روايات

رواية ليلي وفوزي الفصل الثاني حصريه وجديده

رواية ليلي وفوزي الفصل الثاني حصريه وجديده

الفصل الثاني

فراق.

وقفت ليلى أمامه وهي متعجبة، ليس مما اخفاه عنها لكنها تعجبت من مدى حبه لها وخوفه عليها، وكان فوزي يعـ,ـتقد العكس في نفس الوقت، ظن أن ليلى علمت ماطلبه منه والده، لكن الرساله الثانيه فاجأت فوزي وخيبت ظن ليلى في أنه يخفي عنها شيئاً ما.

قالت ليلى وهي تقترب منه تزرف عيناها دمعاً، بعدما اسقطت قلب فوزي بين اقدامه ككرة صغيرة تقفز دون توقف:
-انت ازاي تعمل كده؟
-ليلى أناااا كنت هقولك والله.

-تقولي بايه وامتى؟! انت ازاي اصلا تفكر اني هسمح بحاجة زي دي تحصل؟
-ليلى اهدي من فضلك، بليز خلينا نقعد ونحكي.
-احكي ايه بس احكي إيه.

اقبلت عليه تضمه بين احضانها بشدة، تعجب فوزي من رد فعلها وكأنه تجمد جراء سقوط ماء مثلج على رأسه، إلى أن تحدثت ليلى قائله وهي بين يديه:
-انت ازاي تفكر اني ممكن امنعك تشوف باباك التعبان؟ ازاي فكرت اني هكون قاسية للدرجة دي؟ ليه خبـ,ـيت عليا إن باباك تعبان بقاله تلات شهور، وبعتلك قبل كده وانت مارديتيش عليه طب ليه؟

تعجب فوزي مما تقوله، نظر إليها بشرود ثم عاد من شروده مسرعاً بعدما أدرك أن تلك الرسالة ليست كما كان يعتقد، التقط أنفاسه مطمئناً ثم قال بهدوء:
-بعتذر منك حياتي والله مش قصدي اني اخبي عليكي شيء، انا ماكنتش عايزك تشغلي بالك.

امسكت بيديه تجالسه جوارها على الأريكة بينما كانت تجلس والدتها على الكرسي المجاور:

-فوزي انا عمري ما همنعك من انك تشوف والدك وتطمن عليه، روحله يا فوزي باباك تعبان ومالوش غيرك اكيد هو محتاجلك دلوقتي اكتر من اي وقت فات، وبعدين يمكن لما يعرف أنه بقا عندك ولد صغير يغير رأيه وترجع المياه لمجاريها والا ايه يا ماما.

تحدثت والدتها وهي تجالس فارس الصغير على قدميها:

-طبعا يابني المسامح كريم واللي مالوش خير في أهله مالوش خير في حد، روح يابني لابوك واطمن عليه، وربنا يهديكم لبعض.

زفر بضيق يحاول إخفاءه، ابتسم بزيف وهو يربت على كتفها:

-حبيبتي شكراً ليكي على الكلام الحلو ده بجد ريحني جدا، بس انا ما قدرش اسيبك انتي وفارس هنا لوحدكم، مش هكون مطمن وانا بعيد عنكم، علشان كده ماحبيتش ارد عليه.

نظرت إليه والدتها بعتاب وهي تقول:

-لا يا فوزي يابني مالكش حق تقول الكلام ده لوحدهم ازاي بس وانا وعمك فارس معاهم، ماتشغلش بالك عليهم سافر وانت مطمئن دول في عنيا.

-ربنا يخليكم ليا ومايحرمني منكم ابدا، يلا حياتي ارتاحي دلوقتي وبعدين نتكلم في الموضوع ده.

بعد مرور اسبوع من الزمن قرر فوزي الرحيل الى لبنان؛ للاطمئنان على والده، وذلك بعد إصرار من ليلى، بالطبع فهي لم تكن تعلم أن إصرارها على رحيله سيكون سبباً في خسارتها إياه.

سافر فوزي إلى والده وكان بالفعل مريض، مستلقي على الفراش يمضي بعض الاوراق الخاصة بالعمل، عندما رأى فوزي كأن الحياة عادت إليه من جديد وكأنه لم يكن مريض، انتفض من فراشه كالطفل الصغير بابتسامة عريضة وفرحة عارمة ودموع فرح وحب بالرغم من حدة طباعه إلا أن هناك قلب لا يعرف القسوة وهو قلب الاب او او الام مهما كانت افعالهم تظهر العكس.

احتضن فوزي اباه:
-شوي شوي بابا على مهلك انت كويس.
-ابني حبيبي اشتقتلك، كنت مفكر اني مش هشوفك مرة تاني قبل ما اقابل رب الكريم، كنت بعرف انك هاتيجي وانو عقلك هيرجع لك ابني.

بتر كلامه فوزي بصورة اخرجها من جيبه وهو يقول:
-بابا بترجاك مالوش لزوم الكلام ده دلوقتي، بص كده هنا شوف، ده ابني فارس الصغير، الوضع دلوقتي بقا مختلف بابا انا بقا في عندي ابن.

نظر إلى صورة الطفل واللهفة تخرج من ملامحه شوقاً لضمه بين يديه، ابتسم وهو يبكي قائلاً:

-بسم الله ماشاء الله على الوش الحلو، اد ايه بيشبهك الواد ده يا فوزي، وبيشبهني انا كمان مش كده؟ بس ليه ماجبتوش معاك يا فوزي مع مين سايبه هناك؟

-مع امه يا بابا مع ليلى، ماقدرش اجيبه هنا انا جيت علشان اطمن عليك وهارجع تاني عندهم مصر.

بدأت ملامح وجهه تتغير وبدأ يتملكه الغضب اكثر فاكثر بداية بالتعجب إلى الإنفعال الغير مسـ,ـبوق، جلس والد فوزي على فراشه وهو متعجب:
-ايه؟! انت بتقول ايه؟ ازاي يعني ماتقدرش تجيبوا هنا وانك هاترجع تاني عندهم هنا ازاي يعني؟!
-بابا انااااا.

بتر كلامه بصوت مرتفع يصرخ في وجهه:

السابقانت في الصفحة 1 من 2 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل