
2
أدم فجأة شدها ناحيته إيده مسكت خصرها بقوة وسحبها لصدره وايده التانية كانت ورا راسها وهو مقربها وفجاة باسها
ليان حاولت تبعد بس هو كان ماسكها وهي مش عارفه تتحرك
أدم كان حاسس بمشاعر غريبة منعته يبعد اول مره يقرب من حد بالشكل ده
أدم فجأة بعد شفايفها وهو بيتنفس قدام وشها ولسه هيقرب منها زقته وهي بتعيط
أدم بصلها وبص لعنيها وانها خايفة وقال:بصي انا مش عارف انتي صوتك كان عالي انا مش
هي كانت واقفة قدامه بتتنفس بسرعة عينيها مليانة دموع وشفايفها حمرا
رجعت خطوة لورا ومسحت دموعها وهي بتقول بصوت مخنوق من العياط:
“إنت مش من حقك تقرب مني ولا تلمسني أصلاً.”
أدم حس بالضيق وقرب منها خطوة كان قريب أوي صوته هادي بس نبرته جامدة عنيه ما بتتحركش من علؤ وشها وقال:
“إنتي مراتي…
وحقي أعمل معاكي أي حاجة طالما مش هأذيكي.”
دموعها نزلت أكتر وجسمها كان بيرتعش وهي بتقول بكسرة واضحة:
“لا
بتأذيني
مين قال إنك مش بتأذيني؟”
سكت
ما عرفش يرد
هي كانت بتبص له للحظة وبعدين اتحرّكت بسرعة ناحية الحمّام دخلت وقفلت الباب عليها
وسابته واقف في الأوضة لوحده
ليان قعدت علي الارض مكانها وعنيها مليانة دموع
بره
أدم قعد علي السرير وفجأة سمع صوت امه من بره وهي بتقول:أدم حبيبي خالتك رقية وولادها تحت جم عشان يباركولك انت وليان ف انزلوا
أدم بهدوء:”حاضر يا ماما”
أدم قرب من الحمام وقال بهدوء:ليان اطلعي لو سمحتي لازم ننزل تحت انا هستناكي تحت
أدم خرج وليان طلعت وخدت نفس بهدوء وطلعت دريس ابيض لبسته ونزلت
ليان كانت هتنزل من على السلم
لكن فجأة قبل ما تنزل لمحته
مريم
كانت واقفة قدامها قدام السلم عينيها مليانة دموع ونظرتها فيها وجع ولوم وغيرة كأنها مش قادرة تستوعب.
مريم بصتلها من فوق لتحت وقالت بصوت مخنوق:
“عملتي كده ليه يا ليان؟ وانتي عارفة إني بحبه؟ ليه خدتيه مني؟ ما فرقش معاكي عشان انا مش من دمكم عشان انا جابوني من الملجأ مش منكم ف مش مهم مشاعري؟”
ليان وقفت مكانها كلام مريم وجعها بس ما ردتش…
مدت خطوة تمشي لكن مريم مسكت دراعها بقوة
“أنا مش ناقصة يا مريم سيبيني.”
نطقتها ليان بصوت مخنوق بس مريم كانت مصممة دموعها نازلة وصوتها بيرتعش:
“لا مش هسيبك لازم تقوليها قولي إنك كرهاني صح قولي إنك حبيتي توجعيني وانتي عارفه اني بحبه”
وسط الشد بينهم ليان حاولت تفلت نفسها فجاة
رجليها جات على طرف السلم اتزحلقت فجأة
رأسها خبطت في الترابزين وجسمها وقع من على السلم كله
الكل جري
الصوت جاب البيت كله
أولهم كان آدم
جري بسرعة قلبه هيقف وشه اتغير تمامًا نزل على ركبته جنبها وشال راسها بحذر وهي كانت عنيها مغمضة وجسمها سايب وفيه د*م عند جبينها
“ليان ليان” كان بيزعق بخوف وعينيه بتلف عليها كأنه مش عارف يعمل إيه.
مريم كانت واقفة مصدومة إيديها بتترعش ولسانها مش قادر ينطق.
كل الموجودين جريوا ورقية صوتها اتخنق من الصدمة وهي بتصرخ باسم ليان
آدم حضن راسها بين إيديه وهو بيحاول يمسك أعصابه بس صوته خانُه وهو بينده عليها بهمس:
“ليان ردي عليا
حبيبتي
ليان”
كان فيه رعشة حقيقية في نبرته نظرة خوف أول مرة تظهر بالشكل ده على وشه
الدم كان بيخرج ببطء من جنب جبينها ونَفَسها ضعيف
آدم بص حواليه بسرعة واخيرا فاق وصرخ بصوت عالي وهو شايلها فجأة بين إيده:
“هاتولي المفاتيح هوديها المستشفى”
جري بيها ناحية الباب خالته كانت بتعيط وامه ويوسف جاب المفاتيح ونزلوا
مريم كانت لسه واقفة فوق ووشها كله دَمع بس جسمها متجمد
بصّت على مكان وقوع ليان والدم هناك وكأنها مش مصدقة إنها السبب
في العربية آدم كان قاعد علي الكرسي اللي ورا وحاضن ليان وبيكلمها ويوسف سايق
أدم بزعيق :”بسرعة يا يوسف بسرعة ”
في المستشفى
الدكاترة أخدوها بسرعة على الطوارئ آدم فضل واقف برا وهو مش فاكر غير شكلها وهي كده
عدي ساعة كأنها سنين بالنسبة له لحد ما خرج دكتور شكله هادي وقال:
“الإصابة في الرأس محتاجة مراقبة الخبطة كانت جامده بس الحمدلله لحقتوها بسرعة متقلقش هتفوق قريب بس لازم ترتاح.”
آدم ما قدرش يتنفس براحته غير لما سمع الجملة دي
غمض عينه لحظة وبعدها سأل:
“ممكن أشوفها؟”
الدكتور هز راسه: “تمام بس حد واحد هيفضل معاها ملوش لازوم وجودكم كلكم”
أدم هز رأسه وبص ل يوسف وقال:روح ماما وخالتي
وبص لأمه قبل ما تتكلم وقال:هبقي اطمنكم روحوا
كلهم مشيوا وأدم دخل عند ليان
آدم دخل الأوضة بهدوء قرب منها
كانت نايمة على السرير وفي شاش على حوالين راسها قرب الكرسي وقعد جنبها ومد إيده ومسَك إيدها الصغيرة بين إيديه
آدم بصّ لها بعينين مكسورة وهمس:
“أنا آسف…
أنا آسف يا ليان سامحيني مكنتش المفروض ازعلك مكنتش المفروض يحصل كده.”
قرب أكتر وباس إيدها
آدم:”أنا السبب أنا السبب في كل حاجة.”
كان ماسك إيدها ومش قادر يسيبها
فضل قاعد كده عينيه ما بتتحركش من عليها لحد ما التعب غلبه ورأسه وقعت على كف إيدها ونام.
بعد شوية…
صوت بكاء خفيف في الاوضة
آدم فتح عينه ببطء عقله كان لسه مش فاهم إذا كان بيحلم ولا لأ بس لما بصّ قدامه شاف ليان
صاحيَة
وعنيها مليانة دموع وهي بتبص له بخوف.
أدم بخوف:”بتعيطي ليه حاسه بوجع صح هنادي للدكتور”
أدم قام وكان هيخرج بس وقف مصدوم من اللي قالته
ليان بصوت مبحوح :
“انت مين؟”
آدم اتجمد ما فهمش في الأول
ليان رجعت تسأل صوتها عالي شوية ودموعها بتنزل:
“أنا فين؟
أنا مين؟
ايه اللي حصل؟
وانت مين؟”
آدم وقرب منها وهو بيحاول يطمنها لكن هو نفسه مش فاهم
آدم بصوت مبحوح وعينيه بتلمع:
“ليان
أنا آدم
أدم جوزك
إنتِ في المستشفى وقعتي من علي السلم ازاي مش فاكرة ”
ليان هزت راسها ببطء وقالت وهي بتعيط:
“أنا مش فاكرة…
أنا مش عارفة انت مين
أنا مش عارفة أنا مين أصلاً.”
أدم فضل باصص لها وهي فجأة حطت ايدها علي رأسها بوجع و……
3
آدم جري بسرعة ناحية الباب ونادى على الدكتور وهو بيزعق:
“دكتور دكتور تعالي بسرعة”
الدكتور دخل بسرعة ومعاه ممرضة وآدم اضطر يبعد وهو خا*يف
واقف جنب الحيطة بيبص لها وعينيه بتدمع ومش قادر يعمل حاجة.
الدكتور قرب منها وبدأ يكشف عليها والممرضة بتحاول تهديها لأنها كانت خايفة عينيها بتلف في الأوضة كأنها أول مرة تشوفها صوتها بيرتعش وهي بتسأل:
“أنا فين؟ وفيه ايه”
الدكتور قال بهدوء وهو بيطمنها:
“إهدي إنتي كويسة حصلتلك خبطة في الراس وده مأثر على ذاكرتك مؤقتاً بس إن شاء الله مع الراحة والعلاج هترجعلك.”
ليان كانت بتبص حواليها ومش قادرة تهدى ولما عينها وقعت على آدم اللي كان واقف مش قادر يقرب قالت للممرضة بصوت خافت:
“ممكن يخرج؟أنا خايفة منه.”
أدم اتصدم من كلمتها بس ما اتكلمش… بس سبت نظرته عليها لحظة وكأنه بيحاول يوصللها حاجة من غير كلام وبعدها مشي من غير ولا كلمة.
خرج وقف في الممر ضهره للحايط ووشه مداري إيده كانت ماسكة بعضها بقوة كأنه بيحاول يمسك نفسه ما ينهارش.
يوسف جه من بعيد وكان شكله قلقان لما شافه كده قرب وقال:
“آدم؟ مالك؟ حصل حاجة؟”
آدم بصله وعينيه حمرا وقال بصوت واطي:
“مش فاكرة حاجة حتى أنا قالتلي: إنتَ مين؟وقالتلهم طلعوه بره انا خا*يفة منه”
أدم بحز*ن:”خايفة مني انا ومش فاكراني وولا فاكره نفسها”
يوسف ما عرفش يقول إيه بس حط إيده على كتف آدم وقال بحنية:
“هتفتكر ليان قوية وهترجعلك بس لازم تستحمل.”
آدم مسح وشه بسرعة وبص ليوسف وقال بحزم:
“أنا مش هسيبها حتى لو ما افتكرتنيش وده ممكن يكون احسن فهخليها تحبني المره ديه”
يوسف ابتسم له بهدوء وأدم بيبص ناحية الأوضة
تاني يوم…
الشمس كانت داخلة من شباك الأوضة على ملامح ليان وهي نايمة على السرير
حركت جسمها شوية وفتحت عينيها كانت لسه مش مستوعبة لسه الحيرة في عينيها بصت حواليها المكان مش مألوف وكل حاجة غريبة.
الباب خبط خبطتين وبعدها دخلت ممرضة بابتسامة:
“صباح الخير عاملة إيه النهارده؟”
ليان بصت لها وسألتها بنفس التوتر:
“أنا فين؟ وأنا مين؟”
الممرضة قربت منها وقالت بهدوء وهي بتظبط السيروم:
“إنتي في المستشفى حصلتلك خبطة جامدة في دماغك وده مأثر على ذاكرتك شوية بس إن شاء الله هتبقي كويسة واسمك ليان.”
ليان سكتت بس كانت باينة عليها إنها مش مرتاحة جسمها مشدود وعينيها بتدور في المكان كأنها بتدور على أمان مش لاقياه.
الممرضة قالت وهي بتبتسم:
“جوزك مستني بره تحبي يدخل؟”
ليان بصت لها وقالت بسرعة:
“أنا مش عايزة حد يدخل مش دلوقتي.”
الممرضة هزت راسها:
“زي ما تحبي لو احتجتي حاجة دوسي على الزرار.”
خرجت الممرضة وسابت ليان لوحدها في الأوضة.
بره آدم كان قاعد على الكرسي شعره منكوش لابس نفس هدوم امبارح وعينيه حمرا من السهر. يوسف جاله بكوباية قهوة ومدهاله:
“اشرب بقالك اكتر من١٢ ساعة ما دوقتش حاجة.”
آدم أخد الكوباية وهو ساكت وبعدين سأل:
“لسه مش عايزة تشوفني صح؟”
يوسف هز راسه وقال:
“لسه بس طبيعي هي مرعو*بة مش فاكرة حاجة وبتشوف ناس أول مرة تشوفهم خليها تاخد وقتها.”
آدم سكت وبعدين قال بصوت واطي:
“أنا معرفش أعيش من غيرها يا يوسف ما صدقت وصلت للحظة دقه لو ما افتكرتنيش وكانت عايزاني ابعد عنها أعمل إيه؟”
يوسف بصله وقال بحزم:
“تخليها تحبك تبدأ من أول السطر يا أدم المره ديه.”
آدم بصله لحظة وبعدين ابتسم ابتسامة حزينة وقال:
“يبقى أبدأ من الأول وأحبها من جديد كأننا أول مرة نتقابل.”