روايات

رواية عيناكِ لي المرسى الفصل الثامن بقلم الكاتبه حنين احمد حصريه وجديده 

رواية عيناكِ لي المرسى الفصل الثامن بقلم الكاتبه حنين احمد حصريه وجديده 

جويرية!
يخشى من انفلات مشاعره قبل أن يستعيد تركيزه
والتفكير في طريقة للتقرب منها وطلب الزواج..
أجل لن يصرّح لها بأي شيء سوى بعد الزواج فهو لا يضمن

رد فعله أبدا فشعوره حاليا كالظمآن الذي يتوق لرشفة
ماء بارد في يوم شديد الحرارة!
ليس أمامه سوى أن يظل هنا عدة أشهر حتى يستعيد
تركيزه وثبات مشاعره وفي هذه الفترة سيعود لحياتها
مرة أخرى.. سيحاول أن يتقرّب منها و……
شدّ شعره بعنف وهو يهتف:”ازاي هعمل ده؟ ازاي؟! انا
عمري ما كلّمت بنات ولا حاولت أشاغل واحدة.. حتى نوال
حياتي معاها كانت هادية من غير اي مشاعر عاصفة زي
اللي جوايا لجويرية!”
كاد يجن من التفكير.. كيف يتقرب منها ويجعلها تشعر
بتغيّر مشاعره تجاهها من أب أو أخ إلى حبيب يتوق للزواج
منها وبثّها مشاعره وبنفس الوقت يحافظ على ثباته معها

ومسافة آمنة حتى لا تفلت مشاعره من عقالها؟!
****
عاد إلى المنزل حزينا, مهموما يشعر بثقل غريب بقلبه
بجانب الذنب الذي يكبّله لضعفه أمامها وموافقته
على ذاك التافه عديم المروءة.. كيف سيخبرها الآن
عمّا حدث؟! كيف سيراها وهي تذبل وتذوي أمام عينيه
دون أن يذهب لقتله دون تردد علّه يشفي النار التي تستعر
بداخله من فعلة ذاك الدنيء!
أفاق من شروده على صيحة مشاكسة من صغيرته:
“بابا حبيبي حمدالله على السلامة, روحت فين من بدري؟
ده انا زعلت اوي لما صحيت ومالقتكش”
ابتلع غصته وهو يفتح ذراعيه لها دون حديث وكعادتها

استجابت لحضنه وهي تتمسك به بقوة وقلبها يحدّثها أن
هناك شيء سيء سيحدث وقبل أن تسأله عمّا يحدث
معه كانت والدتها قد خرجت من المطبخ وهي تسأله
“حمدالله على السلامة يا حبيبي, ها قابلت أسامة؟
كان عايز ايه؟ وليه ماجاش هنا؟”
رفعت رأسها ترمقه بدهشة هاتفة:”كنت مع أسامة؟!
غريبة ماقاليش يعني؟ كان فيه حاجة؟”
رمقها والدها بحزن لم تلاحظه في غمرة تفكيرها لتتابع:
“اكيد كان عايز يحدد معاد الفرح صح؟ ما صدّق ان
الامتحانات بتاعتي خلصت وقال نتجوز على طول”
ضحكت بمرح وهي تقول:”أصلي عارفاه مجنون”
الصمت المطبق من والدها جعلها ترمقه بتساؤل وهي

تهمس:”فيه ايه يا بابا مالك؟ هو حصل حاجة؟!”
أغمض عينيه بقوة يضمّها لصدره فارتجفت وهي تشعر
أن القادم لن يعجبها أبدا لتسمع والدها يقول:
“كل شيء قسمة ونصيب ياحبيبتي, انتي تستاهلي واحد
أحسن منه بكتير وانا من الاول مش موافق عليه
بس انتي…..”
ارتدت عنه بعنف وهي ترمقه بعدم تصديق:”انت بتقول
ايه يا بابا؟ انا مش فاهمة حاجة! فهمني فيه ايه”
تدخلت والدتها بالحديث وهي تسأله بوجل:
“ايه اللي حصل يا حاج؟ المخفي ده قالك ايه ضايقك
كده؟!”
أغمض عينيه يتذكر كل كلمة قالها ذاك الدنيء

عديم المروءة الذي كان على وشك قتله قبل أن يخلّصه
منه شامل الذي رافقه بعدما طلبه.. ويحمد الله أنه هاتفه
ليرافقه فلم يكن ليصمد بمفرده أمام موقف كهذا!
“خير يا أسامة طالبني من صباحية ربنا كده عايز ايه؟
وليه ماجيتش البيت وقولت ال انت عايزه!”
رمق شامل بضيق وهو يسأل:”ايه اللي جاب ده هنا؟!”
هتف والد دارين بحدة:
“اتكلم كويس يا أسامة, ورد على سؤالي.. وانا اللي قولت
لشامل يجي معايا وال عندك اعتراض؟! حتى لو عندك
بلّه واشرب مايته”
لم يتحدث للحظات قبل أن يعتدل بجلسته ويقول:
“الحقيقة يا عمي انا طالب حضرتك عشان اقولك ان

علاقتي بأمي بقت وحشة اوي بسبب دارين.. هي مش
موافقة عليها من الاول وانا ال غصبت عليها وقولت
يمكن بعد كده تتقبلها لكن مفيش فايدة.. هي مش
عايزاها وانا مش هقدر أكمل في الخطوبة دي.. فكل
شيء قسمة ونصيب و….”
انتفض والد دارين بغضب واقفا وهو يهتف:”ايه اللي انت
بتقوله ده؟ هي بنات الناس لعبة عندك انت وأهلك؟”
وقف أسامة ببرود وهو يواجهه وشامل الذي وقف بجانب
والد دارين يدعمه وهو يشعر أنه على وشك الانقضاض
على هذا القميء ليسمعه يقول:”يعني اعمل ايه ياعمي؟
اغضب أمي عشان بنت تروح ويجي غيرها كتير! ماينفعش
طبعا وعموما هي لسه صغيّرة وهتلاقي كتير غيري..

وبالنسبة للشبكة طبعا عايزها و…”
قاطعته صفعة قوية من والد دارين كادت تبعها
أخريات لولا شامل الذي أمسك ذراعيه وهو يقول مهدئا:
“صلّي على النبي يا عمي, مايتساهلش توسّخ ايدك بيه
والله هي الكسبانة والحمد لله ان ربنا خلصها من
الأشكال دي”
همّ أسامة بالحديث ليزجره شامل قائلا:
“قسما بالله لو ما غورت من قدامي حالا لاكون رانّك
علقة تحلف بيها عمرك كله”
بالطبع لم يفكر مرتين وهو يغادر ولكنه هتف قبل
مغادرته:”ابقوا ابعتولي الشبكة عشان محتاجها”
وابتعد مرتعبا عندما رأى شامل الذي همّ بالانقضاض عليه.

انتبه من شروده على صوت دارين الذي يهتف:
“مش فاهمة”
ازدرد ريقه ببطء وهو يحاول النطق وما إن نجح حتى
خرجت منه الكلمات متتابعة:
“أسامة فسخ الخطوبة لأن والدته مش موافقة عليها
وماقدرتش تتقبل دارين زوجة لابنها و…”
صرخة زوجته باسم دارين نبّهته بانهيارها على الأرض
فاقدة الوعي .

يتبع

انت في الصفحة 2 من 2 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل