
من نفسي كمان”
رفع حاجبه بعبث وهو يقول:”مش ياللا بقى..”
رمقته بعدم فهم وهي تقول:”ياللا ايه؟!”
ضحك على براءتها وهو يقول:”يعني لابسة ومزبّطة
نفسك وطافية النور وانا وانتي لوحدنا والشيطان تالتنا
هيكون ياللا ايه بس؟ نلعب ماتش كورة؟!”
شهقت بخجل:”شامل!”
غمزها بعبث وهو يقول:”أحلى ليلة دي وال ايه؟” .
****
أحبته وتعلقت به, تحمّلت منه الكثير.. ظنت أنه
الحب ولكن عندما عرفت الحب الحقيقى اكتشفت ان
ما عاشته قبلا محض سراب!
أنهت مكالمتها الطويلة مع والدتها وهي تبتسم براحة
حكت لها عن معاذ وعن محادثاتهما معا بوجود شروق
وشامل لتكتشف أن معاذ قد قابل والدها قبل صعوده
على متن الباخرة بفترة وأخذ منه الإذن للحديث معها
بوجود شامل وشروق وبالطبع كونه صديق مقرّب ل شامل
جعل والده يطمئن له ويثق به مثلما يثق بشامل .
ابتسمت برقة وهي تفكر.. على الرغم أنها لم تعرفه
سوى منذ فترة قصيرة إلا أنها تشعر معه براحة كبيرة
تجعلها تشعر أنها تعرفه منذ سنوات.. أما عن نبضاتها
التي تقرع داخلها بدوى رهيب كلما رأته جعلتها تشعر
أن كا ما سبق لم يكن حبا أبدا.. بل هو محض إعجاب
بشخص حقا لا تفهم حاليا كيف حاز إعجابها؟!
هل كانت سطحية لهذا الحد؟! إنه حتى غير وسيم أو
له مركز مميز او أي شيء قد يجذبها له هذا بجانب
شخصيته الغريبة المتقلبة والأنانية وكأنه يعاني من
مرض الفصام!
قاطع تفكيرها صوت وصول رسالة على تطبيق
(الواتس آب) ففتحتها لتجدها من رقم غريب غير
مسجّل لديها, عادت لها ذكرى آخر مرة استلمت
بها رسالة من رقم غريب وعلى الرغم من صدمتها
وقتها إلا أنها بكل غباء لم تحل الخطبة وفكرت
بالحصول على تبرير منه لهذه الصور.. ولكنها لم تستطع
فقد حلّ هو الخطبة وألقاها ككم مهمل لا قيمة له!
زفرت بقوة لتخرج الشحنة السلبية التي تلبستها
بتذكرها ما حدث وتفتح الرسالة لتكتشف أنه أسامة!
عقدت حاجبيها وهي تقرأ الكلام ولا تفهم منه شيئا..
(بالسرعة دي اتخطبتي يا دارين؟ يعني كنتي بتخدعيني
وانتي تعرفي واحد تاني؟ ماهو مش معقولة يعني اتعرفتي
عليه في الفترة القصيرة دي واتخطبتيله كمان؟
وياترى بقى خطيبك المبجل عارف الماضي بتاعك
معايا؟ وال خبّيتي عنه كل حاجة عني؟!
بس اللي محيّرني هو مين؟!
بس هحتار ليه أكيد واحد فاشل اللي يبص لواحدة
مالهاش شخصية زيك وكل حاجة حاضر ونعم..
وأنا متأكد انك جريتي وراه زي ماجريتي ورايا,
ولولا انا اللي بعدت عنك كنتي هتفضلي طول عمرك
بتجري ورايا وتطارديني بحبك العبيط …)
لم تستطع القراءة أكثر وهي تضغط تترك الهاتف
يسقط من بيد يديها وهي تشعر بالصدمة تجتاح كيانها!
ماذا فعلت له حتى يكرهها بهذا الشكل؟! وأي فترة
قصيرة هذا الأحمق؟! لقد انفصلا منذ ما يزيد عن
السنتين؟! أم أن التقويم لديه لا يعمل كعقله!
إنه حقا إنسان غير سوي كما قالت شروق من قبل وتحمد
الله أنه خلّصها منه على خير قبل أن تتورّط به أكثر,
ربما تبعث برسالة شكر خاصة لوالدته لأنها السبب
بحلّ الخطبة .
زفرة طويلة خرجت منها لتنتبه إلى من التقط هاتفها
ولفتت نظره الرسالة فقرأها مصدوما من كم الحقد بها,
من بعثها حقا غير سوي!
لقد أخبره والدها عن تجربتها السابقة وأنها تعذّبت
كثيرا بسبب طيبة قلبها ونقائها واستغلها ذاك الوغد
ثم تركها بقسوة جعلتها تتعرّض لصدمة..
وبالطبع لم يعرف بالتفاصيل وحقا لم يهتم إلا أنه لدى
رؤيته الرسالة قرّر أنه سيلقّن ذاك الوغد درسا قاسيا
حلما تحط قدمه على أرض اليابس بمصر من جديد..
أما الآن فليستمتع برحلته مع حبيبته التي احتلت قلبه
منذ تلاقت عيناهما.. بل أحيانا يشعر أن روحها تقابلت
مع روحه واحتلتها منذ الأزل .
“طبعا سرحانة فيا واوعي تنكري”
ضحكت عاليا وهي تقول:”مفيش فايدة فيك,
مش هتتغير أبدا”
غمزها بمرح:”طب بالله عليكي انتي عايزاني اتغيّر وال
بتمـ,ـوتي فيا كده زي مانا؟!”
أشاحت وجهها بخجل وقلبها ينبض هاتفا اسمه بحب لم
تفهم حتى متى تسلل لقلبها بهذه السرعة! فهمس لها
بوعد عاشق:
“في يوم من الأيام هسمعها منك واضحة وصريحة
ووقتها هحس اني ملكت النجوم بين إيديا” .
****
تائهة أنا ببحر بلا شطآن..
أبحث عمّن ينتشلني من التيه الذي يكاد يبتلعني
بأعماقه المظلمة…
وفجأة.. التقت عيناي بعيناكَ فارتعش قلبي بين ضلوعي
وهفت روحي إليكَ توّاقة للمزيد..
المزيد من روحك وقلبك..
المزيد من حنوّك ومرحك..
وأيقنت يومها أنك قدري الذي انتظرته طويلا,
وأن حـ,ـضنك هو موطني ..
أما عيناكَ فهي لي المَرسى!
وإلى اللقاء بالختام إن أراد الله مع نوفيلا:
وأسدلت أهدابها
كلمة الكاتبة
إلى كل فتاة تحلم بالحب والفارس الذي سيذيقها
من صنوف الحب ألوانا شتّى..
أحسِني اختيار الفارس حتى لا ينقلب السحر على الساحر
ويصبح الحب محض إهـ,ـانة وتجـ,ـريح وتنازل تلو الآخر,
فتاتي العزيزة..
تزوجي رجلا يزلزل عالمكِ بأكلمه برجولته, ونخوته
رجل يعلم جيدا كيف يسعدكِ وقت حزنكِ
وكيف يحتويكِ وقت ألمكِ..
رجل يهتم بتفاصيلك الصغيرة التي ربما أنتِ نفسك
لا تلاحظيها..
رجل يعرفك ككف يده
ويعشقك كعشقه لوالدته
ويخلص لكِ كإخلاصه لوطنه
رجل يكون لكِ السند وقت سقوطك
رجل يمسح دموعكِ لا يتسبب بسقوطها
رجل حـ,ـضنه وطن,
وقلبه سكن,
وابتسامته مودة ورحمة .
مع تحياتي حنين أحمد (ياسمين)