتى. …
صمت وائل ونظر الى ابنه الذي أخذ صف منار …
تدخلت هنا وقالت برقة :
-مراد تعالى عشان تفطر ميصحش تروح الشغل على لحم بطنك…انت بتحب البيض بالبسطرمة صح ؟!أنا عملتهولك بإيدي ….
ادارت منار عينيها بملل ثم نظرت الى مراد وقالت :
-مش مشكلة نفطر وبعدين نمشي …
هز مراد رأسه بأسف…فهو اراد ان يفطرا بالخارج وقد وعد الفتاتين بهذا …
..
جلس كل منهم على الطاولة وبدأ مراد بالأكل …
وقفت هنا خلف مقعد مراد ووضعت كفها على كتفه وقالت برقة شديدة :
-ايه رأيك في البيض عجبك ..
-حلو تسلم ايديكي ..
قالها بتوتر وهو ينظر الى منار التي ادعت انها تطعم.فتياتها …

بعد دقائق ..
نهض مراد وهو يمسح كفه بالمحرمة وقال لمنار :
-خلصتي يا حبيبتي …
هزت منار رأسها وهي تمسح كفها وفم.ابنتيها ثم غادروا…
بينما بقت هنا وكلمة حبيبتي التي نطقها مراد لمنار تمزقها من الداخل
……….
بعد ان اوصل.زوجته وطفلتيه لرياض الأطفال ذهب لعمله وعقله يفكر بحل لأزمته …
…….
مرت الساعات بسرعة وهنا تلازم حماتها ..تفعل كل ما تطلبه وقبل موعد قدوم مراد بنصف ساعة ذهبت إلى صابرين وقالت بلطف مصطنع :
-ماما أنا عملت كل حاجة ممكن اطلع بقا عشان مراد قرب يجي ومحتاجة اتجهزله…وكمان ياريت تخلي عمر معاكي النهاردة…عارفة طبعا النهاردة يومي وكده …
هزت صابرين رأسها موافقة فذهبت هنا مسرعة الى شقتها …نظرت صابرين الى اثرها وقالت :
-البت دي مش سالكة …
……..
أتى مراد للمنزل مع منار والطفلتين وبدل من الذهاب لهنا بقا مع منار وطفلتيهما …
….
كان جالس بغرفة الفتيات وهو يضم كل منهما إليه ويقص عليهما قصة …كان يقلد شخصيات القصة بطريقة لطيفة تجعلهما يضحكان بقوة ….
كانت منار تراقبهم عن بعد وهي تبتسم …كان يسعدها ان ترى السعادة على وجه اطفالها ….
ذهبت إلى. المطبخ لكي تحضر.لهم شئ ليأكلوه …
ولكن فجأة رن هاتفها ..نظرت إليه لتجد المتصلة تقى …فتحت الهاتف وهي تقول :
-وحشتيني مشوفتكيش النهاردة يعني ..
ضحكت تقى وقال :
-ده عشان بحضرلك مفاجأة…حزري فزري ايه هي المفاجأة ..
عبست منار وقالت:
-ايه هي يا آخر صبري ؟!
-أنا لقيتلك شغل….وشغل حلو اووي …خلينا نتقابل بكرة واقولك التفاصيل ماشى …
هزت منار رأسها بتوتر …تلك الخطوة التي تخاف ان تخطوها وهي يجب أن تستأذن مراد ..بالطبع لن تعمل دون علمه ….
أغلقت مع تقى وبدأت بصنع طبق الفواكه المفضل لهم …
وبعد ان انتهت أمسكت الطبق وخرجت من المطبخ لتجد مراد امامها ينظر إليها بتوتر …نظرت إليه بإستفهام فقال بتلعثم :
-النهاردة يوم هنا واتصلت كذا مرة و….
هزت كتفيها وقالت:
-ما تروحلها هو حد ماسكك ؟!.
نظر إليها بتعب ولكنه أخيرا ابتسم وقبلها بسرعة على وجنتها وقال:
-تصبحي على خير يا حبي الوحيد ..
ثم غادر وتركها … ضحكت بسخرية وقالت:
-قال حبه الوحيد قال وبعدين يروح يترمي في حضن مراته التانية…
………..

في شقة هنا السكنية ..
ولج مراد إليها ليجد هنا تقف أمامه بهيئة جميلة….ترتدي فستان أحمر بدون أكمام وبفتحة كبيرة تظهر كامل ساقها البيضاء الشاحبة ثم اقتربت منه وهي تمسك كفه وتقول:
-وحشتني ليه اتأخرت عليا..
ثم رفعت نفسها لتقبله الا انه ابعد وجهه وقال :
-انا عايز…
ولكنها قاطعته وقالت:
-انا عايزاك النهاردة تكون جمبي…تنسيني كل اللي عمله فيا علي يا مراد …عايزك تحميني من كل حاجة وحشة حصلتلي في حياتي …أنا بحبك يا مراد ..وعايزاك تكون ليا كل حياتي !!
-أنا آسف يا هنا .
قالها بصوت مرتعش لتعبس برقة وتقول:
-بتعتذر ليه ؟!
-عشان مش هقدر اكون زي ما انتِ عايزة …
أغمض عينيه وأكمل بصعوبة:
-أنا اكتشفت اني مبحبكيش!!!

رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة التاسعة عشر
الفصل التاسع عشر (بداية حقد )
.لقد كسرني الجميع ولن أغفر !!!
……..
-يعني ايه مش بتحبني أنا مش فاهمة ؟!يعني ايه ؟!…انت من كام يوم بس كنت هتموت عليا ولا ايه ….أنت فضلت تقولي هعوضك عن كل اللي حصلك …راح فين الكلام ده كله يا مراد …انطق راح فين؟!
كان مراد عاجز عن النظر لعينيها حتى …كان مرتبك لا يعرف ماذا يقول لها …نعم هو المذنب…هو تلاعب.بها …
-انطق يا مراد راح فين حبك …انطق وقولي !!!….
-انا آسف يا هنا …
امسكته من قميصه القطني وقالت :
-بطل تقول آسف…مش كل حاجة تصلحها الأسف ….الاسف مش هيصلح الكسر اللي جوايا ..ادتني.وعود.كتير ودلوقتي بتقولي اكتشفت أنك مبتحبنيش؟!اومال بتحب مين ؟!…
نظر إليها بشفقة وقال :
-كنت مشوش …كنت فاكر اني بحبك …فاكر أن مشاعري كلها ملكك بس اكتشفت غلطي لما حسيت أني خسرت منار …اكتشفت ان حياتي كلها مع منار …هي مراتي وام.بناتي …منار هي اللي كانت معايا في كل وقت في حياتي …هي اللي وقفت جمبي وأنا بدل ما اشيل لها الجميل كسرتها وجرحتها.وهي صعب تسامحني وانا مقدرش.اخسرها يا هنا …أنا بحبها ..بحبها.أووي …وأنا واثق أن في يوم من الأيام ربنا هيكر….
-بس اسكت …اسكت متكلمش …
قالتها بعنف وهي تكتم فمه …دموعها بدأت تنحدر من عينيها وقالت بإنكسار :
-عايز تطلقني يا مراد …عايز تتخلي عني بالسهولة دي ….خلاص منار قدرت تسيطر عليك …
أبعدها مراد وهو. يحاول تمالك أعصابه وقال:
-طلعي منار برا الموضوع …هي ملهاش دعوة. ..أنا بقولك اللي حاسة…شوفي يا هنا أنا عارف ان اللي عشتيه مش سهل ابدا …بس صدقيني مش انا الراجل اللي هيسعدك …عشان ده …
وأشار إلى قلبه وأكمل :
-ده عرف طريقه …عرف هو عايز مين …وانا مستعد اعتذرلك ميت مرة على اللي حصل …بس خلينا نتطلق!!
ازدادت دموعها انهمارا
-خلاص أنا مبقتش مهمة عندك …اخدت اللي عايزة ورمتني زي ما اكون ورقة قديمة ملهاش اي قيمة !
قالتها هنا والدموع تغرق وجنتيها …
-هنا أنا …
قالها مراد وهو يشعر بالذنب يمزقه إلا أن هنا قاطعته وهي تقول بنبرة منكسرة :
-خلتني أحبك وقولت هتعوضني عن كل حاجة عملها فيا علي…عن كل حاجة أنا عشتها وجاي دلوقتي تقول اكتشفت انك مبتحبنيش …ليه خلتني أحبك مادام انت مبتحبنيش …دلوقتي بقيت بتفكر في منار …طيب وأنا…أنا ايه في حياتك يا مراد …منار مراتك وأم ولادك وانا كمان مراتك وليا زيها حقوق …ليه هي تأخد كل حاجة ..حبك واهتمامك وغيرتك …ليه انا اللي أتظلم …اتظلمت من بابا ومن علي وانت جاي تكمل عليا …
-أنا آسف …آسف
قالها بندم لتقترب منه وهي تمسك جانبي وجهه بقوة بينما الدموع تطفر من عينيها وتقول :
-أنا مش عايزة أسفك …أنا عايزة حبك …حبني يا مراد !!!
-مش بإيدي …صدقيني مش بإيدي ….أنا اسف …اسف …
تراجعت عنه وهي تشعر وكأنه غرز سكين ساخن لي قلبها …أنها تنزف …تنزف بقوة …مسحت دموعها وقالت :
-أطلع برا …أنت أسوأ من علي …انتوا الاتنين شبه بعض …
لم ينظر إليها بل استدار وهرب من منزلها متجهاً إلى منزل والده …
………
نزل مراد إلى منزل والديه وتوقف فجأة وهو يرى والده يجلس على الأريكة يشرب كوب من الشاي الساخن …
نظر والده فجأة إليه وابتسم وقال:
-مراد تعالى يا ابني …
اقترب مراد من والده وجلس بجواره وهو متعب ..وقال:
-كويس انك صاحي أنا هموت عشان اتكلم مع حد …
نظر والده إليه بقلق وقال:
-قولي يا ابني مالك ؟!فيه ايه ؟!
-بابا أنا غلطت غلطة كبيرة …أنا دمرت حياتي …اذيت اتنين ملهومش اي ذنب …والاسوأ اني ممكن اخسر حد انا بحبه ومقدرش اعيش من غيره …

عبس والده وقال:
-قصدك ايه يا مراد ؟!
-بابا أنا عايز أطلق هنا …مش هقدر اعدل بينها وبين منار …مش هقدر …
ترك والده كوب الشاي ونظر إليه بغضب وقال:
-أنت اتجننت يا مراد ؟!عايز ترمي أرملة اخوك وابنها في الشارع عشان منار ؟!!للدرجادي مأثرة عليك !!!
-يا بابا ممكن تطلع منار برا الموضوع …والله منار مقالتليش اي حاجة …وارتاح منار اصلا لا طايقاني ولا طايقة سيرتي وقاعدة معايا عشان العيال بس …لكن أنا عايز اصلح حياتي مع منار …أنا وجودي مع منار وبناتي بالدنيا فأنا عايز أطلق هنا …
-أنت اناني يا مراد …اناني ..عايز ترمي المسكينة دي …ترمي لحم اخوك …
انفعل مراد وقال بوجه محمر:
-لا انا مش هرميها يا بابا …هنا هي وابنها هيفضلوا في شقة اخويا معززين مكرمين واحنا هنصرف عليهم …
ربع والده ذراعيه وقال بغضب:
-وهو ينفع تعيش معاك في نفس البيت بعد ما تطلقها …ده ينفع يا مراد برضه ..ده ميصحش الناس تقول علينا ايه ؟!يا بني حرام عليك متجيش على المسكينة دي ..
زفر مراد بضيق وقال:
-مش هتعيش معايا في نفس البيت …
عبس والده وقال بحيرة :
-يعني ايه ؟!
-يعني يا بابا أنا وعيلتي هنشوفلنا بيت تاني وهنا تفضل هنا براحتها ….كده هيبقى احسن …كده هقدر اصلح الوضع مع مراتي…
-لا لا …منار اكيد عملتلك حاجة و …
نهض مراد وصرخ بإنفعال:
-منار معملتش حاجة. .معملتش !! منار اصلا مبقتش عايزاني …مبقتش شايفاني …ولو عندها اي فرصة هتمشي وتسيبني …أنا حياتي مهددة بالخراب بسبب تهوري وقصر تفكيري وبسبب كتر الزن عليا …يا بابا التعدد شرع ربنا ادهولي صح انا مش هنكر بس شرط العدل والا ربنا هيعاقبني …وأنا مش قادر اعدل …مش قادر ..ده مش بإيدي…أنا هطلق هنا واديلها كل حقوقها …عايز اصلح حياتي مع منار …لو سابتني أنا هتدمر ..بناتي حياتهم هتتدمر …الموضوع بإيدي دلوقتي …ممكن بكرة ميبقاش في أيدي وحياتي تتدمر …خلاص يا بابا أنا قررت
نهض والده وقال ببرود :
-لو حصل وطلقت هنا يبقى لا أنت ابني ولا أعرفك يا مراد !!
ثم تركه وذهب ….
جلس مراد على الأريكة بتعب …لما لا يفهمه أحد …الأمر متعلق بقلبه …قلبه سوف يتحطم لو تركته منار!!
اعلى الدرج كانت هنا واقفة تمسك الحاجز بقوة والدموع تطفر من عينيها …الغضب يتزايد داخلها …والصور تتسرب إلى عقلها بقوة تؤلمها …تتذكر علي الذي مات وهو بين ذراعي امرأة غيرها …تتذكر خيانته …ما قاسته وهي ترى وتسمع خيانته بنفسها …ترى رسائله القذرة …تسمع صوته وهو يغازل غيرها ثم يخبرها ببرود أن هذا ليس من شأنها …والآن مراد …مراد الذي رفعها للأعلى ثم تركها لتهوى أرضا وتنكسر ….كلاهما خائنان ..ولكن لا …هي لن تكون ضعيفة بعد الآن …مراد سوف يدفع الثمن …. اندفعت بقوة إلى منزله هو ومنار وطرقت الباب بعنف …لحظات وفتحت منار الباب وهي حائرة وقبل أن تتكلم مدت هنا كفها وجذبت شعرها صارخة:
-أنتِ السبب يا خطافة الرجالة !!!
ثم بدأت في تمزيق شعرها …

رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة العشرون
الفصل العشرون (خطة جديدة )
ها قد خطوت.خطواتي الأولى في التحرر من قيودك !
…………
كانت منار لا تفهم شئ وهنا تصرخ بها وتشد شعرها بتلك الطريقة البربرية …ولكن رغم عدم فهمها الأمر … ضربها بتلك الطريقة من قبل هنا جعل براكين الغضب تشتعل داخلها …أخرجت منار الشرسة من داخلها …ما هي إلا لحظات الا واستطاعت منار أن تصل ليد هنا وتمسكها ثم تثني ذراعها وهي تمسكها من شعرها حتى تمزقت خصلاته في يدها…
هاجمت يد هنا الحرة وجه منار وخرمشته حتى ادمته…
-يا بنت الكلب …
صرخت منار بها بغيظ ثم شدت شعرها بقوة أكبر حتي صرخت هنا وهي تشعر بمنار تدير وجهها نحوها ثم فجأة لكمتها في أنفها لتنفجر الدماء منه وصرخت بها :
-انا هوريكي يا تربية الزرايب أنتِ ..
وما كادت منار أن تلكمها مرة آخرى حتى أتى مراد وقال بصدمة :
-ايه اللي بيحصل ؟!
ثم ركض نحوهما وهو يبعد هنا عن منار ….
بكت هنا وقالت:
-ضربتني يا مراد …شوف عملت فيا ايه …أنا جيت عشان اسال عليك وفجأة لقيتها بتضرب فيا من غير ذنب !!
توسعت عيني منار وهي تنظر إليها وتقول :
-أنتِ بتقولي ايه يا ولية انتِ؟!أنتِ اللي جيتي تتهجمي عليا في بيتي من غير ما اعملك اي حاجة …هي اي مصيبة عايزة تلبسيهالي وخلاص …ايه الهم ده ياربي؟!…
-انتِ هجمتي عليا ودلوقتي بتشمتيني….شايف يا مراد ؟!
كانت هنا تبكي بعنف وهي تنظر الى مراد المصدوم من تصرفاتها ….
-لا حول ولا قوة الا بالله…أنتِ مجنونة رسمي صح؟!اتهجمت عليكي ايه …مراد خدها من هنا بدل وديني أكمل عليها أنا مش ناقصة قرف ايه ده ؟!…دي بتقولي أنا خطافة رجالة …ايه يا حبيبتي خير خطفت منك مين ؟!…هو مين اللي خطاف رجالة أنا ولا أنتِ ….مراد كان جوزي …كنا مرتاحين سوا ومبسوطين .. وجيتي انتِ خربتي حياتنا …وبسببك اهو مش هنرجع زي الأول وواقفين على الطلاق !!!
بهت مراد وهو ينظر إليها…
-هو انتِ فكراني بنافسك على مراد …بجد انتِ تفكيري الغبي وصل لكده…أنا سيبتهولك من بدري يا حبيبتي اشبعي بيه وخديه …أنا قاعدة هنا عشان اربي عيالي وبس …جوزك آخر همي …فمفيش داعي تعملي الشغل الرخيص زيك ده …
أكملت منار وهي تصرخ بها لتمسح هنا الدماء التي تنساب من انفها بسبب لكمة منار لها …كانت عاجزة تماما عن الكلام …لو قالت حرف الآن سيكون موقفها سئ جدا امام مراد …
زفرت منار بضيق وهي تنظر الى مراد وقالت:
-لو سمحت متجيش هنا تاني خليك مع مراتك …وانا متنازلة عن الشوية اللي بتيجي تقعد معايا فيهم …أنا مش على آخر الزمن اتهان ويتقال عليا خطافة رجالة ….
-منار ممكن تهدي…
قالها مراد وهو يحاول الاقتراب منها الا انها اوقفته بحركة من كفها وقالت وقد تجمعت الدموع بعينيها :
-خلاص كفاية كده يا مراد …مش شايف اني اتهانت بما فيه الكفاية بسببك أنت وعيلتك …أنتوا فاكرين اني عبدة عندكم…
هز هو رأسه ينفي ما قالته ..ألمها أحدث شرخ في قلبه…
تنهدت منار أخيرا وقالت:
-لو سمحت يا مراد ..خدها وامشوا من هنا …يالا …
ثم دون انتظار أغلقت الباب بوجههما!!
نظر مراد الى هنا وأمسك ذراعها وهو يعتصره ثم سحبها خلفه بعنف …
-مراد اسمعني بس …
قالتها هنا بصوت باكي وهي مرتعبة وهي ترى غضبه الشديد …
ولكنه لم يستمع إليها …لقد تجاوزت الحد انها تتصرف بجنون تام !!
ادخلها بعنف للمنزل…
وقفت في منتصف الصالة وهي تنظر إليه بخوف …عينيه البنية تشتعل بالنيران… انها لم تراه غاضبا لهذا الحد ابدا …
عندما اقترب منها رفعت ذراعيها لتحمي وجهها وقالت:
-متضربنيش …متضربنيش ابوس إيديك !!!
تجمد وهو ينظر إليها…كانت تبدو وكأنها منفصلة عن الواقع وهي تردد تلك الكلمات …
-مش هضربك ..اهدي …
قالها وهو يبعد ذراعيها وينظر الى عينيها الحمراء من فعل البكاء ثم أكمل :
-ليه عملتي كده مع منار …ليه يا هنا ؟!
-عشان بحبك …عشان بغير عليك يا مراد…عشان عايزاك في حياتي …ليه مش فاهم انت الوحيد اللي عاملتني كويس …انت الوحيد اللي حسستني ان ليا حق احب واتحب …عاملتني كأني انسانة مش واحدة ملهاش لازمة …بس أنت برضه طلعت زيهم يا مراد …وأسوأ منهم …انت طلعتني لفوق في السما ووقعتني على جدور رقبتي ….
شعر بالذنب نحوها واقترب منها وهو يربت على كتفها وقال:
-هنا أنا مش هتخلى عنك ..أنا هساعدك عشان تبعدي عن كل اللي بيأذوكي ..وربنا هيكرمك بالاحسن مني و…
ولكنها أمسكت كفه وقالت بلهفة :
-انا مش عايزة غيرك …صدقني مش عايزة غيرك …
ثم اقتربت منه لتقبله ولكنه اوقفها وهو مغمض عينيه وقال:
-هنا أنا آسف …عشان خاطري متعقديش الوضع أكتر …أنا عارف اني غلطت بس أنا بحاول اصلح غلطي فساعديني ومتقفيش في وشي …عشان خاطري …
ثم ابتعد وقال :

-ارتاحي دلوقتي واتجنبي منار خالص
ثم تركها وذهب لتسقط أرضا وهي تبكي …انها تفشل ….تخسره …ومنار هي الرابحة الوحيدة !!ولكن هل تسمح بهذا !!!
…..
في اليوم التالي
رفضت منار أي فرصة لمراد لكي يتكلم معها …كما انها رفضت ان يوصلها هي وبناتها الي رياض الاطفال وحتى انها خرجت باكرا قبل ان يستيقظ حمويها وذهبت بعد ان حاولت اخفاء اثر اظافر هنا بمساحيق التجميل ..ففشلت تماما …وبعدها ذهب مراد متعكر المزاج حتى انها لم يتناول فطوره …
………
بعد انتهاء الدوام …
جلست منار مع تقى يتحدثان ….
-انا مش قادرة اصدق انها عملت كده …دي اتجننت.
قالتها تقى بصدمة وهي ترى آثار شجار الامس على منار …
زفرت منار بضيق وهي تشرب العصير الخاص بها وقالت؛
-ربنا يتوب عليا وأمشي من البيت ده مبقتش طايقاه …
لمعت عيني تقى وقالت :
-تعرفي يا منار ده يدل على ايه ؟!
عبست منار وهي تنظر إليها بحيرة فأكملت :
-يدل على انها غيرانة منك لان مراد بيحبك انتِ وبس …
ابتسمت منار بسخرية وقالت:
-صدقيني مبقاش يهمني …قولتلك مش هحارب عشان حد …
هزت تقى كتفيها وقالت :
-ومين قالك حاربي بس …هو دلوقتي اللي بيحارب عشانك وده. مضايق هنا …بس البت دي طلعت مش سالكة خالص يا منار ..دخلت بدور المسكينة المكسورة وطلعت تعبان فعلا …
-انا تعبت يا تقى …كل اللي عايزاه اني امشي بجد من البيت ده …الضغط عليا كبير اووي ..
أكملت وهي تتذكر شئ :
-صحيح الشغل اللي قولتي عليه امبارح ده
-ايوة صحيح …ده أنا يا ستي عملت اللي ميتعملش عشان اشوفلك شغل وفضلت ورا يونس.لحد ما كلم حد من اللي يعرفهم هنا في مصر و قدر يجيبلك شغل في مدرسة خاص …حلوة اووي ..وكده كده أنت مؤهلاتك عليا وعملتي دبلومة وماستر …يوم الخميس اللي جاي هتاخدي ورقك وتقدمي زي الشاطرة ويونس عليه الباقي متقلقيش …
ابتسمت منار وقالت :
-ربنا يخليكي ليا يارب وميحرمنيش منك …
-اشكري يونس هو اللي سعى بصراحة ..
قالتها تقى وهي ترتشف العصير لترد منار :
-بس هو عمل كده عشانك…ملاحظة انه مهتم بيكي بشكل شخصي ..
ضحكت تقى بسخرية على تفكيرها وقالت:
-اوعى يروح تفكيرك بعيد أنا ويونس زي الاخوات…هو معتبرني اخته الصغيرة …من صغرنا واحنا على توافق عكس عاصي تماما….
سكتت تقى قليلا وظهر عليها الحزن وقالت:
-معرفش عاصي ليه.دايما قليل الذوق معايا …بحس دايما أني تقيلة على قلبه…
هزت رأسها بسرعة وهي تطرد تلك الافكار من عقلها وقالت :
-المهم جهزي نفسك يا حلوة يوم الخميس كده ماشي …
هزت منار رأسها وهي تتنهد وتفكر ان تلك الخطوة الأولى للابتعاد عن مراد !!
……..
في منزل والدي مراد
كان وائل جالس بجوار زوجته ويتكلم بغضب :
-عايز يطلقها يا صابرين ..عايز يبعد حفيدنا عننا….الولد الوحيد في أحفادي …
-بصراحة يا حاج أنا اتمنى انه يطلقها …
نظر إليها وائل بصدمة لتقول هي :
-البت دي مش كويسة يا حاج…احنا اتخدعنا فيها…أنا مع ابني في القرار ده!!
…. .
في منزل والد هنا …
كان والدها مسافر ولذلك أخذت راحتها في الصراخ والبكاء امام والدتها وقالت:
-كل خططي فشلت…فشلت يا ماما …خلاص منار كسبت وانا خسرت ..
أمسكت والدتها كفها وقالت:
-لا لسه …لسه فيه ورقة هنلعب بيها …خطة تانية خالص…
-ايه هي ؟!
قالتها بصوت مرتعش والدموع تنهمر من عينيها …ابتسمت والدتها وقالت:
-انك.تبقي حامل !!!

يتبع….تفاعل بعشرة ملصقات عشان توصلكم باقي الفصول❤️❤️

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل