
زهره الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون حصريه وجديده
ظلت زهرة صامته طوال الطريق بينما أحمد يتكلم أحيانا ويدند ببعض أغاني الحب أحيانا أخرى على غير العادة
وهي تقول في داخلها هناك شئ غريب يحدث هل عرف شيئا
أنه ينظر لي بشكل مختلف فنظراته مريبة ويتعامل معي بدون حدود او خجل وليس كما كان في السابق ثم طردت الفكرة من رأسها مرة أخرى وهي تقول ربما لأنه صارحني بمشاعره ويحاول التقرب مني
توقف أحمد بالسيارة فجأة وقال لها لقد وصلنا هيا انزلي
نظرت حولها وقالت في فسها ما هذا المكان ثم نزلت من السيارة وهي محتارة لا تفهم شيئا هذه ليست العمارة التي تسكن فيها عمتي ولكن ما الذي يمكن أن يحدث فأنا زوجته على كل الأحوال ولن يضرني تواجدي معه في اي مكان
ولولا ذلك ماخرجت معه من الاساس سأنتظر وأرى ما سيحدث
أمسك يدها على غير العادة وإتجه نحو محل للعصير
ثم قال هذا افضل محل للعصير في المنطقة هيا سوف تعزمينني على كوب من العصير فلقد كسبت الرهان وسأطلق زوجتي اليوم
فقالت له ولكن هذا لم يحدث بعد
قال لا تقلقي سيحدث بعد دقائق قليلة ثم طلب كوبين من العصير فأخذ كأسه ويشربه سريعا بينما تشعر زهرة أن العصير يقف في حلقها ولا تستطيع بلعه من شدة التوتر
ثم قالت له لا أستطيع أن اشربه فلقد شربت الكثير من الماء اليوم
فأخذ منها الكوب وقال سأكمله عنك حتى نظل سويا لأنه يقال عندما نشرب من كأس أحدهم نظل نلاحقه طوال العمر
لقد شربت من هذا الموضع أليس كذلك ثم يدير الكأس ليشرب من موضع شفتيهاثم دفع الحساب وهو يقول لها
ضاحكا لي عندك ثمن كوبين من العصير هيا بنا
ركب السيارة وسار بها مرة أخرى بينما زهرة شاردة الذهن
فهي لم تتفق مع عمتها على شيئ بعد ولا تعرف كيف سيسير الأمر
توقفت السيارة مرة أخري ولكن هذه المرة توقف أمام العمارة التي تقيم فيها أمه وطلب من زهرة النزول من السيارة ثم امسك يدها مرة أخرى وإتجه نحو مدخل العمارة
وقف أحمد أمام باب شقة والديه ودق جرس الباب
تأتي هالة مسرعة وفتحت الباب وقالت لماذا تأخرت يا ز……
ولكنها لا تكمل
فأحمد أبنها من يقف خلف الباب وهو ممسك بزهرة
وهي تحاول أن تفلت يدها
تتعجب هالة لهذا المنظر الذي تراه فهي لا تفهم شيئا مما يحدث قال أحمد لأمه يبدوا أنك تنتظرين أحد
فقالت هالة ابدا
ولكنك قلت يا ز ثم سكتِ
قالت الأم كنت أقصد زياد ابن جارتنا فقد كنت أريد أن أرسل لأمه شيئاً قد طلبته مني علي الهاتف هل ستظل واقفا أمام الباب تفضل بالدخول ثم تنظر إلى زينب خلفه وهى تدخل من الباب نظرة استغراب واستفهام معناها هل عرف شيئا؟
هزت زهرة رأسها بالنفي ففهمت هالة أنه لم يعلم الحقيقة بعد
ثم قالت تفضلي يازينب ياابنتي
فنظر إليها أحمد قائلا كيف عرفت أسمها ولم تشاهديها من قبل
قالت لقد أخبرتني أنت عندما كانت تريد استأجار الشقة
أنت تعلم أن ذاكرة أمك قوية
فإبتسم قائلاً في سخرية فعلا يا أمي حتى أنك تنسين اسمي وتناديني محمود أحيانا ثم قال في نفسه نسيتي يا أمي أنني لم اخبرك بعد أنها الفتاة التي استأجرت عندنا
كما أنني لم أخبرك باسمها لنري كيف ستبررين ذلك
قال كيف عرفت انها من تستأجر شقة خالي
قالت لقد قابلتها ذات مرة امام شقة خالك عندما جئت لزيارتك
قال ولكنك لم تأتي لزيارتي في الشهر الاخير وزينب لم تستأجر شقة خالي إلا منذ شهر
تجيب هالة بثقة لقد حضرت يوما ولم تكن أنت موجودا
وصادفت زينب امام شقة خالك فاستقبلتني عندها وجلست معها بعض الوقت ولكن عندما تأخرت انت في العودة قررت الانصراف
قال وأين نسختك من مفاتيح شقتي
قالت نسيت أن احضرها جل من لا يسهو
قال ولما لم تتصلي بي لأحضر
قالت لم يكن لدي رصيد
قال كنت طلبت من زينب الاتصال بي
قالت ولما اقلقك فربما لديك محاضرة مهمة ولكن لماذا تحقق معي هل تركت الجامعة والتحقت بالعمل في المخابرات
إبتسمت زينب من براعة عمتها وسرعة بديهتها في الرد
وقررت عدم التدخل في هذه المبارة الساخنة بينها وبين ابنها
في نفس الوقت نظر أحمد إلى امه وهو يقول في نفسه
اعرف أن كل هذا من اختراعك يا أمي ولكني لن اناقشك في الأمر حتي لا تكتشفي أنني قد عرفت سرك على كلا حال جاء دوري في اللعب فسامحيني ياأمي الغالية ولكني مضطر أن ألعب بكم قليلا كما لعبتم بي أنت وابنة أخيك
ثم يتكئ على الأريكة ويقول أين إبنة خالي غريب أنها لم تظهر حتى الآن أريد التحدث معها في أمر مهم
إرتبكت هالة قليلا ثم تمالكت نفسها وقالت لقد خرجت منذ قليل
قال اذا اتصلي بها لتعود على الفور
قالت لا يمكن فهي قد ذهبت إلى الجامعه فتنظر لها زهرة وهي ترفع حاجبها ولكن أحمد يقطع عليهما لغة العيون تلك
ويقول هل هي معتادة للذهاب إلى الجامعة يوم الأحد
ام تطوعت للحراسة هناك أيام العطلات
ضحكت زهرة بصوت مرتفع ثم تتأسف وهي لا تزال مبتسمة
و تنتظر ما ستفعله عمتها الذكية لتخرج من هذا المأزق
فقالت هالة لم أقل أنها ذهبت لتدرس لقد ذهبت لشارع الجامعة لتقابل صديقة لها تسكن هناك لتأخذ منها بعض الأوراق الخاصة بالكلية
قال إذا اتصلي بها حتى لا تتأخر
قالت لقد تزوجتها وتركتها عندي لمدة شهر كامل ولم تسأل عنها مرة واحدة واليوم لا تستطيع أن تنتظر ساعة حتى تأتي
لن أتصل بها طبعاً ولتتأخر كيفما تشاء فهي ابنة أخي ولن ادعك تظلمها اكثر من ذلك ويكفي ما فعلته بها حتي الآن
ولا تظن أنني سأقف في صفك لأنك ابني
نظر إليها نظرة خبيثة وهو يقول في نفسه أمي لاعبة محترفة ولن أغلبها بسهولة ثم رفع صوته قائلاً إذا سأنتظر ولن أغادر المكان حتى تأتي ولو انتظرت اليوم بطوله
فلابد أن ننهي هذا الأمر اليوم مهما كان الثمن
بارت هدية🎁
…… إتصلت هالة بأبنها كي يصطحبها ليستقبلا خاله وأبيه
وأخبرته أنها تنتظره أن يمر عليها في شقة خاله المجاورة له
بعد دقائق يمر عليها هو وزهرة فقبلتهما هالة وباركت لهما هذا الزواج وأخبرت زهرة أنها وضعت لها كل المتعلقات الخاصة بها والتي كانت في شقة أبيها في الحقائب وعليها أن تأخذها وتفرغها في شقة الزوجية
وكذلك اعدت الطعام للجميع وعليها فقط أن تقوم بتسخينه عند حضورهم ثم تمسك بذراع ابنها وهي تقول هيا بنا ويذهب الاثنان لاستقبال المسافرين
بعد وصولهما المطار بقليل ظهر الخال محمد وخالد من بعيد ويتجهان نحو هالة فإتستقبلت هالة زوجها واخاها بالأحضان
وسألت عن أبنها محمود فالمفترض أن يأتي معهم فأخبرونها أنه سيلحق بهم بعد بضعة أشهر بعد أن ينهي بعض الأعمال التي بدأها هناك لانه سيعود نهائيا
ركب الجميع السيارة ويضع أحمد الحقائب في السياره
ثم قاد عائدا الي شقتهم ثم سأل محمد أخته هالة عن ابنته زهرة كيف حالها فقالت له أنها بأفضل حال
ظل الخال باقي الطريق يشكر لمحمود ابن اخته صنيعه وما فعله معه طوال فترة علاجه وأنه ابن أصل بحق ولن ينسى معروفه ابدا
وصل الجميع لباب الشقة دق أحمد الجرس فأسرعت زهرة لتفتح الباب وإحتضنت أباها فهذه أول مرة يسافر دون أن تكون معه ثم سلمت على زوج عمتها وحماها وقبلها فوق جبينها وإحتضنتها هالة
ثم فتح أحمد ذراعيه ويقول والآن بعد أن احتضنت الجميع
جاء دوري يا زهرتي فتخجل زهرة من ابيها وعمها وتجري نحو المطبخ وهي تقول سأجهز الطعام فيضحك الخال ويقول لقد أحرجتها يافتي ولكنه في الوقت ذاته يتنفس الصعداء فهو يعلم الآن أن ابنته سعيدة مع زوجها
فلقد كان خائفا لان زواجهما تم في وقت قصير بالإكراه حيث أن ابن اخته كان مترددا في قبول الزواج ولكنه يحمد الله الآن فزوج ابنته يظهر عليه السعادة و مدي حبه لابنته الغالية
ثم يعود فيقول لنفسه المفترض أن يحمد الولد ربه فلو دار العلم كله فلن يجد فتاة ذكية وجميلة مثل ابنتي زهرة
جلس الجميع بينما يستأذنهم أحمد في الذهاب للمطبخ ليساعد زوجته في اعداد المائدة ولكن أحمد بدلا من مساعدتها ظل يعترض طريقها في كل خطوة تخطوها فكلما ذهبت إلي ناحية من المطبخ وجدته يقف أمامها فأخذت تنادي علي عمتها بصوت مرتفع
أتت هالة مسرعة وقالت ماذا حدث
طلبت منها زهرة أن تأخذ أبنها المدلل إلي خارج المطبخ حتي تستطيع تجهيز مائدة الطعام ولكنه قال لأمه أنا اساعدها فقط
فتمسك الأم يده وتسحبه إلي الخارج وهي تقول سأساعدها أنا نيابة عنك و بينما تشده أمه للخارج
أخذ يلقي القبلات في الهواء علي زوجته الجميلة التي تضحك وتقول يا لك من طفل كبير
جهزا هالة وزهرة المائدة وأكل الجميع بينما لا يكف أحمد عن ازعاج زوجته الجميلة دون أن يراه أحد فتارة يدوس علي قدمها وتارة اخري يمسك بيدها اليمين تحت الطاولة
فلا تستطيع أن تأكل
نظر الأب لابنته وقال لها لماذا لا تأكلين يازهرتي
فأخرجت يدها من تحت الطاولة ورفعتها وقد أمسك
بها أحمد وقالت هذا هو السبب فضحك الجميع وشعر أحمد بالحرج وقال الأب دع ابنتي الحبيبة تأكل ولا تزعجها وإلا اخذتها معي ثم ضحك
قال لا ياعمي لا تفعل وإلا سأذهب معكم فلن استطيع الاستغناء عن زوجتي الحسناء
ينتهي الطعام وذهب الأب ليستريح في شقته ويقوم أحمد بتوصيل والديه الي السيارة وبعد أن يضع حقيبة السفر لوالده في سيارة أمه ينظر لأمه من شباك السيارة و هو يقول لها
لا تنسى أن تخبري والدي بالمسلسل الذي كتبتيه وأخرجتيه بنجاح
إلتفت خالد لزوجته هالة وقال هل اصبحت كاتبة مسلسلات بعد غيابي
رد أحمد وومثلة أيضا
قالت دعك من كلام هذا الشاب الطائش و سأخبرك لاحقا بكل شئ المهم الحمد لله على سلامتك يا شريك حياتي الغالي
رد خالد لقد اشتقت إليك ياحياتي ونور أيامي
تنحنح أحمد وقال أنا هنا
ضربته هالة علي رأسه وتقول له تعلم من أبيك قليلا من الحنان والرومنسية ثم ينطلق الاثنان بالسيارة عائدين لبيتهما
ويشيران بتحية الوداع لابنهما الذي ينطلق مسرعا ليعود إلى زوجته الحبيبة
…. تمضى الايام سريعا فقد مضي شهرين علي حضور الخال من السفر حيث استقرت حالتة واخبره الاطباء أن حالته قد تحسنت فقرر الرجوع إلى القرية حاولت زهرة أن تثنيه عن قراره ولكنه أخبرها أن أرضه ومزرعته تحتاج للمتابعة فالأرض كل شيء بالنسبة له فهي إرث ابائه واجداده وما تبقي له من والديه وعليه أن يحافظ عليها ثم يودعها ويعدها بالاتصال بها يوميا بالفيديو عبر الإنترنت وانه سوف يعود ليقيم في شقته التي بجوارها بعد أن يطمئن على املاكه هناك ويوظف من يعتني بها ثم تذهب هي وأحمد لتوديعه للمطار
فهي طريقة مريحة وسريعة ليصل سريعا بدلا من بقاء وقت طويل في القطار
بكت زهرة لفراق أبيها فضمها أحمد إلى صدره ليخفف حزنها ثم يعود الاثنان الي لشقتهما قال منذ أن سافر ابوك وانت تبكين كفاك بكاء فلقد تورمت عيناك
قالت أن ابي هو عائلتي الوحيدة بعد وفاة أمي وانا حزينة لفراقه
قال ولكني عائلتك الآن أليس كذلك
بلي انت كل حياتي ثم ترتمي بين ذراعيه
ضمها أحمد إلى صدره وقبل جبينها وهو يقول لها اهدائي صغيرتي فأنا مازلت بجوارك وسأظل هنا معك ولن نفترق أبدا
بعدها بأيام عاد محمود من الخارج بعد أن أنهى مشروعه هناك وإستقبلته هالة وزوجها خالد في المطار ولكنه لم يحضر بمفرده لقد كان لديه رفيق السفر وهو سامي أحد اصدقائه من الدول الأجنبية وهو من اصول عربية ولكنه عاش طفولته وتربي هناك وتعتبر هذه أول زيارة له إلى هنا
ذهب الجميع إلى شقة الوالد وتناولوا الطعام الشهي الذي أعدته هالة لابنها وشكرها سامي بعربية مكسرة على الطعام اللذيذ الذي لم يتذوق مثله من قبل ثم بعد الغداء أخذ خالد ابنه محمود الي غرفة وإقترح عليه أن يقيم هو وصديقه
في شقة خاله محمد فهي فارغة الآن بعد سفر خاله حتي تستطيع والدته التحرك بحرية في شقتها فلن تستطيع العيش بحرية في وجود شخص غريب
بالفعل اعجبت الفكرة محمود وبعد أن يستريح من السفر أخذ صديقه لشقة خاله ليقيما فيها
بعد عودة أحمد وزهرة من الجامعة إتصل بأمه ليطمئن عليها
كالعادة فأخبرته والدته بقدوم أخيه من السفر وأنه سوف يقيم مؤقتا في شقة خاله محمد التي امام شقته وانه انتقل للتو إلى هناك
إصطحب زهرة ليسلم عليه دقا الاثنان جرس الباب
قام صديق محمود بفتح الباب ثم سلم أحمد علي سامي صديق أخيه ودخل من الباب ودخلت زهرة خلفه دون أن تسلم ولكن سامي مد يده وصافحها بقوة وهو يغلق الباب
ثم أفلتت زهرة يدها بسرعة قبل أن ينتبه أحمد لما فعله سامي فيغار عليها
سأل احمد عن أخيه فأخبره سامي أنه في الحمام ثم جلست زهرة على الاريكة منتظرة خروج محمود للترحيب به ولكن سامي ذهب وجلس بجوارها وهنا شعر أحمد بالغيرة على زوجته من ذلك الاحمق فذهب وجلس بينهما ثم نظر لسامي وطلب منه أن يذهب ليستعجل محمود في الخروج لأن زوجته لديها موعد مهم
ثثم قال أحمد في نفسه لقد قلت ذلك حتى أتخلص منك وابعدك عن زوجتي أيها الغبي
نظرت زهرة إلى زوجها وهي تبتسم لانها تعرف أنه ليس لديها موعد وهو يقول هذا ليبعد سامي بدافع الغيرة فقط
خرج محمود من الحمام واحتضن أخاه الغالي وسلم على زينب وطلب منهما الجلوس لبعض الوقت فهو يريد الحديث معهم وطلب من صديقه سامي احضار زجاجات العصير من الداخل ولكن أحمد أصر على الذهاب ولقائه في وقت آخر
بسبب نظرات سامي المستمرة نحو زهرة فهو لا يرفع عينيه عنها منذ دخولهما
ثم يهم الاثنان بالانصراف ولكن سامي حاول أن يسلم علي زهرة مرة أخرى فمد يده نحوها وهو يقول سوف امر عليك لنتحدث قليلا أيتها الجميلة ولكن هذه المرة يجد أحمد من مد يده وسلم عليه بقوة حتى كاد أن يكسر اصابعه ثم قال له ستجدني في انتظارك بالتأكيد ثم قال لزهرة هيا بنا
دخلا الاثنان لشقتهما وبمجرد أن أغلق أحمد الباب قال لزهرة إياك أن تفتحي الباب لهذا الشخص الغبي وأنا غائب فهو شخص غير محترم ولو حضر إلى شقتي وأنا موجود فسوف احطم عظامه
قالت هل تغار علي ياقلبي
قال هذه ليست غيرة أنني فقط احافظ عليك
قالت بل تغار منه لقد كدت أن تكسر أصابع الفتى لأنه حاول أن يسلم علي
قال أنه شخص غبي ووقح لقد كان ينظر إليك طوال الوقت بنظرات خبيثة رغم وجودي بجانبك
وقفت أمامه وتطوقه بذراعيها أنت فعلا تغار على
قال أبدا أنا لا أغار هيا أبتعدي من أمامي أنا ذاهب لمشاهدة التلفاز فهناك مبارة مهمة
قالت اذهب وشاهد المبارة ثم ترفع صوتها قائلة وهو يبتعد ولكنك تغار علي منه اعترف
فنظر إليها مبتسما وقال أبدا
بعد عدة أيام كانت زهرة ذاهبة للجامعه كالعادة مع زوجها
ولكن أحمد أخبرها أنه يشعر بالإرهاق والتعب ولن يذهب معها اليوم فقالت له زهرة لن اذهب إذا كنت مريض وسأظل بجوارك
قال لا داعي فأنا لست مريض أنه مجرد صداع بسيط وهو سيعطي نفسه إجازة اليوم كي ينام قليلا ثم يكمل قائلا ولكنك مرتبطة بمواعيد مهمة لا ينبغي تأجيلها
قالت إذا سأذهب مادمت ستنام حتي أوفر لك الهدوء
قال متي ستعودين
قالت قرابة العصر مثل كل يوم
قال إذا لا تتأخري حتي لا اشتاق إليك وتستطيعين أخذ السيارة لتذهبي بها للجامعه فلقد اصبحت ماهرة في القيادة
بالفعل ودعته زهرة بقبلة صغيرة ثم خرجت وأغلقت باب الشقة ولكنها وجدت سامي يقف أمام باب المصعد وقد فتح الباب وطلب منها الدخول أولا بقوله السيدات اولا
…….. . بعد أن ودعت زهرة أحمد خرجت وأغلقت باب الشقة حتى وجدت سامي يقف أمام باب المصعد وقد فتح الباب وطلب منها الدخول أولا بقوله السيدات اولا
طلبت منه النزول لأنها نسيت شيئا وستعود للشقة من أجل أن تحضره فهي لا تريد النزول معه حتى لا يغضب زوجها لأنها تعلم أنه يغار منه
ولكن سامي أخبرها بأنه سينتظرها حتى تحضر ما نسيته
وهنا أدركت أنه لن يغادر فقررت النزول بسرعة فالجدل معه سيطيل الحديث وربما يراه أحمد وهو يكلمها لو فتح الباب
ولو شاهده يتحدث معها سيجن جنونه وقد يضرب الشاب
لذا نظرت في حقيبتها وقالت ها قد وجدت ماكنت ابحث عنه هيا بنا
ثم دخلت المصعد وهي تنظر إلى الأرض بالرغم من انها تلبس النظارة الشمسية ولكن سامي بكل تبجح أقترب منها وأخذ النظارة من فوق عينيها ثم قال لها لا يجب أن تخفي هذه العيون الزرقاء الجميلة ثم اقترب منها أكثر يحاول أن يقبلها
فما كان منها إلا أن دفعته بكل قوتها نحو جدار المصعد ثم صفعته علي وجهه وفتحت باب المصعد وخرجت ولكنه خرج يجري ورائها وهو يتأسف ويقول انه لم يقصد الإساءة إنما كان يمتدحها فقط وأن هذا شيء عادي في أوربا أن يمتدح فتاة جميلة او يقبلها
فتحت باب السيارة لتدخل واذا به يدخل السيارة من الباب الآخر وهو يقول أسف أسف
قالت لو سمحت انزل من السيارة بسرعة
قال لن أنزل حتي تسامحيني
قالت انزل بسرعة قبل أن يراك زوجي
قال سانزل ولكنك سامحتني أليس كذلك
قالت نعم سامحتك فلو سمحت انزل بسرعة
نزل سامي من السيارة واغلق الباب فإنطلقت زهرة بالسيارة مسرعة وهي تقول انك حقا أحمق ومنعدم الأخلاق بالفعل كما قال عنك أحمد ثم أكملت طريقها للجامعه
بعد بضع ساعات يدق جرس الباب فذهب أحمد مسرعا ليفتح الباب وهو يقول لنفسه هذا موعد رجوع زهرة وهي لا تعلم أنني قد تحججت بالمرض وبقيت بالمنزل اليوم لأعد لها مفاجأة بمناسة عيد مولدها
ثم قال أعتقد أنها ليست زهرة وربما يكون محمود أخي
فزهرة معها مفتاح الشقة ثم فتح الباب ونظر إلى الخارج مذهولا لم تكن زهرة ولا محمود ولا اي أحد سوف يتوقعه أحد المتتابعين للقصة فالكل نسيها
لقد كان من يقف أمام الباب حبيبته السابقة سمر فقاا لها بلهجة حادة ماذا تريدين
قالت سمر أريد التحدث معك في موضوع مهم
قال ليس بيننا أي احاديث او مواضيع
قالت ولكنها مسئلة حياة أو موت ولايمكن تأجيلها
قال تحدثي إذا ولكن اسرعي فلا وقت لدي لاضيعه معك
ويكفي ما ضيعته من حياتي بسببك
قالت وهل ستتركني واقفة أمام الباب
قال تفضلي ولكن تحدثي بسرعة
أخذت سمر تنظر إليه وهي تبكي وتحاول أن تضمه فيبعدها أحمد بيده ويقول لها كفاك من دموع التماسيح تلك وتحدثي في الموضوع الذي جئت من أجله
قالت لقد جئت اعتذر لك لقد كان حبي للمال سببا في بعدي عنك والآن بعد أن أصبح كل شئ لدي اشعر بالوحدة وان المال لا يجلب الحب او السعادة وإنما اشعر فقط بالتعاسة لأنك لست جزء من حياتي
قال لا يعنيني ما تشعرين به ولم يعد يهمني أن اعرف شيئا عنك فأنا متزوج وأعشق زوجتي وكل نساء العالم ليسوا ذو اهمية عندي بستثنائها ثم أمسك بحقيبة سمر وألقاها في وجهها قائلا وأرجو أن تأخذي حقيبتك تلك وتنصرفي قبل أن تصل زوجتي حتي لا تنزعج من رؤيتك
قالت كيف تنزعج وهي لا تعرفني
قال أنا اخبرتها بكل شئ كان بيننا حتي انها شاهدت كل الصور التي أخذناها سويا ولم اخفي عنها شيئا حدث في الماضي حتي نبدأ حياتنا بلا أسرار
قالت سمر في نفسها اذا قد سهلت على مهمتي ولكني قصدت أن احضر في هذا الموعد بالتحديد حتى تراني زوجتك واشعل نار الخلاف بينكم فأنت ملك لي وسوف استرد ممتلكاتي وسترى ما سأفعله لكي افرق بينكم
ثم قالت له لقد طلبت الطلاق من زوجي فهو يخونني بالرغم من أنه لم يمض على زواجنا إلا بضع شهور
قال لقد كنت تعرفين ذلك قبل الزواج وانه رجل مزواج وله علاقات عديدة ومع ذلك وافقت على الزواج منه بسبب جشعك وحبك للمال
قالت معك حق ولكني عرفت خطئي وندمت عليه والآن أنا لا أستطيع العيش بدونك
قال مستحيل أن أفكر ولو للحظة بالعودة إليك ويجب أن تعتادي على العيش بعيدا عني فلم يعد لك مكان في قلبي او حتي حياتي بل على العكس تماما فأنا أكرهك من أعماقي قلبي فتفضلي واخرجي من بيتي وحياتي للأبد
في تلك الأثناء كانت زهرة تغلق باب المصعد حين فتح سامي باب شقة أبيها ووقف أمام الشقة و هو يقول لها أهلا
فتتجاهله وتنظر بعيدا حتى لا يفتح معها حوار آخر
توجهت نحو شقتها واخذت تفتح باب الشقة
ولكن سمر سمعت صوت المفتاح فعرفت أن القادم هي زوجة أحمد وستدخل بعد لحظات فارتمت عليه واحتضنته وأخذت تقبله وهي تعبث في شعره
دخلت زهرة فوجدت ذالك المنظر أمامها لتتفاجأ
كما رأى سامي المنظر أيضا من خلال الباب المفتوح
فدخلت زهرة مسرعة وأعطت وجهها للباب وأغلقته بقوة
….. إنتنبه أحمد لصوت الباب القوي ودفع سمر بقوة بعيدا عنه بينما تظاهرت زهرة أنها لم تر شيئا بالرغم من شعورها أن قلبها يكاد أن يتمزق ثم قامت بخلع حجابها والجاكت الذي تلبسه وعلقته بهدوء وتوجهت نحو أحمد وهي واثقة الخطى
ثم قالت له اسفة على تأخري يا حبيبي
وقفت أمامه وضعت يدها اليمني على قلبه ولفت يدها الأخرى حول رأسه وقبلته ثم إحتضنته كل ذلك وسمر واقفة تنظر نحو غريمتها وهي تقول يا لكي من ماكرة لقد رأيت كل شيئ ومع ذلك تتظاهرين بعدم حدوث شيئ وانت تقبلين زوجك حتى تمحي كل اثر لقبلاتي حتى لايتذكر شيئا مما فعلته اي تمحين خطتي كلها بممحاة
إبتعدت زهرة عن زوجها وإتجهت نحو سمر ثم نظرت إليها وقالت لها أهلا بك هل أنت أحدى طالبات زوجي ولكني لا اعتقد ذلك فملامحك تقول أنك أكبر سنا من كونك طالبة
قالت سمر بغيظ أنا معيدة معكم في الجامعة
قالت زهرة اه لقد تذكرتك أنت خطيبة أحمد الأولى
ولكنك تزوجت فكيف سمح لك زوجك بزيارةخطيبك السابق في شقته وعلى انفراد يبدو أنه لا يهتم بك ثم تكمل قائلة
صحيح أنا اسفة أهلا وسهلا بك نسيت أن اسلم عليك
فهذه المرة الاولي التي تزوريننا فيها ومن يعلم ربما تكون الأخيرة ثم مدت يدها لتصافح سمر ثم ضغطت على يدها ونشبت أحد اظفارها في يد سمر
فصرخت الأخرى من الألم فقالت زهرة آسفة اصطدم ظفري بك بالخطأ فلقد نسيت أن أقصه سأترككم تكملون حديثكم
وسأذهب لأعد لكم بعض العصير البارد لأن الجو هنا ساخن جداً ثم ألقت بقبلة في الهواء نحو زوجها
الذي يمد يده في الهواء كأنه يلتقطها ويضعها علي وجهه
وهو يقول في نفسه الحمد لله أنها لم ترى ماحدث
دخلت زهرة المطبخ ثم إنهارت من البكاء
بينما أمسك أحمد حقيبة سمر ويلقيها في وجهها للمرة الثانية
وجرها من ذراعها نحو باب الشقة ثم فتحه ودفعها خارجا
وقال لها إياك أن اراكي تقفين أمام باب شقتي مرة أخري
تزوجتي من اجل المال وعندما حصلت عليه جئت للإعتذار لتحصلي على الحب و قبل أن تنفصلي عن زوجك حتي تضمني وجودي قبل الطلاق هل ظننتي أني مغفل وسأعود إليك انصحك أن تتمسكي بزوجك فلن يقبل أحد أن يرتبط بفتاة حقيرة مثلك هيا عودي لزوجك الغني بسرعة قبل أن يكتشف غيابك فيرمي بك في الشارع
قالت له سمر بكل برود سوف ارحل الآن ولو اشتقت لما حدث بيننا منذ قليل فاتصل فأنا موجودة في أي وقت
قال أحمد يالك من حقيرة ثم أغلق الباب في وجهها
في هذه اللحظة خرج سامي من شقة الخال فلقد وقف خلف الباب عندما سمع صوت صراخ أحمد في سمر وقد سمع الحوار بينها وبين أحمد بالكامل ففتح سامي الباب ووقف أمامه قائلا أنت يافتاة ما أسمك
قالت وما شأنك أنت
قال يبدو أن لنا هدف مشترك
قالت من أنت وماذا تريد
قال أما من أنا فاسمي سامي وماأريده هو نفس الشئ الذي تريدينه تماما وهو التفرقة بين أحمد وزوجته فأنا أريد زوجته الحسناء بينما انت تريدنه هو فلقد رأيت ما حدث بينكم منذ قليل عندما فتحت زهرة باب الشقة فهيا بنا نجلس معا في مكان هادئ بعيدا عن هنا لنرسم خطتنا
قالت سمر مادام هدفنا واحد فأنا موافقة
في ذلك الوقت دخل أحمد إلى المطبخ فوجد زهرة قد اعدت كوبين من العصير ولكن عينيها تتقاطر منها الدموع وهنا أدرك أنها قد رأت ماحدث بينه وبين سمر فضمها إلى صدره وهو يقول لقد رأيت ما حدث أليس كذلك
قالت زهرة وهي تغلبها شهقة البكاء نعم لماذا فعلت هذا بي
فلف ذراعه حول كتفيها ويقول لها تعالي لنجلس في الخارج أولا ثم سأشرح لك كل ماحدث جلس الاثنان علي الأريكة
ثم يسألها أحمد هل تثقين بي أم لا
فقالت بالطبع أثق بك
قال أقسم لك أن ما رأيته لم يكن حقيقيا أبدالقد كنت اتحدث إليها بل كنت علي وشك طردها ولكنها هجمت عليا فجأة وقبلتني وأنا من هول الصدمة لم أكن أعرف ماالذي يحدث وكنت علي وشك أن ادفعها وفي نفس اللحظة سمعت صوت الباب يغلق فدفعتها بعيدا عني ولم يستغرق الأمر سوي ثوان معدودة ثم أمسك بيديها ويقبلهما ومسح دموعها بيده وقال لها لقد كنت أجهز لك مفاجأة ليوم مولدك حين حضرت هذه اللعينة ولقد طردتها وأخبرتها أنني لا أريد أن أرها مجددا
قالت ولكنك لم تدفعها مباشرة عندما احتضنتك وقبلتك كما فعلت معي حين احتضنتك اول مرة
قال لان ما حدث بيننا وقتها كان بكامل وعي وبالرغم مما كنت اشعر به نحوك من انجذاب شديد ولكني خفت أن انجرف خلف عواطفي فأوذيك اما سمر فلا اشعر نحوها الا بشعور النفور والكره وقد تبلد احساسي وتجمدت مشاعري فلم اشعر بشيء مماحدث
إحتضنته وهي تبكي وقالت أعرف أنك لن تخونني وأنا أثق بك وإلا ماتصرفت أمامها وكأن شئ لم يحدث مع أنها نظرت في عيني مباشرة وهي تقبلك
قال هذه اللعينة قد خططت لكل شيء أن أكره نفسي لأني عرفتها يوما ما آسف حبيبتي لقد أفسدت هذه المرأة مفأجاتي
قالت زهرة وهي تضحك وتبكي في نفس الوقت أنها أسوء مفاجأة مرت عليا في حياتي
قال ولكني مصمم أن تشاهدي المفاجأة التي اعددتها لك
وإصطحبها إلي الغرفة وقد زينها بالبالونات ووضع كيكة الميلاد على إحدى الطاولات وشغل شريط يعرض بعض الصور الجميلة التي أخذوها سويا في الشهور الماضية
ثم أعطاها وردة جميلة وهو يقول هذه الزهرة لأجمل زهرة في حياتي
اخذت زهرة تطوف في الغرفة وتمسك بالبلونات وهي سعيدة وقد نسيت أو تناست ما حدث معها منذ قليل وهي تقول لنفسها سر السعادة الزوجية هو الثقة بالنفس
والتغافل عن اخطاء شريك الحياة حتي لو شعرنا ببعض الألم احياناثم تتجه نحو زوجها وإحتضنته
بينما هم يحتفلان بعيد ميلاد زهرة كانت سمر وسامي يجلسان في احد الاماكن يعدان خطة محكمة للتفريق بينهم
…… مد محمود يده لزهرة التي سقطت ارضا لكي يرفعها ولكنها طلبت منه الابتعاد عنها حتى لا يزداد الأمر سوء ثم اخذت غطاء الرأس من ارضية الغرفة ووضعته على رأسها وخرجت متجهة نحو شقتها وفتحت باب الشقة بالمفتاح الذي معها ودخلت لتجد أحمد قد جلس على الاريكة بعد أن كسر معظم الاكواب وزجاج دولاب الفضيات وامتلأ المكان كله بالزجاج
ثم إقتربت منه محاولة أن تشرح له ما حدث وحاولت أن تهدئ من عصبيته فدفعها لتسقط ارضا فدخل الزجاج المكسور في يدها وأصبها بجرح بليغ في ذراعها وكفها
ثم صرخ فيها قائلا لا أريدك هنا ولا أريد أن أرى وجهك أنا طلقتك هيا اخرجي من منزلي فورا
وقفت وهي باكية ثم أخرجت الزجاج المكسور من يدها
وذهبت زهرة للحمام فغسلت ذراعها المصاب وربطت عليها ضمادا وبعدها ذهبت إلى غرفتها وأخذت تجمع ثيابها التي رماها احمد في كل مكان علي الأرض وقامت بوضع بعضا منها في حقيبة السفر ولبست ثيابها استعداد لمغادرة المكان
خرجت من الغرفة وهي تجر حقيبتها ووقفت بجوار الكرسي الذي يجلس عليه أحمد قائلة له لقد رأيتك بعيني منذ أيام في احضان امرأة أخرى وانت تقبلها ومع ذلك كذبت عيني وصدقت قلبي الذي أخبرني أنك لن تخونني اتعرف لماذا لأنني اثق فيك كثيراً والآن جاء دورك في اختبار الثقة وأريدك أن تسأل قلبك نفس السؤال هل يمكنني أن أخونك إن كنت تحبني وتثق بي فسيجيبك قلبك بأنني لا يمكن أن أفعل ذلك أبداً
ماحدث هو ان سامي جاء واخبرني أن اخاك مغشي عليه
ولما حاولت دخول الغرفة تعثرت بشيء فسقطت فوق أخيك ودخلت أنت وأنا احاول النهوض هذا ما حدث والآن وداعاً يازوجي الحبيب
إستمع أحمد ما قالته زهرة دون أن ينطق بكلمة أو يتحرك من مكانه الذي يجلس فيه ثم شدت زهرة حقيبتها مبتعدة إلى خارج الشقة واغلقت الباب خلفها ووجدت محمود عند الباب فأراد الحديث معها ليثنيها عن قرار الرحيل ولكنها طلبت منه ألا يتحدث معها في هذا الوقت بالذات حتى لا تزداد الأمور تعقيدا وغادرت متجهة الي محطة القطار لتسافر نحو القرية
دق محمود جرس الباب عدة مرات حتى يفتح له أخوه
وعندما فتح الباب قال له أحمد لماذا انت هنا أغرب عن وجهي فأمسك محمود أخاه من ذراعه بقوة ودفعه بشده لداخل الشقة وقال له منذ الصباح وانت تتصرف بحماقة
وتركتك في البداية لتتحدث مع زوجتك وتفهم منها الحقيقة
ولكن يبدو أنك لم تستمع لها ماحدث بيني وبينها مجرد سوء فهم فقط لقد سكب سامي علي العصير ودخلت لتغيير ملابسي ولسبب ما جاءت زوجتك تجري نحو غرفتي ولا ادري ماذا حدث لها فتعثرت وسقطت عليا ثم سقطنا نحن الاثنان علي الأرض فدخلت انت ورأيت هذا المنظر
قال أحمد كلاكما يروي رواية مختلفة لماذا لم تتفق معها علي قصة أكثر اقناعا
قال محمود أنا لا أعرف ماقالته لك واريد أن اعرف الآن
قال أحمد اخبرتني أن صديقك الغبي جاء وأخبرها إنك مغشي عليك ولما دخلت نحو غرفتك تعثرت وسقطت عليك
محمود أنا اصدقها فيما قالت وربما كان سامي يدبر امرأ لا نعلمه وسوف أكتشف الأمر
قال أحمد اتركني الآن وارحل فورا فأنا لاأطيق رؤيتك
قال محمود سأغادر ولكني سأثبت لك الحقيقة وستندم لاحقا علي فعلتك
قال أحمد أنا من سيندم أنت كنت تتصل بزوجتي يوميا بل واكثر من مرة في اليوم الواحد وتحملت ذلك لأنك أخي بالرغم أنني كنت اعرف انك كنت تحبها وطالما حكيت لي عنها قصصا عن جمالها سحرها ولكن أن أراك بعيني وانت تحتضنها فأنا لست من هذا النوع فأنا أغار عليها وانت تعرف هذا جيداً
قال محمود أنت تتكلم عن أشياء حدثت ايام المراهقة ومع ذلك قلت هذا أمامها واحرجتني يالك من متهور لقد كنت اتصل بها من أجل عيد ميلادك لنعد لك حفلا جميلا ولكنك شككت بنا بالرغم أن الاتصالات كلها كانت أمامك
فلو أن بيننا علاقة مريبة هل كنت سأحدثها أمامك يا اخي الغبي على كل الحال سوف اذهب الآن حتى اتحرى عن الأمر فما قلته عن سامي يجعله المتهم الاول أمامي ولا تنسي أن تجمع هذا الزجاج من فوق الأرض حتي لا يصاب شخص آخر
فلقد رأيت زهرة عند خروجها وكانت يدها مجروحة
أغمض أحمد عينيه ثم وضع يده فوق رأسه فلقد تذكر أنه دفعها أرضا على الزجاج المكسور ثم تذكر حديثها معه قبل أن تغادر وهي تخبره أنه يجب أن يصدق فقط ما يقوله له قلبه لان العين تكذب أحياناً ولكن القلب لا يرى الا الحقيقة
إقترب القطار نحو زهرة رويدا رويدا من المحطة وهي تتمني أن يستفيق زوجها من غفلته ويأتي مسرعا من أجل منعها من السفر ولكن القطار وقف فركبته ووقفت امام الباب وهي تنظر لرصيف المحطة لعله يأتي بينما يبتعد القطار عن المحطة
و يبتعد الأمل رويدا رويدا في وصول زوجها ليمنعها من السفر
…… وقف محمود أمام سامي وعيناه محمرتان من الغضب وتمني أن يصفعه على وجهه ولكنه قرر أن يمسك اعصابه
فالامر يحتاج لخدعة حتى يقتص منه
سأله سامي هل تريد شيئاً
أخبره محمود أنه جاء يسأله عن دواء للصداع
فأخبره سامي أنه قد نفذ من عنده
فقال له محمود إذا ساذهب لرؤية أخي أحمد فسبب الصداع هو الخلاف الذي حدث بينه وبيني ثم يكمل قائلاً فأنا علاجي الوحيد أن أره واتحدث معه لعله يسامحني عن هذا الخطأ الغير مقصود ثم إنصرف وهو يقول لنفسه لقد نجوت مني هذه المرة ولكني ساجعلك تندم على فعلتك ثم خرج متجها لشقة أخيه ويدق باب الشقة
فتحت هالة الباب فلقد حضرت لتتحدث مع أحمد ابنها
فيما حدث وتحاول أن تهدئ من ثورته وتشرح له حقيقة ما حدث كما حكي لها محمود ولكنه لا يستمع إليها فهو يتحدث علي الهاتف منذ وصولها حتى لا يعطيها الفرصة لتتكلم في الأمر ولكن دخل محمود مسرعا وإتجه نحو أخيه فوجده يتحدث على الهاتف
بمجرد أن رآه أحمد أدار ظهره له ويكمل حديثه فأخذ محمود منه الهاتف وأغلق الاتصال فقال أحمد هل جننت
قال محمود انت الذي ستجن بعد سماعك هذه المكالمة
ثم فتح هاتفه وأسمعه المكالمة التي سجلها بين سمر وسامي وجلست هالة بجانبهم لتستمع هي الاخري
بعد انتهاء التسجيل وقف أحمد وقال أين هذا القذر سوف اقت.له له فامسك به محمود وقال له كنت سافعل ذلك واوسعه ضربا ولكني تمالكت اعصابي فهو يحمل جنسية اوربية ولن نأخذ حقنا منه إلا بالحيلة
قال أحمد لا يهمني جنسيته سوف انتقم منه لقد طلقت زوجتي وأهنتها واصيبت يدها بسبب ما صنعه هذا الحقير
قال محمود لن تنفعنا العصبية والتهور الآن لقد دبرت له مكيدة لن يخرج منها سوف اضع له المال وبعض مجوهرات زهرة في حقيبته الخاصة واضعها وسط ثيابه وابلغ عنه الشرط لسرقته اياها وسوف يقومون بترحيله إلى بلده مكبلا بالقيود
فقال أحمد هذا لن يكفيني أبداً فيجب أن اكسر عظامه
قال له محمود انت اترك هذه المهمة لي فانت امامك مهمة أخرى اصعب بكثير فيجب أن تلحق بزوجتك وتعتذر منها علي مافعلته معها هيا يا أخي فليس لديك وقت فقد اوشكت زهرة على الوصول للقرية ويجب أن تدركها قبل أن تخبر اباها بموضوع الطلاق وما فعلته معها لأنه ساعتها لن يعيدها لك أبدا فهي إبنته الوحيدة ولن يرضي أن تهان بهذا الشكل
هيا خذ بعض الملابس وسافر وانصحك أن تسافر بالطائرة لتصل بسرعة
هنا إحتضن أحمد أخاه وقال سامحني يا أخي
رد محمود أنا اكبر منك بيوم يعني افهم عنك بسنة لذا سمحتك فهذا القذر قد وضع خطة متقنة ولكني سأرد له الصاع صاعين
lehcen Tetouani
ذهب أحمد مسرعا إلى الغرفة وذهبت هالة معه لتجهز له حقيبة السفر حتي لا ينسي شيئاً ثم تأتي ببعض المجوهرات الخاصة بزهرة لتعطيها لمحمود حتي ينفذ خطته
ثم ودعت ابنها أحمد وأخبرته أن يصبر على ردة فعل زهرة
لأنه جرحها وشكك في اخلاقها وهذا قد كسر قلبها وثقتها فيه ويجب أن يحاول أن يرضيها بشتي الطرق حتي توافق على العودة معه
فخرج أحمد مسرعا ليصل الي المطار ويأخذ اول طائرة
في الجانب الآخر وصلت زهرة الي بيت أبيها ويبدو عليها الارهاق والتعب زستقبلها في سعادة كبيرة وأخبرها انه كان ينوي زيارتها بعد يومين
فاخبرته زهرة أن زوجها سيسافر للخارج لمؤتمر طبي وهي جاءت لانها اشتاقت له ولكل ركن في بيتهم
فنظر ابوها الي عينيها وقال هل كنت تبكين حبيبتي
أخبرته أنها تحسست عيونها من طول المسافه و حرارة الجو فقط و بعد أن سلمت عليه طلبت منه الذهاب إلى غرفتها من أجل أن ترتاح قليلا من عناء السفر
ثم إبتعدت قليلا لتذهب إلى غرفتها ولكن الاب رأى يدها المربوطة بالضماد والتي حاولت اخفأها منذ أن وصلت فإستوقفها وهو يقول ماهذه الجروح التي في يديك يا إبنتي
وقفت زهرة متوترة لا تدري بما تجيبه ثم قالت له لقد انكسر زجاج النيش فجأة وعندما أردت أن اجمعه جرحت يدي
قال لها ولكن الجروح ليست في كفك فقط فيبدوا أن ذراعك مصاب أيضاً فهناك اثر للدماء على ساعدك
قالت الحقيقة أنني اصطدمت بالزجاج المكسور الذي لم يكن قد سقط وأنا واقفة بجوار دولاب الفضيات
قال فلماذا لم تنتظري زوجك حتى يعود ليساعدك في جمعه
قالت لع أنها خافت أن يتأخر في عمله وتتركه على الأرض فتصطدم به وتتأذي عن طريق الخطأ ولكن للأسف حدث ما حدث
فقالل لها الاب الحنون ساطلب لك الطبيب حتي اطمأن عليك
قالت لا يأبي أنا بخير احتاج فقط أن أنام قليلا
قال إذا اذهبي يا صغيرتي وبعد ان تستيقظي سنري ماذا نفعل
ذهبت زهرة الي غرفتها واغلقت الباب خلفها واستلقت على سريرها القديم وأخذت تبكي بحرقة وهي تضع يدها علي فمها حتى لا يسمع أحد صوت بكائها