روايات

الفصل الخامس من رواية هـ,ـوس من أول نظرة بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده 

الفصل الخامس من رواية هـ,ـوس من أول نظرة بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده 

لو حصلت غلطة منك انا مش حعديهالك
إنت لسه مشفتيش وشي الثاني “.
تنهدت أروى بصوت عال و هي ترمقه بنظرات
حادة تعلم أنه يتعمد إهانتها و يحاول بكل جهده
خلق سبب حتى يذلها لكنها قررت أنها لن تترك
له الفرصة حتى يحقق غرضه… لذلك فضلت
الصمت ليس خوفا منه رغم أنها في الحقيقة
يرتعش جسدها كلما رأته أمامها….
إستاذنت منه مرة أخرى ثم توجهت نحو
غرفة الصغيرة و التي أصبحت غرفتها منذ
اول ليلة لها هنا… نشفت شعرها جيدا ثم
غيرت ملابسها ثم قررت النزول للأسفل….
وجدت بعض أفراد العائلة مجتمعين حول طاولة الطعام التي بترأسها الجد صالح عزالدين… في العادة
لايسمح لهم بالتخلف عن موعد الغداء لكن بسبب
الأعمال أصبح حضور وجبات الطعام إجباريا فقط
وقت الفطور و العشاء بالطبع سيف ليس ضمن
القائمة فهو لا يحترم كلام جده أو أي فرد من عائلته
سوى والدته….
جلست أروى في مكانها على طاولة الطعام و أجلست
لجين في كرسيها الخاص بجانبها بعد دقائق من الانتظار أتى فريد ليجلس بجانبها في مكانه المعتاد
ليشير لهم الجد ببدأ تناول الطعام بعد أن حضر
جميع الموجودين…فقط سيف و صالح هما من كانا مختفيان…
في تلك الفيلا البعيدة عن العمران…..
مسحت يارا دموعها بقهر للمرة العشرون في
تلك الساعات الطويلة التي أمضتها تنظف و ترتب
غرف الفيلا المليئة بالاتربة و الغبار
لعنت صالح في سرها لأنها متأكدة جيدا
انه تعمد إحضارها لهذه الفيلا المهجورة حتى
يعذبها بتنظيفها…
جلست على أحد الكراسي تمسد ساقيها
المتعبتين و هي تتأوه بألم :”ربنا ينتقم منك
يا وا… يا حقير… بقى انا يارا عزمي بنت المستشار
ماجد عزمي البس هدوم الخدامات و أنظف و أكنس
و الله لنتقم منك و أخليك…..
قاطعها دخوله المفاجئ من باب الغرفة لتكز على
أسنانها بقوة من شدة غضبها و كرهها له و كأنها
ترى شيطانا أمامها….
تجاهلته و هي تكمل تمسيد ساقيها لتستمع
لضحكاته المسـ,ـتهزءة و هو يقول :”سلامتك ياقطة
إيه تعبتي؟ تؤ تؤ داه لسه وراكي شغل كثير
و كمان من بكرة حتبقي تقومي بشغل الفيلا
لوحدك….”.
رفعت يارا بصرها نحوه متحدثة بنبرة
ساخرة:”إنت اكيد بتهزر…انا مش عاوزة
اشوف وشك من النهاردة… كفاية اللي إنت
عملته فيا لحد دلوقتي أظن حققت إنتقامك
بزيادة “.
هز صالح حاجبه بتعجب منها قائلا :” إنتقامي
لسه مبدأش صدقيني لسه المشوار طويل
قدامك…و يلا قومي عندك شغل كثير
في المطبخ….”.
يارا بنبرة لينة محاولة التخلص منه بجميع
الطرق :” صالح… لو سمحت كفاية انا و الله
تعبت و مش قادرة استحمل اكثر من كده
لو عاوز انا حعتذرلك قدام الدنيا كلها بس
كفاية إنتقا….
صالح بصراخ و قد إحمرت عيناه من شدة
الغضب :” صالح بيه… متنسيش نفسك يا
زبالة…و آخر مرة تتجرئي و تتكلمي معايا
بالشكل داه.. إنت هنا شغالة و انا صاحب البيت
و دلوقتي غوري على المطبخ و إياكي
ثاني مرة الاقيكي قاعدة و مهملة شغلك…
إختفى فجأة مثلما ظهر لتقف يارا من مكانها
و هي تنظر في أثره و عقلها لايكف عن البحث
عن طريقة للتخلص من هذه المصيبة التي
قلبت حياتها و سلبتها الراحة و الأمان….
مساء في فيلا سيف….
نظر سيف لساعته الفاخرة التي كانت تزين
معصم يده ليبتسم دون شعور منه عندما وجدها
الساعة السادسة مساء…. حسنا لازال الوقت
مبكرا قليلا لكنه سيقدم وقت العشاء حتى
يتسنى له رؤيتها….
قفز من كرسي مكتبه الذي كان يجلس عليه
منذ ساعات ليفتح باب مكتبه متجها نحو الأعلى…
وقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب عدة مرات
لكنها لم تجبه لكنه إستمر في طرق الباب و مناداتها
رغم تردده مخافة إزعاجها لكن نداء قلبه الذي
يرغب بشدة في رؤيتها و إشباع حواسه منها…
:”سيلين… يلا يا حبيبتي قومي الساعة بقت
ستة كفاية نوم… بقالك أربع ساعات نايمة….
في الداخل حركت الأميرة النائمة رأسها بتعب
دون أن تفتح عينيها… كانت تستمع بأصوات
نداء باسمها لكنها كانت بعيدة جدا…
بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد
أمامها زينات تحاول إيقاضها و قد بدت ملامحها
قلقة بعض الشيئ :”إنت كويسة يا هانم…”.
حركت سيلين جسدها لتتكئ على ظهر السرير
و هي تفرك عيناها قبل أن تجيبها :”انا إسمي
سيلين و ايوا انا كويس”.
زينات :”أصل الباشا مسيتنيكي برا عاوز
يدخل يطمن عليكي عشان بقاله ساعة
بينادي عليكي من برا عشان تصحى”.
سيلين و هي تعدل ملابسها :” خليه يدخل “.
فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون
أن يستمع لكلامها….جلس على حافة السـ,ـرير
ثم مد يده ليتلمس وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
:” إنت كويسة… وشك أحمر.. أجيبلك الدكتورة “.
ضحكت سيلين و هي تضع يدها على كفه لتزيحها
بلطف قائلة:”انا كويسة…إهدي”.
سيف و هو يتنفس الصعداء:”كنت حموت
برا و انا بنادي عليكي و إنت مش بتردي…
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني
تعبانة و مش قادرة توقفي من مكانك “.
سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها :”لا
انا كويس و الله… اغمضت عيناها بخجل
قبل أن تكمل :” انا نوم بتاعي ثقيل..
رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع
يدها التي مازلت على يده نحو شفتيه ليقبلها
برقة ثم وقف من مكانه قائلا :” طيب إغسلي
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى…”.
سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه
:” حاضر… “.
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده يقف أسفل
الدرج يتحدث في الهاتف…وقفت مكانها لتستند
على حافة الدرابزين لتتأمله…
كان في غاية الوسامة
جسد ضخم رياضي و عضلات صلبة تظهر جليا
من خلال قميصه الصوفي الذي يضيق على
نصفه العلوي…. بشرة سمراء محببة و عينان
خضراوتان و شعر اسود جميل…
جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
الملامح من قبل لكنها فشلت لتنفخ وجنتيها
بضيق و يأس…
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المـ,ـسكينة
التي تصارع المـ,ـرض الآن…كيف إستطاعت في
الماضي ترك هذه الحياة الرغيدة و هربت مع
والدها لتبدأ ايام شقائها…
لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا
وحيدة مع والدتها جعلتها تعيد حساباتها
تجاه إمكانية عودتها لمصر….
افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
:”سرحانة في إيه قوليلي….”.
نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه :”و لا حاجة
كنت بفكر في مامي…”.
مد يده نحوها لتمسكها فيجذبها نحو الاريكة

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل