روايات

رواية ليلي وفوزي الفصل الاول حصريه وجديده

رواية ليلي وفوزي الفصل الاول حصريه وجديده

الفصل الاول
يتبادر إلى الأذهان عند سماع كلمة زئير تلك التي يهابها الجـ,ـميع، ملوك الغابة الأسود؛ لأن زئيرها يلقي رهبة في قلوب كل من يسمعه، تهتز له الأبدان لقوته التي لا تقارن بغيرها، حيث تسمع قوة زئيرها من على بعد ثماني كيلومترات بقوة تصل إلى مائة وأربعة عشر ديسيبل، والتي تعد ك قوة الرعد.

لكن لا تزأر الملوك دون أسباب فهناك دائما ما يجعلها تزأر، من أهم أسبابها هو فرض سيطرتها على منطقتها والقاء الرهبة في قلوب من حولها حتى ينصاعوا لاوامرها.

السبب الثاني هو وجود منافس لها أو عدو وخاصة الذكور منها، فعندما يوجد اسد منافس لمناظره يزأر الآخر بقوة؛ ليظهر قوته وأنه لا يخاف وجود المنافس وخاصة في وجود الجنس الآخر وهو الأنثى، والتي دائماً ما تنحاز إلى أكثرهم قوة؛ حيث تشعر بالأمان والطمأنينة وأنه قادر على حمايتها والمحاربة من أجلها.

والسبب الثالث هو عندما تتألم الملوك، فيكون زأيرها أكثر قوة من اي وقت، ليس فقط عندما تتألم اجسادها ولكن عندما تتألم قلوبها ايضاً! نعم تتألم قلوبها.

بالرغم من قوتها وهيبتها وقوة اجـ,ـسادها إلا أن لديها قلوب عاشقة تنبض بالمشاعر، تتألم من عشقها، يقال أن عشق الأسد لانثاه لا مثيل له، فهو يعشق بقوة ويظل وفيا لانثاه مهما حدث، بل ولا ينظر لانثى غيرها على الإطلـ,ـاق، فهذا هو قلب الأسد عندما يغمره العشق يا سادة فكيف إذا لقلوب البشر؟!

يزأر قلب الأسد عندما يتألم عشقاً، ويزأر قلب الإنسان عندما يتألم حزناً.

في ذات ليلة من ليالي الشتاء في مصر، انطلقت صرخات طفل عندما خرج للحياة، في منزل السيد “فوزي الضاهر” ابن عائلة الضاهر والوريس الوحيد لها، والذي هو من اصول لبنانية أبا عن جد، والذي كان يقطن في منزل زوجته المصرية السيدة “ليلى فارس” بعدما دار خلاف حاد بينه وبين والده؛ لرفضه الزواج من ليلى، وقام بطرده من منزله وحرمانه من جميع ممتلكاته.

لكن فوزي كان عشقه ل ليلى اقوى من تلك التهديدات والتحديات، فقرر التخلي عن تركات والده والعيش في مصر مع ليلى ووالدها ووالدتها في منزلهم، إلى أن أنجبت ليلى ابنها الأول والوحيد، وأصر فوزي على تسميته ب “فارس” تيمناً بوالدها الذي كان بالنسبة إليه بمسابة الاب ايضاً؛ ولأنه يعلم كم أن ليلى تعشق والدها وتحبه كثيراً.

كان يملك السيد “فارس” محلا تجاريا للنجارة، حيث كان يصنع أشياء كثيرة من الخشب منها التحف والأثاث المنزلي، والاحصنة الخشبية والدمى التي كانت تعشقها “ليلى”، التي كانت تحتفظ بقطعة مختلفة منها في كل عام بذكرى ميلادها، ف تلك القطع الخشبية البسيطة متقنة الصنع تعد كنزا بالنسبة إليها؛ فقط لأنها من صنع والدها بكل سعادة، والتي تحمل الحب الذي لا يوصف بكل تفصيلة من تفاصيلها.

عمل “فوزي” بالمحل لفترة طويلة مع السيد “فارس” يعينه ويساعده، تعلم منه صنع الأشياء خاصة تلك الأحصنة الخشبية الصغيرة التي تحبها مدللته.

بالرغم من عشقه ل ليلى إلا أنه لم يكن معتاداً على هذا العمل الشاق، فهو الابن المدلل لعائلة الضاهر والذي كان يدير كل شيء بإشارة من إصـ,ـبعه، في ذات يوم عاد “فوزي” إلى المنزل مجهدا بشـ,ـدة، طرق الباب وتقدمت ليلى لفتحه مسرعة، دخل المنزل يزفـ,ـر بضيـ,ـق وهو يلقي السلام على الجـ,ـميع قائلاً بهدوء:
-مسا الخير.

اجابه الوالد والوالدة:
-مساء النور عليك يبني، حمد الله على السلامة.

تقدم فوزي إلى غرفته مباشرة، أشارت ليلى بيدها إلى والدها تتسائل بصوت منخفض:
-بابا هو في ايه؟ ماله فوزي؟ في حاجة حصلت ف الشغل؟

أشار إليها والدها أن تذهب إليه قائلاً بعطف:
-ادخليله يا ليلى هوني عليه كتر خيره شقيان.
-حاضر يا بابا.

دخلت ليلى إلى الغرفة فوجدته جالساً على مخدعة ينزع نعليه واحدا تلو الآخر ويلقي به على الأرض، جلست بجواره برفق تربت على كتفه مقتربة منه:

-مالك يا فوزي فيك إيه؟
وقف غاضباً وهو يخلع قميصه يزفر بضيق:
-مافيش يا ليلى مافيش.

وقفت خلفه باستغراب قائلة:
-ازاي يعني مفيش، انت مش شايف نفسك عامل ازاي، طب من فضلك قولي في إيه؟

أردف ينظر إليها وكأنه كان منتظرا لتلك اللحظة؛ حتى يفرج عما في قلبه:

-هو انتي بتسألي في ايه يا ليلى، لسه بتسألي في ايه ومالي؟! انا هقلك يا ستي مالي وفي ايه، بقيت اشتغل حاجة ماعرفهاش وبقيت اتعلم حجات عمري ما كنت ممكن اتعلمها بحياتي بس علشانك، بقيت اشتغل ليل نهار؛ علشان اقدر اجبلك كل اللي تحتاجيه واللي نفسك فيه ورغم كده مش عارف اجبلك حاجة يا ليلى، بحاول كل يوم اني اكون زوج كويس واب كويس بس ازاي؟ ازاي هكون اب كويس وزوج كويس وانا مش عارف تكفي طلبات ابني ومراتي، انا حتى مش عارف اجبلك بيت زي باقي الخلق نعيش فيه براحتنا، احنا عايشين عال على أهلك يا ليلى، الواحد ربنا ياخد احسن من اللي هو فيه ده، انا عمري ما حسيت بالعجز في حياتي كده وبتقولي مالك وفيك ايه.

سمع والدها اصوات مناقشاتهم عندما علت، فأشار السيد فارس إلى زوجته أن تدخل الى الغرفة ودخل معها؛ حتى لا تُحرَج ليلى أمام والديها عندما تعلم انهم سمعوا شجارهم.

تقدمت إليه ليلى تحاول تهدئته، تضع يداها على خديه قائلة:

-مين قال انك مش اب كويس وزوج كويس؟! مين قال كده؟ انت في نظري احسن أب واحسن زوج في الدنيا.

ابعد يداها وأدار ظهره إليها قائلاً:
-والنبي بلاش الكلام اللي مامنوش فايدة، لا هايودي ولا يجيب الله يباركلك.

تقدمت وقفت أمامه مبتسمة بلطف وهي تمسك بكتفيه:
-والله العظيم ده ما كلام، انت بجد عملت علشاني وعلشان ابنك اللي مفيش راجل زيك يقدر يعمله، أنا فخـ,ـورة بيك أوي، تعالى معايا عايزة اقولك حاجة، تعالى.

امسكت بيده وأخذته إلى الفراش تجالسه جوارها تنـ,ـظر بعينيه وتخـ,ـاطبه برفق:

-انا مش محتاجة بيت وانت جنبي؛ لأن عيونك هي بيتي الوحيد اللى بلاقي نفسي فيه، لو انت مدايق من الشغل في المحل مع بابا وتعبان منه خلاص شوف غيره اريح، ولو انت مدايق من قعدتنا هنا فأنت عارف حالة ماما كويس وصعب اني اسيبها لوحدها ولكن رغم كده انا معنديش مشكلة إن يبقا عندنا بيت خاص بينا، علشان كده انا كمان هشتغل وأيدي على ايدك ونعمل كل اللي نفسنا فيه، بس علشان خاطري بلاش اشوفك في الحالة دي تاني، والا اقولك الله يوفئك زي مـ,ـانت بتقول.

-انتي بتقولي ايه يا ستي! شغل ايه بس وبتاع ايه، مش راجل انا بقا صح كده، وبعدين انتي ناسيه ابننا يا ليلى؟

السابقانت في الصفحة 1 من 2 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل