روايات

رواية غفران”قُيو.د بلا حدود الفصل الثاني بقلم الكاتبه اميره عمرو حصريه وجديده 

رواية غفران"قُيو.د بلا حدود الفصل الثاني بقلم الكاتبه اميره عمرو حصريه وجديده 

الفسا,د أينما ذهبت بينما عش,ق أنجبت بذرة صالحة تحمي القانون من أيدي العابثين و الفاسدين.. خا,,نت عهد والدها ال,متوفي مصطفي في سبيل القضاء علي الفسا,د أما هي تشاركهم فسا,د و ضرر البشر..
عند هذا الحد ل,م تتحمل التفكير و صورة زوجها تظهر أمامها غارق بد,ماؤه فرفعت يدها ثم هوت بكفها علي خد إبنتها تصر,,خ بإهتياج و أل,م و قهر يقدح بعيناها:
-ليييه ليييه عملتي فيينا كده؟؟! أنا عمري ما ربيتك إنك تكوني أنانية و فاسدة كده.. أنا ربيتك زي ما كان مصطفي عايز تقومي تخو,,ني ثقتي فيكي ليييه؟؟! نسيتي أبوكي اللي مات بسبب ال,مجر,,مين دول بدل ما تدافعي عن حقه تكووني مجررمة زيهم!!

صمتت تلتقط أنفاسها تنظر لإبنتها ال,محدقة بها بأعين مليئة بالد,موع أبت النزول.. فعادت تصف,عها من جديد و تركت يد الصغير تمسكها من تلابيب ملابسها تصيح بشهقات بين د,موعها صا,,رخة بقهر:
-أنـا ربيييت مجررمة.. بنت مصطفي مجررمة إزااي يا بنت الشهييد دي نهايته من يوومك لعنة و خرااب علي أي حدد حتي مصطفي مات في حادثة مدبرة و كنتي معاه ياريتك أنتي اللي مو,تي مش هو عشان مش,وفش اليوم ده و بنتي ة و مجر,,مة..
توقفت عند,ما جذبها خالد يهمس لها بكل,مات علها تخفف من روعها و تهدأ من عصبيتها الحادة:
-كفاية يا مُني لحد كده!!
حركت رأسها بنفي و د,موع تهطل كالأمطار علي وجهها الأبيض قائلة ببكاء:

-مش كفاية يا خالد سيبني أرجوك دي د,مرت حياتكم و حياتنا و سمعة مصطفي باللي عملته لازم تمو,ت لازم تمو,ت..
حاولت الإفلات من قبضة يده علي ذراعها فل,م تقوي لفارق القوي الجسمانية لتعاود صف,عها من جديد بقوة أكبر.. أمسكها خالد من ذراعيها و جذبها للخلف بصعوبة من هياجها ال,مفاجئ بينما زوجته تبكي ل,ما تراه عيناها..
أتي علي و معه بعض العساكر يمنع ما يحدث عند,ما شاهد ما حدث من انفعالات والدتها باهتياج قوي!! وقفت العساكر تحيط بها ثم أستدار إلي خالد الصياد يقول بتهذيب:
-ممكن يا خالد باشا تاخدهم و تمش,وا مينفعش اللي حصل ده؟!
همهم خالد بتفهم و هو يجذب مني بقوة يغمغم بصرامة:
-يلا يا مني كفاية !!
أكدت عش,ق علي حديثه و هي تربت علي ذراعها بد,موع، وقالت بصوت متحشرج:

-خالد معاه حق يا مني؛ لازم نمشي.
هدأت حركتها و استكان جسدها بهدوء ليتركها خالد فتلقفتها عش,ق بأح,ضانها تهدأ من بكاءها.
أما يوسف فكان يبكي ل,ما يحدث بشقيقته.. من كانت والدته الثانية و تدافع عنه تقف مكبلة بالأغلال صامتة بد,موع ملتمعة بعيناها تتلقي سهام إتهامهم بصدر رح,ب و صمت كبير.. تقد,م من شقيقته ببكاء ثم أمسك بكفه الصغير يدها قائلاً ببكاء و نبرة صادقة:
-أنا معاكي يا أرزان و مهما قالوا إنك مذ,نبة مش هصدق لأنك أمي التانية و أنا واثق فيكي حتي لو سمعت الكلام منك أنتي هقولك أنتِ كدابة أرزان متعملش كده، أختي بتخاف علي غيرها قب,ل نفسها و مستعدة تضحي بحياتها عشان غيرها ال,مهم تحقق العدل و أنـا واثق إنك بريئة.

تفاجئ الجميع حتي هي!! هذا الصغير يكذب كل الاتهامات و يهزم توقعاته,م بالحيود لها يبرءها من الأدلة و مما اعترفت به..فعل ما ل,م يفعله أحد يقف لجوارها بعد,ما خزلها الجميع و تركوها وحيدة لتجد مل,مس كف صغير و رقيق يدافع عن حقها و يقف مدافعاً عنها أمام محكمة العدل..لاح علي ثغر أرزان إبتسامة صغيرة باهتة تل,مع بقايا أمل بالحياة داخلها فإبتسم لها يوسف بإتساع يجزم بأنه فهم الإجابة و حل اللغز ما ل,م يفهمه الباقي.
ل,م تتحمل مني حيود يوسف إلي أرزان فصر,,خت بغضب و ر,عب وهي تبتعد عن عش,ق تتجه إلي صغيرها تمسكه من يده تبعده عنها قائلة:
-أبعد عنها يا يوسف خلاص أرزان خرجت من حياتنا و لازم تنساها.
أسبل عيناه يغمغم ببراءة و صدق:

-بس دي أُختي يا ماما؟!!
زجرته بحدة قائلة بق..سوة وهي تنظر إليها بأعين قا..سية مليئة بالجمود:
-أختك ماتت يا يوسف في اليوم اللي خا,,نت فيه عهد مصطفي..أنا معنديش غير عمار و يوسف بنتي ماتت و أندفنت من زمان.
قا..سية هذه الأم من تميت فلذة كبدها وهي علي قيد الحياة.. جذبت الصغير و سارت مغادرة فتابعها الجميع مغادرين بينما أرزان سح,بها العساكر و عادت إلي زنزانتها.. تبقي كلاً من علي و آسـر..
شعور بالشفقة نحوها يتسلل رويداً رويداً داخله..رأي بعينيه الجميع يبتعد و يتخلي عنها ل,م يصفح عنها أحد ووقف لجوارها سوي الصغير..كذب الجميع و كذب شقيقته يته,مهما بالكذب فيما قالته..أق..سي ع,ذاب هو من يتركك الجميع في وقت ال,محنة ولو كنت مذ,نباً..

زفر مجدداً و التفت بوجهه ناحية صديقه الواجم و ال,متصلب رمقه بهدوء غامض قب,ل أن يسير بالرواق يتجه إلي غرفته لا يريد الحديث الآن سيبحث من جديد وراء الحقيقة مازال همس الأمل و السعادة يتردد بأذ,نه بكل,مة واحدة ترجعها إلي الحياة..أُمـي..
أما آسر شاهد ثباتها الانفعالي و لسانها الذي ل,م يظفر سوي بكل,مة واحدة..أُمـي..كل,مة فاقت توقعات اليوم..رأي بعينيه خذ,لان كبير يقتحم روحها بالبطئ إلا من ل,مسة صادقة صغيره من كف أخيها الصغير..هز رأسه بنفي من الانحدار إلي صفها معنفا نفسه قائلاً بق..سوة و عنف:
– أفق…أفق يا آسر..ح,بها لعنة..عش,قها لعنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بال,مشفي تحديداً أمام غرفة العناية ال,مركزة الراكد بها عمار.
بالطرقة أمام باب العناية ال,مركزة جلس أبناء عائلة الصياد علي ال,مقاعد الحديدية بالطرقة بينما وقف محمود يستند بظهره علي الحائط يغمض عينيه بتعب يفكر ملياً بـ أرزان و ما حل بها من متاعب ؟!؟ إزداد تنفسه و صدره يعلو و يهبط من كبحه لغضبه عند,ما منعه الجميع من الذهاب لرؤيتها بينما أخذوا معهم يوسف الصغير أي عدل هذا ؟!!..
يتآكله القلق ببطء يسمم جسده بقوة ترفض له ملاذ الحياة..
رافضاً التصديق لأي إتهام ألقي لها بل يثق بضراوة شرسة أنها بريئة و ليست مذ,نبة.. كان صامت منذ أن ذهبوا يتذكر جيداً عند,ما أتي من الكافتيريا يحمل أكواب القهوة له و لوالده و زوجة عمه مني ليجد عائلة الصياد جميعها بال,مستشفي..

إنزوي ما بين حاجبيه بدهشة يتساءل ما الذي أتي بهم لهنا؟!.. و كيف عل,موا بوجودهم و الأدهي عد,م وجود أرزان؟!؟.. و ملامح زوجة عمه ال,مثيرة للقلق و الشفقة معاً أشبه ممن سلبته روحه و قلبه فأفقدته لذة الحياة..
بإختصار شديد حكي له جواد بإقتضاب و كان يستمع له بصمت حتي أنهي حديثه فصر,,خ غير مصدقاً ما أخبروه به؟!؟.. تزامناً مع نطق مني أنها تريد رؤيتها فإندلع إصرار بالذهاب معهم ليمنعوه بالقوة و أنه لن يراها بعد الآن..
يضعون الأحكام و الشروط ثم يلقون بالته,م رمياً لـ يصدروا حكماً بعقابها..
ل,م ينتبه و هو شارد أنه يعض علي شفتيه السفلية بأسنانه حتي أد,مها و جر,,حها من عصبية مفرطة لا مثيل لها.. عقله منشغل بشخص واحد بعيداً عن قلبه يكفيه أنها صغيرته الوحيدة و ل,م تكن غير أرزان…

أما سيلا فإمتقع وجهها و اشتعلت النير,ان داخلها لا ينتبه لها!! غيـرة تتآكلها من إهتمامه لتلك الخائنة ال,مجر,,مة و ليس لها.. تأففت بغضب مكتوم تراقب جواد الجالس بجوار أيسل يحتضنها بإهتمام بينما جنة تنام علي كتف ساجد.. تطلعت عيناها أخيراً إلي سامر أبن عمها بملامح حزينة فقد عل,م الجميع أنهم رفاق بال,مدرسة و أصدقاء و اكتشفوا أنه ذ,لك الزميل الجديد الذي حكي عنه؟!؟..
تباعد جفنيه بغضب يحرق الأخضر و اليابس يغمغم بنير,ان لهيبها مشتعل بغضب:

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل