روايات

رواية بإسم الحب الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه هدير ممدوح حصريه وجديده

رواية بإسم الحب الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه هدير ممدوح حصريه وجديده

 

 

_أنت، انت ازاي قدرت تعمل كده.. هدر بها محفوظ في عنف وهو يشاهد نفسه في هذا المشهد الفاضح..

واغلق نادر هاتفه قائلاً في برود:
_لما جيتلك مكتبك مكنش مقفول كويس، و مقدرتش افوت المشهد الجميل ده، وصورتك..
واستطرد ساخراً:
_يا نمس..

رفع محفوظ يده بغضب ليلطمه فوجد من يقبض عليها في حدة، وما كان سوى بهجت الذي وقف أمامه وتحدث بامتعاض:
_إيه عشان ساكت هتزيد فيها، ما انت طلعت اقذر منه أهو..

جأر محفوظ بتحدي وهي يتمعن النظر به:
_ده غير ده تفرق كتير..

رد بهجت في حنق:
_اسمع بقا البنت دي هتدفن،ويبقا لـ مين شاف ولا مين عرف، وانت هتسكت، واي حاجة تانية سيبها عليا..

قال محفوظ بغل:
_بس في شاهد تاني على  دي، وده مش هنعرف نسكته..

_مين!؟.

🌺 صلي على محمد🌺

اردفت أبرار وهي تجلس أمام شقيقتها على طرف الفراش:
_الأخصائية استعانت بطبيب زميل ليها عشان يكتبلك الحبوب دي فاوعك تهملي..

واستطردت وهي تقسم الحباية لنصفان وتمد يدها لها:
_يلا بقا بالشفا، هتاخدي نص نص لمدة خمس ايام وبعد كده قرص، ومتقلقيش مش هيأثر على الحمل.

التقطته ملاذ في هدوء وارتشفت القليل من الماء بعدها، واجابت في برود:
_مبقتش فارقة الحمل ينزل او يقعد..

هتفت أبرار بتريث:
_رجعنا تاني للاستسلام..
وصاحت بعد ثواني:
_بت يا ملاذ هو انتي مش كان نفسك دايماً تدي كورسات انجلش وتكوني مدربة صغنونة جميلة كده..

قاطعتها ملاذ تقول غير مبالية:
_ده كان زمان..

_وليه مانبدأش دلوقتي.. هتفت بها أبرار في حماس، و استأنفت قائلة:
_يمكن ده وقتها، وكمان هتساعدي ماما فالمعيشة، وانا هكون في ضهرك يباشا..

اردفت ملاذ بجمود:
_وهنعمل كده ازاي..

قالت أبرار بجدية:
_بصي ياستي هنسوق للكورس، وهيكون اونلاين و هنجمع عشر أشخاص بس، ولو نجحتي فده هنبدأ ننزل اوفلاين و هيكون عندنا تيم..

_تيم!.. قالتها ملاذ في تعجب..

فاسترسلت أبرار حديثها:
_ايوة هتاخدي مثلًا اللي كانوا ملتزمين، وممتازين معاكي، هيكون ليكِ فريق هيساعدك فكل اللي جاي.

ترعرعت الفكرة داخل رأس ملاذ و أعطتها الأمل فبدأ حياة جديدة، فتمتمت بهدوء:
_موافقة..

صرخت أبرار في حماس وهي تعانقها، فدفعتها ملاذ تقول:
_بطلي هبل بقا..

ابتعدت عنها أبرار واضافت :
_مش مهم أي حاجة، أنا هبدأ تسويق دلوقتي وهخلي وداد تساعدني..

امسكت ملاذ الغطاء واردفت وهي تستلقي و تدثر نفسها:
_طيب تصبحي على خير..

صاحت أبرار في حنق:
_اي ده هتنامي..

غمغمت ملاذ بجفاء:
_آه، مصدعة..

_نامي، وسيبي الباقي عليا، بس ابقي افتكريني بحاجة لما تنجحي.. قالتها أبرار في لهفة وهي تستقيم واقفة.

وهتفت ملاذ في عجل:
_طفي النور..
ضغطت أبرار على المقبس وغادرت الغرفة..

💗لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم 💗

جالسة نداء على الأريكة في منزلها، تصفف شعر صغيرتها بعناية…
صاح سيد وهو يطل عليهم:
_ندا، اسمعي..

تعجبت من نبرته الغليظة، فتركت ابنتها وخطت للأمام، لتراه ينزع حذائه، فرمقته قائلة:
_خير يا سيد في إيه؟.

رد الآخر قائلاً بحدة طفيفة:
_انا خلاص قررت اسجل الشقة باسمك هاخدك بكرة ونروح نتم الموضوع ده.

ضيقت عينيها تتسائل في دهشة:
_وإيه اللي غير رأيك؟..

الواد هشام اخويا، طول اليوم يكلمني ويزعق حظرته وقفلت معاه، قال إيه الست خطيبته طالبة تعيش بعيد عن أهلي… قالها سيد في حنق وهو يمر من أمامها ويجلس بجانب صغيرته.

غمغمت نداء بخفوت:
_خلاص ياخويا بكرة نروح..

قال وهو يحاورها:
_روحي طلعي غيار عايز اخد دوش و أريح جسمي شوية.

تمتمت بخفوت:
_رايحة..

وأغلقت باب الغرفة بحذر، وجائت برقم والدتها على الفور ووضعته على أُذنها تنتظر رداً..
ثوانِ قليلة واستمعت لصوت صباح تقول:
_ايوة يا خايبة عملتي إيه؟..

استمعت صباح لصوت شهقات نداء الخافتة، فأسرعت تقول في وجل:
_ايه يابت المحروس عملها وجابلك دُرة.

نفت نداء وهي تهز رأسها وقالت بصوت متحشرج:
_ببكي من خوفي يما، خايفة لخسر جوزي أبو ولادي و سندي، ده انا عمري ما قصرت معاه في حاجة..

قاطعتها صباح هاتفة بصرامة:
_اسمعي يا بت بطلي نواح، خدنا إيه من الحب غير وجع القلب، أنا شايفة بعيني تعلقك بيه وحبك اللي هيموتك مش كده يابنتي ارحمي نفسك.

أزاحت نداء دمعها بتريث وقالت بغصة:
_بكرة هيكتب الشقة بأسمي.

هتفت صباح بلهفة:
_ايوة كده فرحتي قلبي، جوزك مبقاش ليه أمان ليطب عليكي فيوم و هي متشعلقة في ايده، وقتها تقفي قدامهم زي الجبل وتقوليله شقتي وملك اولادي…

قاطعها بكاء نداء مرة أخرى وهي تغمغم بنبرة مفعمة بالألم:
_ما انا مش خايفة من غير ده يوم يما.

زفرت صباح بعمق تقول:
_ربنا يصلح الحال يابنتي توكلي على الله..

قاطعتها نداء وهي تستمع لصوت زوجها الذي طالبها بـ الاستعجال:
_خلاص يما هقفل و ابقى اكلمك بعدين.

و أنهت نداء المكالمة.

“سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”

كانت فاطمة جالسة أمام إسلام وهو يشرح لها ما تعثر عليها فهمه كما تذعن، هائمة في تفاصيله، بشرة بيضاء، وأعين بنية أنف غليظ بعض الشيء ولكنه ناسب تقاسيم وجهه، شفاه غليظة يعلوها شارب منمق، طويل، عريض المنكبين، كان جذاباً ومن أول ما رأته استطاع خطف قلبها…

عقد حاجبيه وهو يراها تتمنعن النظر به وشاردة، فاردف بحدة طفيفة:
_فاطمة، انتِ معايا ولا إيه..

توترت قليلاً وردت بخفوت:
_آه، ايوة مع حضرتك..

قال إسلام في هدوء:
_كنت بقولك في حاجة واقفة معاكِ تاني..

نفت فاطمة برأسها قائلة:
_لا كله تمام..

قاطعهم قدوم منار، والتي دنت منهم، وتحدثت:
_إسلام، انا خلصت مش هنمشي..

زادت نظرات فاطمة غضباً، واردفت بحدة:
_انتِ مش شايفة أنه في واحدة معاه دلوقتي.

صاح إسلام بوجهها:
_فاطمة إيه الأسلوب ده، اعتذري من منار حالاً

ارتجفت فاطمة من صوته الغاضب، ونظرت بينهم، وهي على وشك البكاء..

فقالت منار بخفوت:
_مالوش لزوم يا إسلام الطالبة أكيد مكنش قصدها حاجة.

أغلق إسلام دفترها، قائلاً بغضب:
_اللي حصل ده اوعك يتكرر..

واستقام يقول:
_يلا يا منار خلينا نمشي..
وما ان غادرا من أمامها، حتى انهارت فاطمة باكية مكانها.

💗لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم 💗

دقت الساعة الواحدة منتصف الليل، كان الظلام يسود المكان، إلا من ضوء خافت مصدره هاتف محفوظ، الذي كان ممسكاً ينظر حوله بخوف بادي على ملامحه..
ونادر و بهجت يحملون جسد الفتاة بينهم، بعدما قاموا بلفه بأقمشة ، وضعوا جثمانها بحفرة قاموا من قبل بحفرها فالحديقة الخاصة بالملجأ..

أخذوا يرجمون عليها بالتراب، حتى توارى جسدها خلف الثرى..

فتنهد بهجت بإرهاق وهو ينفض يده من الغبار، وجلس نادر بتعب متكأ بظهره على إحدى الأشجار..

طالعهم محفوظ بحدة قائلاً بخفوت:
_واللي جوة دي هنعمل فيها إيه؟

رد بهجت وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة:
_انا هتصرف محدش يشيل هم..
وبدل نظره لـ نادر واستطرد:
_قوم يا مادر خلينا نرتاح من الحكاية دي ونقفل عليها.

وثب نادر واقفاً وهو يغمغم:
_يلا..

مروا من أمام محفوظ.. فحدجهم الآخر بشمئزاز و بصق مكانهم..

جاء نادر بسيارة والده من الخلف، وحمل بهجت فتاة كانت معقودة اليدين مكممة الفم تتساقط دموعها على وجنتيها، سحبها عنوة لداخل السيارة، تحت أنظار محفوظ.. وصعد نادر بجانبها، و بهجت أخذ محل السائق لتنطلق السيارة بهم..

وردد محفوظ بغل:
_طول ما الفيديو بتاع ابنه معايا مش هيقدروا يعلموا حاجة.

🌹 لا إله إلا الله 🌹

كانت فاطمة على فراشها تتقلب بغضب بيّن لم تسطع النوم، وكيف تغفو بعدما فضلها عليها!..
بل وصاح بوجهها أمامها، لقد تعرضت لإهانة منه وهي التي تصارع وتسعى من أجله؛ ولكن كل هذا ذهب هباءً فالحب ترسخ فالقلب، و دوائها هو.

اعتدلت في فراشها، والتقطت هاتفها تنوى مهاتفة المدعو جاد، طال انتظارها وهو يعطي جرساً، همت بأن تغلق فالوقت متأخراً، فاستمعت لصوته يهتف:
_أستاذة فاطمة..

ردت فاطمة بحدة:
_مفيش حاجة حصلت من اللي قلت عليها شغلك معملش حاجة، النهاردة زعق فيا قدام خطيبته هو أصلاً يعتبر مش شايفني .

تنهد جاد بنفاذ صبر قائلاً:
_هو في حاجه هتحصل ما بين يوم وليلة، فوقي يا فاطمة.

ضاقت عيناها وهي تتسائل:
_يعني إيه؟.

هتف جاد بمكر:
_في طريقة واحدة تضمنلك ان الموضوع يتم بأسرع وقت هيسيب خطيبته، و هخليه يموت على نظرة منك.

اجابته فاطمة بلهفة:
_إيه هي.

༻أستغفر الله العظيم واتوب إليه༺༻

أسبوعاً مر دون اي أحداث جديدة به، غير عمل نوال على مكينة خياطة وأهل الحارة معجبون بعملها فاستطاعت جني المال من هذا العمل …

التقطت أبرار حقيبتها وهي تستعد للخروج،و قبلها جلست على طرف الفراش وهي بجانب ملاذ التي انتبهت لها، وتساءلت على الفور:
_كنتي بتكلمي مين من شوية..

ردت أبرار بلهفة:
_ده عز، وبعدها وداد، تصدقي عز طلع متعلم ومعاه كلية.

اجابت ملاذ بجدية:
_وفيها إيه ما ناس كتير متعلمة ومش شغالة بشهادتها.

اضافت أبرار بحماس:
_النهاردة هتبدئي تدي أول محاضرة اونلاين ليكِ.

ابتسمت ملاذ ضاحكة وهي تردف:
_مش عارفة ازاي قدرتي تجمعي الناس دي،وكمان يدفعوا حق الكورس، وانا اتحط تحت الأمر الواقع كده.

استقامت أبرار واقفة وهي تقول بثقة وتكبر:
_لا، ده انا أعمل واعمل واعمل أنا ستك ابرار يابت.

ابتسمت ملاذ على حديثها، وغمغمت:
_طاب يلا يا ستي روحي الحقي تدريبك.

تبدلت نبرة أبرار لتوتر :
_مش عارفة ازاي هقعد قدام حالة عندها مرض نفسي وافضل اسألها تصدقي خايفة…
واردفت بعجل:
_مش قصدي من المرض، لا من الدكتور اللي هيقمنا.

تفهمت ملاذ الأمر قائلة:
_طمني قلبك وتوكلي على الله وروحي.

مالت عليها أبرار تقبلها وغادرت الغرفة سريعاً..قابلت والدتها بالصالة تضع اطباق الطعام، فأخذت القليل من رقائق البطاطس تضعهم في فمها وتهتف بعجل:
_سلام يا ماما، عشان متأخرة..

ضربت نوال كفها بالاخر تقول بقلة حيلة:
_عوض عليا عوض الصابرين يارب.

في المستشفى التي سيقام فيها تدريب الطلبة التقت أبرار بـ وداد صديقتها..
تعانقوا بود،و اردفت وداد وهي تبتعد عنها:
_انا متوترة و متحمسة وحاجات كتير أوي داخلة في بعضها.

هزت أبرار رأسها توافقها الرأي:
وانا كمان حتى ضربات قلبي زادت..

اردفت وداد تقول:
_تعالي طاب نروح الحمام قبل ما نبدأ.

اومأت أبرار برأسها وساروا معاً..
وفي الرواق الكبير، كانت ممسكة أبرار بيد وداد وقالت بتوجس:
_إيه الرعب ده، أهي دي غلطة اللي يروح مكان وهو مش عارف طريقه..

انكمشت وداد بوجل قائلة:
_هو ازاي مفيش حد أصلاً، هي دي مش فيها مرضى..

أصوات شهقات خرجت منهم وهم يرون هذا المشهد أمامهم، فتاة في أخر الممر كانت مقبلة عليهم، وما ان خطت قدمها لتصبح فالممر يداً لشخص سحبتها..

تجمدت أقدامهم ووقفوا مكانهم مذهولين، و تساءلت وداد وقد دب الرعب ثنايا القلب :
_إيه اللي حصل ده..

هزت أبرار رأسها في عنف وهي تنفي معرفتها بالأمر، وسرعان ما تبدلت ملامحها، وارتفع حاجبيها تقول:
_انا حسيت إني أعرف البنت دي انا شوفتها قبل كده.

صاحت بها وداد محتدة:
_من فين انتِ كمان، اسمعي تعالي نرجع مكانا يلا..

اردفت أبرار بلهفة:
_لا تعالي نشوفها يمكن محتاجة مساعدة..

وهمت ان تخطو فقبضت وداد على يدها تقول:
_تروحي فين ﭢحنا لينا يطلع ربع ساعة واقفين، واكيد اختفت، تعالي نرجع.

سارت معها دون التفوه بحرف ومن الداخل تحاول تذكر أين رأتها من قبل..

🌹لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم 🌹

تطلعت فاطمة إلى عز شقيقها بحنق، الذي ألح اليوم على توصليها لباب الجامعه وها هم يقفوا أمام بابها..
زفرت فاطمة بامتغاض، وهتفت تقول:
_خلاص بقا مش وصلتني روح يلا..

احتد عز بنفاذ صبر:
_أمك حاشتك عني طول الأسبوع ده، بس وربنا يا فاطمة ان ما اتعدلتي واتعدل لبسك ورجعتي بنت ناس تاني لديكي علقة موت، ومش هخليكي تخطي الجامعة دي تاني.

ردت فاطمة بغضب:
_لبسي حلو و عجبني وبعدين ما انا لبست بلوزة أطول و قربت تحصل الركبة أهو، على الله نخلص بقا.

_إيه نخلص دي اتكلمي زي الناس.. قالها عز بعدما استفزه حديثها.

اردفت فاطمة بفظاظة:
_روح امشي بس و متعملش راجل عليا.

دنا منها عز وقبض على يدها بعنف وجز على اسنانه قائلاً بأعين تتقد غضباً:
_انتِ محتاجة تربية من أول وجديد وعلى أيدي.

_ايه اللي بيحصل هنا.. صاح بها إسلام وهو يرى طالبته و أحدهم يقبض على يدها بعنف.

رمقته فاطمة وهي تحاول أبعاد عز عنها، وهمت بالحديث فسبقها عز يقول:
_أختي غلطت وبربيها..

اقترب إسلام منهم وقال بتريث وهو يبعد عز عنها:
_طيب ابعد كده، هل ينفع وقفتك وحسابك ليها فالشارع..

نظر عز حوله، فقال بحرج:
_هي اللي خلتني كده، وهي قدامك اسألها عن أخوها عز..

ردت فاطمة بحنق تقول:
_طيب خلاص أسفة مش هعمل كده تاني، بس لبسي مالكش دعوة بيه.

وقبل ان يرد عز هتف إسلام:
_اخوكِ معاه حق يا فاطمة، لبسك وحالك اتغير دي مش البنت الهادية صاحبة الأخلاق الجميلة اللي انا كنت بشوفها.

رمقته فاطمة بذهول، هل كان يراها من قبل؟ وانتبه لتبديل ثيابها حقًا!..
ولكن هل فعلتها الأخيرة سيشفع لها الحب ان علم أحد شيئًا عنها؟!

༺༻صلي على محمد༺༻

استمعت لصوت طرقات على باب شقتها فاقتربت منه بدهشة، فمن ساعة فقط غادر زوجها فمن ياترى؟.

فُتح الباب، لترى زوجها وتلك الصديقة اللعوب، التي تحدثت وهي تدفعها للداخل:
_اوعي كده، أصل الواحد عمره ما هيرتاح غير في بيته.

دنت منها نداء تقبض على يدها تحت أنظار زوجها،وهتفت:
اقفي عندك رايحة فين.

أزاحت منال يدها، واقتربت تجلس على الأربكة وتنزع حجابها..

فتعالى صوت نداء قائلة بحدة:
_صحيح اللي اختشوا ماتوا، قومي يلا اطلعي برة بيتي.

ارتفع صوت سيد يقول:
_منال مراتي يا نداء ومكانها هنا في بيتي، ياريت تقبلي الوضع وبلاش دراما.

الفصل الثاني عشر
هدير ممدوح
رواية باسم الحب

يموت العقل عندما يحب المرء، ويموت الإنسان عندما يتمسك القلب زمام الأمور.

طعنة غدر تلقتها الآن، وكان عليها ان لا تنهار؛ يجب ان تتماسك لحين التخلص من هذا الخائن المدعو بالزوج..
صاح سيد عالياً:
_ايامي بينكم هتبقى بالتساوي، منال هتبات في اوضة العيال كوضع مؤقت لحد ما تتدبر..

واقفة بصمتً تام ، ربما هو لم يقترف ذنب؛ ولكن مافعله بالنسبة لها خيانة…

صرخت نداء في وجهه تقول وهي تدفعه للوراء:
_اطلع برة بيتي ياخاين..

دنت منها منال وقبضت على يدها قائلة بفظاظة:
_حيلك حيلك، ايه التمثيل ده اهدي على نفسك ليطقلك عرق.

ابعدت نداء يدها وفي غفلة لطمتها على وجهها، تحت أعين سيد المتسعة .. والصمت عم المكان لثوانِ..

تحسست منال وجهها، وقد تغضن بها الغضب، شعر سيد بأنها ستنقض عليها حتماً، فأسرع بالإمساك بها، وجأر عالياً:
_بس انتو الاتنين، نداء التزمي حدودك، وإلا..

_و إلا إيه هتجيب التالتة..
واستطردت تصرخ بهم وهي تدفعهم:
_يلا برة بيتي يلا اطلعوا.

ابعدي كده.. صاح بها سيد وهو يدفعها بحدة فسقطت أرضاً..

تقدما منها الصغيرين الذين كانوا يشاهدون ما يحدث بصمت، وعندما رأوا سقوط والدتهم ارضاً ركضوا إليها، عانقتها الصغيرة، بينما اتجه معاذ لوالده يقول ببراءة وهو يلكمه بقبضته الصغيرة:
_انت بتضرب ماما ليه وبتزعقلها.

قبضت منال على يده تقول بحدة:
_عيل قليل رباية، بقا دي تربيتك ليهم يا سيد بيمد إيده عليك، بس لا من هنا ورايح كله هيتغير…

ابعدت نداء طفلتها برفق وكتمت ألمها داخلها، ووثبت قائمة ومرت من جانبهم، متجهة لباب الشقة قامت بفتحه ووقفت على اعتابه تقول بجمود:
_ يلا برة..

اقترب منها سيد وقبض على يدها وردد بخفوت:
_اللي حايشني عنك العيال، فلمي الدور احسنلك..

_برة، صرخت بها نداء..

فلوت منال فمها وهي تدنو منهم، قائلة:
_ايه برة برة اللي معلقة عليها دي، يكونش الشقة بأسمك..

_اه ياحبيبتي بأسمي أسالي المحروس اللي جمبك.. قالتها نداء بفظاظة رداً على حديثها..

فهتف سيد محتداً:
_بقا تطرديني من بيتي يا نداء..
وقبض على يدها بعنف، ودفعها للخارج واسترسل:
_يلا انتِ بقا برة..

سارعت نداء للدخول ووقفت تصرخ عالياً:
_الحقوني ياخلق، الحقوني يا ناس..

هبط بعض الجيران من الأعلى وصدر صوت إمرأة تقول:
_في إيه يا نداء يا بنتي..

ردت نداء عليها :
_شوفتي ياست نجلاء الباشا اتجوز عليا وجاي يطردني من بيتي أنا وعيالي..

حدجته المرأة بشمئزاز،قائلة:
_راجل قليل أصل بصحيح..

توسطت يد منال خصرها وهي تهتف:
_مش هنخلص من المسرحية دي ياسيد..

اردفت نداء بتهكم:
_ودي صحبتي اللي كنت بدخلها بيتي لفت زي الحية لحد ما لدغته..

بصقت السيدة نجلاء ارضًا و أردفت:
_اتفو صاحبة آخر زمن بصحيح .. خد مراتك ياض انت وامشي، وإلا قسماً بالله أبلغ ابني من القسم يجي ياخدك.

قالت نداء بثقة:
_والشقة بأسمي ياست نجلاء.

هتفت المرأة بقوة:
_يلا خد السنيورة في أيدك، مالكش حاجة عندنا.

وتابعت نداء:
_وبكرة من النجمة هرفع عليك القايمة، وصدقني هندمك.

قبض سيد على يد منال قائلاً وهو يمر من أمامهم:
_انا وانتِ والزمن طويل يا نداء..
وما ان توارى عنهم، حتى سقطت نداء ارضاً، وسمحت لدموعها بالنزول..

وجثت السيدة نجلاء بجانبها تواسيها، وطفليها بجانبها.

**صلي على محمد**

جلست أبرار على أقرب أريكة وعلامات الإرهاق بادية على ملامحها، فتساءلت نوال بدهشة:
_مالك يابنتي، فيكي إيه وشك مصفر يعني؟

غمغمت أبرار بتريث:
_ولا حاجة يا ماما بس تعبت من الطريق..

اردفت نوال:
_ايه تدريبك مر على خير..

وما ان جائت والدتها بتلك السيرة مر على خلدها مشهد تلك الفتاة..
رفعت نوال تتسائل في لهفة:
_فيكي ايه يابنتي؟.

_ها، تمام يماما كله تمام التقييم مر على خير، جعانة بس هموت من الجوع.. قالتها أبرار في مرح وهي تضع يدها أعلى معدتها.

ابتسمت نوال تقول:
_ايوة كده ارجعي بنتي  ، و اوعي الضحكة تختفي من على وشك، هروح اجهزلك لقمة، وراجعة.

هزت أبرار رأسها في هدوء ومرت والدتها من أمامها..

خرجت ملاذ من غرفتها، وجلست بجانب أبرار قائلة:
_أبرار الحقيني أنا واقعة في مصيبة.

تنبهت كل حواسها على قول شقيقتها، وردت في قلق بليغ:
_إيه اللي حصل يا ملاذ..

_الطلبة على الجروب طالبين أول محاضرة تكون اوفلاين، هنعمل إيه… صاحت بها ملاذ في توتر.

زفرت أبرار في عمق، وقالت في هدوء:
_حرام عليكي يا ملاذ، قلبي كان هيوقف من الرعب..
ضيقت ملاذ أعينها وقالت مندهشة:
_رعب!.. رعب إيه؟

ردت أبرار بحنق:
_ انا اتخضيت يابنتي وانتِ بتقولي في مصيبة، ومشكلتك سهلة هكلم وداد تشوف قاعة صغيرة كده هما كلهم عشر مشتركين متقلقيش أمرك محلول.

_بالسهولة دي..

اجابت أبرار في ريب:
_آه، هو في مشكلة تاني.

ردت ملاذ قائلة:
_مش كده بس، انا خايفة حاسة إني معنديش طاقة اقف واشرح قدام المشتركين هتوتر وممكن اتلخبط..

تبسمت أبرار ضاحكة واجابتها:
_صدقيني أول ما الشخص يمارس الحاجه اللي بيحبها ويشوف أول طوبة في حلمه بتتبني، هينسى كل حاجة وهتعدي..

زفرت ملاذ في قلة حيلة متسائلة:
_انتِ رأيك كده..

جائهم صوت نوال وبيدها حامل الطعام هاتفة:
_كده ونص كمان، وعقبال ما اشوفكم مستقرين في كل حياتكم..

استقامت أبرار واقفة واخذت الطعام من يد والدتها :
_بس خلوني بقا اكل بنفس..

قالت نوال ضاحكة:
_كُلي يا مفجوعة..

🌹 لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم 🌹

“في الجامعة ”
كانت فاطمة جالسة في ركن بعيد، تنظر لزملائها تقارن نفسها بهم و تتسائل مع نفسها..
هل تلك الضحكات المنبعثة منهم حقيقية أم زائفة؟
وماذا عن قلوبهم هل سليمة أم دمرتها الأيام؟
هل يحملون هماً على اعتاقهم ، هل ابتلوا بالتعلق تحت مسمى الحب..

_إستنزاف مشاعر على الفاضي، إحتمال يسبب خوف ورفض وعدم قبول، والشخص التاني غير مبالي؛ لأنه مش حاسس أصلاً ولا يعرف ايه اللي جواكِ.

نظرت فاطمة بجانبها، لتعلم مصدر هذا الصوت فوجدت فتاة منتقبة جالسة بجانبها، تعجبت قليلاً فكيف لم تشعر أو تحس بخطواتها!..

غمغمت فاطمة وهي تنظر للأمام:
_يارا..

ردت يارا قائلة في عتاب محبب:
_أيوة يارا يا فاطمة، اللي انتِ بعدتي عنها وعن الشلة كلها، وحالك اتبدل وفجأة نلاقيكي ماشية مع سارة اللي كل الجامعة عارفة مين سارة..
وصمتت لثوان تستغفر ربها ثم عاودت الحديث:
_ربنا يهديها و إيانا، بس عمري ما اتخيلت ده منك، سافرت كام أسبوع أرجع الاقي مفيش منك غير فتات.!..

طالعتها فاطمة بتمعن، وردت بجفاء:
_بس سارة دي هي اللي ساعدتني ووقفت جمبي.

قالت يارا في هدوء جلي:
_مش هعاتبك على مشاعرك؛ لأن ده غير مقصود منك، والله سبحانه وتعالى أودع فينا المشاعر والعواطف والأحاسيس.. و المشاعر المألوفة تجاه الجنس الآخر أخبرنا عنها رسولنا الأكرم في حديثه الشريف حيث قال: “الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف”، (الحديث في صحيح مسلم برقم 6376). ” إسلام ويب”

صارت دموعها تذرف كالشلالات، وصوت شهقاتها ارتفع، فربتت يارا على كتفها بود واستطردت:
_إذا تفرّغ القلب كان لا بد من ملئه، فاملئيه وأشغليه بالله وبمحبته، وأشغلي عقلك بالتفكير في دراستك أو في أي شيء ينفعك، بما في ذلك الصلاة، وحفظ القرآن، والصوم، والدعوة إلى الله في الجامعة وأيام الإجازة، قال الحسن البصري: “يا ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك”.

ردت فاطمة بنحيب:
_أنا خايفة من ربنا، خايفة أوي يـ يارا، آخر حاجة عملتها كانت لا ترضي الله، أنا مش عارفه عملت كده ازاي، تفتكري ربنا هيغفر لي.

انبلجت بسمة على شفاه يارا أسفل نقابها، واجابت:
_ ۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر: 53)
باب المغفرة مفتوح وواسع و الله يغفر الذنوب جميعاً عدا الشرك به.

مالت فاطمة برأسها على كتف صديقتها، ورحبت يارا بكل ود واستأنفت حديثها:
_استغفري كتير، ادعي ربنا يرزقك بالزوج الصالح.

وبعزم و إصرار نوت فاطمة على توبة نصوحة أمام الله.

༺༻أستغفر الله العظيم واتوب إليه༺༻

دلفت صباح إلى شقة ابنتها نداء وخلفها عز،بعدما وجدوا الباب مفتوح، تمعنت النظر لتجد ابنتها جالسة أرضًا تحتضن طفليها والدموع تتساقط بلا هوادة على وجنتيها..
جثت صباح على ركبتيها وغمغمت بذعر:
_ايه اللي جرالك يابنتي؟!

مال عز بجزعه للأسفل وهو يلتقط إحدى الأطفال مغمغماً :
_هدخل العيال دي جوة.

احتضنت صباح وجهها براحتيها وهتفت:
_يابنتي أبوس ايدك فهمني إيه اللي حصل، عينك محمرة و وارمة من العياط..

_اتجوز عليا يما.. اردفت بها نداء وسط بكائها.
فعانقتها والدتها تربت على ظهرها بحنو، وعاد عز يجلس بجانبهم بعدما أدخل الطفلين.

وغمغمت بعد حين:
_كان هيمد أيده عليا عشانها، وهو عمره ما عملها، وانا.. أنا قصرت معاه فأيه طول عمري الكل كان بيقولي بلاش الإهتمام الزايد، معقول يكون سابني عشان بحبه يما.

اشتعلت أعين عز بغضب، وانتفض واقفاً وهو يقول:
_وربنا ما هرحم اللي جابه..
أمسكت والدته قدمه من الأسفل وقالت وهي مازالت تمسد على ظهر نداء:
_مش دلوقتي يابني مش دلوقتي، لما نشوف اختك دي بس.

جلس عز مرة أخرى و أمسك بيد أخته يقبلها..

وأردفت نداء :
_ قولتيلي أكتب الشقة بأسمي، أهي الشقة موجودة بس هو راح يما..

اطلقت صباح لدموعها العنان، فقالت:
_عمري ما اتمنيت من الدنيا غير إني اشوفكم فرحانين و مستورين يابنتي، وطلبت منك تعملي كده عشان نفسك ده من حق عيالك يا عبيطة.

حاول عز كتم غيظه على قدر الإمكان وقال لدعم أخته:
_قوليلي ياحبيبتي إيه اللي يريحك ونعمله، ترفعي عليه قضية، ولا مقررة إيه..

زفرت صباح بقلة حيلة و اجابت عز على سؤاله:
_لما ترتاح وتصلب طولها نبقا نشوف يابني..

ابتعدت نداء عن والدتها، وتمتمت:
_عاوزة أدخل اوضتي.

استقام عز واقفاً وصباح أيضاً، ومال عز يلتقط يدها و عاونها على السير..

وتحت أنظارهم استلقت نداء على الفراش فدثرتها والدتها بالغطاء، ونظرت لعز قائلة:
_روح يابني عشان فاطمة متبقاش لوحدها وانا هبات النهارده عند اختك..

هم عز ان يقول شيئًا، فقاطعته صباح قائلة:
_اوعك تعترض مبقاش فيا حيل للمناهدة والصبح ابقى تعالى..

هز عز راسه متفهماً وغادر بصمت..

ومر اليوم دون أحداث أخرى.

“سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ”

في الصباح.. توسطت الشمس عِنان السماء، وخيوط دفئها تحي أمالاً جديدة بقلوب الجميع.

دقت الساعة العاشرة صباحاً، كانت تصعد ملاذ درجات السلم مع شقيقتها أبرار، تحدثت ملاذ بتوتر:
_لا أنا خايفة عاوزة ارجع.

ردت أبرار بتأفف:
_لا بقولك إيه مش بعد ما وصلنا للقاعة و حجزنا هنعمل كده.

اردفت ملاذ بتوجس:
_خلاص تمام بس خليكي قاعدة معايا.

هزت أبرار رأسها بثقة:
_معاكي طبعاً المهم لازم تكوني واثقة من نفسك، وتشرحي بقلب جامد.

غمغت ملاذ بهدوء:
_تمام، تمام.

خطت أقدامهم داخل تلك القاعة.. كانت تبدو كغرفة واسعة بها حجرات مغلقة الأبواب،توجه شاب إليهم وتحدث قائلاً:
_اتفضلوا هنا..

توجهوا إلى الحجرة التي أشار إليها، فتحت أبرار الباب لترى المقاعد المتراصة بانتظام خلف بعضها، و أمامها شاشة عرض كبيرة الحجم..

تبادلوا الفتيات الأنظار،و دلفوا خلف بعضهم،واخرجت ملاذ من حقيبتها لاب توب..

تحدثت إحدى المشتركين قائلة بتعجب:
_حضرتك مرات مستر عصام ولا إيه؟.

رمقتها ملاذ بدهشة وهمت بالتحدث فقاطعتها مشتركة أخرى تقول:
_مستر عصام مين، مش ده كورس الإنجليزي.

اردفت أبرار بتعجب من الأمر:
_هنا هيكون كورس الإنجليزي، ودي استاذة ملاذ اللي..

قاطعتها الفتاة مرة أخرى قائلة:
انجليزي إيه، هو ده مش كورس ال ToT تبع دكتور عصام..

هنا ودلف شاب خمري البشرة، متوسط الطول، عريض المنكبين، يتميز بجسد رياضي، صاح من خلفهم قائلاً:
_الكل حضر يا شباب،ياريت نلتزم بالهدوء يلا..

صاحت أبرار قائلة:
_اي ده!..
القاعة دي احنا اللي حجزينها، ومين عصام وايه توت دي؟!.

حدجها عصام بغيظ وقال بامتعاض:
_اكيد متلخبطة، شوفي المكان اللي جمبي.

ردت ملاذ بقوة غير معهودة:
_مستحيل، المكان ده ليا ومش هسيبه..

اردفت إحدى المشتركين:
_أيوة واحنا مع أستاذة ملاذ..
وانضم ست فتيات بجانبها، واربعة آخرين بجانب عصام، كان الأمر يبدو وكأنهم بمنافسة كبرى والفائز سيحصل على جائزة.

رفع عصام حاجبيه قائلا بعناد:
_واللهِ، طيب إيه رأيك بقا أنا مش هختار غير هنا..
وصاح عالياً.. محمد، محمد تعالى هنا.

جاء المدعو محمد فوراً إليه، وهتف قائلاً:
_ايوة يا دكتور عصام

هتف عصام بحدة:
_القاعة دي مين اللي حاجزها.
رد الشاب باندهاش من السؤال وغمغم بتريث:
_حضرتك، هو في أي مشاكل؟.

قالت ملاذ بقوى:
_آه فيه، أختي كلمتكم اونلاين، ودفعت للحجز، ليه مقولتش ان المكان محجوز.

رد الشاب بتريث:
_اسمعي يا فندم، في كذا مكان هنا، حضرتك تقدري تشوفي اللي يعجبك.

أردفت ملاذ بتحدي:
_انا بقا مش عجبني غير ده ومش هاخد غيره.

هتف محمد بهدوء:
_تمام، اتفضل أنت يا دكتور عصام..

قاطعه عصام محتداً:
_انا مش هتنقل من هنا.

زفر الشاب بضيق وقال بحنق:
_دلوقتي انتو الاتنين دافعين حجز، والمكان كله تحت أمركم، المشكلة مش عندنا، عند حضراتكم، ولازم شخص فيكم يتنازل للتاني.

عقدت ملاذ ساعديها أمامها، ورمقت عصام بتمعن، اما أبرار فكانت تنظر لأختها بغرابة، فحقاً من تلك، وما سر كل هذه الثقة؟!

_شوفي يا أستاذة أنا مش عاوز اغلط، ياريت بهدوء كده انتِ والمستركين تطلعوا برة.. قالها عصام بنبرة لينة بعض الشيء.

فتحدثت ملاذ بحدة:
_هتعمل إيه، ها قولي، هتخدعني ولا هتضخك عليا بكلمتين، انتو كلكم صنف واحد، وانا مستحيل اصدقك.

الآن وقد اتضح كل شيء ملاذ اختلط عليها الأمر فقط تلك القوى الزائفة ماهي إلا نتيجة لتجربة فاشلة، هكذا كان تفكير أبرار.

قطب عصام حاجبيه متعجباً،وأخذ يتفحصها من رأسها لأخمص قدميها،ولم يلاحظ قط حملها فكانت ثيابها واسعة، لم تظهر بروز بطنها الخفيف..واردف بخفوت:
_تمام الدور ده انا اللي هطلع.

الفصل الثالث عشر
هدير ممدوح
رواية_ باسم _الحب

فتحت باب الغرفة لتلتفت يميناً ويساراً تنظر بحذر ، لتجد الممر فارغاً، فأسرعت ركضاً، تحاول الفرار من مصير مجهول!..
توقفت بمنتصف الرواق عندما شعرت بخطوات أحدهم تقترب منها، فوقفت كالتائهة تبحث عن الملجأ، رأت مرحاض بين كل تلك الغرف فدلفت سريعاً..
ووقفت خلف بابه تلتقط أنفاسها وبقهر وعبرات حارقة تضرعت لله تدعو:
_يارب انا خايفة نجيني وانقذني منهم يارب..

واستدارات تفتح الباب بحذر وما إن طلت برأسها انتفض جسدها وهى ترى ذاك الرجل البغيض يتمتم بوجهها:
_مسكتك، ايه هنلعب كل يوم اللعب ده..

ومد يده يقبض على خصلات شعرها بقوة قائلاً:
_امشي يابت قدامي هو انا فاضي للعب العيال ده، قسماً بالله ان ما بطلتي الحركات دي لبلغ الباشا، فهمتي يابت..

تحدثت في وجل وسط دموعها:
_لا ياعمو، متقولش حاجة هيموتني.

هدر بحدة:
_يبقا تقعدي ساكتة..

وتوقف ادراجه وفتح باب إحدى الغرف، ودفعها للداخل، وهو يسبها.

🌺صلي على محمد 🌺

“في شقة نداء ”
توجه عز إلى المطبخ، توقف خلف والدته مباشرةً يقول:
_لسة حابسة نفسها برضه..

استدارت تقول بوهن:
_ايوة يابني..
وفرت دمعة من جانب مقلتيها واستطردت بغصة باكية:
_احترت يابني ومش عارفة أعمل إيه، اقولها تطلق وتخلص، ولا أقولها اقبلي عشان خاطر ولادك.

قال عز بضيق على حال شقيقته:
_صحيح يا أمي الست نوال سألت عليكِ قولتلها عند نداء..

همت صباح بالرد..
فاستمعوا لصوت نداء من خلفهم تقول:
_أنا عاوزة ارفع القايمة، عز ابقى شوف محامي شاطر..

_هتطلقي؟.. تسائل عز مستنكراً

فاجابت قائلة :
_ أعمل اللي بقولك عليه ولما يوصله الإشعار نبقا نشوف.

تحدثت صباح:
_طيب قولي يا بنتي ناوية على إيه اهو نبقا عارفين.

ضيق عز مقلتيه وهو يتحدث:
_نداء عندها حق، أنا أعرف محامي كويس بس شرطه لما يجيبلك المبلغ لحد عندك هياخد الربع،وهيجيب من الآخر..

_اللي، تعمله.. قالتها نداء بجفاء.

فدنا عز منها وحاوط كتفيها واعتدل يقبل جبهتها بحنو مردفاً:
_ولا تزعلي نفسك ياحميل هو اللي خسران و أوعدك بكرة هيجيلك حافي..

ابتعدت عنه نداء قائلة بحمود:
_هدخل اوضتي..

صاحت صباح بعجل:
_مش هتاكلي يابنتي.

غمغمت نداء وهي تدلف لغرفتها:
_ماليش نفس.

تبادلت صباح النظر مع عز و أردفت بحزن على ابنتها:
_بكرة الأيام تداوي الجراح.

هز عز رأسه متمتاً:
_وبكرة الأيام تندم الحيوان جوزها.

و بينما في غرفة نداء كانت تعانق برواز يحمل صورة لها ولزوجها يوم زفافها، والدموع تتسابق على وجنتيها كا لشلالات..
مؤلم ان يُصفع المرء على يد من أحبه…
وما أعظمه من ألم عندما تتعلق بشخصاً، وقد سطر على الجبين الفراق.

***********

في منزل عائلة سيد، كان منزلاً مكون من ثلاث طوابق أحدهم الأرضي، الذي اجتمع فيه مع عائلته..

كان سيد جالساً وبجانبه منال، وعلى أريكة بالمقابل له تجلس والدته ووالده وعلى يمينه شقيقه “ماهر” الذي تحدث بغل:
_نفهم من الحكاية دي ان مراتك قرطستك.

احتد سيد قائلا:
_بلاش قرطستك دي ياحلو.

ابتسم ماهر بتهكم واردف:
_وايه جاي تاخد الشقة اللي هنا، ده هيبقا بعدك بقا..

هم سيد بالرد فصاحت والدته وهي تنظر لـ منال بشمئزاز:
_شقة إيه يا واد ، اللي عجبه ياخد أوضة فالدور بتاعي، او يفرش ويبات هنا، ده اللي عندنا.

قال والده في عجل:
_براحة يا ام سيد خلينا نفكر ازاي هنرجع شقتنا من البنت دي.

صاحت المرأة بوجهه:
_وده كل اللي همك، الواد بيته اتخرب وعياله بقوا فالنص وتقولي شقة، بس تصدق ابنك يستاهل، وجدعة البت نداء انها عملت كده.

ردت منال بفظاظة:
_إيه ياحماتي انتي هتقطمي فيا ولا إيه، وبعدين يا سيد الوضع ده أنا مش عجبني.

لوت والدت سيد فمها و أشاحت بوجهها للجهة الأخرى فقال سيد:
_لا ياحبيبتي ده وضع مؤقت بس.

خد السنيورة يا واد واطلع سبلها فوق، مهو على رأى المثل يامأمنة للرجال يا مأمنة للمية فى الغربال.

استقامت منال واقفة وهي تقول بمكر:
_يلا ياروحي بينا.

امسك سيد يدها وغادرا من أمامهم وتحت أنظارهم الحانقة.

🌺 صلي على محمد 🌺

عادت ملاذ ومعها أبرار من الخارج ، فتحت نوال الباب لتتفاجئ بملاذ تعانقها فربتت على ظهرها بحنو، وابتعدت عنها لتضم يدها وتتحدث بسعادة غابت عنها منذ فترة:
_ياه يا أمي كان يوم جميل بشكل،مشتركين قمر والدنيا عدت على خير وكمان كاتبولي فيدباك كلامهم لذيذ أوي، قد إيه الواحد سعيد وهو بيشوف أحلامه بتتحقق .

ضمتها والدتها بحنان و أردفت:
_يارب يا بناتي اشوفكم فرحانين وبخير دايمًا..

_آه هما بناتك وأنا أبن البطة السودة صح.. قالها مصطفى بتذمر.

فقالت أبرار في مرح:
_يابني أنت أصلاً لقيوك على باب جامع.

رمقها مصطفى بضيق، فدنت منه نوال تضمه قائلة :
_بس يابت ده اللي فيكم والباقي سلطة.

_عيني ياعيني دي باعتنا كلنا، وانا ماليش غير اختي ملاذ.

هتفت ملاذ ببهجة:
_بكرة بعد ما اخلص المحاضرة التانية هاخد جزء من الفلوس و هجيب شوية حاجات و اروح الملجأ اللي مديره عمي محفوظ..

انمحت البسمة من على وجه أبرار؛ عندما جائت في بالها تلك الفتاة فسرعان ما تذكرتها لتقول بهمس:
_البنت اللي كانت بتجري من الملجأ، بس إيه اللي خدها هناك؟..بتعمل إيه في قسم الأمراض النفسية؟!.

_إيه بتقولي حاجة؟ تساءلت ملاذ بغرابة وهي ترى أبرار تتمتم بكلام غير مفهوم.

ردت أبرار بخفوت:
_لا ولا حاجة.

🌹استغفر الله العظيم واتوب إليه🌹

في منزل عصام،مكاناً لأول مرة نذهب إليه…
كان بيتاً مكون من ثلاث طوابق، وجالساً هو بالطابق الأول مع والديه، تحدثت والدته بضيق قائلة:
_جرالك إيه يابني، شغل وفلوس ومعاك يعني مش عاطل، و شقة كمان على تشطيب، ناوي تخطب امتى؟.

رد عصام بهدوء:
_لما الاقي بنت الحلال اللي أحبها وتحبني.

رد والده بحنق:
_لا لو ناوي تستنى الحب يبقا مش هتتجوز .

بادرت والدته بسؤالها:
طاب إيه رأيك في شريهان بنت نعمة اللي على أول الشارع،بنت بميت راجل محترمة وكويسة.

مر على ذاكرته طيف ملاذ، فكم بدت واثقة قوية بحديثها، ولكن يوجد غموض في كلامها،فماذا كانت تقصد ياترى؟!.

قضب والده حاجبية بدعشة يقول:
_اهو السرحان ده هيخلينا نشك إنك بتفكر في واحدة دلوقتي.

تبسم عصام ضاحكاً وقال بعدها:
_قريب يا جماعة هتشوفوا ابنكم جايب أجمل بنت وجاي.

رفعت والدته يديها تدعو:
_يارب يا ابن بطني اشوفك أجمل عريس، و فأيدك بنت الحلال اللي تهنيك.

🌺صلي على محمد 🌺

تعالى صوت رنين هاتف ذاك الممرض الذي يعمل بالمستشفى الخاصة بتدريب أبرار.
استقبل المكالمة بصوتً اجش:
_الو يباشا أي أوامر.

جاءه صوت الرجل متحدثا:
_البنت عندك يا علاء

أجابه علاء بثقة:
_في الحفظ والصون يا بهجت بيه، واهي متلقحة جوة.

رد بهجت في صرامة:
_اسمع اما اقولك، البنت دي ان بعدت عن عينك كده او كده هيكون فيها رقبتك.

رد علاء في وجل:
_مش هيحصل يا كبير.

_تمام غمغم بها بهجت، وانهى الحديث معه.

وفي منزل بهجت، كان جالس أمامه نادر وعندما رآه انتهى من حديثه صاح قائلاً:
_ما انت لو سبتني عليها كنا خلصنا منها وادفنت جمب اختها.

دنا منه بهجت وقبض على تلابيب قميصه وصاح معنفاً إياه:
_يا حيوان يا زبالة، أنت اللي لازم  ونخلص المجتمع منك..

و أنهى حديثه قابضاً على عنقه، فهتف نادر محتداً وهو يدفعه للوراء:
_انت بتعمل إيه، ابعد كده..

كاد بهجت ان يسقط أرضاً بعدما دفعه ولده، ولكنه امسك بالكرسي خلفه ، وبأعين تتقد غضباً، دنا منه بهجت ولطمه على وجهه فاستدار وجه نادر للجهة الأخرى من شدة اللطمة..

_نادر، ابني.. صاحت بها والدته التي جائت على صوتهم، اقتربت منه تربت عليه، ورمقت بهجت بحدة تقول:
_بتمد ايدك على ابنك اللي بقا طول يا بهجت.

رد بهجت محتداً:
_ابنك اللي بقا طوله مد ايده عليا وكنت هقع اتكفي ياهانم.

حدجت والمرأة ابنها، وأردفت:
_ده صحيح يانادر؟!

ولسة بتسألي، الولد ده مثال للأبن العاق، اه لو تعرفي كمان المصيبة اللي حطت على دماغنا من وراه.. هتف بهجت بهذا الحديث.

واستطرد يقول بامتعاض:
_يا ريتني ما اتمنيتك من الدنيا، ومن النهاردة حسابك هيقف و مالكش مليم عندي، و عربيتك هتتسحب، و اطلع يلا مش عاوز اشوف وشك يا صايع.

حدث كل هذا ونادر مطأطأ الرأس بخجل من تصرفه، وبهدوء تام خرج من الغرفة.

عقدت والدته ساعديها أمامها، فصاح بهجت بوحهها:
_نادية كلمة واحدة مش مستحمل، فـ ابعدي عن وشي دلوقتي.
زفرت بعمق وهي ترمقه بغضب تاركة الغرفة.

༺༺༺༻༻༻
طفلة بعمر الخامسة عشر تقف أمامه بملامح بريئة، ولكن دمعها يتساقط بلا هوادة على وجهها، مدت يدها له، فدنا منها ببطء وهو مبتسم وفجأة ودون سابق إنذار ظهرت حية سوداء عملاقة، حالت بينهما فرجع بخطواته للوراء..
صدح صراخ الفتاة بالمكان، كان يجب عليه إنقاذها، ان يتمسك بيدها، والفتاة لم تنجو فعندما اقتربت منها الحية اندفعت تتراجع للخلف وسقطت من فوق التل..

استيقظ من نومه وهو يرتجف، وفاقت زوجته على صوته وهو يصرخ قائلاً:
_لا، لا كان لازم انقذها.

تعجبت سميرة من أمره، و وكزته برفق قائلة:
_محفوظ مالك جرالك إيه؟.

اعتدل محفوظ من نومه وتساقطت دموعه واردف بحزن تجلى في نبرته:
_مخنوق يا سميرة، كأن في صخرة على قلبي..

ربتت على كتفه في هدوء متحدثة:
اهدى يا حبيبي، انت قومت مفزوع فجأة ليه كده بس؟.

رد عليها بهدوء وهو يمسد على رقبته:
_كابوس، كابوس وحش يا سميرة.

ردت سميرة بخفوت:
_طاب استهدى بالله يا حبيبي وارجع نام.

استعاذ محفوظ بالله من الشيطان الرجيم، وعاد يستلقي على فراشه من جديد.

༺༺༺༺༻༻༻༻

“في الصباح ”

تجهزت أبرار ومعها ملاذ إستعداداً للذهاب إلى القاعة التي تباشر عملها من خلالها..اردفت ملاذ وهي تمسد على بطنها:
_أبرار أنا عاوزة شيكولاتة.

رمقتها أبرار بتعجب تقول:
_ده شكله وحم ولا إيه، من عيني ياستي هروح اجيبلك..

وهمت أبرار بالخروج من الغرفة فتحدثت ملاذ بعجل:
_وبصي واحنا راجعين نبقا نجيب رنجة.

_يا صلاة النبي أحسن النونو بدأ يطالب بحقه بقا، قالتها أبرار مازحة.

وهمت بخطوة للخارج فصاحت ملاذ:
_اسمعي.

استدارت أبرار تقول بتهكم:
_إيه عاوزة ملوحة كمان.

نفت ملاذ قولها قائلة:
_لا كنت هقولك بعد ما خلص المحاضرة هنطلع على الملجأ..

اردفت ابرار بجدية:
_دي بقا اللي عمري ما هنساها لإني محتاجة اروح فعلاً.

غمغمت ملاذ بهدوء:
_تمام..

هبطت أبرار درجات السلم وعند أخر درجة وجدت عز يدلف وتحدث عندما رآها:
_ده يا صباح الجمال والدلال يا غزال.

_ عاوز إيه ياعز.. قالتها أبرار بحدة

فدنا منها عز ببطء فعادت هي بخطواتها للوراء حتى شعرت بالحائط خلفها، فابتسم هو قائلاً:
_ ابقي قولي لامك ، أمي عاوزاها تقعد معاها شوية، وابقي حاولي تلمي لسانك اللي عاوز قطعه ده

بغتته باقترابها المفاجئ فجأة، فندفع هو للخلف سريعاً إلى الحائط المقابل ورفعت سبابتها بوجه تقول:
_مفيش ارخم من أسلوبك يا قرد انت، و عارف لو مبطلتش غلاسة هدبحك..

_تعرفي اني ممكن ألم أهل الحارة دلوقتي واقولهم بتتحمرش فيا.. نطق بها عز وهو يغمز بعينه

فقطبت جبينها وتمعنت النظر بوقفتهم لتراه يقف هو مستندًا على الحائط بظهره وهي أمامه مباشرةً.

وصدح صوت دبور الذي دلف الآن ورآهم :
_مش عيب كده يا معلم وقفتك في بير السلم.

التفتت أبرار بضيق قائلة:
جاتكم القرف انتو الاتنين.. ودفعته من أمامها وصعدت للأعلى.

اردف عز بحنق:
_يقطعك يا دبور قطعت عليا اللحظة، كنت عاوز إيه؟.

قال دبور بجدية:
_جيت اندهك للريس أكرم عايزك، وعرفت مكانك من الست صباح..

هتف عز بغيظ وهو يدفعه برفق للأمام:
_طيب يا اخويا يلا.

في الأعلى وقفت أبرار أمام باب شقتهم واضعة يدها على قلبها الذي كان يطرق كالطبول خلف قفصها الصدري، وابتسمت ببلاهة تقول:
_ان كان ده حب، فهو طلع حلو، وحلو أوي كمان.

وهمت ان تطرق على الباب، فتذكرت أمر ملاذ فضربت مقدمة رأسها تقول بخفوت:
_نسيت اجيب الشكولاتة.. وهبطت للأسفل.

“سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”

كانت جالسة نوال أمام صباح في شقتها، واردفت قائلة:
_معلش ياحبيبتي اتأخرت عليكي، البت أبرار نسيت تقولي،ويلا رنة عليا من شوية بعد ما مشيت.

لم يأتيها الرد من صباح الشاردة، وشعرت ان بها شيئاً من صمتها و الإرهاق البادي على ملامحها،فتسائلت بخفوت:
_مالك ياحبيبتي مش عوايدك تسكتي كده فيكي حاجة، البنات كويسين، صحيح كنتي بايتة عند نداء حد من عيالها تعبان ولا إيه؟.

انهمرت الدموع على وجه صباح تقول:
_بنتي بيتها انخرب يا نوال.

_ياساتر يارب إيه اللي حصل بس؟!.. هتفت بها نوال متفاجئة من الأمر.

فقصت عليها صباح ما حدث، وختمت حديثها تقول بغصة:
_مش عارفة احكي و افضفض لمين قلت لـ عز يندهك، لو كتمت هموت.

ربتت نوال على كتفها تواسيها قائلة:
_بعد الشر عليكي ياحبيبتي، ربنا يحفظك لولادك، رجالة آخر زمان عينها فارغة، واللي اتجوز على مراته ده بكرة يندم لأنه حاله مش هيتصلح هو اللي جابه لنفسك.

قالت صباح ببكاء:
_حاسة بالذنب ياختي واني أنا السبب في خراب بيت البنت ، وقلبي واجعني عليها.

هتفت نوال محتدة:
_ذنب!.. ذنب إيه ياحبيبتي، مش أحسن ما كان طردها هي وعيالها وقالها شقتي، دي بنت ابوها الشقة من حق العيال دي، و ده رجل ناقص بصحيح..

واستطردت نوال تقول:
_استهدي بالله وقومي امسحي وشك، وربنا هيصلح الحال.

ردت صباح تقول بلامبالاه:
_حال إيه بقا، امبارح عز شاف محامي يرفع عليه القايمة و لسة أما نشوف.

قالت نوال بخفوت:
ما تقوليش كده ياحبيبتي، ربنا يقدم اللي فيه الخير.

طرقات على الباب قاطعت حديثهم فاستقامت صباح قائمة وهي تزيح دمعها وتغمغم قائلة:
_هشوف مين وورجعالك.

هزت نوال رأسها دون ان تنبس ببنت شفة.
فاتجهت صباح إلى بابها وفتحته لترى والد سيد وعمه أمامها، فقالت باقتضاب:
_خير..

هتف والد سيد:
_السلام عليكم ياست صباح، إيه هنقف على الباب كتير.

غمغمت صباح بجفاء:
_ابني مفيش وميصحش ادخلكم.

هتف عم سيد بعجل:
_دول هما كلمتين ياست، وسيبي الباب مفتوح.

غمغمت صباح بهدوء، تريد سماعهم:
_تمام اتفضلوا..

دلفا للداخل، وما ان وقع نظرهم على نوال اردف والد سيد:
_عندك ضيوف يا ست صباح.

جلست صباح بجانب نوال تقول:
_الست نوال زي أختي بالظبط ومش بخبي عنها حاجة..

ونظرت لنوال تقول:
_ده حما نداء يا ام مصطفى.

قال رفعت بتريث :
_ماشي..

واشار لأخيه بالجلوس، واصبحوا مقابل بعضهم.

هتف رفعت بجدية:
_خدي مني الكلام للأخر يا ست صباح دلوقتي أنا ابني اتجوز على سنة الله ورسوله يعني مغلطش فبقول يعني لو نلم شملهم ويرجع ابني لعياله، ومراته الجديدة هتقعد في اوضة الأطفال لحد ما ربنا يوسع عليه.

_لا ونبي جايبلها ضرة، وعاوز يقعدها في وشها، وبعدين انا بنتي ناقصة إيه عشان يتجوز عليها، خلفة ومخلفة بنت وولد، جمال واهي أحلى من مراته، اهتمام ومهتمة، ايه اللي ناقصها.. ردت عليهم صباح هكذا بنبرة محتدة.

فقال رفعت بهدوء:
_ياست صباح بنتك ست الستات بس..

وثبت صباح قائمة وهي تقول:
_من غير بس يا حج رفعت، ده كلام يوزن العقل برضه، تقبله على بنتك، احنا خلاص رفعنا عليكم القايمة ولو بنتي رجعت ترجع بشروطها.

و إيه الشروط دي ان شاءالله، تسائل عم سيد باقتضاب.

فردت صباح قائلة:
_يطلق مراته، القايمة تتغير وينكتب مليون، ويعتذر لبنتي ويراضيها و..

قاطعها عم سيد يقول بغضب:
بس، بس هو علاء مصباح الدين، عنها ما رجعت خليها كده، مليون قال، اسمعي بقا انتِ الشقة هترجع، العيال وهناخدهم وخلي بنتك عندك.

هتفت صباح محتدة:
_طاب يلا يا راجل يا قرع من هنا.

هم رفعت بالتحدث فقال شقيقه بامتعاض:
ست قليلة أدب بصحيح.

هتف رفعت لتهدئة الأوضاع:
_اسكت أنت يا عبد العال..
وبدل نظره لصباح وهم بالحديث..

فقالت صباح بعجل:
_من غير ولا كلمة، مبقاش بينا غير المحاكم، يلا من هنا يلا.

هتف عبدالعال وهو يخرج:
_حرمة سعرانة..
وخرج رفعت خلف شقيقه وهو يرمقه بعتاب.

وبالداخل استقامت نوال واقفة وهي تربت على كتفها وتقول:
_ست بميت راجل واللهِ برافو عليكي، خليهم يتأدبوا.

🌹لا إلا إلا الله 🌹

تسائل سيد وهو جالس وسط أسرته بعدما عاد والده وبجانبه منال:
_ها يابا عملت إيه طمني..

قص والده عليه ماحدث، فقال بخفوت:
_يعني إيه، نداء هتسيبني.

قال والده بقلق تجلى في نبرته:
_ والله انا مش خايف غير بعد كده يحجزوا على البيت، عشان قايمة الست.

تحدث عبدالعال موجهاً حديثه لسيد :
_مهو أنت يا ولد اخويا، لو قدرت تجيب العيال معاك كان زمانك لاوي دراعها.

هتف سيد كالتائه:
_ومش هشوف نداء تاني.

لوت منال فمها تقول بحنق:
_ومالك مدلوق عليها كده ليه يا راجل، ده انا هطق بالاسم اتجوزتني وانت مقربتش مني حتى، وبنبات وسط الصالون بقا ده كلام.

صاحت والدة سيد قائلة:
_يا مرك يا ام سيد على قلة الحيا، طاب يا اختي اختشي وقولي الرجالة قاعدة وسطينا، بس عارف يا واد ذنب البت الغلبانة هيخلص فالابتلاء اللي جمبك دي.

وثبت منال تقول بفظاظة:
_لا دي مش عيشة، انت سامع أمك بتقولي إيه، اسمع يا سيد الوضع ده كله يتغير، و إلا أنا كمان هروح ارفع عليك القايمة واطربقها فوق دماغك..

انهت حديثها وهي تغادر من أمامهم، فقال والده بحدة:
_روح شوف دي كمان بدل ما تطربق على راسنا كلنا روح.
ذهب سيد من أمامهم وعم الصمت.

*********

انتهت ملاذ من شرحها، وبعدما رحلوا طلابها، وقفت تقول، لـ أبرار
_هروح أشرب واجي، وبعدها نطلع على الدار على طول.

غمغمت أبرار بهدوء:
_تمام يا روحي.

دلفت ملاذ إلى تلك الساحة الصغيرة المقترنة بالقاعة وجدت حوض وكأس على طرفه، وارتشفت من المياة حتى ارتوت، واستدارت تغادر فوجدت عصام بوجهها، الذي تبسم بدوره قائلا:
_مساء الخير…

هتفت ملاذ باقتضاب:
_اهلا.. وهمت بالمغادرة.

فصاح هو قائلاً:
انسة ملاذ ثواني بس، انا كنت عاوز اعتذر عن سوء الفهم اللي حصل.

ترددت ملاذ قبل ان تقول:
_مفيش مشاكل حصل خير.

طالما كده بقا نبدأ من جديد.. قالها عصام وهو يمد يده لها ليصافحها.

فاردفت وهي تعقد ساعديها أمامها:
_مش بسلم على رجالة.

حمحم عصام خجلاً و اردف مغيراً الموضوع:
_أنا بدي كورسات طبية، بالإضافة لـ tot..

قالت ملاذ بفضول الtot ده اللي هو إعداد مدرب.
لاحظ عصام اهتمامها بالموضوع فتحدث:
_أيوة هو، أنا أصلاً بدي باقي الكورسات في قاعة كبيرة عسان العدد، بس الكورس ده عدده صغير علشان كده حجزت هنا.

تمتمت ملاذ بهدوء:
_ايوة فهمت..

ران الصمت لثوانِ فقاطعه عصام قائلاً:
انا هبقا ابلغ المشتركين عن الكورس بتاعك ولو حد حجز هجهز اسمه فقايمة تمام.

ردت ملاذ بحماس:
_متشكرة جداً.

هتف عصام بتردد:
_طيب إيه رأيك ندردش شوية ونشرب قهوة.

رمقته ملاذ شزرًا واجابت بحدة:
_صنف عاوز الحرق…
واستدارت تغادر

فهتف عصام بصوت عذب:
_وعندما هل طيفك تبسم فؤادي فرحاً، فهل لي من حبك نصيب…

_افندم!.. استدارت ملاذ متعجبة عندما استمعت ما قاله.

فأجاب هو:
_بألف، بحت التأليف، ومكنتش اقصد حاجة.

اردفت ملاذ بتهكم:
_مش جديدة كلكم كده.

قاطعهم صوت أبرار تقول:
_إيه يا ملاذ اتأخرتي ليه؟.

وتمعنت النظر بهم قائلة في ريب:
_حد دايقك.

ردت ملاذ بخفوت وهي تسحبها للخارج:
_لأ ويلا بينا.

༺༺༺༻༻༻

في سيارة الأجرة، كانوا الفتاتان بجانب بعضهم، وحقيبة بلاستكية ضخمة مليئة بالهدايا جانبهم.

_هو احنا ليه مكناش قراب من بعض؟.. اردفت ملاذ متسائلة.

فتطلَّعت إليها ابرار وقالت بعد صمت دام لثوانِ:
_مش عارفة، تصدقي انا أوقات بسأل نفسي هو احنا كنا فين من حياة بعض مع أننا في نفس البيت، بس ليه كده.

هتفت ملاذ بجمود:
_وانا صغيرة كنت بدور على صديق احكيله أسراري بس عمري ما فكرت ألجأ لاختي.

تحدث السائق متدخلاً في الموضوع:
_كله من الأهل يابنتي، اوعك تجيبي الحق على الدنيا ومشاغلها، الغلط فينا، لو حد منهم شاور على اختك وقالك دي سندك وبير اسرارك، ومالكيش غيرها من بعد ربنا، كان زمانها بتحتويكِ.

اردفت أبرار بمنطق:
_عندك حق وامسكت يد اختها تدعمها.

وتبسم الرجل قائلًا:
_العمر قدامكم انتو لسة شباب، ويا بنتي لا صديق ولا قريب يؤتمن على سر، اصل صحبتك هتقول لصاحبتها واهي دايرة.

اردفت ملاذ بابتسامة:
_متشكرة لحضرتك.

رد الرجل بحنان:
_الشكر لله يابنتي..

وقفت والسيارة أمام الدار فسترسل:
_وصلنا يا عرايس حمد الله على السلامة.

أمسكت أبرار بالحقيبة، واعطت ملاذ السائق أجره…

وقبل ان يدلفوا للداخل وجدوا عمهم يخرج، فوقف يتسائل باهتمام:
_في حاجه معاكم.

اردفت أبرار بعصبية:
_جايين نعما خير، إيه هتمنعنا.

قال محفوظ بتريث قبل ان يمر :
_الدار كله تحت امركم أعملوا اللي عاوزينه.. وغادر من أمامهم.

فقالت أبرار بتعجب:
_غريب ماله ده؟!.. يلا مش مهم خلينا ندخل.

داخل تلك الحديقة الواسعة الملحقة بالدار ونظراً لمعرفة الأطفال السابقة بهم، التفوا حاولهم بفرحة، عانقوهم بود ووزعت ملاذ الهدايا عليهم..

نظرت أبرار بينهم و أحست بغياب اثنتان، ورأت على بعد منهم واحدة تجلس على المقعد، فتقدمت منها وجلست بجانبها تقول:
_إيه يا ريهام ما جتيش ليه مع زمايك، ملاذ جايبة شيكولاتة تكفي الكل.

تبسمت الفتاة قائلة:
_ماليش نفس.

ضيقت أبرار أعينها وهي تنظر حولها وتتسائل:
_رفيف وساندي فين؟.

وعند ذكرهم اجهشت الفتاة ببكاء مرير، وقالت:
_رفيف وساندي كانوا اقرب صُحاب ليا احنا التلاتة نفس السن، أستاذ محفوظ قال أنه في عائلات اتبنتهم، بس انا مش مصدقة؛ لإنه محدش جه شافهم وغير كده الناس بتتبنى أطفال لسة صغيرة انما أحنا داخلين على ال16،وكمان في حاجة تانية.

تسائلت أبرار بثبات وهي تشعر بخطر قادم:
_و إيه كمان؟

اردفت ريهام قائلة بتوجس:
_بصراحه أنا شوفت واحد شايل ساندى وكان كاتم بقها بأيده وطلع من الباب الخلفي.

معقول تكون ساندي اللي انا شوفتها فالمستشفى؟!.

الفصل الرابع عشر
باسم الحب
#Hadeer_Mamdouh

جأر محفوظ بحدة وهو يجلس أمام بهجت بمكتبه:
_بقولك مش قادر انام ليل ولا نهار منظر البنت مش رايح عن بالي ولو شوية، والتانية بحلم بيها ذنبهم لافف على رقبتي زي حبل المشنقة .

رد بهجت بنفس الحدة:
_اهو انت لو مبطلتش كلامك ده حبل المشنقة هيلف على رقبتنا كلنا.

تمتم محفوظ بهدوء:
_بهجت بقولك اتصرف.

استقام بهجت من خلف مكتبه وجلس بالكرسي المقابل لمحفوظ واردف بحنق:
_اتصرف اعمل إيه يعني؟.. أروح أبلغ عن ابني اقولهم ان اغتصب بنت والتانية لأنها شافته وجريت عليك تقولك، رمناها في مستشفى المجانين، انت بتستهبل.

قال محفوظ بندم:
_مش قادر، مش قادر اتحمل الذنب ده يا بهجت.

هتف بهجت بتهكم:
_لا استحمل يا اخويا هو أول ذنب ليك، لو ناسي روحك افكرك.

احتد محفوظ واشتد على اسمه وهو يناديه:
_بهجت..

اردف بهجت بغضب:
_انت خليت فيها بهجت، اسمع اوعك تنسى إنك مشترك زيك زينا في الجريمة دي فاهم…

واستطرد بحدة:
_اي حد هيقرب من ابني هنسفه من على وش الدنيا، حتى لو كان صديقي ، ده ابني الوحيد،فهمت.

هتف محفوظ بامتعاض:
_انت بتهددني يا بهجت؟!.

وثب بهجت من على كرسيه وعاد لمكانه قائلاً:
_شرفت يا محفوظ، وابقى خف زيارتك علينا.

كظم محفوظ غضبه و حدجه بنظرات غاضبة،و فتح باب غرفة المكتب ليرى نادر أمامه فرمقه بشمئزاز وغضب، ودفعه ليمر من جانبه..

ولج نادر لمكتب والده، بعدما توارى محفوظ عن نظره.. وجلس أمامه يتسائل:
_وده كان بيعمل إيه هنا؟.

باعته بهجت بسؤالة:
_وانت إيه اللي جايك ومين سحملك تقعد؟!

طأطأ نادر رأسه بخجل واسترسل:
_جيت اعتذر من حضرتك يا والدي، و اوعدك اللي حصل ده مش هيتكرر تاني.

أخفى بهجت فرحته بقدوم ابنه، وتحدث بثبات:
_اعتذارك مرفوض، ويلا من هنا.

استقام نادر واقفاً، ودنا من والده وقبل جبينه مردفاً:
_انا بكرر اسفي يا بابا حقك عليا بقا.

تبسم بهجت برضا قائلاً:
_خلاص تمام، اقعد مكانك يلا..

عاود نادر الجلوس أمام والده مره أخرى، وهتف بنزق:
_محفوظ بيه كان بيعمل إيه هنا؟!

أجابه بهجت بتهكم:
_مفيش يا سيدي قال حاسس بالذنب فجأة وندمان.

اردف نادر بتوجس:
_بابا انا مش خايف غير من الكاميرا اللي صورت كل حاجه اكيد محتفظ بالجزء ده على فلاشة عنده.

رد بهجت بغموض:
_متقلقش محلولة.

اطمئن قلب نادر وصاح بلهفة:
_إيه مش ناوي ترجعلي حسابي بقا..

“اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد”

صاحت أبرار وهي تتحدث مع صديقتها وداد من خلال الجوال:
_افهميني احنا لازم نروح المستشفى تاني، أنا عاوزة افهم إيه اللي حصل؟!.

اجابت وداد بتفهم:
_انا فهماكِ ياحبيبتي، بس انتي بتقولي مش متأكدة هي نفس البنت اللي شوفتيها ولا لأ.

قالت أبرار:
_بس الطريقة اللي شافتها ريهام، وهما بياخدوا ساندي يدل على إنه في حاجة غريبة بتحصل..

ردت وداد بضجر:
_انتِ ليه مهتمة بالبنات دول كده.

اجابت أبرار بمشاعر صادقة:
_البنات دول مالهمش حد غير ربنا يا وداد، دول يتامى.

شعرت وداد بالندم وردت بضيق من نفسها:
_انا معاكي قوليلي هنعمل إيه؟.

_الحل الوحيد اننا نروح المستشفى و لازماً نشوف ساندي هناك.

ردت وداد بعزم:
_تمام معاكي…

في يوماً تالي محملاً بالكثير من الحكايا، بزغ الصباح..

أوصلت أبرار ملاذ وقالت لها وهم بالأسفل أمام باب القاعة:
_ملاذ زي ما قولتلك أنا مع وداد عشان الحلق بتاعها وقع منها فالمستشفي ومش هتأخر هاجي اخدك ونروح سوى.

هزت ملاذ رأسها بابتسامة قائلة:
_متقلقيش عليا روحي وانتِ مطمنة.

لوحت أبرار بيدها لها قبل مغادرتها،وتمتمت بخفوت:
_يلا سلام.

تمتمت ملاذ مبتسمة:
_سلام..

صعدت ملاذ درجات السلم، وما كادت ان تصل لنصفه حتى استمعت لصوت فتاة تقهقه عالياً، فقطبت جبينها بتعجب من صوتها العالي، وتابعت صعودها لتتسع أعينها وهي ترى ذاك الخالد يقف أمام إحدى الفتيات فتغضن وجهها بالغضب وهتفت محتدة:
_انت بتعمل أيه هنا، انت جاي تراقبني.

استدار خالد يتمتم بدهشة:
_ملاذ!.

هتفت الفتاة بتعجب:
_خالد انت تعرف استاذة ملاذ!..

تمعنت ملاذ النظر بالفتاة لتتذكرها فهي نفس الفتاة التي جائت بصف عصام باليوم الأول..

نفى خالد معرفته بملاذ قائلاً:
_لا معرفهاش يا رحمة.

ردت بنزق:
_ازاي وانت لسة قايل اسمها.

احتد خالد وهو يجيب:
_رحمة مش وقت أسئلة دلوقتي، انا ماشي.

قبضت رحمة على يده برفق تحت أنظار ملاذ وقالت:
_خالد حبيبي، متزعلش، مش قصدي حاجة.

_حبيبي، تلك الكلمة التي ترددت بذهن ملاذ جعلتها تصرخ بوجهه وهي تضربه بحقيبتها:
_آه يا زبالة ياحقير..

فتلك اللحظات كان يصعد عصام للأعلى، واندفع سريعاً إليهم وهو يرى ملاذ بتلك الحالة فوقف حائل بينهم، وقال مستفهماً:
_في إيه؟!

ردت رحمة بعصبية:
_اسأل استاذة ملاذ هي اللي اتهجمت على خطيبي.

ردت ملاذ بغضب:
_في إنه الأستاذ بينصب عليكِ ومستغفلك، وهو متجوز مرتين قبلك تقدري تقولي لوالدك يتأكد من كلامي، واحمدي ربنا إنك لاقيتي حد يحذرك منه..

و استدارت تهبط دجارت السلم بعجل والدموع تتساقط من مقلتيها…

في البداية وقف عصام حائراً، هل يساند طالبته ويرى ما سيحدث، اما سيلحق نداء قلبه..

وما هي إلا ثوانِ حتى أصبح يركض خلف ملاذ ملبياً نداء قلبه..رآها تعبر الطريق وبقلب من الفزع كاد ان يخرج من مكانه ركض إليها في لهفة، وقام بسحبها للجهة الأخرى حتى كادوا ان يسقطوا فلوهلة كادت ان تدعسها إحدى السيارات، التي طل سائقها برأسه من نافذتها الصغيرة وألقى سباب لاذع عليهما.

تجمدت أطراف ملاذ وهي ترى نفسها بحضن هذا العصام، الذي ضم وجهها بين راحتيه متسائلاً بقلق:
_انتِ كويسة جرالك حاجة..

ابتعدت ملاذ قائلة بامتعاض:
_مين سمحلك تقرب مني بالشكل ده، وليه لحقتني؟

_عشان خوفت عليكِ، وكنت عاوز اطمن.. قالها عصام بصدق نابع من فؤاده..

وقفت مشدوهة مكانها ، ولا تعلم بما تجيب، فتحدث هو بعد صمت دام لثوانِ:
_خلينا نرجع للقاعة، أو نروح أي مكان ترتاحي فيه، ولا اقولك تعالي نشرب عصير ونرجع.

كانت بحاجة تامة للإنفصال عن العالم قليلاً، ان تمشي بهدوء دون ان يحدثها أحد عن شيء، وبما ان شقيقتها غير متواجدة فقررت ان تذهب معه وسارت بجانبه في هدوءً تام.

🌺لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم🌺

وقفت أبرار مع وداد بالطابق الذي رأوا الفتاة به من قبل، تحدثت وداد قائلة بوجل:
_لو حد مسكنا هنعمل إيه دلوقتي؟

اجابت أبرار بضيق:
_ يا بنتي قولتك، هنقولهم ان الحلق بتاعك وقع يوم التدريب وجينا ندور عليه بس.

هتفت وداد بذات النبرة:
_ربنا يستر بقا عشان انا خايفة.

شددت أبرار على كفها قائلة:
_اطمني انا معاكي..

وامتدت يدها بحرص وعناية لفتح الأبواب، لتقف عند اخر باب في الرواق، قالت وداد:
_اسمعي اخر أوضة دي وهنمشي على طول.

اردفت أبرار :
_في كذا قسم في المستشفي مش ده بس، و ماشي يا ستي هنمشي،بس المرة الجاية هاجي من غيرك .

فهزت وداد رأسها على مضض…

فتحت أبرار الباب بحذر، وجابت أعينها الغرفة لتتفاجيء بالفتاة جالسة أرضاً بجانب الفراش الصغير، وفور فتح الباب رفعت أنظارها ظناً منها ذلك الممرض البغيض، لتمتم بخفوت:
_أبرار.

استدارت أبرار تقول:
_وداد خليكي واقفة هنا، وانا مش هتأخر.

هزت ودود رأسها :
_تمام بس بسرعة.

دلفت أبرار للداخل بعدما اغلقت الباب خلفها، وقفت أمام ساندي، قائلة:
_انتِ بخير ياحبيبتي..

ارتجف جسد ساندي برعب، تكاد تلتصق بالحائط خلفها وغمغمت بخفوت:
_هو اللي باعتك صح.

ردت أبرار بدهشة من حالتها:
_مين؟.

اردفت ساندى بتوجس:
_عمك محفوظ بعتك  .

ردت أبرار وهي تربت على كتفها بحنو:
_اوعك تخافي مني يا ساندي، انا شوفتك بتجري أما كنت هنا يوم السبت، وكمان ريهام قالتلي إنها شافتك بيخرجوكي من الباب اللي ورا بطريقة غريبة.

جلست الصغيرة على طرف الفراش تبكي، فجلست أبرار بجانبها تقول:
_دي فرصتك الوحيدة عشان اقدر اخلصك من هنا، لازم تحكيلي إيه اللي حصل، و رفيف ليها علاقة بالموضوع ولا فعلاً فيه عيلة اتبنتها.

ازدادت شهقات ساندي، وهي تُتمتم:
_رفيف  ..

_إيه؟.. تسائلت أبرار منفعلة.

فقصت عليها ما حدث..
فـ أردفت أبرار:
_يعني انتي لما شوفتي اللي حصل جريتي على مكتب محفوظ اللي راح فوراً، ووقفتي تسمعي كلامهم، وشوفتي واحد اسمه بهجت جه، وهددوا عمي محفوظ بحاجة ولما قاله انه في شاهد كان يقصدك و انتِ دلوقتي هنا.

هزت الفتاة رأسها بنعم دون ان تنبس ببنت شفة، فاستقامت أبرار واقفة وقالت بتفكير:
_لو فعلاً في كاميرات زي ما بتقولي يبقا الجزء
اللي حصل فيه الجريمة موجود مع عمي محفوظ.

استطردت أبرار مسترسلة:
_ساندي خليكي قوية و اوعك تخافي هعمل المستحيل عشان اخرجك وهرجع حق رفيف، وهحاول اجيلك..

وعانقتها بعطف وقبلت جبينها، وخرجت من الغرفة سريعاً..

وقفت أمام الباب تتنفس الصعداء، فدنت منها وداد تقول عندما رأت الدموع تتساقط على خديها:
_ايه اللي حصل يا أبرار بتبكي ليه؟!.

صاحت أبرار بصوت متحشرج:
_البنت اغتصبت وماتت يا وداد، انا مش قادرة استوعب اللي حصل.

هتفت وداد بأعين متسعة:
_مش فاهمة احكيلي.

قبضت أبرار على يدها تقول:
_خلينا نطلع الأول.

وقفا وداد و أبرار بالقرب من المستشفى،قالت وداد بلفهة:
_يلا احكيلي بسرعة قالتلك ايه؟.

سردت أبرار عليها كل ما اخبرته لها ريهام، وختمت حديثها قائلة:
_وحاسة نفسي تايهة ومش عارفه إيه الخطوة الجاية.

هتفت وداد بنزق:
_خطوة جاية، أكيد بتهزري..

قضبت جبينها ترمقها بتعجب.

فصاحت وداد قائلة:
_بتبصي كده ليه الموضوع ده اكبر مني ومنك، ومفيش فأيدنا دليل واحد.

ردت أبرار:
_لا في ريهام موجودة..

تعالى صوت وداد وهي تصيح:
_أبرار بلاش عند او تنشيف دماغ،البنت اللي جوة لو حد حس انها قالتلنا  ،ومش بعيد لما يعرفوا  احنا شخصيا..

_يعني ايه هنخاف ونكش واحنا عارفين كل ده..قالتها أبرار بحنق.

فردت وداد بتفهم:
_طفلة عندها ١٥ سنة اغتصبت وماتت،والتانية في مستشفى المجانين، الناس دي أكبر مني ومنك شيلي الموضوع من دماغك ان مكنتيش خايفة على نفسك فعشان مامتك واخواتك يا أبرار.

🌹 أستغفر الله العظيم واتوب إليه 🌹

مرت الأيام يوم تلو الأخر.. وتحديداً في المساء
صاحت ملاذ قائلة، وهي تنضم إليهم بالصالون:
_مش هتصدقوا اللي حصل..

تمعن جميعهم النظر بها، و اردفت نوال تتسائل:
_خير يا بنتي .

نظرت لـ أبرار قائلة:
_عصام كلمني يا أبرار..

تمتمت أبرار بخفوت:
_عصام.

وقالت والدتها في ريب:
_مين عصام ده يا ملاذ؟.

ردت ملاذ بحماس طفلة وهي تنقل بصرها بينهم:
_عصام يماما هو كمان بيدي كورسات ، المهم يا أبرار كلمني على البيدج اللي عملناها سوى وبنزل عليها الريفيوهات…

صمتت تلتقط أنفاسها وتابعت بشغف:
_دخلتله خاص لما بعت وهو قالي ان بمساعدة التيم بتاعه اللي جمع عدد كبير هياخد الكورس، وهو هيساعدني في المتابعة معاهم، هنبدأ من بكرة، هو الكورس بتاعه هيبدأ الساعة٨ ل١٢ وانا بعده هبدأ من بكرة..

اردفت أبرار بتسائل:
_يعني هو بقا مجهز كل حاجه وبلغك.

ردت ملاذ بهدوء:
_كان قايلي انه لو جمع عدد حلو هيبلغني، وجمع اهو وكلهم دفعوا.

تحدثت نوال بجدية:
_طالما انتِ شايفة ده فصالحك يابنتي، يبقا توكلي على الله.

عانقتها ملاذ بود قائلة:
_انتِ مش عارفة انا فرحانة قد إيه.

تحدث مصطفى بعجل قبل ان تهم نوال بالرد:
_طالما هيبقا معاكي فلوس كتير بقا، يبقا ارجع لدروسي من تاني.

اجابت ملاذ وهي تقبله:
_يا حبيبي ده انا عيوني ليك..

لحظات سعيدة مرت عليهم، ولكن هل تدوم للأبد؟!..

༻لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم༻

هدرت بحدة قائلة:
_يعني عملتلك بلوك على رقمك القديم، جاي ترن تاني يا أخي ارحمني بقا، قولتلك مش عاوزة أمور السحر والشعوذة دول.

رد جاد عليها بتهكم:
_إيه توبتي يا شيخة فاطمة.

_اه حاجة زي كده، ممكن تحل عني بقا…، قالتها فاطمة بعصبية وهو تتحدث مع جاد عبر الهاتف.

فأتاها رده قائلاً:
_وهو دخول الحمام زي خروجه يا حلوة،لا انا لازم اقابلك،عشان ننهي الحوار ما بينا.

_مش هاجي واللي عندك اعمله، القت فاطمة جملتها تلك وانهت المكالمة، وقامت بحظر رقمه…

كان عز يقف بالنافذة، ينظر إلى الشرفة المقابلة له، منتظراً قمره ليطل ويمحو عتمة قلبه الحالكة.. ثوانِ معدودة وفتحت أبرار الشرفة فابتهج فؤاده، وابتسامة جميلة زينت محياه..

كانت أبرار تعلم بأنه ينظر إليها خلسة من بين ضلفتي النافذة، ولكنها لم تتوقع رؤيتة مباشرةً.
هتف عز بمرح كعادته:
_مساء الخير يا بربر..

_يادي النيلة على سنينا السودة، إيه بربر دي يابني آدم يا دبانة.. قالتها ابرار بحدة.

فأردف عز بحنق:
_دبانة يا ساتر يارب.

ارتفع صوت أحد النسوة أسفلهم وهي تنادي على ابنتها:
_ساندي ، يا ساندي، انتِ يابت قطيعة تاخدك يابعيدة..

فرت دمعة هاربة من أعين أبرار، وهي تشعر بالاختناق وعدم الضمير، تتذكر ساندي وخوفها، فكيف تمر عليها الليالي الآن يا تُرى؟.

راقب عز تعابير وجهها، واردف متعجباً:
_أبرار انتِ بخير؟.. معقول تكوني زعلتي، انا بس كنت بهزر معاكِ.

مسحت أبرار دمعها بطرف أصابعها واجابت بثبات:
_ولا حاجة يا عز انا بخير..

_لا مش مقتنع ليكي كام يوم بتقفي لوحدك هنا واتعيطي.

اجابت أبرار بمرواغة:
_انت مراقبني بقا.

هتف عز محتداً:
_أبرار انا مبهزرش قوليلي إيه اللي شاغل بالك، عشان اقدر اساعدك.

هتفت أبرار بعد صمت دام لثوانِ:
_أيوة يا عز انت الوحيد اللي هتقبل تساعدتي.

قال عز بتسائل:
_ده شكله الموضوع كبير..

واستطرد بعجل:
_انزلي تحت نتكلم.

هزت أبرار برأسها.. ومرت دقائق معدودة، حتى اصبحت تقف أمامه داخل العمارة..

صاح عز بتسائل:
_ايه اللي شاعل بالك قلقتيني.

ردت أبرار قائلة:
_انا هحكيلك كل حاجة..
وسردت عليه الأمر، وختمت حديثها تقول بغصة باكية:
_من يومها وانا مخنوقة دايما بفكر فالموضوع،وحاسة اني متكتفة ومش قادرة أعمل حاجة.

هدر عز وقد تبدلت ملامحه الهادئة لأخرى غاضبة:
_انتِ ازاي ساكتة كده أصلاً، ليه مابلغتيش باللي عرفتيه.

_لاني خفت، مش على نفسي بس، على البنت اللي اترمت في مستشفى المجانين، و أهلي خفت ليتأذوا، ولازم يكون معانا دليل.. صاحت أبرار في وجهه بنفس القوة.

فقال عز بتريث:
_من النهاردة انا هكون معاكي،وربنا يقدرنا ونظهر الحقيقة.

🌺لا إله إلا الله 🌺

أشرقت الشمس معلنة عن يوم جديد، كان سيد واقفاً على أعتاب منزله وبيده ظرف، قرأ محتوى الورقة ليلقي بالظرف الفارغ أرضًا،واستدار ليدلف للداخل،فقاطعه سؤال والدته:
_خير يا ابني،إيه الورقة اللي فأيدك دي.

غمغم سيد بوجه ممتقع:
_من المحكمة.

ضربت والدته مقدمة صدرها بيدها تقول:
_يامرك يا عايدة بيت والدك انخرب،وبت الأصول ضاعت.

_مفيش حاجة انخربت هو بس لو يسمع الكلمة ويخطف عيل من عياله ويخفيه ويرفع عليها قضية هتحرم وتتعلم الأدب.. قالتها منال التي اقتربت منهم.

فحدجتها عايدة بغير رضا، وبدلت نظرها لابنها تقول بتحذير:
_اوعك تعمل كده يابني، ده هيبقا بداية لطريق مسدود بينك وبين مراتك ام عيالك.

اردف سيد بغموض:
_انا عارف هعمل إيه كويس.

الفصل الخامس عشر
رواية باسم الحب
هدير ممدوح

حين أكتب عنكِ تنتهي كل الأحرف والكلمات
إلا من “اشتقت لكِ”.

هذا ما قرأته ملاذ على حساب عصام الشخصي على تطبيق الفيسبوك.. فهي علمت انه بالإضافة إلى عمله يجيد الكتابة.
ضمت الهاتف لصدرها دون ان تعي شيء، فهذا الشعور الذي استوطن قلبها اغلقت أبوابه عليه ولا تريد إخراجه، يكفي ان تشعر بالأمان، و الإهتمام وأخيراً الحب..

قاطعها صوت أبرار تقول:
_يلا يا ملاذ خلينا نمشي زي ما قولتلك هسيبك عند القاعة و هاخد وداد وامشي هي حابة تزور دار الأيتام.

ردت ملاذ بتذمر:
_مش عارفة هيحصل ايه يعني لو خلصت وجيت معاكم.

اردفت أبرار بتبرير:
_على ما تخلصي هيكون الوقت اتأخر مش هنلحق نروح أي مكان.

قالت ملاذ بعد تفكير دام لثوانِ:
_عندك حق، خلاص نبقا نروح يوم الجمعة.

_طاب يلا بينا..

هزت ملاذ رأسها على قول أبرار وامسكت حقيبتها وغادروا خلف بعضهم.

صوت طرقات عالية على الباب انتشلها من شرودها، وحزنها الذي أصبح ملازم لها..

دنت من الباب بتمهل وفتحته لترى أمامها “منال”

صاحت منال بوجهها وهي تدفعها وتدلف:
_ازيك يا ضرتي.

كظمت نداء غيظها وقالت بثبات:
_أهلاً.. خير يا طير.

وقفت منال أمامها تماماً وقالت وهي تبخ سمها كـ الأفعي:
_أصل أنا زوجة صالحة وجيت عشان خاطر جوزي، وهما كلمتين وماشية.

_انجزي.. قالتها نداء بحدة وهي تشيح وجهها للجهة الأخرى.

تبدلت ملامح منال لأخرى صارمة وهي تقول:
_زي الشاطرة تروحي تتنازلي عن المحضر، وإلا..

رفعت نداء حاجبها بغيظ تحثها على الاستكمال:
_وإلا إيه؟..

ردت منال قائلة:
_هتصحي تلاقي عيالك مش معاكي، وانتِ حرة بقا..

وكادت ان تمشي، فقبضت نداء على رسغها تقول:
_تعرفي اني مش مدايقة منك خالص، ولا حاقدة عليكي.

حدقت بها منال بتعجب..

فاستطردت نداء تقول:
_الغلط على جوزي مش عليكي، هو اللي سمحلك تدخلي بينا، مع انه كان عنده الخيار انه يصدك..

اردفت منال بتهكم وهي تبعد يدها عنها،ومالت عليها تقول بتهديد:
_خافي على عيالك بس.

وغادرت بعد قولها هذا…

استشاطت نداء من تهديدها المباشر، وامسكت بهاتفها، ورفعته إلى أُذنها منتظرة الإجابة..
ثوانِ قليلة واستمعت لصوت الأخر يقول بلهفة:
_نداء انا مش مصدق انك…

قاطعته بصوتً صارم محتد:
_انت ازاي تبعتها تهددني بعيالي، قسماً بالله ما هسكت وهطربقها فوق دماغك.

اردف بحدة مماثلة لنبرتها:
_مين دي اللي بعتها، قصدك ايه؟!

_لا ياشيخ هتعمل نفسك غبي ومش فاهم، ضرتي يعني هيكون مين..

قال سيد بتريث:
_طيب اهدي بس هي قالتلك ايه؟!

_أبقى اسألها، القت نداء كلمتها تلك واغلقت بوجهه المكالمة.

🌺اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺

أوصلت أبرار ملاذ أمام باب القاعة، و رآهم عصام فدنا منهم بترحيب وهو يحدق بـمن خطفت قلبه منذُ الوهلة الأولى:
_ازيكم يابنات عاملين إيه..

ردت أبرار في عجل:
_احنا بخير الحمدلله، أستاذ عصام ملاذ في امانتك لحد ما ارجع.

_في عيوني، روحي وانتِ مطمنة.. قالها عصام بلهفة..

فقالت ملاذ مغيرة مجرى الحديث:
_ هو انت مش مفروض تكون بتشرح دلوقتي.

أجاب عصام بجدية:
_ده وقت العملي وده على التيم..

اردفت أبرار قبل ان تغادر:
_يلا انتو ادخلوا، و انا همشي.

اومأت لها ملاذ برأسها.. وابتعدت هي عنهم

سارت ملاذ بجانب عصام وهم يدلفون للداخل.. كانت قاعة ذو مساحة واسعة جداً، أولها باب خارجي حديدي وردهة متسعة..

ومن الداخل باب أخر أمامه ثلاث درجات ليصلوا إليه..
خطو مع بعضهم الثلاث درجات، وعلى حين غفلة، فقدت ملاذ توازنها بعدما تزحلقت قدمها بمادة لزجة..

أسرع عصام بالإمساك بها، يد أسفل ظهرها تحاوطه ويداً حاوطت خصرها من الأمام ومال يتطلع بأعينها بعمق، غائبون عمن حولهم.

قاطعهم صوت شاب مردفاً بقلق:
_مستر عصام انت كويس؟.

انتفضت ملاذ مبتعدة عنه وهي تمسد على بطنها بحنو.

فوعى عصام لنفسه قائلاً:
_كويس يا عبدالله، ونظر لأسفل قدم ملاذ وقال محتداً:
_في حد كابب عصير قصب.. المهم انتِ كويسة.
هتفت ملاذ بما اشتهته نفسها فجأة وقالت سريعاً:
_انا عاوزة عصير قصب.

🌺 لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم🌺

كانت أبرار تسير على الرصيف، حتى ظهر فجأة من العدم عز، الذي قال من خلفها:
_الجميل ماشي وحده ليه؟.

توقفت مكانها ثابتة ووضعت يدها محل قلبها واستدارت تقول وهي تحاول كظم غيظها:
_يا أخي حرام عليك فزعتني، تعرف لو كنت دبانة كنت فعصتك بأيدي دول.

رد عز وهو يمد شفتاه بتذمر كالاطفال:
و أهون عليكي يا بربرتي..

اغمضت أعينها وهي تحاول كبح غضبها، وزفرت بعمق قائلة:
_هي وقعة منيلة انا عارفة، بس قولي إيه اللي جابك هنا؟.. مش اتفقنا هنتقابل قدام باب الملجأ!..

رد عز بجدية:
_لا ما انا قلت الحقك ونروح سوى.

_طيب يا سيدي امشي يلا، خلينا نوقف تاكسي .

مضى تقريباً نصف ساعة وهم بالسيارة، خلالها تحاشت أبرار النظر إلى عز الذي كان يجلس بجانب السائق من الأمام.. حتى وصلوا، ترجلت من السيارة وبيدها الأجرة؛ولكن أسرع عز بالدفع قبلها..

فقالت هي:
_كنت سبتني دفعت انا.

رد عز بحنق:
_ليه طرطور معاكي،عشان اخليكي تدفعي.

رفعت أبرار سبابتها بوجهه قائلة:
_عز طريقة كلامك مش بحبها

_ ولا يهمك بكرة تحبيها.. قالها عز بتهكم.

فرفعت كفها بستسلام تردد:
_ لا أنا زهقت منك، أقطع رحلتي.

أخفى عز ابتسامته وقال بجدية:
_انجري يابت قدامي بدل ما قطع رجلك.

دلفت أبرار بعدما القت إليه نظرة غاضبة تحذيرية.

وقفا بساحة الدار.. فأردف عز متسائلاً:
_ها، هنعمل إيه دلوقتي؟!

_متقلقش تعالي معايا.. قالتها أبرار وهي تخطو للأمام، حتى اجتمعت مع الأطفال واحاطت بهم؛ كي لا يشك أحداً .. مال عز عليها وقال ساخراً:
_احنا جايين نلعب مع العيال ولا إيه ياستي؟.

اردفت أبرار بخفوت:
_أهدى شوية ياعمنا، عملت كده عشان عمي محفوظ ما يحسش بأننا جايين نعمل حاجة، ونظرت لـ ريهام المنطوية عنهم واسترسلت:
_خليك هنا..

وقبل ان يتفوه عز بشيء تركته، فاتبعها بنظره ورآها تجلس بجانب فتاة، ومالت عليها تتحدث ببعض الكلمات، واستقاموا بعدها واقفين.

أشارت له بيدها، فذهب فوراً.. وقالت هي:
_يلا تعالى.

وخطا عز خلفها دون ان ينبس ببنت شقة.

توجهت ريهام لـ مكتب محفوظ..
وعز و أبرار اختبئوا خلف حائط، وما ان رآوا محفوظ يخرج ومعه ريهام..

حتى هتفت ابرار بعجل:
_يلا بسرعة..ودلفوا لمكتبه.

كانت غرفة ليست بمساحة كبيرة، طاولة خشبية خلفها كرسيه.. يعلوه بعد الأوراق وحاسوب..وقع نظر أبرار على خزانة خشبية صغيرة فمالت تبحث داخلها..

هتف عز متعجباً:
_يابنت الناس طاب افهم بدوري على إيه.

فرددت أبرار:
أكيد الدليل موجود في مكتبه على سي دي على فلاشة مش عارفه بس لازم نلاقيه

هز عز رأسه وقال:
_ تمام، تمام فهمت.

و أخذ عز يبحث في الإدراج وبين الأوراق، حتى توقفوا بعد دقائق قليلة وهم ينظرون لبعص بيأس..

وتسائلت أبرار في ضيق:
_يا ترى فين؟.

دار عز ببصره يتفحص الغرفة، حتى ثبت نظراته إلى ذلك الجهاز، وقال وهو يؤشر عليه:
ده..

نظروا لبعضهم ومن ثم ركضوا إليه، أمسكت أبرار بالاب توب، وحاولت فتحه ولكن دون جدوى فقالت بتردد:
_فيه فلاشة والحل الوحيد إننا ناخدها معانا.

قال عز بعجل:
_خرجيها بسرعة، ويلا..

سحبتها أبرار من مكانها، وفتحوا باب المكتب و خرجوا منه، وزفروا براحة..
و ما كادوا ان يتقدموا للأمام حتى رآوا محفوظ قادم، والذي اردف في ريب:
_اهلا يا بنت أخويا، إيه جاية تسلمي على عمك.

خبأ عز الفلاشة فجيب بنطاله، واردفت أبرار بقوى:
_لا جاية اتمشى في ملك الحكومة في مانع.

وهمت بالذهاب، فقبض على رسغها يقول محتداً:
_سؤال ومش هكرره واقفة قدام مكتبي بتعملي إيه؟.

رد عز بوعيد:
_صدقني لو مسبتش ايدها مش هعمل احترام إنك كبير وهقطعهالك.

عقد محفوظ حاجبيه بدهشة:
_ومين الحلو بقا..

اسرعت أبرار فالرد وهي تدفع يده عنها قائلة:
_جيت اقولك ابعد ابنك عمي، و خبطت على باب مكتبك ومفيش رد، وكنت همشي، وعز مش غريب عني.

هتف عز مقاطعاً حديثها:
_ابقى خطيبها…

🌹أستغفر الله الغظيم واتوب إليه🌹

صرخ سيد في وجه زوجته منال أمام والديه:
_عملتي اللي فدماغك وروحتي هددتي مراتي أم ولادي، وقلبتيها ضدي.

ردت عليه منال قائلة:
_ده بدال ما تشكرني هتعمل فيها راجل عليا..

لطمها سيد على وجهها وصاح عالياً:
_راجل غصباً عنك، وقعتيني في شر أعمالك خلتيني أبعد عن مراتي وولادي منك لله يا شيخة.

بتضربني يا سيد بتمد ايدك عليا، طاب واللهِ لسبهالك وامشي.. قالتها نداء بصوتاً عال

اردف سيد محتداً:
_في داهية، روحي ارجعي بيت أهلك لحريم اخواتك اللي كنتي عايشة زي الخدامة عندهم.

قالت منال بدهشة:
_انا ياسيد تطردني من بيتك و اتقولي كده.

_إيه فكرك محستش إنك كنتي عاوزة بس تخلصي من اللي كنتي فيه، ومالقتيش قدامك غير صاحبة عمرك اللي كانت فاتحالك بابها.

صاحت والدة سيد تقول:
_شيطانة خربتي بيت ابني منك لله يا شيخة.

جأر سيد بحدة:
_منال أخفي من وشي احسنلك .

ولجت منال للداخل سريعاً والدموع تتساقط على و جنتيها.

فاقتربت والدته تربط على كتفه قائلة:
_كويس إنك عرفت غلطك وندمان يا ابني.

_بس بعد إيه، بعد ما كل حاجة ضاعت مني..قالها سيدودموع الندم تتساقط.

اردف والده يقول:
_فايدك ترجع كل حاجة، طلق البنية دي و رد لمرتك كرامتها وبوس على دماغها هي وامها كمان.

قال سيد بلهفة:
_تفتكر هتوافق ترجعلي، وحتى لو وافقت هعمل إيه في منال وحقها.

ردت والدته بكيد:
_نطفشها لحد ما تطلب هي الطلاق..

جلس سيد على الأريكة خلفه وضم رأسه براحتيه، فتمتت والدته بحزن عليه:
_كان على إيه وجع القلب ده يا ولدي.

“سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ”

كانت قاعة مختلفة قليلاً عن باقي القاعات فهي من الداخل منقسمة كالغرف، ذو مساحة كبيرة، تحمل أكثر من مئة فرد، والاستيدج من الأمام..
بالخارج وتحديداً أمامها كانت تجلس ملاذ وتقبع أمامها طاولة صغيرة، خجلة مما فعلته، كيف لها ان تطلب منه شيئاً، ولما هو خاصةً؟.
سقطت دمعة من مقلتيها، وهي عازمة على غلق أبواب قلبها..
ومسدت على بطنها بحنو تقول:
_أنا وانت مكتوب لينا نعيش لوحدنا، مش عاوزين نتعلق بحد، مش عاوزة اخوض تجربة أنا مش قدها.

قاطع حبل أفكارها صوت أحدهم، وما كان إلا عصام الذي وضع أمامها كوب العصير كما طلبت، وقال بمرح:
_اجمل كوباية عصير، لأجمل أستاذة عندنا.

نكست ملاذ راسها أرضاً، وهتفت بخجل:
_حقيقي أنا آسفة مش عارفة طلبت كده ازاي.

سحب عصام مقعد كان بالقرب منه وجلس بجانبها يقول:
_وفيها إيه يا ست البنات اطلبي وانا انفذ.

رفعت ملاذ رأسها له وتسائلت في ريب:
_انت ليه بتتعامل معايا كده، انت عاوز توصل لإيه؟!

أضاف عصام بتبرير:
_ولا أي حاجة، أنا بس حبيت اساعدك، ولو وجودي مدايقك هقوم امشي فوراً.

هتفت ملاذ بلهفة:
_لا خليك..
بس العصير ده انا هدفع تمنه.

قال عصام مازحاً:
_إيه شغل الأطفال ده بقا..

ردت ملاذ بتذمر:
_يبقا خلاص انا مش هشربه.

اردف عصام مبتسماً على طريقتها:
_ياستي متزعليش أوي كده ابقي أعزميني، بكرة على عصير مانجا.

غمغمت ملاذ وقد تورد خدّاها خجلاً:
اتفقنا..

_إيه يا عصام مش تعرفنا مين القمر اللي قاعد جمبك ده.

نظروا هم الإثنين لهذا الصوت ليجدوا فتاة واقفة..

فبتسم عصام لمعرفتها قائلاً وبدل نظره لـ ملاذ يقول :
_ملاذ دي رشا، اتعرفت عليها من و انا فالكلية بنت طموحة وجدعة، ووقفت جمبي أول ما بدأت افكر فالكورسات كمان هي اختارت الإسم لشركتنا..

وتابع وهو يبدل نظره لـ رشا:
_ودي ملاذ يا رشا بتدي كورسات انجلش.

مدت رشا يدها بضيق وهي تصافحها:
_أهلاً.

_تشرفنا.. قالتها ملاذ باقتضاب.

لاحظ عصام فتورهم إتجاه بغضهم فقال محاولاً تلطيف الأجواء:
_اقعدي يا رشا، هحكيلك ازاي اتعرفت أنا وملاذ ببعض أول مرة، هتضحكي علينا.

شعرت ملاذ بضيق في صدرها وناراً مشتعلة فوقفت قائلة بصرامة:
_ هسيبك مع استاذة رشا، وواضح إنك ليك صحاب بنات كتير..

هتف عصام عالياً:
_ طاب العصير طيب مشربتيش منه غير شوية..
وصمت بيأس عندما رآها تتوارى عن أنظاره فقال بعمق:
_هكمله انا.

****************

_إيه اللي جابك ياسيد جاي تخطفلك عيل من عيالك عشان تلوي دراعي بيه..قالتها نداء بغضب وهي ترى سيد أمام شقتها واقفاً.

امتدت يده مقرباً رأسها يقبل جبينها في غفلةً منها وقال بندم:
_جاي أبوس راس مراتي، و أيدها كمان..

كاد ان يمسك بيدها فابعدتها سريعاً وهي تدلف للداخل،وتجلس على أقرب أريكة.

فولج خلفها وجلس على ركبتيه أمامها، وامسك بيدها قائلاً:
_خلاص هطلق منال، وهرجعلك تاني، وحشني الموز بلبن من ايدك، وكوباية العصير اللي بتستقبليني بيها وانا راجع من شغلي، وخشني اهتمامك الزايد، وغيرتك عليا..

قاطعته وهي تصرخ بوجهه:
_اهتمامي اللي كنت مسميه خنقة، أنت حتى كنت بتتكسف مني قدام صحابك، وانا اللي قيدالك صوابعي العشرة شمع، عمري قصرت معاك ولا مع عيالك في حاجة.

واغرقت دموعها وجنتيها وهي تشيح بوجهها للجهة الأخرى تقول:
_قوم يا سيد من هنا مبقاش في داعي لكلامك.

واضافت بتهكم:
_وقبل ما تسأل عن عيالك فين، اللي انت مسألتش عليهم ولا مرة فهما عند جدتهم.

استقام سيد واقفاً، ومال بجزعه وقبل جبينها بحب قائلاً:
_وسيد هيحارب الدنيا، عشان يرجع حبيبته من جديد..

ألقى جملته تلك على مسامعها وغادر، وانهارت هي باكية،بدموعاً مختلطة بين الفرح والحزن،من أثر كلماته.

🌺 صلي على محمد🌺

عادت أبرار مع ملاذ، وقد عاد عز قبلاً، بعدما استأمنته على الفلاشة..

وقفت أبرار أمام والدتها تقول برجاء:
_يا ماما وفيها إيه يعني، خليني أروح عشان خاطري.

اردفت نوال ببرود:
_عاوزاني اسيبك تقعدي معاه لوحدكم.

نفت أبرار برأسها قائلة:
_الست صباح هتكون موجودة واخته كمان، يعني مش لوحدنا.

أنا عارفة بحث إيه ده..قالتها نوال بحدة.

فإضافت أبرار بحنق:
_قولتلك يماما سألته عندك لاب توب عشان اعمل بحث، قال لا.. وبعدين كتر خيره جمع ليا واحد من زميله.

هتفت نوال بقلة حيلة:
_خلاص روحي يا ست أبرار، بس بعد كده فيه بحث في حاجة اعمليه فأي مكتبة.

قبلتها أبرار على وجنتيها قائلة بمرح:
_فُريرة يا أمي..

وهبطت للأسفل..

فتح عز الباب لـ أبرار وقالت هي فور رؤيتة:
_إيه جبت اللاب؟..

اضاف هو بمرح:
_كله تمام يا معلمة، ادخلي يلا..

جلست أبرار بالمقابل له، ودنت منهم صباح قائلة بابتسامة بشوشة:
_مساء الجمال على ست البنات كلهم.

ردت أبرار عليها:
_مساء العسل يا قمر انتِ.

_ها تشربوا إيه ياحلوين.. تسائلت صباح بهفوت.

فأجاب عز:
_فنجان قهوة من ايدك الحلوين دول.

واردفت أبرار:
_متشكرة يا طنط.

اجابت صباح بغيظ:
_طالما قولتي طنط هعملك قهوة سادة بقا.

ابتسمت أبرار قائلة:
_من ايدك عسل يا معلمة

ماشي يا بكاشة.. قالتها صباح وهي تدلف لمطبخها.
وفتح عز اللاب توب ووضع داخله الفلاشة قائلاً:
_قربي اقعدي جمبي هتشوفي ازاي كده..

_تمام.. قالتها أبرار وهي تجلس بجانبه بعدما افسح لها مكاناً.

رآوا بعض الملفات سوياً، ولكن ليس بها شيء..وفتحوا ذلك الفيديو،وانصدموا وهم يرون هذ المشهد أمامهم،نادر يحاول سحب الفتاة للداخل وهو يجذب ثيابها عنوة..

هتفت أبرار باكية:
_بس كفاية،حيوان ازاي قدر يعمل كده.

اغلق عز فوراً عندما صرخت به،وقال هو محاولاً تهدئتها:
_اهدي خلاص..

أزاحت أبرار دمعها فوراً، وتقدمت منهم صباح قائلة بمرح:
_قهوة سكر زيادة اهي.

وبدلت النظر بهم بعدما وضعتها أمامها قائلة في شك من أمرهم:
_في حاجه ولا إيه ياولاد؟.

اجابها عز قائلاً:
_ولا حاجة يا أمي..

قالت صباح بغير رضا:
_طيب هدخل انا أشوف عيال اختك و اسيبكم مع بعض.

اردف عز وهو يطالع ابرار بعدما غادرت والدته:
_ هنعمل ايه؟

_بكرة الصبح هنطلع على المركز، بس بعد ما تعمل حاجه هقولك عليها.

يتبع..

هستنى رأيكم؟!.
دمتم بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل