
في اليوم التالي…
استيقظت مَيَّا على صوت طرق قوي على باب غرفتها في الفندق. كانت بالكاد قد نامت بعد الليلة الكا.رثية، التي تحولت من حفلة زفاف إلى ساحة معركة كوميدية رومانسية لم تكن في الحسبان.
مَيَّا (بصوت ناعس): من هذا؟
هدى (بصراخ وحماسة مفرطة): افتحي الباب بسرعة! هناك كا.رثة!!
مَيَّا (تتأوه وهي تفتح الباب نصف نائمة): ما الذي يمكن أن يكون أسوأ من الليلة الماضية؟
هدى (وهي تقفز إلى الداخل): رَجَّاح اختفى!!!
مَيَّا (تفتح عينيها على وسعهما): ماذا؟!
هدى: نعم! منذ الصباح، لم يجده أحد، واختفى هاتفه، و… و…
مَيَّا (تضغط على رأسها بإرهاق): لحظة، لحظة… هل نحن في زفاف أم في فيلم تشويق وإثارة؟
هدى: هذا ليس كل شيء! هناك رجل غريب يسأل عنكِ في بهو الفندق!!
مَيَّا (تشعر بعرق بارد يسيل على رقبتها): ماذا؟ من هذا؟
هدى: لا أعرف، لكنه يبدو… خطرًا.
مَيَّا (تتراجع ببطء): حسنًا، لقد رأينا ما يكفي من الجنون، سأعود إلى النوم، استيقظيني عندما ينتهي هذا الكابوس.
هدى (تسحبها من ذراعها): لااا! تعالي لنكتشف من هو هذا الرجل، أليس لديكِ فضول؟
مَيَّا (تتمتم وهي تمشي معها مجبرة): لدي فضول لأعرف كيف أصبحت حياتي بهذا الشكل الغريب…
في بهو الفندق…
كان هناك رجل طويل القامة، يرتدي نظارات سوداء، وملامحه صارمة، واقفًا بجانب الاستقبال. بمجرد أن لمح مَيَّا، توجه نحوها بخطوات ثابتة.
الرجل الغامض: أنتِ مَيَّا، صحيح؟
مَيَّا (تتلعثم): أ-أجل؟ من أنت؟
الرجل الغامض (بصوت منخفض ومخيف): لقد جاء وقت الحقيقة…
هدى (تهمس لها): ماذا فعلتِ؟ هل أنتِ متأكدة أنكِ لم تقتلي أحدًا؟
مَيَّا: أقسم أنني لم أفعل… لكنني أفكر بذلك كل يوم!
الرجل الغامض: لديّ رسالة لكِ من رَجَّاح.
مَيَّا (ترمش بعدم تصديق): ماذا؟
الرجل الغامض (يناولها مظروفًا): اقرأيه على انفراد… ثم قرري ماذا ستفعلين.
ثم استدار وغادر قبل أن تتمكن من طرح أي أسئلة!
هدى (تقفز بحماس): افتحيه! افتحيه! ربما يكون اعترافًا بالحب!
مَيَّا: أو ربما طلب استغاثة من مختطف مجنون؟
هدى: هذا أكثر إثارة! افتحيه أسرع!
بيدين مرتجفتين، فتحت مَيَّا المظروف وسحبت الورقة التي بدا عليها الاستعجال في كتابتها:
“مَيَّا، لا تسألي كيف، لكنني ورطتكِ في أمر خطير. لا تخافي، فقط تعالي إلى الميناء عند الغروب. سأشرح كل شيء.”
مَيَّا (تحدق في الورقة بذهول): الميناء؟ لماذا أشعر أنني سأهرب على متن قارب إلى بلد مجهول؟
هدى (تضحك): ربما سنصبح مهربات دوليات؟
مَيَّا: حسنًا، هذه أسوأ فكرة سمعتها في حياتي.
هدى: إذن، هل ستذهبين؟
مَيَّا (تتنهد وهي تنظر للرسالة): بالطبع سأذهب… لأفهم كيف تحولت حياتي من حفلة زفاف إلى فيلم تجسس!
عند الغروب – في الميناء
كانت مَيَّا تسير على الممر الخشبي، تتلفت حولها بتوتر، بينما هدى تراقب الموقف من بعيد وكأنها تشاهد فيلمًا مباشرًا. فجأة، ظهر رَجَّاح من خلف أحد القوارب، مرتديًا ملابس سوداء وكأنه بطل فيلم أكشن.
مَيَّا (تعقد ذراعيها): حسنًا، هل يمكنك أن تشرح لي ماذا يحدث؟
رَجَّاح (يبتسم بمكر): كنت بحاجة إلى إبعاد الأنظار لفترة…
مَيَّا (ترفع حاجبها): ولماذا؟ هل نحن في مهمة سرية؟
رَجَّاح (يقترب منها، صوته يصبح أكثر جدية): نوعًا ما… هناك شيء لم أخبركِ به بعد، مَيَّا.
مَيَّا (تبتلع ريقها وهي تشعر بقلبها ينبض بقوة): ما-ماذا؟
رَجَّاح (يخفض رأسه قليلًا قبل أن يرفع عينيه إليها مجددًا): أنا… لم أفهم كيف، لكنني… وقعت في حبكِ وسط كل هذا الجنون.
مَيَّا كانت في حالة من الدهشة التامة، وكأنها تواجه مشهدًا من فيلم أكشن كوميدي، لكن الواقع هنا كان مختلفًا جدًا. رَجَّاح أمامها، وابتسامته الغامضة وكلماته الملتبسة جعلت قلبها ينبض بسرعة.
مَيَّا (بصوت منخفض): لحظة، لحظة… تعني أنك تقول أنك…
رَجَّاح (يتنهد بعمق): نعم، مَيَّا. كل شيء كان مقلوبًا. دخلت حياتكِ من دون إذن، لكنني لا أستطيع أن أنكر ما شعرت به منذ أول لحظة رأيتكِ فيها.
مَيَّا (تفكر في نفسها): هل هذه المزحة؟ هل يعتقد أنني سأصدق هذا؟ لكن طريقة كلامه… كان جادًا جدًا!
هدى (من بعيد، تهمس بلهفة): قولي له شيئًا! إنه يواجهكِ الآن!
مَيَّا (تتنهد بتوتر): رَجَّاح، أنت تثير حيرتي أكثر من أي شيء آخر. كيف يمكنني أن أفهمك؟ لديك ماضٍ مليء بالكوارث والمفاجآت.
رَجَّاح (يقترب خطوة نحوها): هذا لأنني لا أستطيع أن أخبرك بكل شيء الآن. ولكنني أحتاجكِ في حياتي. فقط… اعطيني فرصة.
مَيَّا (ترتجف قليلاً من الإحراج): و… هل تُدرك حجم الفوضى التي أوقعتني فيها؟ هناك رجل غريب في الفندق، اختفاء أشخاص، رسائل مشفرة، وكل هذه الفوضى لم أستطع الهروب منها حتى في يوم زفافي!
رَجَّاح (يفرك يديه بخجل): حسنًا… صحيح أنني أوقعتكِ في مشاكل أكبر من تلك التي كنتِ تتوقعينها. ولكن، أريد أن أكون معكِ في هذه الفوضى، حتى لو كانت النهاية مشوشة.
مَيَّا (تبتسم بسخرية): إذن، كنت تظن أن حياتي ستصبح خيالية ومثيرة بعد كل هذه الفوضى؟ هذا أمر مضحك!
رَجَّاح (يضحك بخفة): إذا كانت حياتكِ ستكون مثل هذه الفوضى، فأنا مستعد.
مَيَّا (ترتسم على وجهها ابتسامة صغيرة): لا أحد في حياتي كان يتوقع أن أكون في مثل هذه المواقف.
هدى (تقترب منهم، تضحك): يبدو أن الحب في هذا الميناء له نكهة خاصة!
مَيَّا (تنظر إلى هدى بخجل): اتركي الأمر لي!
رَجَّاح (ينظر إلى هدى بابتسامة): هذه ليست نهاية القصة بعد.
مَيَّا: وأنتِ، هل لديكِ خطة لتأجيل هذه الفوضى؟
هدى (تضحك): دعوا الأمور تأخذ مجراها، هناك دائمًا مفاجآت في الطريق!
مَيَّا (تنظر إلى رَجَّاح بتمعن): حسنًا، يبدو أنني سأضطر إلى القبول بهذا الجنون، لكن… هذا لا يعني أنني سأتوقف عن السخرية منك!
رَجَّاح (يبتسم لها بشكل عميق): لا أمانع، طالما أنكِ ستكونين بجانبي.
مَيَّا (تشعر بشيء غريب في قلبها): أريد فقط أن أفهم ما الذي يحدث. لكن يبدو أنه من الأفضل أن أستمتع بكل لحظة.
يتبع….
#ماسه_الحريريحفل زفاف بطعم الكارثة
البارت الأخير.
مَيَّا كانت تجلس على شرفة الفندق، تراقب البحر بينما كان الهواء البارد يلامس وجهها. لم تستطع تصديق ما حدث الليلة الماضية. كانت تفكر في كل شيء، من اختفاء رَجَّاح إلى الحوادث الغريبة التي كانت تُلاحقها. لكن اليوم كان مختلفًا. كان الهواء مليئًا بشيء جديد، بشيء غير قابل للتفسير.
هدى اقتربت منها، تجلس على الكرسي المجاور وهي ترتدي نظارات شمسية كبيرة وكأنها في أحد العروض.
هدى (بتفكير عميق): حسناً، يبدو أن الميناء ليس مكاناً سيئاً ليبدأ فيه أحدهم حياة جديدة.
مَيَّا (تنظر إليها باندهاش): ماذا تعنين؟
هدى: أعني أننا نجونا من كل شيء! الآن كل شيء عائد إليكِ.
مَيَّا: أعتقد أنني بحاجة إلى شيء أكثر من مجرد النجاة. سأحتاج إلى مكان هادئ، ولا أستطيع أن أصدق أنني كنت ضيفة في حفلة زفاف قد تحولت إلى فوضى كوميدية.
هدى (تبتسم بسخرية): وإذا كان الزفاف على طريقتكِ، فما الذي يمكن أن يكون أكثر كوميدية؟
مَيَّا (تنظر نحو البحر بابتسامة صغيرة): صحيح، لكنني شعرت أنني في مكانٍ غريب. الفوضى أصبحت جزءًا من حياتي، والآن…
هدى: والآن أنتِ في بداية جديدة، ربما!