
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
※★※★※★※★※★
حنان الجزء الأول حصريه وجديده
••••••••••••••••••
داخل منزل مصري متواضع،، تدق ساعة الحائط بالسابعه والنصف صباحاً..
تقف السيده الفت ذات 60 عام داخل المطبخ تحضر الفطور لها ولـ ابنتها حنان
وهي تستمع لـ القران الكريم الصاعد من الراديو،، الموضوع فوق الطاولة بجانبها،، بعد نصف ساعه صدق الشيخ،،
وبدات البرامج الاذاعيه المحببه لديها…
انتهت السيده الفت من تحضيره وخرجت لـ صالة الشقه ومعاها الأطباق،،
فوضعتها علي طاولة الطعام،،. وهي تنادي علي ابنتها حنان صاحبة الـ 35 عام كي تستيقظ من نومها،، حتي يتناولان الفطور معاً،، فهما لديهما مشوار بعد حوالي ساعه من الآن…
نانا حبيبتي يلا يا قمري الفطار جاهز يا كسوله عشان منتاخرش علي السجل،،
خرجت حنان من غرفتها وهي تبتسم
لـ والدتها وعلي كتفيها منشفتها الخاصه..
ياصباح الخير والحب والاكل الطعم
زيك يا فوفا الجميلة ،،
تعبتي نفسك ليه يا حبيبتي،، طب كنتي استني اصحي واعمله أنا،، إنتي طول الليل بتشتكي من رجلك
ربتت السيده الفت علي يد ابنتها قائله…
حبيبة ماما أنا بقيت أحسن ما تقلقيش وبعدين مش كفايه واخده اجازة انهارده من شغلك مخصوص عشاني،، كمان هتعبك في عمايل الفطار،، ده أنا وإنتي بس اللي موجودين في البيت،،
واخواتك كل واحد في بيته،، ومافيش غيرنا في وش بعض ليل ونهار
مالت حنان علي والدتها الجالسه علي الطاولة مقابله وجهها..
أحلي أم في الدنيا،، ده أنا لو اطول اقعد من الشغل وافضل معاكي طول اليوم هعملها،،
بس اعمل إيه،، إنتي اللي عاوزاني ما اقعدش من الشغل عشان اشغل وقتي ومزهقش…
ابتسمت والدتها قائله…. ولسه عند كلامي
الشغل بيخليكي تشوفي وتعرفي ناس جديده وبعدين مش يمكن….،، فصمتت دون أن تكمل…
ابتسمت حنان بألم وهي تقول… مش يمكن إيه يا ماما،،
قصدك يجيلي عريس منهم،، أنا خلاص جربت حظي مره واتخطبت،، ومش
ناويه اعيدها تاني،، اصلاً معنديش استعداد قلبي يحزن بكفايه اللي شوفته من راْفت صاحب مجدي اخويا…
وللاسف اخويا موقفش جنبي ووقف جنب صاحبه،، ده حتي ماحاولش يجيبلي حقي منه،، ويحسبه علي كدبه علينا وما قالناش إنه متجوز وعنده أولاد
لما جه اتقدم،،
المفروض كان يقول ويسيب لنا الاختيار نوافق أو لا،،
ومجدي كل اللي قدر يقوله،،
وايه يعني متجوز مش تحمدي ربنا
إنه اتقدملك،،، هو كان في حد عبرك بصي لنفسك وشوفي عندك كام سنه ده اللي في سنك متجوزه وعندها عيلين تلاته
نزلت دموع حنان واكملت…
مجدي اخويا جرحني بكلامه اوي ياماما،، ده حتي ما حاولش يطبطب عليا ما حاولش يراضيني بكلمه لو بالكدب،،
أنا من اليوم ده مش عاوزة اكلمه،، ولولاكي إنتي حبيبتي وقفتي معايا،،
ضد اخواتي مجدي وفتحي،، كان زماني زوجه تانيه غصب عني،، وياعالم كانوا هيعملوني ازاي.
قامت والدتها من مجلسها واحتضنتها وهي تبكي مثلها..
انسي يا نانا ده عدي سنتين علي اللي حصل،، وكل ما اخواتك ييجوا هنا هما واولادهم ما ترديش تكلميهم ولا تقابليهم والموضوع ده مضايقهم أوي..
خلاص بقي حبيبتي،، اخوكي غلط
وانا عاقبته وموفقتش بصاحبه لما
عرفت الحقيقه،، ده غير فضلت مخصماه 3شهور عشانك ياروحي،،
إنتي طول عمرك قلبك ابيض وبتسامحي بسرعه،، وأنا عندي ثقه في ربنا أنه هيرزقك بـ أبن الحلال اللي هيسعد قلبك ويكون عوض ليكي عن كل اللي شوفتيه في حياتك،
خرجت حنان من حضن والدتها وهي تضحك وتمسح دموعها…
أبن حلال يجيلي أنا،، طب ازاي يا فوفا ما خلاص كبرت علي كده،، مين هيتجوز واحده في سني،، هيعمل بيا إيه،،انا خلاص قعده معاكي ومش ناويه اسيبك،،
فنظرت لـ أمام وهي تضع يديها اسفه وجهها كأنها تفكر بشئ حقيقي…
لـ أجل اضحك والدتها
بس تصدقي ممكن يحصل يا فوفا،، ويجيلي شاب كده حليوه عنده 70
سنه،،ومحتاج زوجه تكون ممرضه طبعاً ديه مهنتي يعني عز الطلب،،
يقوم هو يموت بعد شهرين من الجواز،، ييجو بعد كده اولاده يقولولي إنتي كنت داخله علي طمع،، عشان تورثي ابونا،،
وندخل في مشاكل ومحاكم ونفضل سنين علي ده الحال وفي الاخر
يكسبوها هما،، وانا اكسب لقب ارمله
واطلع من المولد بلا حمص،،
وبكده اكون حققت حلمك يا ست الكل إنى أكون عروسه وفي الآخر ارجعلك البيت بسلام،،
ضحكت والدتها وهي تمسح دموعها
قائله… اتجوزت وبقيت ارمله ورجعتي البيت كمان،، إيه السرعه ديه يا غلباويه
بس أنا لسه عند رائي،، وثقتي بالله كبيره إن هيعوضك قريب،، احساسي عمره ما بيخيب أبداً،،اكملت وهي مشاوره بسبابتها اتجاه ابنتها… افتكري كلامي كويس..
ومره واحده تكلمت بجديه…
إنتي لسه واقفه عندك يا نانا،، الأكل
هيبرد وسيادتك لسه ما اخدتيش الشور ولا صليتي،، ووقتنا هيفوت واجازتك هضيع من غير فايده يلاااا بسرعه اجهزي.. عاوزة الحق اجدد البطاقة
عشان اعرف اصرف المعاش
ارتبكت حنان من تغير والدتها السريع
فـ دائما تفعل ذلك بها.. ردت سريعاً..
تمام يا فندم قصدي يا فوفا أقل
من ربع ساعه ونكون نازلين إن شاء الله… وبعد ذلك جارت الي الحمام…
بالفعل عدي الوقت التي حددته حنان وهم الآن واقفان أمام مدخل منزلهما..
اتنظرت السيده الفت ابنتها حنان
حتي اتت بسيارتها من جراچ المنطقه..
تحركت حنان بالسياره وبجانبها والدتها متجهين الي السجل المدني التابع بمنطقتهما السكنيه….
صفت حنان سيارتها وانزلت هي ووالدتها
وبعد ذلك دخلت احدي المكاتب تسأل أين شباك تجديد البطاقة وجها احد الواقفين المكان،،
وبالفعل تحركت إليه وبيديها والدتها
فـ اجلستها علي مقعد بلاستيكي شده الازدحام،، ووقفت هي في الطابور حتي يأتي الدور علي لتسلم ورق تجديد
بطاقة والدتها..
في نفس الوقت دلف السجل شاب في اوائل عقده الثالث،، وبيده ولد صغير بعمر اربع سنوات تقريباً ،، فاجلسه علي المقعد البلاستيكي.. ثم القي الشاب السلام علي الجالسين..
فردوا عليه الجميع وكان من بينهم الست الفت…
أخذ الطفل يُلح و يطلب من والده لعبه
قد رائها مع أحد الباعه الجائلين…
تكلم الأب بصبر… حاضر يا مالك لما اخلص ونمشي هجبهالك بس بشرط تبطل زن..
صفق مالك بيدايه بفرحه علي موافقة والده لـ جلب اللعبه له..
نظر الأب إلي الشباك الذي سَيُسلم له ورق بطاقته لتجديده.. فوجده مُزدحم،
فـ اخرج تنهيده،، بمعني كيف سأقف كل هذا وولدي الصغير معي؟..
وجد صوت يتحدث إليه… مايهمكش يابني سيبوا معايا علي ما تخلص،، أنا قعده لسه قدامي كتير علي ما يجي دوري،، وهذا كان صوت السيده الفت..
ابتسم الشاب لها قائلا.. شكراً يا أمي الله يبارك في عمرك،، فترك ولده بالفعل معاها واتجه ناحية الشباك ليقف في الطابور الذي امامه حتي يأتي دوره…