روايات

زهره الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الخامس والثلاثون والاخير

زهره الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الخامس والثلاثون والاخير

زهره الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الخامس والثلاثون والاخير

…… عاد محمود إلى شقة خاله بعد أن ساعد أمه في تنظيف شقة أخيه من الزجاج المكسور فاستقبله صديقه سامي قائلاً ماذا فعلت
فقال محمود لقد تعصب اخي كثيراً وغادر الشقة وتركني أنا وامي لأنه لا يصدق أنني بريئ
قال سامي لقد سمعت صراخه بالفعل فلقد كان صوت صراخه عال جداً
قال محمود للاسف لا يصدق إلا مشاهده فقط ثم قال في نفسه لقد سمعت صراخه لانه كان يريد أن يطحن عظامك أيها الغبي
قال سامي للأسف كان ينبغي أن يصدقك علي كلا الأيام تداوي الجراح ثم دخل إلى غرفته

في اليوم التالي خرج سامي من الشقة فقام محمود ودخل غرفته ووضع المجوهرات والمال ونسخة من مفتاح شقة اخيه في حقيبة سامي ثم أخذ أحد الازرار من قميص سامي وألقاه بالقرب من دولاب أخيه كما اخذ بصمات اصابعه من فوق الكوب الذي في غرفته عن طريق لاصق ثم وضعها على دولاب أخيه ثم اتصل بالشرطة ليخبرها أن شقة اخيه قد سرقت

أتت الشرطة وفتشت الشقة وأخذت البصمات من علي الدولاب وتجد ذر قميص فيتعرف عليها محمود ويخبرهم أنه يشبه أحد ازرار قميص شريكه في السكن وتفتش الشرطة غرفة سامي وتجد المسروقات
تطلب الشرطة من محمود الاتصال بصديقه كي يحضر إلى الشقة للتحقيق معه

إتصل محمود به طلب منه الحضور للشقة لأمر هام
وعندما يحضر سامي وجد الشرطة في انتظاره ويوجهون له تهمة السرقة
إعترض سامي وقال لهم أنه بريئ ولم يفعل شيئا وطلب منهم أن يسئلوا صديقه محمود عنه فهو يعرفه منذ زمن
ثم وقف امام محمود وهو يطلب منه ان يخبر الشرطة ببرأته

فقال له محمود متهمسا سوف اتنازل عن المحضر أيها القذر ولكن بعد أن ترحلك الشرطة إلى بلدك حتي لا تعود مرة أخرى إلى هنا ثم أكمل هذه هدية من اخي وزوجته على خطتك القذرة فعرف سامي أن محمود قد كشفه وهو من دبر للايقاع به

في الجانب الآخر في القرية إستيقظت زهرة من نومها
لتجد زوجها أحمد يجلس بجانبها على السرير وقد امسك يديها فإعتقد أنها مازالت نائمة وسألته هل أنا احلم
قال لا يازهرتي لقد طلبت مني أن اسأل قلبي وقد اخبرني الحقيقه لقد تتبعنا سامي وعرفنا أنه السبب في كل ماجري
قالت لكنك احتجت الي دليل كي تثبت برأتي

قال أنا آسف ومن حقك أن تعاقبيني كما تشائين ثم نظر أحمد الي ذراع زهرة ويديها المجروحة وشعر بحزن شديد لما فعله بزوجته الحبيبة فأخذ كأسا كان بجانبه وضغط عليه بكلتا يديه فانكسرت الكأس وأخذ الدم يتقاطر من يده

نظرت إليه زهرة وهى تقول ماذا تفعل يامجنون
وامسكت بيده التي تنزف وأخذت تخرج بقايا الزجاج المكسور منها ثم مسحتها بغطاء الرأس الذي كانت تلبسه فوق رأسها
نظر أحمد لزوجته الحنون وهو يقول هل سامحتني ياقلبي
قالت سأسامحك حين تعرف معني الحب الحقيقي الحب ليست لحظات سعيدة نقضيها سويا ثم ننساها بل أن يقف كلا منا الي جانب الآخر في وقت الشدة وان يشعر كلانا بالألم حين يتوجع شخص مناالحب أن يغفر كل واحد منا للآخر
عند حدوث مشكلة ولا يتشبث أحد منا برأيه لمجرد العناد

الحب هو الثقة في شريك الحياة لقد وثقت أنا فيك
وكذبت ما رأت عيني لقد وقفت امامي وانت تحتضن إمرأة اخري وتقبلها ومع ذلك سامحتك أتعرف لماذا لأنني أعلم يقينا أنك لن تخوني فماذا فعلت أنت بالمقابل

لقد شاهدتني أنا واخيك وقد سقطنا علي الأرض وفي الحال حكمت علي بالخيانة ويجب أن تعلم أننا لا نعيش مع بعضنا لأننا ننسي ولكن لأننا نسامح

قال أحمد لقد فعلت ذلك لأنني أغار عليك
قالت نعم أحياناً الغيرة من الرجل علي زوجته تكون مقبولة
لأن ذلك يشعرها بأنها مهمة بالنسبة له ولكن هناك فرق بين الغيرة والشك الغيرة أن تحب زوجتك ولا تحب أن يشاركك أحد حسنها وجمالها ولا ينظر أحد اليها نظرة خبيثة
أما ما فعلته كان شكا فالشك عدم الثقة وبالتالي فقدان الأمان مع شريك الحياة

لقد شككت بي علي الرغم أنني تكلمت مع أخيك أمامك
ولم يكن هدفي إلا أن أجهز لك احتفالا جميلا وافاجأك به
قال اسف زهرتي لقد ملأ هذا التافه رأسي بافكار خبيثة
من خلال تلك الرسائل التي كان يرسلها لي يوميا وجعلني اخرج عن شعوري وما حدث معك هو نفسه ماحدث معي
عندما شاهدتني مع سمر وسأقول لك ما قلته لي حينها
مفاجأة عيد ميلادي تلك كانت أسوء مفاجأة في حياتي

قالت ما حدث قد حدث المهم ان تعدني أنك لن تكرره ثانية
قال أعدك بذلك

قالت هيا لقد نظفت لك يدك من الزجاج اغسلها حتي اربطها لك
غسل يده في حمام غرفة زهرة ثم تربطها له ببعض القطن إقترب منها محاولا أن يقبلها ولكنها أبعدته بيدها قائلة
هيا بنا فأبي قد وعدني بطعام طيب علي الغداء
قال أشعر أنك مازلت غاضبة منيقالت قليلاً فالجرح مازال حديثاً ويحتاج بعض الوقت حتي يلتئم ثم أنك طلقتني
قال ولكنك في أول يوم للعدة ولقد سألت الشيخ علي الهاتف واخبرني أنك لو تصالحت معي سنعود زوجين
قالت إذا لن اتصالح معك الآن

32… قام أحمد وحمل زهرة بين يديه أراد أن ينزلها للطابق السفلي حيث طاولة الغداء ولكنها طلبت منه أن ينزلها
فهي تخجل أن يراها والدها هكذا ولكن في نفس اللحظة
والدها يطرق الباب
فقال له أحمد ادخل وعندما تراه زهرة إرتبكت وطلبت من أحمد أن ينزلها فقال الأب لماذا تزعج ابنتي أيها الشاب هيا نفذ لها ما تريد
قال أحمد وأنت ياعمي ألم تحمل زوجتك أبداً
بالطبع حملتها ولكن ليس امام الناس يامغفل فيضحك الجميع
نزل أحمد زهرةعلي الأرض ولكنه يمسك بيدها المصابة برفق ثم ذهبا طعام الغداء

سأل العم ألم يكن لديك مؤتمر خارج البلاد
ففهم أحمد أن زهرة قالت له ذلك لتبرر حضورها بدونه
رد قائلاً لقد ألغي المؤتمر ولم أستطع العيش يوما واحداً دون زوجتي الغالية

قال الأب هنيئاً لك يا إبنتي على هذا الزوج المثالي
نظرت زهرة إلى زوجها وهي تبتسم وترفع حاجبها
ففهم أحمد انها تقول له هل اخبره الحقيقة
فإبتسم لها ثم قال لعمه ولكنك أهديتني ياخالي هدية لا تقدر بثمن ويجب أن أحافظ عليها
نظرت زهرة إلى الأرض خجلا وإكملت طعامها وهي سعيدة بعودة الأمور إلى سابق عهدها

كان محمود ذاهبا لعمله بسيارته الجديدة ولكنه إصطدم بفتاة فسقطت ارضا فيخرج من سيارته مسرعا وحمل الفتاة الي المشفي وهي فاقدة للوعي وأدخلها للطبيب

بينما إتصل هو بمقر عمله ليخبرهم بتعرضه لحادث وانه سوف يتأخر في الذهاب إليهم
إنتظر خارج الغرفة بينما أتت الشرطة للتحقيق في الحادث بعد أن اتصل المسؤلون في المشفي بالشرطة واخبروهم بحضور فتاة مصابة في حادث فأخبرتهم الفتاة بعد أن استعادت وعيها أنه خطؤها هي لأنها كانت تعبر الشارع وهي شاردة الذهن ثم يقفل المحضر وينصرف رجال الشرطة

شكر محمود الفتاة لأنها لم تورطه في الحادث وطلب منها أن يوصلها الي بيتها
فشكرته فقالت أنها ستستقل سيارة أجرة ولكنها عندما حاولت المشي تتألم بسبب الجروح التي في قدمها
أصر محمود أن يوصلها وبالفعل ركبت معه سيارته
فأوصلها الي مكان سكنها ثم طلب منها رقم هاتفها لكي يطمأن عليها
ولكنها رفضت فهي لا تكلم أحداً لاتعرفه ثم فجأة إنفجرت بالبكاء
سأل محمود عن سبب بكائها فأخبرته أنها كانت ذاهبة لمقابلة عمل وقد ضاعت عليها الفرصة بسبب الحادث
فعرض عليها محمود عملا في الشركة التي يعمل فيها
نظرت إليه نظرة الغريق الذي تعلق بقشة وهل هناك فرصة لي
فقال نعم ما شهادتك

اخبرته أنها طالبة في كلية التجارة وهي تريد العمل من أجل أن تنفق على نفسها واخوتها ولا تضطر إلى ترك الدراسة
فلقد توفي والدها وكان عاملا بسيطا وهم يتقضون معاشا بسيطا لا يكفي الاسرة

فأخبرها أنه سيتوسط لها عند مديره ولم يخبرها أنه احد الشركاء في الشركه فقد جمع المال الذي حصله من عمله بالخارج ثم قام هو واثنين من زملائه بتأسيس شركة انشاءات صغيرة فاخذ رقم هاتفها واخبرها أنه سيمر عليها غدا ليأخذها معه لما رأي من بساطة حالها وانها لن تستطيع استأجار سيارة للحضور لمقر عمله فعندما صدمها كانت تمشي علي قدميها مما يدل علي عدم امتلاكها للنقود

وقرر تعينها سكرتيرته الخاصة حتي لو دفع راتبها من جيبه
بعد ما رأي شكل بيتهم المتهالك وانصرف حامدا الله على كل النعم التي اعطاها له بعد أن رأي تلك المنطقة الفقيرة التي لم يكن يتوقع في حياته أن بشرا قد يعيشون مثل هذه الحياة البائسة في القرن الواحد والعشرين ثم لمعت في عقله فكرة وقرر أن ينفذها

…… عاد محمود الي مكتبه وقد قرر شيئاً مهما
فاجتمع مع شركائه الشباب واخبرهم أنهم سيقومون بجمع التبرعات من رجال الأعمال ويستعينون بالمحليات والمتطوعين من شباب الحي الفقير الذي كان فيه وستساهم شركتهم بالرسومات الهندسية والاجراءات الحكومية من أجل تطوير تلك العشوائيات وعمل مساكن تليق بالبشر وطلب من اصدقائه معاينة الحي ووضع التصاميم له

اما هناك في الحي الشعبي فعادت سعاد لمنزلها ولما رأتها أمها سألتها عن سبب الجروح التي في قدمها فأخبرتها سعاد أنها تعرضت لحادث وقد خسرت الوظيفة بسبب ذلك

حزنت الأم لهذا الخبر وقالت لابنتها أنها كانت تعتمد علي قبولها في هذه الوظيفة فأخوتها يحتاجون للمال من أجل الدراسه وهي تحتاج للمال لاحضار طلبات البيت
ولم يعد لديهم مالا ينقفون منه وقد تخلت أختها الكبري عنهم
بالرغم من زواجها برجل غني
فأخبرتها سعاد أن الشاب الذي صدمها قد وعدها بوظيفة في الشركة التي يعمل فيها
فحمدت الام الله ودعت الله أن تقبل في هذه الوظيفة
لانهم في امس الحاجة إليها

اما هناك في الشركة فقد اعجب الشباب بالفكرة التي عرضها عليهم محمود من تطوير العشوائيات إلى أحياء راقية وقرروا البدأ منذ الغد وعلى بعد عشرات الكيلو مترات

هناك في القرية في منزل الخال وبعد انتهاء الجميع من تناول الطعام كان أحمد يجلس مع زهرة في غرفتها ويقول لها
أنه نادم علي مافعله معها وأن هذا سيعطيه درسا مهما
وهو ألا يحكم علي شئ بعينيه فقط وأن يحكم قلبه وعقله في كل شئ ثم نظر لعينيها قائلا لها قصيدة قالها لها

فقال لها لقد سمعت هذه القصيدة وحفظتها حتي اسمعك إياها لاني اشعر بكل كلمة فيها حبيبتي ولكن يقطع حديثه صوت الهاتف

نظر أحمد هاتفه فوجد رقم سمر فقال لزهرة أنا مضطر للرد علي هذه الحقيرة أمامك فارجوك لا تنزعجي لأني أريد أن اضع حدا لها
قالت اتفهمك أفعل ما تراه صوابا

ثم رد علي الهاتف قائلا ماذا تريدين
قالت أردتَ أن اطمئن عليك فقط ياحبيبي
قال ولماذا اليوم بالتحديد
قالت أنا اتصل بك منذ الأمس وانت لا ترد فقلقت عليك
قال ولما تتصلين فليس هناك علاقة بيننا ثم أنني طردتك من بيتي آخر مرة وطلبت منك عدم الاتصال بي أبداً
قالت قلبي حدثني أنك بحاجة إليا الآن بالتحديد

قال إذا خذي قلبك القذر وألقيه في الجحيم ولا تتصلي بي بعد اليوم مفهوم وبالمناسبة اتصلي بقرينك سامي ذلك الشيطان فهو من يحتاج السؤال الآن فهو يتم ترحيله في هذه اللحظة مكبل بالاغلال وفي طريقه لبلده

وبالمناسبة لو حاولت الاتصال بي مرة أخري سأرسل المكالمات التي كانت بينك وبين سامي والتي سجلها أخي محمود لزوجك المغفل حتي يلقي بك في الشارع
وستكون دليلا ضدك على الخيانة وبالتالي لن تحصلي علي شئ من حقوقك إذا طلقك فكوني بعيدة عني وعن زوجتي خيرا لك وإلا ان نهاية احلامك ستكون على يدي

قالت لن اتصل بك مرة أخري ولكن لا ترسل شيئاً لزوجي ارجوك أنا لا أريد العودة لأيام الفقر والجوع مرة أخري
انت لم تعش تلك الحياة التي عشتها أنا فلا تحكم على بشيء لم تجربه قال كم من فتاة عاشت تلك الحياة التي عشتها ولكنها حافظت علي كرامتها واخلاقها ثم ما دخل الفقر بالخيانة

وتدبير المؤامرات ومع ذلك فلقد أصبحت غنية الآن
فهل تغير سلوكك لقد اذددت حقارة وبشاعة أنا انصحك أن ترضي بما قسمه الله لك وتعيشي مع زوجك الذي اخترته بنفسك وتتوبي عما فعلتيه معه ومعي لعل الله يغفر لك فيصلح لك زوجك أنا اقول لك هذا لانني كنت يوما صديقك
فارجعي وتوبي قبل أن تندمي طبعا هذه اخر مرة تتصلين بي لأنني في المرة القادمة سأنفذ تهديدي لك

ثم اغلق الهاتف في وجهها ونظر لزهرة وهي جانبه
وهي تنظر له وتبتسم ابتسامة عذبه ثم قالت له
لم ارك عاقلا لهذه الدرجة من قبل
قال هل تقصدين أني كنت مجنون قبل أن أعرفك؟
قالت إلى حد ما

قال الحقيقة أنني قد جننت فقط بعد أن عرفتك وسوف تشاهدين بعضا من جنوني الآن ثم أخذ يلقي عليها الوسائد وهي تفعل بالمثل
بينما والد زهرة في الغرفة المجاورة يسمع الصياح
فيقول أتمنى لكما حياة سعيدة أيها الاحمقان

#قصة_زهرة_الجزء_الرابع_والثلاثين
…… بعد أن جهز محمود كل شئ يخص المشروع
ذهب في اليوم التالي لاصطحاب سعاد من منزلها الي مقر الشركة فيراها وهي تأتي من بعيد وتتجه نحوه و ينظر إليها محمود كأنما يراها لأول مرة لقد كانت فتاة رشيقة
يشع وجهها كأنه القمر تعلو وجهها ابتسامة لا تكاد تفارقها أبداًفنزل محمود من السيارة وألقي عليها التحية وفتح لها باب السيارة لتركب ثم مضي متوجها نحو الشركة

كانت الفتاة صامته طوال الطريق فحاول محمود أن يتكلم معها حتي يتعرف عليها أكثر ولكنها كانت تجيب على قدر السؤال مما زاده اعجابا بها وعندما وصلا الي المكتب
دلها علي مكتبها واخبرها ماذا سيطلب منها في الوظيفة
ثم تركها متوجها الي مكتبه

في هذه الاثناء تعرفت سعاد على رفيقة العمل الجديدة عزة وشعرت بارتياح معها وأخذت الاثنان يكملان العمل سويا واخبرتها عزة أنها خطيبة على شريك محمود بالشركة
تعجبت سعاد فمحمود لم يخبرها أنه من اصحاب الشركة
قالت سعاد هل أنت متأكدة من ذلك
بالتأكيد فخطيبي شريك معه ولهم شريك ثالث اسمه طاهر محام
سعاد الحقيقة أنه لم يخبرني بذلك وظننت أنه مجرد موظف بالشركة
قالت عزة ولكن يبدو أنه معجب بك
قالت سعاد لقد جاءت هنا من أجل العمل فقط وليس لاعيش قصة حب وسواء معجب بي أو لا فهذا لا يهمني أبداً
وآخر ماافكر به الآن هو الحب والزواج فلدي مسئولية تجاه امي و اخوتي الصغار ولن اتخلي عنهم تحت اي ظرف
قالت عزة كنت امزح معك وحسب فلا تغضبي مني

مرت الأيام وزدادت الأعمال في الشركة حيث كان كل من في المكتب يعملون كخلية النحل فلقد قسموا أنفسهم لقسمين قسم يقنع الأهلي بفكرة تطوير الحي وكان محمود هو المكلف بهذه المهمة مع سكرتيرته الجديدة
والتي تسكن نفس الحي كي يكون سهلا عليها اقناعهم بتطوير المنطقة

والفريق الثاني يتولي إقناع المحليات بالفكرة وتجهيز الاوراق الحكومية المطلوبه
مرت الأيام وقد انهي المهندسون الشباب التصميمات للحي العشوائي وخططوا التصاميم الهندسية للشوارع والمباني وفي أحد الايام ذهب محمود لاصطحاب سعاد
من أجل الجلوس مع سكان الحي

وبالفعل استطاعت سعاد إقناع اهل الحي بأهمية تطويره
وبفضل جهود فريق العمل نجحت الفكرة وفي خلال بضعة أشهر كان المشروع قد اكتمل واصبحت الشوارع البشعة شوارع جميلة وخاصة بعد أن قام شباب الحي بدهن الارصفة ورسم الجداريات الجميلة على الحوائط وكان الاهالي متعاونون جداً اثناء البناء فكان يقدمون المساعدات اللازمة من ايدي عاملة

في خلال تلك الفترة توطدت علاقة محمود وسعاد كثيرا
وبمرور الأيام تغيرت الصداقة الي اعجاب ثم حب متبادل
فقرر محمود خطبة سعاد فذهب إلى أمه واخبرها بكل ماجري معه وان البنت بسيطة الحال هادئة الطبع والجمال
وهو يراها افضل شريكة له في الحياة فشجعته هالة علي الزواج منها فليست بساطة الحال عيبا مادامت الفتاة على خلق ثم وعدته أن تقنع أباه بالأمر

ودع محمود أمه و عاد لشقته التي اشتراها بماله الخاص كي يتزوج فيها بينما جلست هالة تنتظر زوجها خالد كي يعود من الخارج فمنذ أن خرج على المعاش وهو يقضي السهرة مع رفاقه علي الكافيه يشاهد المباريات ثم يعود للمنزل اخر النهار

عندما عاد طلبت منه هالة أن تتحدث معه قليلا فظن خالد أنها منزعجة بسبب جلوسه مع اصدقائه على المقهى
فأجبته أن هذا الأمر لم يعد يزعجها فمن حقه الترفيه عن نفسه بعض الوقت كما انها تشغل نفسها بشيء آخر
سوف تخبره عنه لاحقاً ولكنها تريده في شيء آخر

#قصة_زهرة_الجزء_الخامس_والثلاثين
….. عندما عاد خالد طلبت منه هالة أن تتحدث معه قليلا فظن خالد أنها منزعجة بسبب جلوسه مع اصدقائه على المقهى فأجبته أن هذا الأمر لم يعد يزعجها فمن حقه الترفيه عن نفسه بعض الوقت كما انها تشغل نفسها بشيء آخر
سوف تخبره عنه لاحقاً ولكنها تريده في شيء آخر

فسئلها عن الموضوع فاخبرته بما قاله لها محمود
ولكن ردت فعل الاب لم تكن متوقعة فقد هب واقفا
وهو يصرخ ماذا تقولين ياهالة هل ازوج ابني لفتاة لا نعرف اصلها وفصلها لقد حاربت من أجل أن يتزوج أحمد من زهرة ولآن تريدين ان يتزوج محمود من فتاة من الشارع لأنه ليس إبنك

قالت ما هذا الكلام الفارغ الذي تقوله إن محمود إبني وينتمي لي أكثر منك ولا يقل حبه في قلبي عن أحمد
حتى أنه يشعر بذلك لذا صارحني أنا ولم يخبرك أنت
بما يجاول بقلبه لقد اغضبتني فعلا بكلامك

قال انا آسف لقد خرجت عن شعوري ولكني كنت اخطط أن يتزوج من ابنة اخي وهي مهندسة وجميلة وسوف اقنعه بها
قالت له هالة لقد فات الأوان بالفعل لقد تعلق قلبه بفتاة آخري
قال لم يفت الاوان بعد وسيحدث معه كما حدث مع أحمد
وعندما يرتبط بالفتاة سيحبها بعد الزواج

قالت لزوجها عزيزى الوضع مختلف أحمد أحب زهرة لان الفتاة الاخري خانته وتزوجت من غيره فكرهها وزهرة عوضته عنها ولكن محمود متعلق بالفتاة التي تعمل معه
ولن يكون سعيدا في زواجه وسيظلم ابنة أخيك وربما يتزوج الآخري عليها ويكسر قلبها كما حدث معي من قبل
قال الوضع بيننا كان مختلفا أنا تزوجت فقط من اجل الانجاب وليس لسبب آخر

قالت وهو سيتزوج الثانية بسبب الحب وليس لسبب آخر
أرجوك قابل الفتاة اولا ثم قرر بعد ذلك
قال سافعل فقط لاثبت لك انني محق وان الفتاة لا تصلح للزواج من ابني

إتصلت هالة محمود وأخبرته أن أبوه سيقرر هل سيوافق على خطبته من عدمه بعد أن يقابل سعاد ويتحدث معها
ففرح محمود كثيرا وطلب سعاد ليأخذ منها موعدا
للقاء بين اسرته واسرتها كي تتعرف الأسرتين في منزل سعاد الجديد

في الموعد المحدد ذهب خالد وهالة للقاء سعاد واسرتها في منزلها وجلس خالد وهو يحاول أن يتصيد أي خطأ للفتاة أسرتها ولكنه وجد اسرة صغيرة من ام واختين صغيرتين
يبدوا عليهم بساطة الحال حتى في المشروبات التي قدموها لهم

وبالرغم من إلحاح محمود على سعاد ليحضر لها بعض الأشياء التي يريد منها أن تقدمها لأهله اثناء زيارتهم
ولكن سعاد رفضت فهي تريد أن يقبل بها أهله كما هي دون تزيف

قصت الفتاة على خالد وهالة قصتها من البداية وكيف أن اباها توفي وتركهم في الدنيا دون سند وانها تعول اسرتها وستظل تفعل ذلك حتى لو تزوجت من ابنهم

شعر خالد بالتعاطف مع الفتاة واعجب بشجاعتها وصراحتها
وقال لنفسه يكفي أنها اقنعت ابني بالصلاة بعد أن حاولت معه ولم أفلح وفي نهاية الحديث قال خالد لإبنه سوف اغادر الآن وقرر أنت مع خطيبتك موعد الخطوبة

وقف محمود وهو يصفق بيديه من السعادة ثم احتضن اباه وقبله فلم يتخيل أن والده سيوافق علي زواجه من سعاد بعد كل ما سمعه منها فهو دائماً ما يتحدث عن المال والجاه والعائلات العريقة وبعدها قام محمود بتقبيل رأس والده وقبل أمه وشكرها ثم غادر الجميع

تاركين الخطيب ليتفق مع خطيبته علي اجراءات الزواج
وبعدها بساعة غادر محمود بيت خطيبته وعاد لشقته
وقرر أن يخبر اخاه بالخبر السعيد

فاتصل بأخيه أحمد كي يخبره بالخبر ففرح أحمد كثيراً
وطلب منه ارسال صورة للعروس حتي يراها هو وزهرة
ثم ذهب ليخبر زهرة بالخبر السعيد و بأن اباه قد وافق على خطبة محمود أخيراً
قالت زهرة ياله من خبر سعيد لقد كانت عمتي تخشي ألا يوافق أبيك
قال أحمد انتظري سيرسل لنا محمود صورة العروس كي نراها
عندما ارسل محمود الصورة وشاهدها أحمد هب واقفا
وقال مستحيل هذا الزواج لا يمكن أن يتم

قالت زهرة لماذا ما الذي تتحدث عنه
قال أحمد لان هذه الفتاة هي اخت سمر خطيبتي الاولي
تلك الخائنة التي تركتني عندما وجدت رجل الأعمال الغني
والتي حاولت اكثر من مرة أن تفسد العلاقه بيننا
وأختها ستكون بالتأكيد مثلها وستترك اخي في اول فرصة اذا وجدت زوجا اغنى منه

#قصة_زهرة_الجزء_الأخيـــر
…… عندما ارسل محمود الصورة وشاهدها أحمد هب واقفا
وقال مستحيل هذا الزواج لا يمكن أن يتم
قالت زهرة لماذا ما الذي تتحدث عنه
قال أحمد لان هذه الفتاة هي اخت سمر خطيبتي الاولي
تلك الخائنة التي تركتني عندما وجدت رجل الأعمال الغني
والتي حاولت اكثر من مرة أن تفسد العلاقه بيننا
وأختها ستكون بالتأكيد مثلها وستترك اخي في اول فرصة اذا وجدت زوجا اغني منه
قالت زهرة لا تحكم علي شخص من أفعال أخيه قد تكون الفتاة جيدة وليست كأختها

قال سوف أكلم ابي حتي لا يوافق علي هذا الزواج
قالت أرجوك لا تفعل فلم يكن عمي موافقا على الزواج كما علمت من عمتي لنكلم عمتي هالة اولا فلقد أخبرتني أن اباك كان يريد أن يزوجه من فتاة أخرى وكونه وافق علي هذه الفتاة فهذا يعني أنه قد وافق بصعوبة فلا تكسر قلب أخيك
قال أنا لا أكسر قلبه بل أحاول حمايته من تلك العائلة
فلو حدث هذا الزواج فسيكون لدي سمر حجة لزيارتنا
في أي وقت وانت تعرفين ألاعيبها التي كادت تدمر زواجنا من قبل

قالت محمود يسكن بعيدا عنا ولن تستطيع سمر الحضور لشقتنا بعد ما فعلت معنا وخصوصاً أنك هددتها عندما اتصلت بك واخبرتها أنك تعلم قصتها مع سامي وبعد أن هددتها أنك ستخبر زوجها أو ستتصل بالشرطة وتدخلها السجن بتهمة تعاونها مع سامي وتتهمها بالسرقة وهي منذ ذلك الوقت لم تحاول أن تتصل بك
قال أحمد ولكنها ستفسد حياة أخي هي واختها
قالت إذا كلم عمتي هالة وأخبرها أولا قبل أن تفعل أي شيء

وبالفعل إتصل أحمد بأمه وأخبرها بالموضوع ولكن هالة طلبت منه ألا يخبر اباه أبداً عن هذا الموضوع حتي تتعرف حقيقة الأمر بنفسها ثم قامت هالة بالاتصال بأحد اقاربهم وطلبت منه أن يقدم لها خدمة صغيرة فهي تريد أن تكشف الوجه الحقيقي للفتاة

في اليوم التالي ذهب شخص إلى بيت سعاد وآخبرها أنه رجل اعمال كبير وذو سلطة ونفوذ وأنه قد رأها في المكتب الهندسي لشركة محمود و اعجب بها ويريد الزواج منها وأنه سينفذ لها كل ماتطلبه بل سيكتب لها سيارة وشقة باسمها
وسيحضر لها كل ماتتمناه

لكن سعاد اخبرته انها مخطوبة وسوف تتزوج قريبا
ولكن الشاب الثري اخذ يغريها بالمال والعيشة التي لا تحلم بها
فقامت سعاد وفتحت الباب وقالت للشاب
يبدو أنك تحتاج أموالك اكثر مني لتعالج ضعف السمع لديك تفضل بالخروج من بيتي فأنا لا أحتاج لمالك فأبحث عن فتاة أخري تحب الثراء السريع أما أنا فسوف أكافح مع زوجى حتى نحقق احلامنا سوياً

اضطر الشاب للخروج من الشقة ثم سار نحو السيارة التي تنتظره في الشارع ولما وصل للسيارة كان أحمد وأخيه محمود في انتظاره

نظر الشاب مبتسماً وقال لهم لقد سمعتم كل ما دار بيني وبين سعاد عبر الهاتف الذي تركته مفتوحا والحقيقة أن الفتاة اجتازت الاختبار ونجحت بامتياز

نظر أحمد لأخيه قائلا لقد دبرت هذا مع امي ظنا مني اني سأثبت خيانتها ولكني تأكدت من صدق نوياها نحوك
فهنيئا لك يا أخي علي عروسك

احتضن أحمد أخاه ثم تركه ليصعد الي عروسه ليتفق معها علي باقي تفاصيل الزواج وغادر أحمد هو وابن عمته
الذي مثل الدور بإتقان شديد ثم أتصل أحمد بهالة واخبرها ما حدث ففرحت هالة كثيراً بما فعلته الفتاة وفوز محمود أخيراً بمن يحب

حدد موعد الزفاف وعلقت الزينات واجتمع الأهل وجاء الاخوال والاعمام لحضور حفل الزفاف من القرية
وقبل خروج الزفة من القاعة همست زهرة لعمتها بخبر سعيد آخر إنها حامل بتوأم أخذت هالة تزغرد ففرحتها أصبحت فرحتين زواج أبنها محمود وحمل زهرة فلقد كانت تخاف أن يتكرر معها ما حدث لها هي وأخاها محمد من تأخر الانجاب
ولكن الله أراد لزهرة واحمد قدرا آخر

وتم الزفاف ليعيش الزوجان زهرة وأحمد والعروسان محمود وسعاد حياة جديدة سعيدة يملؤها الحب والتفاهم

نادي خالد علي هالة ماذا تفعلين يا زوجتي الحبيبة
قالت هالة لقد كتبت قصة حياتنا الجميلة
قال خالد وماذا سميتها
قالت اسميتها زهرة الخريف
خالد لما اخترت هذا الاسم
لأن أحمد ومحمود جاءوا في خريف العمر وادخلوا هم وزوجاتهم البهجة لقلوبنا وكذلك دخلت زهرة حياة أحمد هي صغارها فأشرقت حياته مثل أزهار اينعت في فصل الخريف
تمت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل