روايات

رواية عيناكِ لي المرسى الفصل الرابع بقلم الكاتبه حنين احمد حصريه وجديده 

رواية عيناكِ لي المرسى الفصل الرابع بقلم الكاتبه حنين احمد حصريه وجديده 

لوت شفتيها بحنق وهي تراه يبتعد مع أحدهم فيما ترك
هاتفه على عدة أوراق لم تفهم كنهها على مقعد قريب
منها وفجأة.. حدث كل شيء بسرعة!
طفل يركض بقوة ولم يستطع أن يتحاشي المقعد ليزيحه
عن طريقه بنزق وهو يواصل ركضه ليسقط الكرسي وما
عليه وتنتفض هي ملتقطة الهاتف قبل سقوطه على
الأرض بمعجزة.. فهي تعلم كم يحب أسامة هاتفه وكم
يحافظ عليه!
عادت لمكانها بعد أن لملمت الأوراق دون أن تنظر بها
ووضعتها على المقعد المجاور لها وهي تنتظر عودته
فيما أبقت هاتفه بيدها تحسّبا لأي شيء..
بعد قليل عاد وأصدقائه لمكانه ولم يجد أشياءه

ثم لاحظ أن الأوراق على المقعد المجاور لها فاقترب منها
وتبعه أصدقائه وبينهم صديقه الذي لا تحبه أبدا
وما إن وصل إليها حتى مدّت له الهاتف وهي تقول بابتسامة
فرحة بإنجازها:”كان الولاد هيوقّعوه بس أنا مسكته
وخلّيته معايا اتفضل”
التقط منه الهاتف بعنف اتسعت له مقلتاها لتُصدَم كليا
وهو يهتف بها:”مش هتبطّلي الفضول بتاعك ده؟ قولتلك
100 مرة مابحبش حد يمسك حاجتي وخاصة الموبايل,
خلاص فتحتيه وفتّشتيه؟ مسحتي حاجة منه؟! ساكتة
كده ليه؟ انطقي!”
فتحت شفتيها حتى تنطق إلا أنها لم تستطع أن تقول
شيئا من إحراجها أمام الجميع وصدمتها مما يحدث!

شعر بالغيظ من صمتها فهتف بحدة وهو يتأفف:
“اووف, حقيقي زهقت منك.. أنا غلطان إني جيت معاكي
أصلا.. أنا مروّح”
تركها تنظر خلفه فاغرة فاها بصدمة وهي تتساءل:
(ماذا فعلت حتى يثور عليها ويتهمها بكل تلك الأشياء
المريعة؟!) .
****
“مساء العسل على الناس العسل!”
صوت مزعج أخرجها من تركيزها على الكتاب فرفعت
رأسها لترى من تجرّأ على اقتحام خلوتها بهذا الشكل وقد
نسيت أنها جالسة بالمحل وأي كان يمكن أن يقاطعها..
هتفت بضجر:”خير؟!”

“كل خير يا أبلة, عايز الحاجات اللي مكتوبة في
الورقة دي”
التقطتها منه بطرف إصبعها حتى لا تلمس يده وهي ترمقه
بصرامة وتهتف بداخلها:”أبلة! بقى كل الشقاء اللي انا
فيه في الكلية ده ويقولي ابلة!”
لوت شفتيها كعادتها وهي تحضر له ما أراد وتخبره السعر
فأخرج حافظة نقوده ومنحها ما أرادت ثم قال:
“بقولك ايه يا ابلة؟ ماتحدديلي يوم كده امي
تيجيلكم فيه”
رفعت حاجبها وهي تقول:”ماتيجي في اي وقت هي محتاجة
معاد يعني؟!”
ابتسم لتشعر بالتقزز من سماجته وهو يقول:

“يا أبلة شكلك مش معايا على الخط, أنا طالب القرب
وعايز امي تزوركم يعني تتفاهم بقى على المهر
والشبكة والذي منّه.. انا كسّيب واعجبك”
رمقته بعدم فهم وهي تقول:”طالب القرب من مين؟ انا
ماليش اخوات بنات؟!”
وأكملت بداخلها: (ولو ليا عمري ماهجوّزها ليك)
هتف بدهشة:”أخوات ليه يا أبلة مانتي موجودة؟ ده انتي
ست البنات كلهم”
صمتت من الصدمة وقبل أن ترد عليه كان شامل يظهر من
حيث لا تدري وهو يمسك بتلابيب الرجل قائلا:
“ده على اساس ايه؟ انها متجوزة سوسن؟!”
جحظت عينا الرجل وهو يرى شامل والذي على الرغم

من عدم ضخامته إلا أنه يفرض الهيبة على من حوله دون
حتى أن يتحدث بكلمة واحدة..
“والله معرف يا بيه انها مراتك, سماح المرة دي ده انا عايز
اخش دنيا”
هتف الرجل بجزع تحوّل لرعب وشامل يجيبه:
“شكلك كده مش هتجيبها لبر, وانا هخرجك من
الدنيا قبل ماتخشها”
ضحكة عالية كادت تفلت منها وهي ترى الرجل الذي
كان يتبجح برجولته ومكسبه منذ لحظات وهو يرتعش
بين يدي شامل الذي يرمقه بنظرات قاتلة فهمست له
تهدّئ من روعه:”خلاص يا شامل قالك مكنش يعرف”
رمقها شامل بغضب جعلها تتساءل.. ما ذنبها الآن؟!

تركه شامل وهو يقول:”لا ابقى خد بالك بعد كده
واسأل الاول قبل ماتروح تتقدم لواحدة ياخويا”
أومأ الرجل وهو يهرب بعيدا ما إن تركه شامل فيما أطلقت
شروق ضحكة مرحة وهي تهتف:”ماظنش أنه بقى ينفع
يتجوز بعد الخضّة دي خلاص.. ضيّعت مستقبل الراجل”
رمقها بغضب وهو يقول:”مش كفاية بقى كده يا شروق؟
كل يوم والتاني يجيلك عريس ولا كأني موجود!
قولتلك اجيب حد يقف بالمحل واخواتك اهم كبروا
وبقوا رجالة ياخدوا بالهم منه ويتابعوه وانا معاهم طبعا..
وال انتي فرحانة بوقفتك واللي رايح واللي جاي يبص
عليكي ويبقى عايز يتجوزك؟!”
لسانها الفالت أغلب الوقت انعقد بلحظتها وهي ترمقه

وكأنه كائن من كوكب آخر وهي تفكر
(هل كل هذا غيرة عليها؟!)
ابتسمت بحالمية وهي ترمقه بحب لاحظه على الفور
فغمزها بعبث وهو يقول:”مش هننول الرضا بقى ونتلم في
بيت واحد وال ايه؟!”
اختفت ابتسامتها وهي تهتف بحنق:”نتلم؟! بقى دي
طريقة تطلب مني بيها الجواز؟ مفيش اي رومانسية أبدا!”
هتف على طريقة (الردح):” نعم ياختي؟! هو انا لسه
هطلب منك الجواز؟ امال كتب كتابنا ال بقاله أربع
سنين ده ايه إن شاء الله؟ بصي انا غلطان اصلا اني بعبرك
انا هروح لوالدتك وهي اللي تحدد معاد الفرح”
ضحكة عالية جعلته يتجمد مكانه مشاعره تتراوح

بين الحنق والغضب أن يسمعها أحد سواه وبين اللهفة
لسماعها مرة تلو الأخرى بمفردهما وكل مرة سيكون رده
عليها مختلف.
لاحظت تغير ملامحه وعينيه المشتعلتين فأشاحت بوجهها
عنه وهي تشعر بالخجل من نظراته وهي تقول بخفوت:
“هانت ياشامل مفضلش إلا سنتين بس”
“نعم ياختي؟ سنتين ايه؟ خلاص شطبنا انتي تخلص
الامتحانات السنة دي ونعمل الفرح والسنتين دول تاخديهم
في بيتي”
ثم انخفض صوته وهو يقول:”ومعايا.. جوه حـ,ـضني”
احتدت نظراتها تخفي خجلها وهي تهتف بغضب:
“امشي يالّا يا شامل هنرش مايه”

ضحك عاليا وهو يغمزها بعبث:
“هانت كلها شهر ونص ومش هيبقى فيه امشي ولا نرش
مايه ولا اي حاجة.. مش هيبقى فيه غيري انا وانتي
والشيطان تالتنا” .
***يتبع

انت في الصفحة 2 من 2 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل