روايات

رواية عشق_الذئب الفصل السادس عشر حتى الفصل التاسع عشر والاخير بقلم اسماعيل موسي حصريه وجديده 

رواية عشق_الذئب الفصل السادس عشر حتى الفصل التاسع عشر والاخير بقلم اسماعيل موسي حصريه وجديده 

رواية عشق_الذئب الفصل السادس عشر حتى الفصل التاسع عشر والاخير بقلم اسماعيل موسي حصريه وجديده

١٦

مفاجأه غير متوقعه

كان ايمير يسير خلف الجيش على قدميه والسياط تجلد جسده البشرى، قطع لباسه وتمزق جلد ظهره، كان يتعرض للسباب والأهانه

يسقط على الأرض وأجره حيوانات السلوعين التى ربط بها
يقولون ان الرجل لا يبكى وانه يفلح فى اخفأ أحزانه
لكن قلب ايمير كان يتقطع، لم يكن حانق على بيرى ولا غاضب منها
الذى كان يمزقه انه لم يخبرها انه غير غاضب منها
وانها تشعر بالحزن بسبب ذلك

كان جيش القنطاع هرشين يسير فى صفوف تكاد تسد عين الشمس
الملك فى المقدمه يمتطى حيوان الاوفكا الضخم
تميمة ايمير معلقه فى رقبته وبيده حربته العملاقه

الحيوانات كلها تهرب من أمامه لم يعد هناك شيء يهدد مملكته
ايمير سيلقى فى بئر صنهور، بئر المنفى العميقه فى جوف الأرض
لن يرى الشمس مره أخرى
ابنته ماهرا ستتولى الحكم بعده وهو سيستمتع بحياته ونسائه

كان أمام الجيش جبل عليهم أن يلتفو حوله وراح الجنود يصطفون فى خيط طويل لا نهايه له
وكانت السماء غائمه والشمس محتجبه فى نزهه
ولاحت اسراب تحلق فوق الجيش من طيور الاسبانخ الكبيره مهاجره نحو الشمال
حدث الأمر فجأه، ادريانا كانت تحلق بين السرب ثم انخفضت بسرعه خارقه نحو الملك القنطاع هرشين
وخطفت تميمة ايمير من على رقبته

بداء الجنود يصرخون ويمطرون السرب بالنبال لكن ادريانا هربت

انزعج الملك هرشين، الاميره ادريانا ستعاقب بطريقه جد عنيفه
سينزع جناحيها ولن تتمكن من التحليق مره أخرى

طارت ادريانا بعيد عن الجيش وحطت فوق ظهر الجبل، التميمه كانت فى يدها، علقت ادريانا التميمه فى رقبتها وشعرت بقوتها
راحت تتنهد شعرت انها أقوى مخلوق على الأرض
ستنقذ ايمير، ستحرره

سيعتذر لها وربما يعترف بحبها او على الاقل يسمح لها بحبه
الحب ليس ارغام او الزام، الحب حركة القلوب بين مجرات الروح
وهى ان كانت لا تملك ذلك القابع بين ضلوعها فلا لوم عليها
لطالما عرفت من اول نظره انها ستحب ايمير وستظل تحبه مدى الحياه
فهناك رجل واحد يخطف قلب كل فتاه فى هذه الحياه وهو غير قابل للتكرار او الاسبتدال
انه متفرد مثل زهرة باستكا التى تنمو على جانب الطرقات المتحششه فى الادغال الصينيه
ومهما قابلت غيره او اضطرت للعيش مع سواه فأنها لن تحظى بالسعاده التى كانت تحلم بها ، ستعيش حياه اعتياديه ممله، الحياه التى تفى بالغرض

اضجعت ادريانا على الأرض وهى تفكر انها تستعد للتضحيه بحياتها من أجل شخص لا يحبها
شخص يعشق واحده غيرها، سيتزوجها وينجب منها أطفال حلوين

الا تعد تلك حماقه؟
هل سيتذكرها أحد لو ماتت؟
انها متأكده ان ولا شخص واحده يفكر فيها وانها مجرد شخص نكره غير مهم اخر يعيش فى هذا العالم. يبذل حياته ووقته من أجل الأخرين وعندما يرتكب أدنى خطأ يدير له العالم كله ظهره

أدركت ادريانا انها لن تنال سعادتها ابدا فى هذه الحياه عندما دق قلبها لشخص لا يحبها، لقد كتب على قلبها العذاب الأبدى
ستموت هى ليحيا ايمير وينعم بسعادته
القصه بقلم اسماعيل موسى
لكن عليها ان تنتظر الوقت المناسب
قبل أن يعسكر الجيش فى الظلام ستهاجم مؤخرة الجيش

بعد مسير طويل امر الملك بإقامة المعسكر وانشغل الجنود بنصب الخيام
كانت ادريانا خلف الجيش تتحرك بخفه حتى اقتربت من الجيش القوه التى أصبحت تملكها رهيبه

انقضت على ايمير وخطفته، حلقت به نحو السماء، وقطعت بسيفها القيود التى كانت تربط بين ايمير والحيوانات التى تجره

لم يقاوم ايمير، كان منهك جدا، جسده متمزق من السياط، متورم وهناك فقاعات متعفنه فى كل مكان

حملته ادريانا لمكان بعيد كان ايمير فاقد للوعى، يهلوث باسم بيرى
تركته وجمعت الاعشاب، مزجت الخليط ودهنت جراح ايمير
كانت تعرف انه سيتعيد وعيه بعد ساعه او اكثر
ظلت جواره حتى تأوه وبداء يستعيد وعيه
نزعت التميمه من على عنقها ووضعتها جوار ايمير، قبلته على جبهته ورحلت.

فتح ايمير عينيه كان ممدد على الأرض ومعظم جراحه شفيت، تحول لذئب كان يعرف ان ذلك سيساعد جسده اكثر

من قام بمساعدتى؟
وجد التميمه جواره واندهش

كيف يعقل ذلك؟

الشخص الذى انقذه لم يطمع فى تميمته الجنيه، لابد انه شخص صالح وجيد جدا
حاول أن يفكر فى كل الاحتمالات لكنه ابدا لم يذكر اسم ادريانا

الان عليه أن ينقذ بيرى، يعلم أن الجيش لم يبتعد وان عليه انقاذها قبل الوصول لقلعة القنطاع هرشين

لكنه امر صعب، الجيش كله يحمى القنطاع هرشين ويحرس بيرى

ابتسم ايمير وأطلق ضحكه كبيره، هبط من الكهف وركض شمالا
اذا كان الجيش كله مع الملك هرشين
ذلك يعنى ان قلعته دون حراسه او على الاقل حراسه بسيطه
ركض ايمير نحو ماهرا

سبق ايمير الجيش بسرعته، قفز من فوق الاسوار وتسلل داخل القصر
راقب الخدم حتى عثر على غرفة
ماهرا، عندما انفتح باب الاميره ماهرا وخرج الخدم دلف ايمير لداخله
حشر ماهرا فى مكان ضيق وحذرها اذا فتحت فمها سيقطع عنقها
وامرها ان تعلق على باب غرفتها الرايه الحمراء والتى تعنى ممنوع الدخول
وظل داخل الغرفه حتى وصل القنطاع هرشين وجيشه
دقت الطبول ونفخ فى الابواق وخرج الناس لاستقبال اميرهم

لكن الملك لم يجد ابنته ماهرا فى انتظاره وعندما سأل عنها اخبره الخدم اناه لم تخرج من غرفتها منذ يوم وأكثر

غضب الملك وشعر بالقلق، اهى مريضه؟
لا أحد يعرف، لقد منعت ماهرا الخدم من دخول الغرفه

أنهى هرشين الاحتفال وذهب لرؤية ابنته، طوح بالرايه الحمراء ودخل الغرفه

كان ايمير واقف داخل الغرف، ماهرا ممدده على الأرض ومخليه الطويل على رقبتها

انزعج الملك شعر بالرعب على ابنته، ايمير لن يرحمها ابدا

احضر بيرى أمره ايمير، بسرعه ودون ان تحدث جلبه اذا شعرت بجندى واحد يتحرك ساقطه عنق ماهرا

صرخ هرشين احضرو البشريه وكانت بيرى رغم تحولها اشتهرت باسم البشريه

وصلت بيرى ترضخ فى قيودها، حل قيودها أمره ايمير

تحررت بيرى وارتاح قلب ايمير

الان اخلى الطريق يا هرشين، عندما اصل خارج أسوار القلعه سأرسل لك ابنتك

#عشق_الذئب

١٧

يقولون ان الشخص الذى يقع فى الحب يتقطع قلبه، يتحدثون كأن الحب ورطه او لعنه لا يجلب سوى التعاسه لكنهم صادقون، فلا يخلد فى الكتب والروايات الا النادر.

جر ايمير ماهرا من شعرها وعاملها بعنف أمام والدها وحراسه، كان الطريق خالى أمامه، ولأول مره يشاهد القنطاع هرشين مكتوف اليد دامع العين بلا حيله، ابنته الوحيده تجر امامه زليلة خانعه ولا يمكنه ان يفعل اى شىء، لقد شعر فى تلك اللحظه ان ملكه وجيشه وقلعته بلا فائده، هو نفسه بلا فائده اذا كان غير قادر على حماية ابنته

صرخ هرشين عندما أبتعد ايمير
ايمير عاهدنى ان تردها إلى بسلام؟
كان يعرف ان ايمير ذئب ملكى يحفظ عهوده ورغم الكرهه الذى يحمله له إلا أنه يعلم انه يفى بوعوده
بعض الناس يكرهونك فقط لأنك افضل منهم، يكرهون ذلك الخير داخلك

ايمير ارجوك عاهدنى؟

لكزت بيرى ايمير فى كتفه بقوه، اعطى الرجل كلمتك يا ايمير
صرخ ايمير تبآ، بعد كل ما تعرضتى له تقولين ذلك؟

قالت بيرى بعند لن تكون رجلى اذا لم تعطى الرجل كلمتك
قلب الرجل يتقطع على ابنته وانا اعرف انك لست قاسى ورحيم

همس ايمير ثقة بى بيرى، ثقى بى حبيبتى، ستكون الأمور على ما يرام
وشق طريقه بلا توقف

بعد أن خرج من القلعه وابتعد عنها، لم يحرر ايمير ماهرا، خيم فى مكان غامض متوراى عن الأنظار
حرر ماهرا وحل قيودها، عاملها كأميره واعتذر لها، اعترف ان لا عداء يكنه لها وانه كان مضطر لفعل ذلك

ثم ضايف ايمير ماهرا، دعاه على وجبة عشاء فاخره اعدتها بيرى
وقص عليها ما حدث بينه وبين والده

كان حراس هرشين يراقبون ايمير، لكنه اختفى فجأه وابتعد عن نظرهم
عندما عادو إلى هرشين ايقن ان ايمير لن يترك ابنته وان لياليه القادمه ستكون حالكه مثل سواد الليل

انمحى الأمل فى صدره لعودتها بعد مرور يومين واصابه المرض الذى اقعده فى الفراش

فى اليوم الثالث ظهرت ماهرا، كانت تمتطى جواد يركض بها نحو القلعه
وصل الخبر لهرشين الذى ركض من غرفته لاستقبالها وراح يسألها عن ما فعله المستذئب بها

قصت ماهرا ما كان من ايمير وكيف عاملها بلطف ووضح لها أن عدائه مع والدها لا شأن لها به

حسنا، قال هرشين وكان قد عرف من قام بمساعدة ايمير
احضرو لى ادريانا، بئر صنهور ينتظرها

انطلق الجنود بحثآ عن ادريانا والتى كانت تتابع ايمير من بعيد حتى اطمأنت عليه
ثم قررت أن ترتاح قبل أن تواصل رحلتها فى مراقبة ايمير من بعيد

انطلق ايمير نحو الشمال، قرر ان يبتعد عن ممالك الذئاب، سيجد قلعته المندسه بين الجبال و التى يكسوها الثلج
سيعيش داخلها ويتزوج بيرى ويعيشا فى سلام

خلال الطريق قص عليها ايمير ما حدث بينه وبين ادريانا وكيف انه تركها ترحل وعفى عنها رغم أنها سلمتها لجنود رعد

تعرف بيرى انها ليست الحقيقه وانها هى التى ركضت خلف الذئب وابتعدت عن ادريانا والكهف
لكن الغيره فى قلبها كانت تأكلها، كانت سعيده برحيل ادريانا وان ايمير أصبح لها وحدها
فكرت ان ادريانا ستلاقى الرجل الذى يستحقها وتعيش فى سعاده وان عدم وجودها قرب ايمير لن يضرها فى شىء

سار ايمير وبيرى خلال وديان سحيقه، ارتقيا جبال وصخور، عبرا انهار ومستنقعات وغابات، كانا يخيمان فى الليل ويوصلون رحلتهم خلال النهار
القصه بقلم اسماعيل موسى
وكانت ادريانا تتابعهم م بعيد، ستبنى لها كوخ او منزل قريب منهم او ربما تجد كهف يمكنها رؤيتهم من خلاله

سيسامحها ايمير ويسمح له بزيارته ورؤية أطفاله واللعب معهم
هذا كل ما ترجوه فى الوقت الحالى

وصل ايمير القلعه القديمه المتهالكه ودلف من خلال بوابتها المهشمه
كان يتحدث مع بيرى، لدينا عمل كبير لنعيد هذا المكان لسابق عهده

قالت بيرى بسيطره لن اتزوجك حتى تعيد بناء القلعه واسوارها
بصفتى عروس لايمير هزيل الرعد استحق ذلك
وعاهدها ايمير ان لا يلمسها حتى يعيد بناء القلعه

صرخت بيرى ان تمزح؟

قال ايمير لا تقلقى لدينا عمر بطوله سنعيشه مع بعضنا

وجدت ادريانا كهف يطل على القلعه وكانت سعيده جدا بذلك، استطاعت ان تفرش الكهف بجلد الحيوانات وورق الشجر
وكان جسدها منهك جدا وقررت النوم
خلال نومها وكانت مستغرقه فيه هاجمها جنود القنطاع هرشين
قيودها بالحبال وجروها نحو قلعة الملك

#عشق_الذئب

١٨

” اسماعيل
موسى ”

يشعر المرء أحيانآ ان حياته تعيسه ويحدوه الآمل ان تتغير، لكن حياته بائسه بالفعل وعليه ان يتقبل الألم، يتجرعه ويتعايش معه ويخلق من تلك التعاسه بعض الورود المتفتحه.

خدرت ادريانا بعشبة اوسكالا، كان على الجنود ان ينقلوها فى سريه كما أمرهم الملك القنطاع هرشين
كان الملك متيقن ان ايمير يسمع وشوشات الشجر وان الصخور والاحجار والعشب يتواطيء معه، النهر يهمس له ويفهم شقشقات العصافير ولغوريتمات الحشرات، يعرف انه ليس ذئب ولا رجل ولا حتى هجين معروف الأصل، كائن متفرد بحاله وليس له مثيل

انتقلت السريه تحت جنح الظلام، لم يسمع بها اى مخلوق او حيوان
عندما وصلت كان الملك فى انتظارها وكانت لم تستعيد وعيها بعد
جلس هرشين يراقبها، حتى الشخص الشرير يثمن المواقف المليحه لكنه لا يمجدها ابدا
عندما فتحت ادريانا عينيها كانت ملقيه على الأرض تشعر بصداع شديد يرقص ذهنها

قال لها الملك هرشين بنبره خبيثه، كيف حالك اميره ادريانا؟
حان وقت دفع الثمن

انتفضت ادريانا، كانت فى حلم جميل، تركض فى العشب خلف طفلة ايمير التى اسماها ادريانا وتلعب معها !!

رفع هرشين يده، احضروها، قربو اللعينه منى!!

جر الحراس ادريانا تحت أقدام الملك هرشين، تناول الملك مقص عملاق وامرهم ان يقبضو على أجنحة ادريانا
ثم اجتز جناحيها من الأصل، راحت ادريانا تصرخ وتبكى وتولول
لقد فقدت جناحيها التى تحلق بها
امر محبط ان يعرف المرء انه لن يحلق مره أخرى حتى فى الحلم

صرخ الملك أين دهان الفرتيس؟
دهان يستخدم لمداواة الجراح ومنع تقيحها

دهن الملك جراح ادريانا ثم نهض، اوقوفوها على طرف البئر أمرهم الملك
جرت ادريانا لفوهة بئر الصنهور ووقفت على الحد

ستعيشين هنا حيث الظلام، لن ترى النور مره أخرى، لقد كتب عليك الشقاء يا ادريانا ابنة سافو
ثم ركلها بقدمه لتسقط داخل بئر الصنهور، البئر الذى لم يخرج منه مخلوق من قبل
لن يستطيع احد مساعدتك، لا جان ولا بشر ولا حتى كائن انتيلوس الخرافى

سدت البئر برخامه كبيره، منذ تلك اللحظه سيسمع سكان القلعه صراخ ادريانا لفتره طويله من الزمن
ستكون مثل النغم المحذر الذى يذكر كل واحد بغضب الملك وما هو قادر على فعله
فى الصباح
فى المساء
فى كل وقت
صراخ قاتم مظلم يائس يحلق فوق أسوار القلعه المهيبه

رحل الملك وهو يردد

انا وحدى مثل نبتة صبار نمت فى ارض لا يقطنها احد، أبكى وحدى
اتألم وحدى ولا احد يقدر على سماعي او مساعدتى
انا زهرة حزينه وحيده وجميله لكن لن يرى احد بهائى، لن يسقط المطر، لن تظللنى السماء.

القصه بقلم اسماعيل موسى

___________

ظل ايمير يومين يقيم داخل القلعه، قضاهم نائم لا يفعل اى شىء
ولاحظت بيرى ان ايمير لم يعيد بناء القلعه ولم يضع في جدارها حجر واحد

بعد يومين امر ايمير بيرى ان تستعد للرحيل مره أخرى

قالت بيرى، لما؟. لقد ظننت اننا سنعيش هنا؟

قال ايمير، جنود ألملك كانو هنا، عرفت ذلك ورغبت ان يقتنعو اننا سنقيم فى هذه القلعه
لكننا سنرتحل نحو الشمال، هناك قلعه قابلتنى ذات مره، تتعاقب عليها الفصول، هناك يا بيرى ستنعمين بالدفيء
وعندما يحل الشتاء سيغطينا الثلج، ويمكنك ان تلعبى بندف الثلج وتبنى قصور واهيه

فى الربيع سنزرع ارضنا انا وانت ونشاهد المحاصيل تنمو

فى الصيف سنذهب للنهر ونسبح معآ، لأنك يا عزيزتي بيرى لا تعرفين ان قبله داخل مياه النهر لا تشبهها قبله أخرى

ارتحل ايمير وبيرى نحو الشمال، عبرو اراضى شاسعه، بعضها مقفر والبعض الاخر مخضر
التفو حول وادى الجان وسارا لأكثر من اسبوع اخر حتى ظهر أمامهم مرج شاسع من العشب والزهور، فى نهايته تنهض قلعه يحتضنها الجبل

ألقى أيمير أغراضه على الأرض، قبض على كومه من التراب وتشممها
هنا يا بيرى سنقيم منزلنا
هنا سنعيش كزوجين انا وانت
هنا سننعم بالسعاده الصافيه، لا يمكنك ابدا ان تحصل على السعاده بين الناس لان قلوبهم ليست طيبه

كانت القلعه تحتاج عمل كثير، لكن ايمير بقوته الجنيه التى عادت اليه
كان يعمل مثل مجموعه كبيره
سرعان ما أعاد ترميم أسوار القلعه الخارجيه، رفعها اكثر من ستة أمتار
ارتفاع قفزة أقوى ذئب عادى

ثم صنع باب ضخم دوار من خشب الزان والصندل، باب زينه بنقوش على هيئة زهور وفراشات ومقبض على شكل ذئب

كانت بيرى تساعد ايمير على قدر استطاعتها، تقرب الاحجار الأخشاب حتى تصبح فى متناوله
كان ايمير يطلب منها ان تتوقف عن فعل ذلك وان تكتفي بصنع فنجانين القهوه
لكن بيرى العنيده أصرت على مشاركته العمل

عندما يحل الليل تكون بيرى منهكه جدا وسرعان ما تغفو حتى قبل أن تتناول طعامها وكان ايمير يوقظها
ويطعمها الطعام فى فمها رغم تمنعها

قلل ايام وعد ايمير بيرى بمفاجأه سعيده، لكن المفاجأه تأخرت وراحت بيرى تفكر وتحاول ان تتوقع تلك المفاجأه من دون فائده
حتى انها مع الوقت والعمل نسيت ذلك

بعد أن انتهى ايمير من ترميم أسوار القلعه وتنظيف غرفها الداخليه
وباتت تصلح للمعيشه بعد ترميم مطبخ القلعه وقاعتها الكبيره والمسبح الداخلى اعد ايمير عشاء فخم تناوله مع بيرى الناعسه
ثم تركها تنام
وخرج لباحة القلعه كانت هناك شجره كبيره جدا وعجوزه علق بها ايمير حبل ارجيحه
ثم ظل طوال الليل يصنع ارجيحه ويطليها بدهان موف جميل ويدهن جوانبها وخلفيتها باللون اللبنى ويرسم عليها طيور وازهار
المرجيحة كانت متعلقه بحبل طويل يسمح لها بالتحرك لمسافه كبيره فوق العشب الأخضر
واذا كنت قوى ستلامس قدميك مياه شلال صغير صافى الماء

اوقظ ايمير بيرى قبل موعدها المعتاد، كان طعام الأفطار جاهز، اكلا معا ثم أمر ايمير بيرى ان تغمض عينيها
استسلمت بيرى واغمضت عينيها، احتضنها ايمير من الخلف وحركها أمامه
سارت بيرى باستسلام قاطعه الممر الطويل حتى خطت على العشب
دفعها ايمير برفق أمامه
ثم امرها ان تتوقف وقام بحملها فى حضنه ووضعها فوق الارجيحه
امسكى الحبال بيرى

همست بيرى بمكر ماذا ستفعل؟ ستقيدنى ايها الماكر؟

دفع ايمير المرجيحة بقوه وصرخ افتحى عينيك

فتحت بيرى عينيها وهى تصرخ بجنون وجدت نفسها تتأرجح فوق العشب تحت ضل الشجره امام غدير صغير يتساقط منه الماء

عندما توقفت الارجيحه، ركضت بيرى نحو ايمير، قفزت فى حضنه حتى اسقطته على الأرض وقبلته

كانت تلك اول قبله ينالها ايمير من بيرى بارادتها، اللعنه، صرخت بيرى أبتعد عنى ايمير
رفع ايمير يديه بقلة حيله ، لم أفعل شىء همس ايمير

أصبحت القلعه جاهزه، تلمع غرفها من النظافه، حقل الزراعه تنمو داخله المحاصيل
الأشجار مخضره
الزهور متفتحه
حان وقت العرس

لقد قرر ايمير وبيرى ان يكون عرسهما مع موسم تفتح الأزهار
قالت بيرى انها ستصنع فستان من الزهور
وان على ايمير ان يعجب به، لقد كان امر أكثر منه اقتراح
وقال ايمير انه سيعجب بالفستان مهما كانت حالته

الزفاف سيكون على ضفة نهر امزير ولانه لن يكون هناك مدعويين فقد تقرر ان تمضخ بيرى بماء النهر قبل أن ترتدى فستانها وان على ايمير ان بغض بصره ولا يسترق النظرات مثل الماضى

#عشق_الذئب

١٩

الأخيره

بعد أن تحممت بيرى بزهور العطور البريه التى جلبها ايمير من أجلها
أرتدت فستانها المزركش وكان شعرها جديله طويلة تعدت خصرها
وسمحت لايمير ان يأخذ بيدها وسارا بين الزهور ناحية القلعه، تمرغا على العشب واتلفا حقل الأرز
بعد أن تحولت لذئبه صارعت بيرى ايمير وسمح لها بهزيمته

ايمير الذى يفهم بيرى وكل حركاتها أدرك رغبتها، تزوج ايمير وبيرى كذئبين كانت همسات بيرى تطالبه بذلك بدلال

بعد أن أطلقا قسم زواج الذئاب أصبحا زوجه وزوجه وجمعتهم غرفه واحده
الحب الذى جمع قلبهم كان يعيش معهم داخل القلعه وخارجها وهم يزرعون المحاصيل وهم يقومون بحصادها
حينما انتفخت بطن بيرى قال ايمير انها ستنجب طفله وسيطلق عليها اسم ادريانا
تحلت بيرى بالشجاعه لتتقبل ذلك لكنها لم تفهم السبب ابدا
أنجبت بيرى طفلتها بعد تسعة أشهر وكانت شديدة الشبه بوالدها
تمتلك عينيه الزرقاء وملامحه الوسيمه، كانت سعيده مع طفلتها لكن كان هناك أمر ينغص عليها راحتها كلما نطقت اسم طفلتها ادريانا
وكأن ايمير اختار هذا الاسم بالذات ليعذبها

فكلما احتضنت طفلتها ادريانا تذكرت كذبتها القديمه وعدم دفاعها عنها
لقد جريحة القلب رغم سعادتها
تلك السعاده التى كانت تمنعها فى كل مره تقرر ان تقول فيها الحقيقه
كانت خائفه ان تفقد ايمير ان يغضب عليها ويتركها

لكن الجرح توسع جدا وأصبح بعرض المحيط داخلها، لقد اكتفت من النوم القلق الذى تأتيه فيه ادريانا تصرخ من العذاب

لم يكن بئر صنهور فى مملكة هرشين بل انتقل لصدرها وكانت تسمع صراخ ادريانا كل ليله داخل عقلها

لاحظ ايمير شرودها اكثر من مره وكان يحاول ان يقرائها، فهو يحفظ بيرى اكثر من نفسه ويعلم ان هناك شىء ينغص عليها حياتها

ثم رزقا بطفلهم الثانى واسمياه اوساف وكان ايمير يساعد بيرى فى رعاية الأطفال واعمال المنزل

راحت نوبات عصبية بيرى تتكاثر مثل الجراثيم وكانت تصرخ فى الأطفال وتعنفهم
وتعامل ايمير بطريقه جد متعبه

تحمل ايمير كل ذلك، فقد كان يحبها ويدرك ان حتى بين المحبين هناك اوقات تفقد نكهتها

ذات مساء قالت بيرى لايمير عليك العنايه بالاطفال، سأخرج لنزهه بمفردى
ارجوك لا تلحق بى

عندما اختلت بيرى بنفسها على ضفة النهر لم تتوقف عن البكاء
ذلك الصوت المؤذى الذى كان يرن داخل ذهنها سيصيبها بالجنون
راحت تبكي الليل بطوله
عندما عادت كان ايمير ينتظرها فى باحة القلعه، ألقت بيرى بجسدها على إيمير وهى تبكى
جعلت تردد بلا توقف، انا كاذبه
انا كاذبه واستحق عقابك ومغفرتك

الاميره ادريانا لم تسلمنى لحراس رعد، لقد ركضت خلف الذئب الذى قتل والدى وابتعدت عن الكهف دون أن تنتبه لى ادريانا

الغيره اعمت عينى، خفت من منافستها لى فيك خفت ان تعجب بها وافقدك يا روحى

تألم ايمير جدا من كلام بيرى، تجرع الصدمه حتى آخر كلمه ثم اطلق آنه طويله

عاد ايمير بذاكرته للماضى البعيد تلك الليله التى سمع فيها وشوشات الغابه تخبره عن ملاحقة ادريانا له
الجنود وهم يسيرون تحت جنح الليل للقبض عليها، كان قد اقسم من قبل اذا قابل ادريانا مره أخرى سيقطع عنقها

كان غاضب منها جدا، الأن عرف الحقيقه، يعرف انه ظلمها
لقد اتضح أمامه كل شيء
الشخص الغامض الذى انقذه والذى أعاد له تميمته هى ادريانا

تحول ايمير لذئب ضخم، لن يهدىء له بال حتى ينقذ ادريانا
كانت بيرى تصرخ خلال ذلك الوقت سامحنى ايمير سامحنى

انحنى ايمير نحو بيرى، ليس انا من عليه مسامحتك فلقد غفرت لك من قبل كل شىء يا حبيبتى
عليك ان تطلبى المغفره من ادريانا

لن اتأخر سأعود سريعا، اعتنى بطفلى من فضلك

ركض ايمير نحو قلعة هرشين، بعد الزواج ازداد وزنه وتحول جسده الرشيق لكومه من اللحم
مما جعله ينهك بسرعه وكان يحتاج للراحه كل بضع ساعات

كان يستعد لحربه الأخيره، حتى لو قتل سيقوم بأنقاذ ادريانا

عندما اقترب من أسوار القلعه قرر ان يتسلل مره أخرى
يعلم أن هرشين لن يتركه فى حاله

لكن حراس القلعه سمح له بالدخول دون قتال او حتى تحذير
انفتحت البوابه أمامه فور نطقه لاسمه

الملكه ماهرا أمرت بذلك منذ سنين، بعد وفاة والدها تقلدت ماهرا الحكم وكانت تنتظر كل يوم رجوع ايمير لإنقاذ ادريانا
لقد حاولت منذ توليها الحكم إنقاذ ادريانا من بئر صنهور
لكن كل محاولاتها فشلت، البئر منيعه ومحصنه بلعنه ثلاثيه

التقى ايمير بماهرا وجلس معها بعض الوقت قبل أن يقصد بئر صنهور
سمع هناك صراخ ادريانا المحزن
دمعت عينى ايمير كان متيقن من قدرته على انقاذ ادريانا
لكن البئر رفضته ولم تسمح له بالدخول

اغمض ايمير عينيه، وضع يده على التميمه وهمس يا صاحب التميمه انا احتاجك
ياصاحب التميمه انا احتاجك ثلاثة مرات

سقط شىء من السماء مثل الشهاب ثم ظهر من بين الدخان الأمير
اوساف تتشابك يده مع فتاه شديدة الجمال، شعرها اصفر شلال يصل حتى الأرض، عيون خضر واسعه وخصر شديد النحافه
كان ايمير يعرف الفتاه التى انفذها منذ زمن بعيد عندما كانت غزاله

انحنى ايمير ورحب بالامير اوساف وتيشا

أبتسم الأمير اوساف وهو ينظر نحو ايمير، علمت الان ما الشىء الذى يجمعنا انا وانت يا ايمير؟
انها تيشا حبيبتى

ثم سأله ما طلبك يا إيمير

قال ايمير بأدب، إنقاذ ادريانا من داخل البئر
همست تيشا سمعا وطاعه، وحدها اميره جنيه علويه ابنة ملك جان
حبيبة أمير من الجان الأحمر يمكنها اختراق البئر

اختفت تيشا لحظه ثم عادت ومعها ادريانا

تأمل ايمير ادريانا بحزن، جناحيها مقصوصان، ضعيفه وهزيله
متعفنة الجسد وغير قادره على الرؤيه
عندما سمعت ادريانا صوت ايمير احتضنته وهى تبكى وقالت أخبرنى بأنك اسميت طفلتك ادريانا
قال ايمير بحزن اجل اسمها ادريانا

حمل الأمير اوساف وزوجته الاميره تيشا ايمير وادريانا للقلعه
ارقداها على السرير وسط دموع بيرى وقاما بدهانها بدهان سحرى قبل أن يغادرا القلعه
القصه بقلم اسماعيل موسى
نظفت بيرى ادريانا وهى تبكى وبدلت ملابسها وهى تترجاها ان تسامحها

فتحت ادريانا عينيها بجسد سليم، لقد عاد إليها جمالها وبصرها
وبداء جناحيها فى النمو

قصدت النهر من فورها، غاصت داخله ومسحت جلدها بالرمال البيضاء حتى التمع

داخل هذه القلعه المنفيه، عاشت ادريانا مع بيرى وايمير فى سلام

بعد عدة أعوام بداء بعض العابرين يقيمون جوار القلعه ويزرعون الأرض
وسرعان ما أصبح لايمير قلعه محصنه قويه بعيده عن العالم كله
ومنعزله كأنها جزيره مسحوره

رفضت ادريانا كل من حاول الارتباط بها، من المسلم به ان القلب يملكه شخص واحد
افنت ادريانا حياتها فل خدمة ايمير وطفليه وماتت بعد سنوات قليله متأثرة بالمده التى قصتها داخل بئر صنهور
ربما ساعدت المراهم الجنيه فى شفاء جسدها

لكن هناك بعض الجراح لم يمكن شفائها الا وهى جراح القلب

انتهت

قام بسردها وكتابتها وحياكة تفاصيلها الكاتب اسماعيل موسى
اتمنى ان تكون نالت اعجابكم
اسماعيل موسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل